الفحص الطبي قبل الزواج

<img src=http://www.babnet.net/images/5/fahstebbi75.jpg width=100 align=left border=0>


مع حلول فصل الصيف تكثر الأعراس ويتسابق المقبلون على الزواج مع الوقت والظروف للإعداد لليلة العمر وتأثيث عش الزوجية وكل حسب إمكانياته المادية.. ورغم الإرهاق المادي والمعنوي ترتسم في النهاية بسمة أمل وسعادة على شفاه العروسين ويشرق وجهيهما استبشارا بغد أفضل وبيت صغير وأطفال يملئونه حركة وقهقهة... إلى الآن تبدو الصورة وردية إلى حد ما.. ولكن ماذا لو اكتشف احد الزوجين انه أصيب بمرض معد نقله له الشريك عن غير قصد..؟ ماذا لو أدركا أنهما غير قادران على تحقيق حلمي الأبوة والأمومة..؟ ماذا لو انقلبت سعادتهما بحلول أول وليد إلى كابوس عند اكتشاف أن هذا الملاك يحمل مرضا مزمنا أو إعاقة ستحرمه من ممارسة حياته الطبيعية كسائر الأطفال..؟..
ففي خضم كل التحضيرات والاستعدادات المادية والمعنوية يهمل الطرفين أمرا في غاية الأهمية وهو الفحص الطبي قبل الزواج والذي تقره تونس إلى جانب عدد من الدول حيث تلزم المقبلين على الزواج بتقديم شهادة طبية تثبت قيامهم بالفحص إلا أن هذه الشهادة في واقع الأمر مجرد إجراء روتيني يحصل عليها الكثيرون دون أن يروا وجه الطبيب حتى وهنا تفقد إلزامية الفحص قيمتها فليست الشهادة هي الهدف إنما القيام بالتحاليل الطبية للوقاية من عدة أمراض معدية ووراثية هو المرجو خاصة وان المجتمع التونسي من المجتمعات التي يكثر فيها زواج الأقارب والذي يكون سببا رئيسيا في انتشار الأمراض الوراثية حيث تؤكد إحصائيات منظمة الصحة أن طفل على خمسة وعشرين من ثمرات زواج الأقارب مصاب بمرض وراثي أو تأخر في المهارات أو المدارك العقلية أو إعاقة عضوية أو عيب خلقي ناتج عن خلل في الجينات مع الإشارة إلى أن هذه الأمراض والإعاقات ليست خاصة بزواج الأقارب فقط ولكن يمكن تلافي بعضها بإجراء الفحوصات والتي عادة ما تتمثل في تحليل دم لمعرفة زمرة دم كليهما إذ أن اختلافها بين سلبي وايجابي قد يؤدي إلى تكرار الإجهاض ويبين التحليل خلوهما من الأمراض التي يمكن أن تنتقل جنسيا كالزهري والسيدا وفيروس الكبد الوبائي والأمراض الوراثية التي قد تتسبب في إعاقة للطفل خاصة إذا ما كان للعائلة الموسعة سابقة وبالتالي يمكن التقليل من نسبة الإعاقات من خلال اعتماد التلقيح الصناعي بديلا عن الحمل الطبيعي حيث يتم اختيار البويضات والحيوانات المنوية السليمة قبل دمجهما.. ولما لا يتم القيام بفحوصات لبيان قدرة الطرفين على الإنجاب فرغم قسوة هذا الفحص إلا انه قد يغير مجرى حياة الكثيرين فعادة ما تستسلم الزوجة لعقم زوجها على مضض وتواصل الحياة معه في حين أن الكثيرين من الرجال يسارعون بالبحث عن أخرى للإنجاب وهنا يمكنهما القرار إما المواصلة أو العدول عن الفكرة "ومن فم البير ولا من قاعه" كما يقول المثل التونسي.. خاصة إذا ما تعلق الأمر باستحالة توفر العلاج..


...

ولكن إلى جانب الحاجز النفسي والخوف من إمكانية سلبية النتائج وانعكاسه على حلم العمر وهو الشيء الذي قد يدفع هؤلاء للتهرب من الفحص الطبي نجد الحاجز المادي فالقيام بفحوصات شاملة وتحاليل جينية مكلف بالنسبة للمقبلين على الزواج الذين هم في غنى عن المصاريف الإضافية.. ولو تتم المقارنة بين هذه التكاليف والأموال التي قد تنفق في صورة الإصابة بمرض معد أو إنجاب طفل غير سليم لا قدر الله من جانب الوالدين أو الدولة زد على ذلك المشاكل العائلية التي قد تحدث نتيجة للتوتر الذي سيملأ البيوت والتي قد تصل للطلاق أحيانا.. مقارنة بهذا ستكون التكاليف زهيدة..
لذا وجب مزيد التحسيس الجدي بأهمية الفحص الطبي قبل الزواج من خلال وسائل الإعلام ولما لا إدراجه ضمن درس الوراثة لتلاميذ الثانوي وتوبيخ الأطباء الذين يمنحون هذه الشهائد دون الفحص الحقيقي وتسهيل إجراءات الفحص من خلال بعث عيادات مجانية أسبوعية داخل المستشفيات الكبرى كأفضل وسيلة تشجيعية للقيام به..
السؤال الذي قد يطرح هنا وتصعب الإجابة عنه "هل أن التونسي المقبل على الزواج قادر على اتخاذ قرار حول عدم الإنجاب أو عدم إتمام الزواج في حال كانت نتائج الفحص الطبي سلبية ويستحيل إيجاد حل لها في الوقت الراهن...؟"
مديحة بن محمود




