الصادق شورو ... مانديلا تونس

سنتحدث اليوم عن رجل في زمن عز فيه الرجال الذين قاوموا طغيان النظام التونسي وبطش الدكتاتور وعصابته وقاسوا نتيجة ذلك التعذيب والسجون لسنوات طوالا ولم يفت ذلك في عزمهم بل واصلوا الثبات على المبدأ رغم سياسة الترهيب والترغيب التي كانت متبعة طوال عقدين من الزمان.
سنتحدث اليوم عن مناضل أجمعت كل النخب السياسية المناضلة وكل المشارب الفكرية مهما اختلفت وتناقضت على انه كان شوكة في حلق الوصوليين والمنتفعين وكان بحق رجلا يستحق الاحترام من جميع التونسيين.
انه الدكتور الصادق شورو أقدم سجين سياسي في تونس المعاصرة أو منديلا تونس كما وصفه الدكتور منصف المرزوقي هو احد ابرز قادة حركة النهضة وكان رئيسا سابقا لها هذا الرجل المتحصل على دكتوراه في الكيمياء من كلية العلوم بتونس، ومدرس بكلية الطب بتونس في مادة الكيمياء وعضو بلجنة البحث العلمي في تخصصه بالمركز الجامعي للبحث العلمي بمنطقة برج السدرية في الضاحية الجنوبية للعاصمة تونس وعضو بنقابة التعليم للاتحاد العام التونسي للشغل.
كان الصادق شورو في بداية التسعينات من أكثر المناضلين انتقادا للنظام الذي اعتقله سنة 1991 وزج به في السجون بعد محاكمات صورية و كانت التهمة الموجهة إليه انه منتمي لحركة محظورة فلم يتبرأ الشيخ صادق من التهمة بل اعتبرها فخرا له ووساما على صدره وقال آنذاك جملته المشهورة أمام القاضي " النهضة كلمة طيٌبة كشجرة طيبة أصلها ثابت و فرعها في السماء تُأتي أٍكلها كل حين بإذن ربٌها" فكانت لهذه الجملة وقع الصاعقة على القاضي الذي حكم عليه جورا وبهتانا بعشرين سنة سجنا قضى الدكتور اثنتي عشر سنة منها في سجن انفرادي ولكم أن تتخيلوا أيها التونسيون أن يقضي إنسان أكثر من عقد من الزمن في زنزانة ضيقة باردة ظلماء لا يكلم احد ولا يكلمه احد مع التعذيب الجسدي والنفسي المتواصل من زبانية النظام.
وضع بعض المناضلين في نفس الموقف فلم يستطيعوا الاستمرار وانهاروا وكان من بينهم الدكتور المناضل منصف المرزوقي الذي سجن أربعة أشهر في زنزانة منفردة فأصبح يحدث نفسه وقارب على الجنون وبعد نجاح الثورة توجه المرزوقي إلى بيت شورو ليعرف كيف صبر هذا المناضل على تلك السنوات التي قضاها وحيدا وكيف تمكن من تجاوزها فكان رد الشيخ "انه الإيمان" ثم أضاف "لم أكن وحدي لقد كان القران خير ونيس لي ما جعل من ظلام السجن نورا" .
كرمه الدكتور احمد تجيب الشابي وة مية الجريبي في إحدى الاجتماعات الحزبية قبل الثورة وهو ما يحسب لهم واعتبروه مناضلا سجن ظلما وعدوانا وطالبوا بإطلاق سراحه لكن لا مجيب اثنت عليه سهام بن سدرين واعتبرته رجلا لا يمكن لك إلا أن تحترمه وتحترم تاريخه المشرف ورغم إطلاق سراحه قبل الثورة بأشهر أعيد الصادق شورو إلى السجن إلى أن تم تحريره نهائيا بعد نجاح الثورة .
لكن للآسف لم توفي الثورة إلى حد الآن حق هذا الرجل ونحن لا نعيب على المواطن العادي الذي عاش قطيعة مع نخبه المناضلة قطيعة كانت مخططة من النظام السابق ولكننا نلوم اليوم وسائل الإعلام التي تحررت ولو نسبيا من الرقابة المتسلطة كيف لها أن تتجاهل تاريخ هذا الرجل الذي لم يناضل من اجل منصب بل من اجل حرية كل التونسيين وبعد أن تحقق ذلك عاد إلى الأماكن التي احبها بيته ومسجده ولم يطلب منصبا سياسيا مثل الآخرين كيف يقهر وينسى هذا الرجل مرتين مرة في سجون النظام و مرة أخري في ثورة الحرية والكرامة التي كان من المفترض أن تكون بداية للتعريف بمعاناة المساجين السياسيين ولكن للسف في ظل التجاذبات السياسية الضيقة نسي المناضلون الحقيقيون.
تخيلوا لو أن هذا الرجل ناضل في جنوب إفريقيا هل تعتقدون أن التاريخ سيتذكر منديلا لا أتصور لكن للاسف هذه معاناة النخب الفكرية في تونس الحبيبة التي أهملت أبنائها البررة ولا اعتقد أن شورو ينتظر جزاءا او شكورا من احد لان ما قام به سيكون له اكبر الجزاء في دار الآخرة ولان ما قام به كان عن اقتناع وحبا لبلده ولدينه فهل سيتذكر التاريخ هذا المناضل ويعطيه حقه في السنوات القادمة نرجو ذلك ...
