دكــــاكـيـن السيـــاســـــة

الكبت يولد الإنفجار وطبيعي أن تفرز عقود الدكتاتورية والقهر التي عاشتها تونس هذا الكم الهائل من الأحزاب
والحركات السياسية ... أكثر من 100 طلب تأشيرة استجيب لنصفها ومن النصف المتبقي ستحصل أحزاب أخرى بالتاكيد على تراخيصها... والمشكلة ليست في الكثرة وإنما في هذه الحركات والأحزاب التي لا تكاد تختلف عن بعضها البعض من حيث التسمية وأيضا من حيث الشعارات التي ترفعها والرجعيات التي تستند إليها.
والحركات السياسية ... أكثر من 100 طلب تأشيرة استجيب لنصفها ومن النصف المتبقي ستحصل أحزاب أخرى بالتاكيد على تراخيصها... والمشكلة ليست في الكثرة وإنما في هذه الحركات والأحزاب التي لا تكاد تختلف عن بعضها البعض من حيث التسمية وأيضا من حيث الشعارات التي ترفعها والرجعيات التي تستند إليها.
بعض هذه الأحزاب التي ولدت من رحم الثورة تضم مكاتبها التنفيذية ئلاثة أو أربعة أعضاء من نفس العائلة ... وبعضها الأخر لا يكفي عدد أنصارها لملء حافلة ... وفئة ئالثة تحس أن ما استغرقه البحث عن تسمية يفوق – زمنا- ما خصص لضبط برامجها وتوجهاتها.
عدا اسثناءات لا يتجاوز عددها «طزينة » تبدو البقية أشبه بالدكاكين السياسية التي لا يتجاوز حضورها نطاق عائلات باعثيها أو حومتهم في أفضل الأحوال .. ومثل هذه الأحزاب التي أحدثت على عجل حتى لا يفوت أصحابها على أنفسهم فرصة الولادة في زمن الثورة لن يعمر طويلا إذا تأخر المدد وتخلف السند... ولا غرابة ذلك أن بعضها لا يملك من المقرات غير محافظ أو بيوت أصحابها ولا يملك أصحابها من الأفكار والبرامج غير شعارات يحفظونها عن ظهر قلب ويرددونها كلما سمحت الفرصة فلا بدائل سياسية أو اقتصادية أو اجتماعية يقترحونها ولا برامج جدية وواضحة يعرضونها على الشعب الذي لا يمكنه استحضار أسمانها وأسماء مؤسسيها...
إحداث نسبة من هذه الأحزاب المستنسخة يدخل في باب تسجيل الحضور والطمع المفضوح في الدعم العمومي، الذي ناله البعض في عهد الرئيس المخلوع فوق الطاولة وتحتها... فمئات الملايين تسيل اللعاب وتبرر عند بعضهم الهرولة نحو إحداث دكان سياسي لا يكلف أصحابه شيئا... فالرخص متاحة ولا يهم إن تاه المواطن بين ثنايا هذه الدكاكين التي نبتت كالفقاع في كل حي وزقاق...
هي تخمة مرهقة للعقول والأذهان التي تحاول أن تبحث عن نقطة تلاق بين ما تعرضه هذه الدكاكين وما ينتظره الوطن ويحتاجه من مشاريع وبرامج كفيلة بتغيير واقع سىء وبتطوير إنجازات ومكاسب لا ينكرها إلا جاحد فلا تسمع غير عموميات وأفكار ضبابية ملاكة يجترها من أصبحوا بين عشية وضحاها قادة أحزاب وأساتذة سياسة يرددون جملا مركبة ويقدمون أفكارا غير متناسقة حينا ومتناقضة أحيانا.
لكن مهما تناسلت دكاكين السياسة وتوالدت فإن غربال الانتخابات لن يحتفظ منها إلا بما ينفع الناس ... أما الزبد فسيذهب هباء وسيكون مآل أغلب أحزاب المحافظ الإندثار.
الحسين ادريس


Comments
23 de 23 commentaires pour l'article 34244