ثنائية الدولة أو الفوضى

<img src=http://www.babnet.net/images/5/kasbahrgueb.jpg width=100 align=left border=0>


من الطبيعي جدا عند سقوط أي نظام قمعي على يد ثورة مجيدة أن تنتشر بعض من مظاهر الفوضى الوقتية مع انفلات أمني وتجاوزات تحصل نتيجة الفراغ الأمني الذي يسببه غياب أجهزة الشرطة ومن الطبيعي كذلك أن تتكون بعد سقوط أي نظام حكومة مؤقتة تعمل على الأخذ بزمام الأمور لكي لا تتواصل هذه الفوضى ولإعادة الأمن والاستقرار وملإ الفراغ الأمني والسياسي ولكن من غير الطبيعي ومن غير المقبول أن تكون أغلبية أعضاء هذه الحكومة المؤقتة من شخصيات كانت رموزا زمن النظام السابق استولت على الوزارات السيادية دون اعتبار لرأي الشعب الذي قام بثورة عظيمة يشهد بها العالم ومازالت تأثيراتها تتجسد في محيطها
من الغريب فعلا و بعد انتصار الثورة أن تتواصل سياسة التخويف التي اتبعها رأس النظام السابق ضد الشعب التونسي قبل سقوطه لكن يبدو أن الشباب قد تشبعوا من معاني الحرية التي أطلقوها وأصروا أن يتموا ثورتهم وأن ينظفوا حتى النخاع عصابات الفساد والقمع التي نهشت أجهزة الدولة ويتحمل بعض الوزراء الذين كانوا في الحكومة المؤقتة نتائجها
تخويف الشعب من الفراغ و الفوضى لن تقنعه فهو متعود على مثل هذه الخطابات الممزوجة بالتهديد من جهة والتوسل من جهة أخرى وهو أصلا لم يقتنع بخطاب بن علي قبل هروبه وهاهو الوزير الأول محمد الغنوشي يستجيب لمطالب المتظاهرين في القصبة ويقوم مجبرا بتغيير بعض الأسماء المشبوهة وتعويضها بشخصيات مستقلة وذات كفاءة إلى حين انتخاب حكومة وافق عليها أغلبية التونسيون وهدأت من غضب المتظاهرين

من حق المتظاهرين الذين تحملوا آلاف الكيلومترات للوصول إلى القصبة في مسيرة الحرية والكرامة أن يطالبوا بتغيير أسماء كانت ضالعة في تركيز الاستبداد وساهمت بشكل كبير في الإساءة للشعب الذي عان الأمرين طوال 23 سنة من القمع والعذاب



ترهيب المتظاهرين بدعاية الفوضى والفراغ ومخاطر انهيار اقتصاد الدولة لم ينفع أطراف معينة كانت موجودة داخل الحكومة كما لم ينفعها محاولات بث الفرقة بين المتظاهرين ونشر الجهويات بينهم وبين سكان العاصمة الذين قاموا بالمستحيل لمساندة قافلة الحرية على مواصلة التظاهر كما لم تنفع محاولات شراء الذمم بدنانير بعض من يريد الالتفاف على مطالب الأحرارثنائية الدولة أو الفوضى
تغيير بعض الأسماء داخل الحكومة أثبت دون شك بأن الشعب هو الضامن الوحيد لقيام ديمقراطية حقيقية وعدم الالتفاف على المطالب المشروعة لذا فإن تخويف التونسيين بالفوضى والفلتان الأمني لن يجدي نفعا وكما قال الوزير محمد الغنوشي إن هذا الشعب تعلم كيف يدافع عن حقوقه وكيف يحاسب الحكومة
على كل حال القرار الأخير بإبعاد بعض الوجوه هو أمر ضروري وحكيم لتهدئة الشارع وهو ما حصل فعلا حيث عبر بعض المتظاهرين عن تأييدهم لقرار الحكومة الأخير إضافة إلى بعض الهياكل الأخرى كالإتحاد العام التونسي للشغل الذي أكد أن التغييرات الجديدة هي خطوة في الطريق الصحيح
لذا فإن الفوضى غير واردة بل الوارد الآن هو بناء دولة حرة قائمة على التعددية السياسية وعلى احترام إرادة شعب سيبني بالتأكيد أولى الديمقراطيات العربية وعلى الجميع الآن حكومة كانت أو معارضة تحمل مسئولية بناء مستقبل مشرق للشعب التونسي

