العنف في الملاعب... والصعود إلى الهاوية

<img src=http://www.babnet.net/images/5/hooligan.jpg width=100 align=left border=0>


إذا أراد أحد أن تبعثر كرامته وأن يخدش حياءه ويرى ألوانا من الفوضى والسلوك اللا أخلاقي لم يرها في حياته ويسمع ألفاظا نابية تبعث في النفس الغثيان... ويشاهد فصلا من فصول البربرية فليبادر بحضور مباراة كرة قدم تجمع أكبر الأندية في تونس وأكثرها شعبية...

كم هائل من العنف اللفظي والجسدي يجتاح الملاعب ظاهرة قديمة لازمت كرة القدم بوصفها "أفيون الشعوب" ولكن تجاوزت الحدود وهاهي تتضاعف يوما بعد يوم.





هل هي البطالة..؟ هل هو الإفلاس الأخلاقي والتهميش..؟ هل هو التعصب والروح الارياضية..؟ هل هو الحماس الزائد وعنفوان الشباب وضعف القدرة على ضبط النفس..؟ هل هو انعدام ثقافة " الاختلاف لا يفسد للود قضية"..؟ هل هو قصور في التربية على واحد من أهم المبادئ الواجب تربية الطفل عليها وهو احترام الآخر..؟ هل هي رغبة ملحة في إثبات الذات وفرض الوجود..؟

فكرة القدم بما أنها أحد أهم المتنفسات للشباب أضحت رمزا من رموز الوطنية واحتلت أقدام اللاعبين باختلاف مستوياتهم الثقافية أماكن رجال النضال والفكر والأدب والثقافة في تونس..
والملاعب بما أنها أحد أهم الفضاءات التي يمكن للشاب أن يفرغ طاقاته فيها ويصرخ بأعلى صوته دون رادع وينفس عن كبته ويتحرر من قيود المجتمع.. أصبحت ساحة قتال تباح فيها الدماء والأعراض وأملاك المجموعة الوطنية ومستنقعا للكلام البذئ والعنصرية...

ظاهرة وجدت في وسائل الإعلام أفضل طريق للتعشيش في أذهان الشباب العنف في الملاعب... والصعود  إلى الهاويةفاستغلها البعض كمادة إعلامية ساخنة تساهم في ارتفاع أسهم بورصة البرامج الرياضية وكلما تم تمرير مشاهد العنف كلما زادت حدته في المباريات التالية وكان الإعلام ساهم في الترويج والدعاية لهذه الآفة... ورحم الله "التعتيم".

إلى متى يخيم كابوس العنف على مباريات كبار الأندية التونسية وتثقل الخطايا المالية المقدرة بالملايين وباقي العقوبات التأديبية كاهلها..؟
إلى متى يستمر هذا الاستهتار واللامبالاة بالآخرين وتعريض حياتهم للخطر..؟
لماذا لا تحدث نقاط تفتيش جدية وحازمة أمام الملاعب..؟ لماذا لا تركز أجهزة تصوير خفية في المدارج للتعرف على مثيري الشغب القائمين بإتلاف المنشئات العمومية والاعتداء بالعنف والتحرش واستعمال الشماريخ ... ومعاقبتهم بصرامة حتى يكونوا عبرة..؟
فمعاقبة الجمعية بذنب الجمهور فيه استنزاف لمواردها وظلم كبير من جهة ولا يضع حدا للعنف في الملاعب من جهة أخرى فلا يوجد ما يثبت أن هؤلاء هم حقا أحباء هذا الفريق أو ذاك ولا يمكن استبعاد فرضية كونهم مدسوسين فقط لإثارة الشغب...

جهات كثيرة قد تتحمل مسؤولية هذا العنف المسجل في الملاعب:
الهياكل الرياضية المعنية بالأمر لأنها ورغم توالي هذه المآسي لم تتخذ مواقف صارمة ومدروسة تحد من هذه الظاهرة حقا.
-الأسرة التي يجب أن تضطلع بتربية الأبناء على حب الآخر واحترامه.
-المؤسسات التربوية والنوادي التي يجب أن تغرس في مرتاديها قيم التنافس النزيه من خلال إقامة مسابقات رياضية وثقافية تكون فيها الفرص متكافئة للجميع وتعودهم على التحلي بالروح الرياضية.
-الإعلام و يضطلع بأهم الأدوار وأخطرها فالجمهور يصدق كل ما يقال له فان تم التلميح عن أي شكل من أشكال التلاعب و الا شفافية صدق ذلك وأصبحت كل الفضاءات من المقاهي إلى الفايس بوك ساحات تراشق بالتهم والألفاظ النابية تجد فيها كل أشكال العنف من الاعتداءات الجسدية إلى التخريب والدمار الشامل الذي يحل بالمكان وتمارس فيها كل أشكال النضال الكروي عفوا الجنون الكروي.

