رسالة إلى مفتي
سيدي الكريم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أما بعد
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أما بعد
أنا سيدة متزوجة مشكلتي إني وزوجي في جدال يومي حيث ينصب نفسه وليا عليا تحت مسمى "الرجال قوامون على النساء" رغم أني اشتغل بالوظيفة العمومية وانفق مثله على متطلبات الحياة اليومية.. ويعاملني كقاصر ذهني تحت مسمى " ناقصات عقل ودين" رغم أني أعلى منه مستوى ثقافي وأي مشكل يعترضنا يكون حلها بيدي.. أنا أؤدي جميع صلواتي في وقتها ولا ادخر جهدا لأصلي النوافل.. أصوم رمضان إيمانا واحتسابا ولا اغفل صيام أيام معدودة من السنة اقتداء بالسنة النبوية الشريفة.. واقرأ ما تيسر من القران الكريم يوميا حتى لا اترك كتاب الله مهجورا.. لست استعرض عباداتي لا سمح الله فانا اخجل من تقصيري في حق خالقي ولكن طفح الكيل فزوجي لا يقوم بمثل ما أقوم ومع هذا لا يمل من إعطائي الدروس في الدين يوميا حتى أكاد اختنق.. لا تقولي مرحبا قولي السلام عليكم فهي تحية المسلمين.. اشربي الماء على ثلاث مراحل سنة.. كلي ثلاث تمرات عند الإفطار سنة.. قولي كذا وافعلي كذا.. سنة..
سيدي الكريم لست معترضة على تطبيق كل هذه السنن فتطبيقها لا يضرني في شيء بل بالعكس أنا مؤمنة أن من يحب شخصا يتبعه في كل سلوكياته.. يحب ما يحبه ويكره ما يكرهه.. والرسول عليه الصلاة والسلام سيد الخلق الذي تربينا على حبه ولا يكتمل إيماننا إلا بهذا الحب.. ولكن أليس أولى أن نقتدي به في نسكه وطهره وأخلاقه التي مدحها القران الكريم.. أليس أولى أن نقلد سعيه للخير وتواضعه مع الصغير قبل الكبير وأدبه في التعامل مع الفقير والغني على حد السواء وحسن معاشرته لأزواجه وأبنائه وأصحابه وجيرانه وحتى أولئك الذين اساؤوا له.. لماذا يتشدد معي في الميامنة وطريقة الأكل والنوم لأنها سنن والنبي الكريم عليه الصلاة والسلام كان لينا مرنا في الدعوة إلى دين الله..

ورغم انه تزوجني وأنا غير محجبة ولم يكن يعترض على ملابسي التي أراها محتشمة مقارنة باللواتي في سني وكنا قد ناقشنا هذا الموضوع قبل الزواج واخبرني انه يحترم حريتي الشخصية وحقي في اختيار ملابسي ولكنه بعد الزواج تغير معي وأصبح يطلب مني ارتداء ملابس معينة خاصة عند زيارتي أهله والانكى من هذا انه يقول لي ارتدي ما تشائين حتى المايوه عندما نكون في مكان لا يعرفنا فيه احد ولكني عارضت بشدة إذ اعتبرت هذا الأمر وجه من وجوه النفاق وشكل من أشكال الشرك بالله وزاد في تعميق الهوة بيننا سؤالي له ذات مرة هل أن الله موجود في بيت أهله وغير موجود في الأماكن التي نرتادها ولا يعرفنا فيها احد...
اعلم أني اعصي الله في أمور كثيرة وأحاول جاهدة السير في الطريق السوي واكفر عن سيئاتي بصالح الأعمال وكثرة العبادات أليست الحسنة بعشر أمثالها وباب التوبة مفتوح.. وأحاول إفهامه انه "لا تزر وازرة وزر أخرى" وان الله تعالى قال:"وأمر اهلك بالصلاة واصطبر عليها" وهذا يعني أن الزوج يجب أن يكون صبورا في دعوة أهله للعبادات قياسا على الصلاة و"انك لا تهدي من أحببت ولكن الله يهدي من يشاء" ولكن دون جدوى يصر على التدخل في ابسط شؤوني وتضييق الخناق علي ويؤلمني أن أحس انه يعاني من انفصام ويتبع صغائر الأمور ويهمل كبارها كصلة الرحم مثلا..
ويوجعني أن أحس انه يخشى الآخرين أكثر من خشيته لله..
مالحل سيدي الفاضل؟
مسلمة حائرة
مديحة بن محمود
Comments
21 de 21 commentaires pour l'article 29397