وأخيرا ... تونس في نشرات الأخبار

ملاحظة لابد منها: الرجاء قراءة المقال كاملا وبعناية....وشكرا
طالما استاء الكثيرون من عدم ظهور اسم بلدنا العزيز في العناوين الأولى لنشرات الأخبار العربية والعالمية فلا قتلى ولا جرحى ولا اعاصير ولا زلازل ولا فيضانات بينما في المقابل كانت أسماء الدول الأخرى تتواتر بشدة وتنذر بمصائب كبرى تقع على رؤوسها يستبشر بها المتفرجون علهم يجدون بعض الاثارة والمتعة في نشرات مملة كثيبة في العادة
طالما استاء الكثيرون من عدم ظهور اسم بلدنا العزيز في العناوين الأولى لنشرات الأخبار العربية والعالمية فلا قتلى ولا جرحى ولا اعاصير ولا زلازل ولا فيضانات بينما في المقابل كانت أسماء الدول الأخرى تتواتر بشدة وتنذر بمصائب كبرى تقع على رؤوسها يستبشر بها المتفرجون علهم يجدون بعض الاثارة والمتعة في نشرات مملة كثيبة في العادة
هذه الأيام صار بامكاننا ان نفرح ونسعد فقنوات العالم أجمع تتحدث عنا وعن الاضطرابات التي تشهدها بلادنا الكثيرون منتشون بظهور اسم بلدنا في العناوين الاولى للنشرات الاخبارية وجدنا اخيرا من يتحدث عن مصائبنا ينقل بعضهم بكل اصرار ما وصلنا اليه من فوضى ويصور الأمر على انها مصيبة كبرى عصفت بالبلاد والعباد
خرج البعض من حجورهم يباركون "الانتفاضة" مستعدين لدخول البلاد آمنين من جديد بعد ان طردوا منها في السابق، طلعوا علينا على شاشات قنوات يسبب اسم تونس لها بعض "الحساسية" يرغبون دائما في بث بعض الفوضى التي قد تعيد احلامهم وطموحاتهم في السلطة الى الواجهة بعد ان فقدوها او كادوا
في خضم كل هذا كان اعلامنا نائما كالعادة صحف نشرت الخبر لشاب حرق نفسه, الولاية نفت الخير تماما , بينما انبرت اخرى تجمل الواقع وتؤكد ان الفوضى سببها حادثة فردية منعزلة بينما الواقع يؤكد ان بشاعة الحادثة تأتت من ظروف الشاب وبشاعة ما سبقها عندما استمتعت احداهن من اعوان البلدية بصفع الشاب محمد البوعزيزي بينما تكفل اخرون بمهمة ركله في ضروب من الذل والاهانة صار معها الجسد بلا قيمة فصب جام غضبه عليه حرقا
أرهقته البطالة وزاد هؤلاء في مصيبته باهانته وممارسة الاذلال على جسده فلم يجد غير النار علها تداوي كرامته المهدورة فخرج الكثيرون للشارع طبعا البعض منهم من هواة الشعارات الرنانة واللعب على الاحداث وزيادة جرعات الفوضى والبعض الاخر من محبي ممارسة الثورات عبر التكسير والحرق والتدمير بانواعه اضافة الى نفس الوجوه التي احترفت النضال المقنع

نام اعلامنا وحاول التعتيم على الخبر واتباع اسلوب النعامة الذي لم يعد يجدي نفعا فالانترنيت موجودة والفايسبوك لا يغمض له جفن والسكوت عن الحادثة وعن الاضطرابات التي تشهدها البلاد لن يزيد الأمر الا سوء وستخرج الامور عن السيطرة خاصة وان اعلامهم يمتلك من البهرج وادوات الاثارة والتأثير ما يجعل الكثيرين متأثرين بخطابهم ينتظرونه على احر من الجمر حتى صرنا نرى هموم بلادنا يعيون الاخرين عوض رؤيتها بعيوننا
سقط بعض الوزراء والولاة والمسؤولين وحتى الأعوان البلديين تباعا بقرارات رئاسية وعم الخوف والفزع في اداراتنا العمومية التي طالما غلبت عليها العقلية البيروقراطية ونخرها الفساد والمحسوبية و"الاكتاف" ولم يسلم وزير الاتصال من هذه القرارات الرئاسية العاجلة والتي وضعت بعضا من الأمور في نصابها وتم تعويضه في خطوة شجعت وسائل الاعلام على نزع قناع التعتيم واخرهم قناة نسمة التي قدمت خطابا مباشرا بعيدا عن اللغة الخشبية والبهرج السياسي في حصة وضعت الكثير من النقاط على الحروف وحاولت تشخيص أمراضنا بعناية وصدق فصفق لها جميع من شاهدها لتطيح بتلك النشرة المغاربية البائسة التي يتم من خلالها شيطنة كل ماهو مغاربي
هكذا نحن نريد من اعلامنا ان يتحدث عنا وبلغتنا وعبر وسائلنا لا نريد من احد ان يمارس وصايته علينا وتونس تبقى فوق الجميع لا مجال فيها للفوضى والتخريب باسم النضال الوهمي والشعارات الرنانة التي استهلكت بمرور الزمن نحتاج لجرعات كبيرة من الاصلاح الاداري والطبقي والى مادة اعلامية تحترم عقولنا وهمومنا وتسعى لمعالجتها حتى لا نلتجأ مجددا لاعلامهم كما يقول المثل التونس "يبقى زيتنا في دقيقنا"....
حمدي مسيهلي
Comments
38 de 38 commentaires pour l'article 31682