فيجب على كل الإعلاميين توحيد الصفوف في سبيل نشر الوعي بين أحباء الجمعيات الرياضية ومحاولة تقريب وجهات النظر لا التشدق بالبحث عن الحقائق وزوايا الكواليس فقط للإثارة وتحقيق اعلي نسبة مشاهدة.
فإما أن يتقيد كل طرف بمسؤولياته ويتعلم الجميع أن للآخر الحق في الاحترام وتشجيع فريقه المفضل دون أن تهدد حياته أو تهان كرامته أو... أن نلغي من قاموس الرياضة في تونس شيئا اسمه كرة قدم ويقع استثمار الأموال الطائلة التي تنفق في سبيلها في إقامة مشاريع تنموية وبعث مواطن عمل للشباب العاطل... وبالتالي نقلص من آفات أخرى تهدد المجتمع.
مديحة بن محمود



Comments


22 de 22 commentaires pour l'article 27391

à NASS  (Tunisia)  |Mercredi 14 Avril 2010 à 00:16           
في الوقت الحالي نقولو بصوت خافت ،،، منّو العوض وعليه العوض ، وللمستقبل المنظور إن شاء الله ، يتعيّن تكوين شرطة آداب خاصة بالزي المدني ،تتواجد في الأماكن ، كل من يتفوّه بعبارات بذيئة ، يقع توقيفه حالّا ، وتوجه له جنحة التجاهر بما ينافي الحياء ، منذ الأسبوع الأول لبدء النشاط تنتهي الظاهرة إذا صحّ العزم signé : (ton ami le ( polythologue ) .

Mkacha5  (Tunisia)  |Mercredi 14 Avril 2010 à 00:10           
Laiisez le public et les supporter tranquille et occupez vous de vous affaies,et personnes ne vous obligent a aller au stade...

NASS  (Tunisia)  |Mardi 13 Avril 2010 à 23:10           
Je pense que la goutte a fait deborder le verre qui est et etait plein.
l agressivite verbale n est pas seulement dans les stades elle est dans la rue dans les cafes et malheureusement elle est partout partout.
vous ne pouvez pas vous promenez avec votre famille sans que vous entendiezles pires des phrases.
pourquoi ? pourquoi? pourquoi?.
cette question reste a present sans reponse .
et il faut trouver des solutions radicales car la gangraine avance et j ai peur que le mal devient incurable.
nass

اختراع حل  (Tunisia)  |Mardi 13 Avril 2010 à 23:09           
في البداية نوضح ـلحنبعل ـ وأن العنوان مناسب بالضبط للموضوع ، فالجمهور المشاغب هو في هاوية عميقة بطبعو لأنو ناقص أخلاق وروح رياضية الخ ،، والهاوية الطبيعية مرتفعة شويا، عاد هوما يصعدوا لها ،، مفهوم ـ من ناحية الحل آهو ،،، في مقابلة بين الترجي والنادي الإفريقي مثلا ، يقع طبع التذاكر على العدد المتوقع من كل جمهور ، واحد تذاكر حمراء وصفراء ولاخر تذاكر حمراء وبيضاء و وكل محب لفريقو يشتري تذكرة حسب لون فريقو ،، مفهوم ،،،، في انتهاء المقابلة جمهور
الفريق الخاسر يشد الصف أمام الشباك لاسترجاع ثمن تذاكره مضاعف، في تلك الأثناء أنصار الفريق الرابح يغتنموا الفرصة ، ويهزوا كراهبهم بسرعة ويروحوا على أرواحهم بسلام واطمئنان ، وهكذا لا تقع حوادث ولاضارب ومضروب ولا تحطيم شيء ، يتحمل هذا المصروف الفريق الخاسر أحسن من أن يجبر على دفع مئات الملايين للتعويض زيادة عن المشاكل الأخرى ، هذا الحل مؤقت إلى أن يقع الوصول لحل دائم وهو يتطلب سنوات ،،، آشنو رايكم ياجماعة في ها الإختراع البنّاء ؟؟؟ ،

Yamen  (Tunisia)  |Mardi 13 Avril 2010 à 18:12           
لياخي بدلت استيلو

Mayssa  (Tunisia)  |Mardi 13 Avril 2010 à 17:58           
اعتدنا بكتاباتك الحادة و بهجوم قرائك علي مقالاتك الجريئة لكن اليوم ارى.... كلعادة كتابة هجومية لكن القراء كانوا متحدين معك