كريـــم بن منـــصور
سنتحدث اليوم عن مناضل أجمعت كل النخب السياسية المناضلة وكل المشارب الفكرية مهما اختلفت وتناقضت على انه كان شوكة في حلق الوصوليين والمنتفعين وكان بحق رجلا يستحق الاحترام من جميع التونسيين.
انه الدكتور الصادق شورو أقدم سجين سياسي في تونس المعاصرة أو منديلا تونس كما وصفه الدكتور منصف المرزوقي هو احد ابرز قادة حركة النهضة وكان رئيسا سابقا لها هذا الرجل المتحصل على دكتوراه في الكيمياء من كلية العلوم بتونس، ومدرس بكلية الطب بتونس في مادة الكيمياء وعضو بلجنة البحث العلمي في تخصصه بالمركز الجامعي للبحث العلمي بمنطقة برج السدرية في الضاحية الجنوبية للعاصمة تونس وعضو بنقابة التعليم للاتحاد العام التونسي للشغل.
كان الصادق شورو في بداية التسعينات من أكثر المناضلين انتقادا للنظام الذي اعتقله سنة 1991 وزج به في السجون بعد محاكمات صورية و كانت التهمة الموجهة إليه انه منتمي لحركة محظورة فلم يتبرأ الشيخ صادق من التهمة بل اعتبرها فخرا له ووساما على صدره وقال آنذاك جملته المشهورة أمام القاضي " النهضة كلمة طيٌبة كشجرة طيبة أصلها ثابت و فرعها في السماء تُأتي أٍكلها كل حين بإذن ربٌها" فكانت لهذه الجملة وقع الصاعقة على القاضي الذي حكم عليه جورا وبهتانا بعشرين سنة سجنا قضى الدكتور اثنتي عشر سنة منها في سجن انفرادي ولكم أن تتخيلوا أيها التونسيون أن يقضي إنسان أكثر من عقد من الزمن في زنزانة ضيقة باردة ظلماء لا يكلم احد ولا يكلمه احد مع التعذيب الجسدي والنفسي المتواصل من زبانية النظام.
وضع بعض المناضلين في نفس الموقف فلم يستطيعوا الاستمرار وانهاروا وكان من بينهم الدكتور المناضل منصف المرزوقي الذي سجن أربعة أشهر في زنزانة منفردة فأصبح يحدث نفسه وقارب على الجنون وبعد نجاح الثورة توجه المرزوقي إلى بيت شورو ليعرف كيف صبر هذا المناضل على تلك السنوات التي قضاها وحيدا وكيف تمكن من تجاوزها فكان رد الشيخ "انه الإيمان" ثم أضاف "لم أكن وحدي لقد كان القران خير ونيس لي ما جعل من ظلام السجن نورا" .
كرمه الدكتور احمد تجيب الشابي وة مية الجريبي في إحدى الاجتماعات الحزبية قبل الثورة وهو ما يحسب لهم واعتبروه مناضلا سجن ظلما وعدوانا وطالبوا بإطلاق سراحه لكن لا مجيب اثنت عليه سهام بن سدرين واعتبرته رجلا لا يمكن لك إلا أن تحترمه وتحترم تاريخه المشرف ورغم إطلاق سراحه قبل الثورة بأشهر أعيد الصادق شورو إلى السجن إلى أن تم تحريره نهائيا بعد نجاح الثورة .
لكن للآسف لم توفي الثورة إلى حد الآن حق هذا الرجل ونحن لا نعيب على المواطن العادي الذي عاش قطيعة مع نخبه المناضلة قطيعة كانت مخططة من النظام السابق ولكننا نلوم اليوم وسائل الإعلام التي تحررت ولو نسبيا من الرقابة المتسلطة كيف لها أن تتجاهل تاريخ هذا الرجل الذي لم يناضل من اجل منصب بل من اجل حرية كل التونسيين وبعد أن تحقق ذلك عاد إلى الأماكن التي احبها بيته ومسجده ولم يطلب منصبا سياسيا مثل الآخرين كيف يقهر وينسى هذا الرجل مرتين مرة في سجون النظام و مرة أخري في ثورة الحرية والكرامة التي كان من المفترض أن تكون بداية للتعريف بمعاناة المساجين السياسيين ولكن للسف في ظل التجاذبات السياسية الضيقة نسي المناضلون الحقيقيون.
تخيلوا لو أن هذا الرجل ناضل في جنوب إفريقيا هل تعتقدون أن التاريخ سيتذكر منديلا لا أتصور لكن للاسف هذه معاناة النخب الفكرية في تونس الحبيبة التي أهملت أبنائها البررة ولا اعتقد أن شورو ينتظر جزاءا او شكورا من احد لان ما قام به سيكون له اكبر الجزاء في دار الآخرة ولان ما قام به كان عن اقتناع وحبا لبلده ولدينه فهل سيتذكر التاريخ هذا المناضل ويعطيه حقه في السنوات القادمة نرجو ذلك ...
كريـــم بن منـــصور
Comments
94 de 94 commentaires pour l'article 35481