مظاهرات القصبة : هل قال الشعب كلمته؟؟؟

قالت الجماهير التونسية كلمتها في مظاهرات عارمة إجتاحت ساحة القصبة مطالبة بإسقاط الحكومة المؤقتة في مشهد ذكرنا بمظاهرات 14 جانفي أمام وزارة الداخلية التي كانت حاسمة في خلع نظام جثم على قلوب التونسيين طوال 23 سنة "هذا ما يقوله بعض الراكبين على الأحداث" ولكن السؤال هنا هل أن تلك الجماهير تمثل كل الشعب؟
لا يمكن بأي حال من الأحوال أن تتجاهل الحكومة المؤقتة هذه الجماهير لأنها جزء من الشعب ولكن لا يمكن لتلك الحشود أن تدعي أنها تحضى بالأغلبية خاصة وأن هذه الحكومة "غير مرحب بها من طرف من يصورون أنفسهم دون دليل بأنهم أكثرية" تعترف دون خجل بأنها لا تجمع كل الأطراف وبأن لها فترة محدودة لتسيير أمور البلاد إلى حين إقامة إنتخابات ديمقراطية
من المشروع أن تتسائل تلك الفئة من الشعب حول أسباب تمسك الحكومة المؤقتة ببقائها مع أنها تستطيع حسم الأمر بسهولة وتزيل شكوك المشككين؟
لا يمكن بأي حال من الأحوال أن تتجاهل الحكومة المؤقتة هذه الجماهير لأنها جزء من الشعب ولكن لا يمكن لتلك الحشود أن تدعي أنها تحضى بالأغلبية خاصة وأن هذه الحكومة "غير مرحب بها من طرف من يصورون أنفسهم دون دليل بأنهم أكثرية" تعترف دون خجل بأنها لا تجمع كل الأطراف وبأن لها فترة محدودة لتسيير أمور البلاد إلى حين إقامة إنتخابات ديمقراطية
من المشروع أن تتسائل تلك الفئة من الشعب حول أسباب تمسك الحكومة المؤقتة ببقائها مع أنها تستطيع حسم الأمر بسهولة وتزيل شكوك المشككين؟
الجواب واضح وهو تخوف الجهات الرسمية من أن سقوط الحكومة من الممكن أن يؤدي إلى فوضى داخلية وعدم إستقرار سياسي وأمني سيؤثر على الإستقرار الإقتصادي الهش و مزيد تخوف المستثمرين الأجانب الذين يريدون وضعا مستقرا حقيقيا ليبدؤوا برنامج تنمية حقيقي
الشعب التونسي يتفهم هذه الظروف والمصاعب لذلك تجد الكثيرين يدعون إلى التهدئة وعدم الإنجرار وراء من يريد كسب بعض الأصوات في اللعبة الديمقراطية القادمة على حساب مستقبل البلاد

لا يجوز إتهام الحكومة بأنها إمتداد للنظام المخلوع ففيها أطراف ساهمت دون شك في الثورة وقد تحدثوا حين صمت الكثيرون كما أن تاريخهم النضالي يشهد بذلك ولا يقبل المزايدة وهم صمام أمان حقيقي إن بقيت الحكومة إلى حين الإنتخابات ويمكن لهذه الأطراف حل المشكلة بكل هدوء وذلك بالقيام بخطوات تزيل الشكوك وتزرع الثقة في نفوس المتخوفين منها مثلا الدفع نحو حل مجلس النواب ومجلس المستشارين الحالى وإنشاء مجلس تأسيسي يضم كل الأطياف وتغيير الدستور والدفع بإستقالة بعض الوزراء غير المرغوب فيهم وهو أمر وارد وغير بعيد ولكن يحتاج إلى موافقة كل الشعب وليس طرف معين تظاهر أمام القصبة
من الطبيعي أن يزداد إصرار البعض تمسكا بمطالبهم خاصة وأن التجربة المصرية إرتكزت على القيام بخطوات تعنيهم وحدهم كحل مجلس الشعب وإنشاء دستور جديد للبلاد ولكن هذا الأمر لا يعني إستنساخ الوضع المصري في تونس دون تفهم لآختلاف الأرضية السياسية في كلا البلدين ليصل الحد من بعض المتهورين إلى المطالبة العلنية بسجن كل الوزراء وحتى إعدامهم وللعلم فإن مصر فيها حكومة إنتقالية كل أعضائها لهم صداقات بشخص مبارك كرئيس الوزراء أحمد شفيق
لماذا الإستعجال مادامت الإنتخابات القادمة سترشح من هو الأقدر على قيادة البلاد ولا يمكن لبضعة آلاف أن تفرض رأيها على الملايين الصامتة التي تنتظر صناديق الإقتراع لإثبات من هم الأكثرية
كريـــــــــــــــم
Comments
25 de 25 commentaires pour l'article 33173