شخـــــــــصية الــــتونسي

"الشخصية التونسية لا تملك المبادرة ولا الجرأة ولا هي قادرة على التغيير والخلق وإنما هي استمرارية في عديد الأبعاد والمستويات وهي لا تتوفر على كفاءات ذاتية شخصية استثنائية تؤهلها لمواجهة مقتضيات القرن ال 21 وخاصة إذا ما قورنت بشخصية الياباني أو الألماني مثلا كما أنها شخصية ضعيفة المبادرة قليلة التحفز للعمل والإنتاج"
هذه الفقرة ليست من بنات أفكاري ولا محاولة لتفريغ غضبي تجاه شخص ما ولا أتصورها محاولة من قوى أجنبية لبث الشك فينا وبعثرة كرامتنا أرضا أو زعزعة احساسنا بهيبتنا.بل هي ما توصل اليها كتاب صدر حديثا للأستاذ التونسي المنصف وناس بعنوان " الشخصية التونسية (محاولة في فهم الشخصية التونسية )" عبر دراسة استمرت من 2003 الى 2008 أين بدأ تحرير هذه المادة الهامة ونشرت جريدة الصباح مقتطفات من الندوة الصحفية التي تم خلالها تقديم الكتاب وتوقيعه
هذه الفقرة ليست من بنات أفكاري ولا محاولة لتفريغ غضبي تجاه شخص ما ولا أتصورها محاولة من قوى أجنبية لبث الشك فينا وبعثرة كرامتنا أرضا أو زعزعة احساسنا بهيبتنا.بل هي ما توصل اليها كتاب صدر حديثا للأستاذ التونسي المنصف وناس بعنوان " الشخصية التونسية (محاولة في فهم الشخصية التونسية )" عبر دراسة استمرت من 2003 الى 2008 أين بدأ تحرير هذه المادة الهامة ونشرت جريدة الصباح مقتطفات من الندوة الصحفية التي تم خلالها تقديم الكتاب وتوقيعه
والناظر مليا الى خصوصيات ممارساتنا الاجتماعية لا يستطيع الا مباركة هذه الدراسة فعقلية "مسمار في حيط" مكتسحة لعقول الغالبية العظمى فلا رغبة موجودة في التميز او الابداع وتبقى الغاية الحصول على مرتب شهري مما يجعل الاضافة والخلق مفقودين تماما اضافة الى الرضاء بما قسم وعدم العمل على بذل مجهود اكبر والاعتماد على عقلية "التكركير" والتكاسل
فمقاهينا مكتملة العدد واحيانا تفيض بروادها ممن يرتادونها أحيانا لثلاث واربع مرات في اليوم وولا يكتفي هؤلاء ببعض الدقائق لارتشاف قهوة والمغادرة بل لا يبارحون كراسيهم الا وقد مرت الساعة تلو الساعة وتغلب علينا الاستكانة والرغبة المستيمتة في تضييع الوقت هباء غير عابئين بقيمته بل والتندر بمن يستميتون في اداء عملهم
أما موظفونا فحدث ولا حرج فمن المسؤولين الى الموظفين العاديين لا مجال الا للقيام بما هو مطلوب فقط اذا تم القيام به أصلا ويعتبر الموظف المتميز أو القادم بأفكار جديدة أو ثورية شاذا عن السرب ومعرضا في اي وقت للعرقلة ممن اختاروا الكسل والجمود مبدئا وننظر دائما الى العامل المتحمس او الطالب الجدي نظرة دونية مع انتشار عقلية "مازال نافح" حيث يجابه المتميزون بازدراء وتململ في غياب تام لرغبة حقيقية في المنافسة الشريفة ومضاعفة المجهود والاكتفاء بمحاولة وضع العصا في العجلة

وتضيف الدراسة أننا مجتمع غريب فيه ممارسات من اللامبالاة وعدم الاكتراث بالظواهر والتواطؤ مع السوء وان الإحساس بالمواطنة يحتاج إلى حزمة من الإجراءات ترد المواطن عن الاستقالة والمثقف الذي يطالب بالديمقراطية عن عدم السماح بها لغيره وعن رفض النقد حتى الأكاديمي منه وطلعا حدث ولا حرج عن العنف اللفظي والمادي الذي تغلغل في شخصياتنا وانعكس على مجتمعنا
وهذا ما نستشفه من عقلية "اخطى راسي واضرب" في ضرب من الأنانية المتطرفة اضافة الى عدم المام المواطن بواجبات مواطنته وحقوقها وازدراءه احيانا لها والرغبة في التنحي عن حملها الثقيل كما أننا ننصر أحيانا كثيرة الظالم على المظلوم ضعفا أو خيفة من قول الحق ورغبة في عدم تحمل اي نوع من المسؤولية وللمفارقة دائما ما نطالب بحرية التعبير وديمقراطية الفكرة والممارسات ولكننا متحفزون دوما لكل ما يخالفنا الرأي نكيل له التهم والسباب ونرفض شتى أنواع النقد رغم أننا نتلذذ دوما بنقد الاخرين
وتأتي هذه الدراسة لتلخص ما ينتاب هذا المجنمع من امراض متراكمة يبدو بعضها عضالا لا أمل في شفائه رغم الصمت الذي يلفها ورغبتنا المستديمة في تناسيها وتجاهلها واقناع أنفسنا بأننا سائرون على درب التقدم واحيانا نضاهي انفسنا بمجتمعات اخرى ذهبت اشواطا في التطور والتقدم بينما نحن قانعون لا نعرف للمبادرة طريقا ولا للوقت قيمة.لا نجيد الا لعن الظروف وتعليق احباطاتنا وسلبيتنا وجمودنا على شماعة القضاء والقدر..مسكين هذا القدر.
« L'avenir appartient aux audacieux, il appartient à ceux qui cherchent, qui prennent des risques... qui assument le risque de tomber et qui se relèvent toujours de leurs épreuves
[Raymond Vincent]
حمدي مسيهلي
Published 03/12/2010
Comments
64 de 64 commentaires pour l'article 31148