القاتل الصامت

<img src=http://www.babnet.net/images/5/glass.jpg width=100 align=left border=0>


مديحة بن محمود

جريمة أبشع من جريمة القتل تتصدر صفحات أصداء المحاكم يوميا...

جناية ترتكب في حق الكثيرين ويكون المجني عليه أحيانا هو المتهم الأول ويعاقب أكثر من الجاني... الاغتصاب ذاك القاتل الصامت...



ضحايا كثر ليسوا ضحايا المغتصبين فقط بل إلى ذلك هم ضحايا المجتمع والصمت.
تغرير، استدراج، تحويل وجهة، تهديد، عنف، جلاد وضحية ثم اغتصاب.
دموع، الم، خوف، قرف، ضياع، كوابيس وصورة ضبابية لمستقبل كان بالأمس مشرقا.
أسباب عديدة يعزو إليها المغتصب والمجتمع الإقدام على هذه الجريمة : الكبت، الانحراف، غياب الوازع الديني، الكحول، المخدرات، سلوك المرأة المتحرر... ولكن لا يوجد ما يبرر هذا الفعل حقا.
المعنيان بالأمر هما المرأة بدرجة أولى ثم الأطفال فالمرأة التي تغتصب تعاني الأمرين حتى ولو كان هذا المغتصب زوجها أو حبيبها فما بالك لو كان رجلا لم تره في حياتها إلا لحظة الاعتداء عليها وما بالك لو لم يكن شخصا واحد إنما مجموعة.
فحتى إن كانت إحدى فتيات الليل لا يحق لأحد مواقعتها دون رضاها..
لماذا يستبيح الرجل الذي قد يرتكب جريمة للدفاع عن عرضه أعراض الآخرين؟
لماذا يعتبر البعض المرأة مجرد أداة لإطفاء رغبات حيوانية بحتة مهما كانت الطريقة؟
ولماذا لا يفكر المغتصب في ما سيترتب عن ما يقترفه في حق ضحيته وحق نفسه والمجتمع؟
ما ذنب الطفل الذي يتعرض للاغتصاب في مرحلة مبكرة ويختار مكرها الصمت خوفا من والديه وجلاده الذي قد يستغل صمته ويكرر فعلته مرات ومرات حتى يكبر وتكبر العقدة داخله وينتظره أحيانا كثيرة مصير من اثنين إما الشذوذ أو البرود...؟
ولعل ما يزيد الأمر تعقيدا ومرارة نظرة المجتمع للمغتصب أنثى كانت أم طفلا حيث يحمل البعض المرأة المسؤولية في تعرضها للاغتصاب ويعزون ذلك إلى لباسها المتحرر أو المثير متناسين أن هذه الحوادث تسجل أيضا في بلدان ترتدي نساءها النقاب فهل منع النقاب هذه الجرائم؟... قطعا لا...
فالقسوة والشك اللذان قد تواجههما المغتصبة من أفراد المجتمع وأولهم أفراد عائلتها الذين عادة ما يفقدون الثقة بها ويعتبرونها مؤهلة للوقوع في الخطيئة في أي لحظة يجعلان الكثيرات يؤثرن الصمت خاصة إذا كان المغتصب احد أفراد العائلة الموسعة لتدفع وحدها ثمن متعة جلادها وسلبيتها غاليا وقد يسيل خوفها لعابه أكثر ويبتزها ويعيد الكرة مثنى و ثلاث ورباع.
ورغم أن القانون صارم إلى حد ما في قضايا الاغتصاب إلا انه لم يمثل رادعا كافيا.. فهل يجب أن يصل الحكم إلى الإعدام في ساحة عامة حتى يرتدع هؤلاء الذين يستبيحون أعراض الآخرين ولا يبالون بمصير المعتدى عليهم الذين سلبوا اعز ما يملكون: البراءة، الكرامة وراحة البال.
فوحده الصمت والسلبية من قبل الضحية والاستهتار والنزوع نحو العنف من طرف الجاني يفرضان علينا هذا النوع من الجرائم...
ووحدها التربية الجنسية والدينية الصحيحة داخل الأسرة والمدرسة وتعويد الأبناء على الحوار وترسيخ قيمة احترام الآخر تمثل طوق نجاة ومناعة ضد هذا النوع من الجرائم التي قد تدفع مجتمعا بأسره نحو الهاوية...


