فالنسبة لضربة الجزاء التي افتتح من خلالها الترجي النتيجة تجاوز النادي الإفريقي أثرها وتدارك أمره فيها، فلقد تمكن في مرحلة أولى من تعديل النتيجة وفي مرحلة ثانية من تسجيل الهدف الثاني وبالتالي لم تعد ضربة الجزاء تلك عائقا أمام الإفريقي ولم تعد مؤثرة في النتيجة بعد أن أحسن فريق باب الجديد التعامل مع مجريات المباراة. ولئن كانت ضربة الجزاء غير موجودة باعتبار أن المخالفة التي ارتكبت على صابر خليفة وقعت خارج منطقة الجزاء فإن الحكم تغافل أيضا عن إخراج الورقة الحمراء في وجه خالد السويسي مرتكب المخالفة. وهنا نقول إن النادي الإفريقي استفاد هو أيضا من قرار الحكم. فماذا لو أنه أعلن عن مخالفة في ذلك المكان وأقصى خالد السويسي؟! أيكون هذا القرار في صالح النادي الإفريقي؟؟ طبعا لا. ثم أليس من الممكن أن يسجل الترجي هدفا من تلك المخالفة القريبة من مرمى النفزي ويفوز في ذات الوقت بإقصاء السويسي؟؟

---

---

أما عن المخالفة التي أعلنها الحكم لفائدة مجدي التراوي في أواخر المباراة وجاءت بهدف التعادل ففيها فول أيضا. فالحكم أعلن في هذه المباراة عن قرابة 60 مخالفة لم يسجل منها النادي الإفريقي ولا الترجي ولو هدفا واحدا. ثم هل كل تلك المخالفات كانت صحيحة؟؟!!

فلا شك أن بعضا منها لم يصب فيها الحكم ضد هذا الفريق أو ذاك، وهذا أمر عادي ومنطقي ويحصل مع كل الحكام... ولنفترض أن المخالفة اللعينة هذه لم تكن صحيحة فأين الخلل؟؟ هل هو في المخالفة؟؟ أم هو في دفاع النادي الإفريقي؟؟ لا ريب أن الخلل في تلك اللقطة كان في دفاع النادي الإفريقي الذي لم يحسن لاعبوه التمركز ومحاصرة لاعبي الترجي طويلي القامة ومنهم الهيشري، والكل يعلم أن الترجي يحسن التعامل مع الكرات الثابتة ويكون خطيرا فيها في أغلب الأحيان وأن لاعبيه يحسنون ضرب الكرة بالرأس. وقبل تنفيذ المخالفة كان النادي الإفريقي فائزا بنتيجة هدفين لواحد، ومن المفروض أن يعمل جاهدا على المحافظة على هذه النتيجة عبر التركيز إلى آخر المباراة وعبر التمركز الجيد. ولكن لاعبيه فرطوا في الانتصار الذي ربما ضمنوه قبل تصفيرة النهاية، وكان بالإمكان أن يأتي مثل ذلك الهدف من ركنية.
وقبل ذلك كله فإن المخالفة التي شكك الذوادي في صحتها هي موجودة بالفعل وقد أثبتتها الصورة التلفزيونية، إذ عمد لاعب النادي الإفريقي العكرمي معتمدا على قدمه اليسرى إلى عرقلة التراوي من الخلف عبر ضرب قدمه اليمنى مما جعلها ترتطم بالعشب لما حاول التراوي توزيع الكرة إلى زملائه وعلى إثرها سقط أرضا ...

ولذا فإن تحميل الحكم مسؤولية انتهاء المباراة بنتيجة التعادل مجانب للحقيقة والصواب، ولقد استفاد الفريقان من بعض الأخطاء التقديرية لنصر الله الجوادي، ولكن كل هذا لا يمنعنا من القول إن الحكم قدم مردودا مرضيا في الجملة وكان سليم النية في قراراته، وثمة حكام أجانب أداروا مباريات الدربي وارتكبوا فيها أخطاء فظيعة جدا لا يرتكبها حتى الحكم المبتدئ...

أما الذوادي فنقول له ركز أكثر على مردودك أثناء المباراة وأنت لاعب متميز في فنياتك وسرعتك وحماسك وتسديداتك القوية، والمردود الذي قدمته في مباراة الدربي يؤكد هذه الخصال، فابتعد إذن عن نقاش قرارات الحكم الذي كلفك الحصول على إنذار في مباراة الدربي بصفة مجانية سيحرمك من المشاركة في مباراة الدور ثمن النهائي من كأس تونس ضد النجم الرياضي الساحلي أو قل سيحرم فريقك من الاستفادة من إمكانياتك وهو في حاجة إليها أكيدة، واجتنب النرفزة و تخلّ عن الإدلاء بالتصريحات النارية المنفعلة غير المسؤولة التي ربما تندم عليها بعد أن "تشرب عرقك"، ولتعلم أن اللاعبين الكبار يترفعون عن هذه السفاسف وعن مثل هذا السلوك أثناء المباراة وبعدها، فلا تفرط في أن تكون لاعبا كبيرا وتذكر تلك الصفعة الصادرة عن مدربك السابق عبد الحق بن شيخة التي أعادت إليك رشدك وصوابك ووضعتك في السكة الصحيحة، ولكن يبدو أن مفعول تلك الصفعة بدأ ينفد...

مشاكـــــــــس