الحرقة متواصلة رغم الثورة

"الحرقة" أو الهجرة غير الشرعية المشكلة القديمة الجديدة تتفجر هذه الأيام لتعلن عن أزمة عميقة مازال يعيشها شبابنا المعطل عن العمل أزمة ثقة في مستقبل يعتبرونه غامضا غموض مستقبل البلاد
الآلاف من شباب الثورة لم يجدوا سبيلا سوى اجتياز الحدود خلسة انطلاقا من سواحل جرجيس وقابس و صفاقس معتمدين قوارب مهترئة منهم من قبض عليه قبل مغارته البلاد ومنهم من اعتقلته قوات الحرس البحري الإيطالي من بينهم أربعة آلاف"حارق" اعتقلوا في جزيرة "لمبدوزا" خلال الأربعة أيام الأخيرة فقط ناهيك عن الضحايا الذين لقوا حتفهم غرقا في الأعماق قبالة السواحل أو ماتوا جوعا وعطشا بعد أن تاهوا في البحر
مشكلة "الحرقة" هي من المشاكل الكثيرة التي خلفها النظام المخلوع ولم يجد لها حلا بل يمكن أن نقول أنه كان سببا في تفاقم هذه المشكلة لأنه المسئول عن الفساد والسرقات التي فاقمت من البطالة ومن التدهور الاقتصادي مما قتل في هؤلاء الشباب الأمل في حياة كريمة داخل تراب الوطن وبقي اعتماد هذا النظام على الحلول الأمنية التي أخفقت في كبح جماح الشباب المعطل عن العمل والحالم برفاهية العيش في أوروبا وتحقيق آمال منعوا من تحقيقها في تونس
الآلاف من شباب الثورة لم يجدوا سبيلا سوى اجتياز الحدود خلسة انطلاقا من سواحل جرجيس وقابس و صفاقس معتمدين قوارب مهترئة منهم من قبض عليه قبل مغارته البلاد ومنهم من اعتقلته قوات الحرس البحري الإيطالي من بينهم أربعة آلاف"حارق" اعتقلوا في جزيرة "لمبدوزا" خلال الأربعة أيام الأخيرة فقط ناهيك عن الضحايا الذين لقوا حتفهم غرقا في الأعماق قبالة السواحل أو ماتوا جوعا وعطشا بعد أن تاهوا في البحر
مشكلة "الحرقة" هي من المشاكل الكثيرة التي خلفها النظام المخلوع ولم يجد لها حلا بل يمكن أن نقول أنه كان سببا في تفاقم هذه المشكلة لأنه المسئول عن الفساد والسرقات التي فاقمت من البطالة ومن التدهور الاقتصادي مما قتل في هؤلاء الشباب الأمل في حياة كريمة داخل تراب الوطن وبقي اعتماد هذا النظام على الحلول الأمنية التي أخفقت في كبح جماح الشباب المعطل عن العمل والحالم برفاهية العيش في أوروبا وتحقيق آمال منعوا من تحقيقها في تونس
وبعد نجاح الثورة اعتقدنا بأن هذا النزيف يمكن أن يتوقف اعتقادا منا بأن انتفاضة الشباب ستجب ما قبلها وستمحو سنوات الفقر والحرمان لكن توقعاتنا كانت خاطئة فالنزيف تواصل وبأكثر حدة مستغلة الغياب الأمني والفوضى ليطرح هذا الأمر عديد التساؤلات عن سبب هذه الأمواج المتدفقة من المهاجرين غير الشرعيين رغم تغير الأوضاع؟

الجواب كان سهلا وواضحا من أحد المهاجرين المقبوض عليهم عندما صرح في الموقع الاجتماعي "الفايسبوك" بأن "قرارنا بمغادرة البلاد بهذه الطريقة كان هروبا من الواقع المرير ومن مستقبل مجهول ليست لنا أية فرصة في أن نكون جزآ فاعلا فيه فالبطالة مرتفعة والكل يريد تحقيق مصالح مادية أو سياسية ضيقة على حسابنا الكل يريد الترسيم وزيادة في الأسعار ونحن المعطلون المهمشون عن العمل آخر من تفكر فيهم الحكومة رغم أننا وقود الثورة لقد عقدنا العزم على الرحيل أوروبا هي الحل وتونس ليست فرنسا مهما حدث"
تصريح هذا الشاب يبين ما يعيشه مشعلو الثورة اليوم فبعد أن عاشوا الحرية و الأمل في مستقبل أفضل أحبط مستغلو الفرص من محبي الزيادات والوصوليين هذا الحلم و شككوا في نجاح الثورة وقدرة الشباب في الاندماج بسبب أنانيتهم
على الحكومة الانتقالية اليوم والحكومة المقبلة المنتخبة ديمقراطيا أن تضع حدا لتجاوزات محبي الزيادات وطلاب الترسيم وأن تلتفت للشباب المعطل الذي أصبح خياره الآن إما أن يحرق نفسه أو يغادر خلسة بلاده بطريقة "الحرقة"
كريـــــــــــــــــم
Comments
13 de 13 commentaires pour l'article 32801