Comments


20 de 20 commentaires pour l'article 28362

Meinfreiheit  (Oman)  |Mardi 10 Decembre 2013 à 07:04           
الاغتصاب صار امر عادي في تونس لاستهانة الناس بالشرف و الحط من قيمة المراة التي يتاجرون بقضاياها صباحا مساءا ...

Lassad1982  (France)  |Lundi 9 Decembre 2013 à 10:28           
مسالم قلت : دماغنا الغريزي الزاحف
هل تؤمن فعلا بنظرية التطور ؟
نرجو التوضيح
مع الشكر

Barbarous  (Tunisia)  |Dimanche 8 Decembre 2013 à 18:24           
أريد ان أعرف رأي الكاتبة في الاعدام ، عقوبة الاغتصاب في الاسلام هي الاعدام وهو عقاب ردعي واضح يقف ضده كثيرون ممن يتحدثون عن حقوق الانسان ، يتحدثون عن حقوق الجاني وينسون حقوق الضحية ، الله سبحانه وتعالى قال لنا في القران الكريم "ولكم في القصاص حياة"
في مسألة العلاقات الزوجية تلك قضية اخرى تعالج بطريقة اخرى اما الاحسان او الطلاق ...

Faycel  (Tunisia)  |Samedi 7 Decembre 2013 à 22:29           
طرح موفق لموضوع مهم وإن لم يخل من بعض الهنات مثل تساؤل الكاتبة "لماذا لا يفكر المغتصب في ما سيترتب عن ما يقترفه..." وهي تقر قبل ذلك "أسباب عديدة يعزو إليها المغتصب ...الإنحراف، الكحول، المخدرات..." وهل من هذه حاله قادر على التفكير؟
أما الإغتصاب فأنواع وأشكال لعل أهونه إغتصاب الأملاك والأموال ومن ذلك اغتصاب الملك العام ثم اغتصاب الحقوق بأنواعها وأعظمها اغتصلب النفس البشرية،
ولن نفلح في مقاومة الإغتصاب ما دمنا نتغاضى والبعض يمارس الإغتصاب في بعض أشكاله، فالسرقة والرشوة والسطو على الملك العام وأكل المال دون مقابل والتعدي على الضعيف في شتى مجالات الحياة أنواع من الإغتصاب لوكافحناها بصدق لارتدع كثير من مغتصبي الذات البشرية

MOUSALIM  (Tunisia)  |Samedi 7 Decembre 2013 à 22:03           
رغم قدم المقال فإن الإغتصاب يبقى الموضوع المثير للجدل على الدوام .فهو تجسيد بارز لبرمجية الفريسة والمفترس القابعين أسفل دماغنا الغريزي الزاحف من ملايين السنين وهو أشرس وأقوى الدوافع من كل البرمجيات المخزنة داخلنا .فوراء كل عملية إغتصاب هناك مفترس ماكر وفريسة غبية وعائلة أغبى ومجتمع مستقيل عن تفعيل الحماية الجماعية التي تبدأ من العائلة فهي المؤسسة الأمنية الأولى والأهم والمصيبة أن المؤسسة الأمنية للعائلة والمجتمع رمتا بالكرة للدولة وهو الخطأ
القاتل لتنامي ظاهرة الإغتصاب في كل المجتمعات رغم ما تتميز به الأنثى من رادار لاستشعار الخطر قبل وقوعه عند التواجد بأماكن تتضاعف بها المخاطر وتتدنى فرص الحماية .والحل العاجل للإغتصاب هي الحماية والحارس الشخصي من العائلة للأطفال والفتيات وعدم التنقل إلا بعد تأمين الطريق ذهابا وإيابا وأما الحلول على المدى المتوسط والبعيد فهو يتطلب صفحات وعلينا بتجاوز منع عملية إغتصاب السلطة والشرعية من المفترسين الأشد فضاعة من مغتصبي الحق العام ....

