النشل في وسائل النقل العمومي: منظومة متكاملة

الكثير منكم حين يقرأ عنوان المقال من دون شك سيتعجب من موضوعه بل من الممكن أن يعتبره ثانويا هامشيا لا يستحق كل هذا الاهتمام ولكن عند مشاهدة برنامج في دائرة الضوء الذي ناقش موضوع إدماج المساجين في الحياة العامة وخاصة مداخلة الدكتور في علم الاجتماع "سامي نصرة" ستنكشف له الحقيقة المرة وهي استفحال ظاهرة السرقة والنشل في وسائل النقل العمومية و المنظومة المتكاملة والدقيقة التي يعتمدها النشالون في القيام بجرائمهم

الدكتور سامي تحدث عن تجربة شخصية مر بها في فترة قيامه برسالة الدكتوراه التي تناولت هذه الظاهرة حيث أجرى لقاء مع أحد المسجونين من ذوي السوابق ومن أصحاب الخبرة في ميدان النشل والسرقة حيث يحمل سجله العدلي 17 جريمة من هذا النوع

الدكتور سامي تحدث عن تجربة شخصية مر بها في فترة قيامه برسالة الدكتوراه التي تناولت هذه الظاهرة حيث أجرى لقاء مع أحد المسجونين من ذوي السوابق ومن أصحاب الخبرة في ميدان النشل والسرقة حيث يحمل سجله العدلي 17 جريمة من هذا النوع
وكشف هذا الشخص للدكتور أسرار هذه المهنة غير الشريفة ومنها أن عمليات النشل من المستحيل أن يقوم بها شخص واحد بل مجموعة من الأفراد المحترفين وعندما يصعد أفراد هذه المجموعة في إحدى وسائل النقل العمومية يبدأ تنفيذ الجريمة حيث يجلس أحد النشالين بجانب قاطع التذاكر يطلق عليه اسم"أنديكة" وحين يدفع المواطن معلوم التذكرة يتضح لهذا العضو في عصابة النشل مكان الأموال ليخبر بها رفقاءه في العملية عن طريق شيفرة معينة يفهمها أصحاب الاختصاص فكلمة "سطح" تعني أن الأموال في الجيب الأمامي أما كلمة "واد" فتعني أن الأموال في الجيب الخلفي
وبعد الانتهاء من العملية يتم توزيع الغنيمة بالتساوي على الجميع وفي حال تم القبض على أحد أفراد هذه المجموعة فإنه يتحمل مسؤولية الجريمة وحده لكي يضمن حصوله على نصيب من المسروق
طبعا إلى هذا الحد لم تنتهى القصة حيث أكد الدكتور أن هذا المتهم قد طلب منه اللجوء إليه في حال تعرضه للسرقة وهو ما حدث بالفعل ولكن ليس مع الدكتور سامي ولكن مع أحد أقربائه حيث سرقت حافظته في إحدى الحافلات ولكن الدكتور في أول الأمر التجأ إلى الشرطة ثم ما لبث أن اتصل بصاحبنا النشال الذي جلب المحفظة كاملة غير منقوصة بعد أن عرف رقم الحافلة والوقت الذي تم فيه النشل
طبعا هذه قصة حقيقة وليس اختراع الدكتور سامي ولعل البعض تعرض للسرقة بنفس هذه الطريقة ولكنه لا يعلم خلفياتها وهذا التنظيم المحكم في آداء الأدوار والتخطيط الجيد قبل القيام بعملية السرقة وهنا وجب التصدي لهذه الظواهر حتى لا يلتجأ المواطن إلى النشال عوض رجل الأمن وحتى لا تسبب عبارات مثل "سطح" و"واد" البلبلة في صفوف مستعملي وسائل النقل
كريـــــــــــــم
|
Comments
6 de 6 commentaires pour l'article 31079