كريـــــــــــــم



Photo Credits: TAP


Comments


3 de 3 commentaires pour l'article 32355

باردو  (Germany)  |Dimanche 30 Janvier 2011 à 00:14           
الغنوشي كذاب و لا نصدقه لأنه كان يعمل مع شين الفاسقين بن علي ولم يصدع بالحق ولو مرة واحدة فهو كان يرى الفساد و السرقة و الغش و لم تتحرك له ساكنة لتونس أو لشعبها فهل الأن أصبح يريد لها الخير ؟؟؟
و الفوضة كانت موجودة من وقت الهالك بورقيبة و زميله الشين فقد همشوا الشعب و زعزعوا له أُسسه و مفاهمه و عرقته و أصالته و تفريق كتلته إرتكازا على دولة بوليسية قمعية بثت الرعب في نفوس عامة الشعب فحسبي الله و نعم الوكيل , فالإستقلال من الإستخراب الفرنسي أتو به رجال و لكن لم نتمتع به لسطو بورقيبة له و أنتهز فرصة حب الناس للوطن و للتقدم فذهب بها يمينا و شمالا حتى أسقطها في الحضيض الفكري و الإجتماعي و بعده أغتنم شين الفاجرين الفرصة لكراهة الشعب لبورقيبة
و تصرفاته المنحرفة عن أصل و عراقة التونسيين فأنقلب عليه و زعم انه سوف يوفر للشعب الحكم العادل و الشفافية و الإستقرار و الطمأنينة فعادت الطمأنينة في نفوس الشعب بالخطب الرنانة و الجوهرية فانخدع به و لكن ما لبث أن أغتر بالجاه و السلطان و حسب الشعب عبيده و هو ربهم هم يعملوا و هو يتحكم في مالهم و حتى في معتقداتهم و املاكهم و احيانا حتى في نسائهم من طرف عائلته و الله المستعان ولكن و لله الحمد فاق الشعب و غضب و أستفق من السبات العميق رغم الذل و الهوان و
الخوف و الرعب الذي بثه في نفوسهم لم يبالي بالموت و لن ينخدع إن شاء الله فلقد بانت نواياكم الله كشفها لنا فلن تخدعونا و نحن لكم بالمرصاد إن شاء الله ما حيينا و الله غالب على امره

منصور القفصي  (Germany)  |Samedi 29 Janvier 2011 à 20:36           
أولا أريد أن أحيي مأسدة الرجال المعتصمون في القصبة والذين أسسوا لثورة تحرير تاريخية بدؤوها من سيدي بوزيد ومنزل بوزيان والرقاب وتالة والقصرين ووصلت موجاتها التسونامية لكل الدول العربية حتى زلزلت عرش الكيان الصهيوني اللقيط وأرعبت أمه أمريكا ملكة الزنا
وحقيقة كم هو رخيص ودنيئ أمر شرذمة الأوباش الذين يتغنون بالثورة و يهينون في من أشعلها ، وها قد أثبتت الشرطة التونسية (كبابيل بورقيبة) مرّة أخرى بأنها شرطة قذرة وحقيرة ولا تتعلم أي شيئ من دروس الماضي وكأن من يسيّرها يريد أن يدفع بالبلاد للغرق في بحار الدكتاتورية مرّة أخرى مستغلا في ذلك جهل بعض الرويبضة وأشباه الرجال الذين يصفون في مشعلي الثورة ومهنديسيها بالغوغاء و بالجهل السياسي و كأن المتظاهرين يتظاهرون في بيوت نومهم .
ألا قطع لسان كل من يسيئ لرجال تونس وكسرت يد كل من يحاول الإعتداء عليهم سواء من الشرطة أو من خنيثي التجمع لعنهم الله

Aloulou  (Kuwait)  |Samedi 29 Janvier 2011 à 19:36           
Ou est l ordre et la police dans les gouvernerats c est l anarchi total pillage .... ou est le gouvernement c est un nouveau irak ou quoi


babnet
*.*.*
All Radio in One