Mandhouj  (France)  |Samedi 7 Decembre 2013 à 21:17 | Par           
L'acte du viol n'est pas une maladie, c'est un crime. Un crime odieux.
Le statut de la femme et de l'enfant dans la société favorise le passage au crime, d'ou la nécessité d'un grand travail au niveau des législations qui définissent la place et les droits de l'enfant et de la femme dans la société.
Ben Ali harab, et le chemin de la dignité est ouvert, osons l'égalité, renforçons les droits de l'enfant.
Ben Ali harab.
Mandhouj Tarek.

Hilal  (Switzerland)  |Lundi 14 Juin 2010 à 22:52           

quelles parades contre le viol ?

malheureusement et depuis que le monde existe, le viol fait partie du paysage criminel et du comportement humain déviant !

les savants, les théologiens, les psychologues et les éducateurts qui se sont penchés sur ce fléau dans tous les coins du moinde, ont bien dû se rendre à l'évidence et se rendre compte qu'il est pratiquement impossible de l'enrayer du comportement social !

ceux parmi nous, qui prônent la peine de mort contre les violeurs, que ses fondements soient de nature religieuse ou sociétale , savent très bien que celle-ci n'est pas suffisamment dissuasive:

on élimine un violeur, mais on élimine pas le viol en tant que comportement déviant.

d'autant que les études du comportement humain ont prouvé que plus de 50% des viols, sont mûs par des pulsions subites , violentes et quasi incontrôlables et que le viol prémédité et mûrement réfléchi, n'intervient que dans à peine 20% des cas!

a l'heure qu'il est, il n'existe malheureusement pas de recettes susceptibles d'enrayer le viol du comportement humain.
cependant et fort heureusement, il est possible d'en limiter les fréquences et le nombre, par des moyens autres que les moyens punitifs!

ces moyens peuvent être de plusieurs ordres :

a) une éducation familiale saine et surtout et essentiellement, ne pas hésiter à affronter le tabou de l'éducation sexuelle que ce soit au sein de la famille ou à l'école.

b) inculquer aux enfants dès leur jeune âge , les principes d'une éducation religieuse saine qui les incite à respecter le corps de l'autre et la dignité de l'autre.

c) apprendre aux enfants le mode relationnel d'une société saine et la notion d'un véritable contrat social, structuré autour du respect d'autrui dans toute l'acception du terme.

bien évidemment, cet arsenal ne suffira pas à enrayer le viol et il persistera le reliquat de viols commis par des marginaux et des perssonnes mentalements perturbées.

il serait bien entendu indispensable de construire un arsenal législatif qui vise clairement la punition de l'acte délictuel.
quant au recours à la peine de mort comme le suggèrent certains, il serait une fois de plus vain, d'espèrer qu'il puisse enrayer radicalement ce fléau !

l'attitude contre le viol est un problème de société au vrai sens du terme. et dans ce sens, il est le problème de chacune et de chacun.
la position religieuse à elle seule,ne réglera pas le problème ici-bas.

le criminel aura des comptes à rendre à dieu. et ce n'est pas notre rôle de le faire à sa place.

Om malouka  (Tunisia)  |Lundi 14 Juin 2010 à 20:45           
عندنا مثل يقول "ما يحس الجمرة كان الي يعفس عليها" المغتصب اللي ينتهك اعراض الناس هو نفسه الي ينجم يرتكب جريمة قتل اذا ما تم الاعتداء على اخته او بنتته
@abouaya c bien dit

Monia  (Tunisia)  |Lundi 14 Juin 2010 à 20:42           
Merci pour l'article mais je trouve que avouer c plus dure que le geste de viol

Rym paris  (France)  |Lundi 14 Juin 2010 à 20:25           
يبقي الاغتصاب من المواضيع المسكوت عنها او قل تحاشي الحديث فيها رغم ان الضحية يموت في اليوم الف مرة وفي بعض الاحيان امام اعيننا ولكن لا ننتبه لان من المفروض عليه السير راسم ابتسامة وحامل قناع لان مجتمعنا ببساطة لايرحم فكم من فتاة توقف بها الزمن يوم اغتصابها محطمة لاتقدر علي حمل عبء هذا الهم الذي عرقل احلامها وفرحتها بالحياة فالاغتصاب ليس سلب لعذرية بل هو سلب لحرية وما افضع ان تعيش مكبل لاتقوي علي البناء من جديد لانه ببساطة محكوم عليك ان
تعيش في الصمت رغم انه ليس ذنبك واتصور ان منتهي الرجولة ان يشارك رجل حياة امراة غدرت دون ذنب اتمني ان ينتبه الاولياء الي فلذات اكبادهم ويعلمونهم ان اجسادهم ملك لهم و ليس الحق لاي ا حد حتي ولو كان اقرب الناس للمسهم يجب ان يكون هنالك جسر من التواصل والصراحة لانه بالحديث نسطيع ان نبتعد عن كوارث . نحن في مجتمع نظرتنا للمغتصب دونية وكان الامر كان بيده تناسينا انه
personne n'est à l'abris.