   تابعونا على ڤوڤل للأخبار

Comments


9 de 9 commentaires pour l'article 28453

Hilal  (Tunisia)  |Mardi 22 Juin 2010 à 08h 17m |           

l'examen medical prénuptial

l'examen médical prénuptial revêt de nos jours, une grande importance et il complète la panoplie des examens médicaux auxquels les citoyens sont soumis depuis leur prime enfance , dans un objectif de prévention.

il devient donc indispensable, dans une société moderne et il participe de l'hygiène social.

en principe, cet examen médical n'a pas pour objectif de déterminer l'aptitude des futurs mariés à la fécondité. il s'attache notamment à détecter la présence des maladies sexuellement transmissibles , des plus anodines aux plus graves d'entre elles.

l'analyse du sang quant à elle, pourrait déceler les traces de certaines maladies héréditaires potentiellement transmissibles à la progéniture du couple.

a noter qu'à quelques exceptions notoires , les maladies qui pourraient être découvertes chez l'un ou l'autre futur marié, nécessitent tout simplement des soins adaptés qui débouchent sur la guérison totale et qui ne remettent pas en cause, le principe du mariage.

afin de faciliter cet examen à tous les futurs couples, il serait intéressant comme le mentionnent certains posts, de ménager des consultations à un tarif symbolique dans l'ensemble des hopitaux publics.
de même qu'il convient de prévoir des sanctions dissuasives à l'encontre des médecins qui délivrent ces certificats médicaux de complaisance , sans avoir examiné préalablement le couple.

il convient enfin de saluer cette mesure digne d'une société moderne et la faire accompagner par un effort pédagogique dans le but de la faire adopter positivement par l'ensemble des citoyens et afin qu'elle échappe aux interprétations fantaisistes des personnes rétives à toute avancée sociale.


Assala  (Tunisia)  |Lundi 21 Juin 2010 à 14h 04m |           
Oui je suis ok pour le fait que ce genre de tests (tests maladies transmis sexuellement) est un preuve d'amour mais ce n'est pas le cas pour les tests d'infértilité, c'est tres dure comme meme

Rym paris  (France)  |Lundi 21 Juin 2010 à 12h 30m |           
اجد ان الفحص الطبي قبل الزواج هو بحق
preuve d amour
عندما تقرر ان تقوم بهذا الفحص انت في الغالب تريد ان تثبت للطرف الاخر انك محبة له وخوفا عليه تريد حمايته وهي لعمري قمة المحبةوانك مقتنع انك تقوم به للوقاية لاغير اي انك تريد ان تعرف ان كانت هنالك مشاكل صحية لمحاولة معلاجتها وليس لتجده عذر للهروب هي معادلة صعبة ولكنها مطلوبة وهذا اكبر امتحان يواجهه
الزوجان في بداية حياتهما واذا مر بسلام اظن ان لاخوف علي هذا الارتباط
من اي مشاكل قد تعترضه في المستقبل الهدف سامي وببساطة لاني احبك اخاف عليك ربما هذا يلخص الغاية من الفحص

Abou aya  (Tunisia)  |Lundi 21 Juin 2010 à 12h 26m |           
إننا قادمين على زواج يا شريك و لم يبق على تاريخ عقد القران سوى أسبوعين فهل نقوم بالفحص الطبي أم لا؟ إشكال كبير يا شريك فكلى الخيارين أحلاهما مر.
أحبك و أعشقك فدعنا نمضي في سلام كبقية الناس!!!!فما أقصاه من موقف
إذن سأتصرف لإتمام الملف الإداري لعقد القران و أجلب شهادتين طبيتين دون أي عناء

Assala  (Tunisia)  |Lundi 21 Juin 2010 à 12h 01m |           
Je pense que c une etape très intéressante avant le mariage meme si c dure quand les résultats sont négatifs...mais je pense que ce genre de tests est encore loin d'etre accepter dans la culture tunisienne

MOMEN  (Tunisia)  |Lundi 21 Juin 2010 à 11h 54m |           
Je suis tout-à-fait d'accord sur l'importance de cet examen mais à quelques mois ou parfois à quelques jours du mariage, est ce qu'on vraiment capables de rompre pour une raison médicale, c'est d'abord inhumain et ensuite immoral surtout s'il ya une histoire d'amour entre les futurs mariés. enfin je dirais rabbi kbir.

Om malouka  (Tunisia)  |Lundi 21 Juin 2010 à 10h 28m |           
التحاليل بقصد معرفة القدرة على الانجاب قبل الزواج مرفوضة اخلاقيا وحتى الشيوخ حرموها في الخليج لانو قد تضر بسمعة الاخرين فالفتاة العاقر او الرجل العقيم لن يكون مرغوب الزواج منهما وبالتالي نتيجة التحليل ستكون بمثابة حكم الاعدام

Amel  (Tunisia)  |Lundi 21 Juin 2010 à 10h 18m |           
Merci pour l'article
personnellement je n'ose pas à faire un examen pour savoir suis je capable d'avoir des enfants ou non et si mon fiancé me demande de le faire je refuse bien sur

Tounsi  (Tunisia)  |Lundi 21 Juin 2010 à 09h 46m |           
Merci pour l'article c intéressant
mais je ne pense pas que le jeune tunisien peut prendre une décision dure comme séparé avant quelques jours ou mois c impossible quelque soit les conditions


babnet
All Radio in One    
*.*.*