NASS  (Tunisia)  |Lundi 14 Juin 2010 à 18:39           
Le violeur doit etre pendu. c est la solution emane de notre culture musulmane.
car ce qui se passe maintenant
il va se taper 10 ans par le juge.
une bonne conduite en prison et il verra sa peine se reduit a 5 ans
il va passer 2 a 3 ans ensuite liberte sous condition il sera dans la rue et il recommencera.
en l absence de la pendaison il faut 20 ans de reclusion incompressible.
et il faut etre severe comme aux etats unis envers les recidivistes.
nass

AbouAya  (Tunisia)  |Lundi 14 Juin 2010 à 16:24           
إن ضعف الإنسان أمام الغريزة يجعله يسعى لإرضائها و إشباعها متى توفرت الفرصة لديه دون التفكير في العقاب و المصير الذي سيلقاه. فعقوبة الإعدام والتي نراها أشد عقاب للجاني و تكون بمثابة الرادع لمن تسول له نفسه القيام بذاك الفعل لن تكون لها أية أهمية أمام الرغبة العارمة في إشباغ الرغبة الحيوانية.
إذن وجب التركيز على التوعية و نشر الوازع الديني و الحوار مع الناشئة.

Sa  (Tunisia)  |Lundi 14 Juin 2010 à 15:40           
ميسالش يُعدم واحد ولا اثنين خير ملّي يِعْدِم مجتمع كامل وزادى يالبنات عيب شوية حشمة رانا مسلمين

F connect  (Tunisia)  |Lundi 14 Juin 2010 à 11:58           
Il faut leur couper le ... en plein public, ça en découragera plus d'un.

Maf3oul bihi  (Belgium)  |Lundi 14 Juin 2010 à 10:27           
Il faut violer les violeurs

H  (Tunisia)  |Lundi 14 Juin 2010 à 10:15           
Le violeur mérite la peine maximale!!!ses actes de violence laisseront des sequelles à vie sur l'état psychique de la victime!! et s'il s'agissait d'un petit ange qui vient de découvrir la vie,quel sera son destin s'il a été violé?sera-t-il capable de mener toute une vie normale au sein de la société?sera-t-il un etre équilibré?et s'il se transformera en un violeur lui aussi sans le savoir?le violeur initial mérrrriiiiiiitttte la mort!

Abu hayen  (Tunisia)  |Lundi 14 Juin 2010 à 10:04           
الاغتصاب كارثة حقيقية تنزل على راس المغتصب وخاصة الاطفال منهم لانهم في طور تكوين فكرة على المحيط الخارجي وشخصياتهم لا تزال هشة
المقال جيد من جميع النواحي ولكن لست مع فكرة ان الضحية يقوم بفضح نفسه لان ذلك سيزيد الامور تعقيدا لا بد من حل اخر

Rourou  (Tunisia)  |Lundi 14 Juin 2010 à 09:45           
Merci pour l'article c très intéressant.
j'éspère bien qu'on met fin a ce genre de comportement
(fakrou fi nhar e5er)

Tunisien  (Tunisia)  |Lundi 14 Juin 2010 à 08:00           
Merci pour l'article
oui il faut la pendaison en pein air pour arreter ces choses.

Dali  (France)  |Lundi 14 Juin 2010 à 07:16           
فهل يجب أن يصل الحكم إلى الإعدام في ساحة عامة حتى يرتدع هؤلاء

j pense
q'il y a d autre solutions..!!
merci pour l article


babnet
All Radio in One    
*.*.*
Arabic Female