Om malouka  (Tunisia)  |Mardi 13 Avril 2010 à 17:49           
لو كان نرجعو نشوفو كل مشاكلنا تو نلقاو الي سببها قلة احترام الاخر لذا وجب على كل اسرة انو تربي ابناءها على احترام وحب الاخر

Majdeline  (Tunisia)  |Mardi 13 Avril 2010 à 17:47           
لم انتظر منك هذه الخطوة الجريئة في نقل اهتماماتك للكرة ومع هذا كان الموضوع ثري

Mejda chenoufi  (Tunisia)  |Mardi 13 Avril 2010 à 17:40           
شكر خاص للصحافية مديحة بن محمود لانها برهنت انها تستحق فعلا اهتمام القراء بما تكتبه لشمولها عدة مواضيع هامة دون انحيازها لاي منها ونحن ننتظر منك المزيد

Abu hayen  (Tunisia)  |Mardi 13 Avril 2010 à 13:25           
انتظرت المقال الاسبوعي لانسة او السيدة بن محمود للنقاش الحامي مع بقية القراء ولكن ما راعني انها تتحدث هي الاخرى عن كرة القدم. على كن حال المقال جيد ويستحق القراءة

Om asma  (Tunisia)  |Mardi 13 Avril 2010 à 13:07           
عندك الف حق الاعلام الرياضي يتحمل مسؤولية كبيرة في عوض ياطر الجماهير زاد هيجها فقط باش ينجح البرنامج ويحقق اعلى نسبة مشاهدة

Monia  (Tunisia)  |Mardi 13 Avril 2010 à 13:02           
Bravo c bien dit j'aime bien la conclusion

Ija n9ollek  (Tunisia)  |Mardi 13 Avril 2010 à 12:26           
Seul le ministre de l'interieur et plus particulierement le gouverneur de tunis qui sont habilité d'intervenir dans ce genre de situation en matiere de police administrative pour sanctionner l'est(voir la loi organique des associations ) pourquoi le ministre n'a rien fait ? quand il s'agit d'un etat de violence ce n'est pas le role du ministre des sports meme s'il s'agit d'un match de foot

Abou Aya  (Tunisia)  |Mardi 13 Avril 2010 à 12:16           
Je suis d'accord que le rôle du média est indispensable pour éviter la reprise des choses pareilles, mais pas de la manière offerte par hannibal tv où nous avons vu tout un programme tv changent pour ne pas rater l'occasion et pour donner une grande envergueur au sinistre en diffusant des images de violence qui peuvent toucher le grand publique et surtout les jeunes.

Fedda  (Tunisia)  |Mardi 13 Avril 2010 à 11:36           
@ hannibal
الصعود الى الهاوية في الأصل عنوان شريط مصري وهو عنوان معبر لأن فيه معنى الجمع بين ما يفترض أن يكون ايجابيا وهو معنى الصعود ثم نصطدم بالحقيقة و هو أننا نقوم بعملية عكسية فنحن نظن أنفسنا نصعد ولكننا في الحقيقة نتردى الى الأسفل أي العزوزة هاززها الواد......

Riahi  (Tunisia)  |Mardi 13 Avril 2010 à 10:56           
"le sportif en pantoufles " c'est la meilleur solution pour nos amateurs de foot ,hand,volley

Farouk(tunisie)  (Tunisia)  |Mardi 13 Avril 2010 à 10:38           
Bravo khaled hosni tu as prévu tout cela depuis longtemps, mais c'était un sujet qui dérangeait messieurs les résponsables des clubs.
voilà le résultat.
messieurs de belmakchouf continuez à lutter en tout ame et conscience contre tout ce qui nuit au sport. (bien faire et laissez dire)
et bravo à tous.

Chakib  (Tunisia)  |Mardi 13 Avril 2010 à 10:32           
@ hannibal
c'est ce qu'on appelle un jeu de mot.
sinon, notre foot est malade et la majorité de nos jeunes est marginalisée.
en plus, le service d'ordre à l'entrée des stades est très provocateur, beaucoup de non sens dans les décisions,...etc
donc, déjà avant le début de la partie, la tension est à l'extrème. puis vient l'arbitre qui ajoute de l'huile sur le feu en favorisant une équipe sur l'autre.
mélangez tout ça et vous arrivez à la catastrophe que nous avons vu ce jeudi noir.

Hannibal  (Switzerland)  |Mardi 13 Avril 2010 à 10:17           
يا جماعة باب نات الرجاء انتبهوا إلى العناوين. لا نقول الصعود إلى الهاوية وإنما النزول إلى الهاوية.

اسماعيل  (Tunisia)  |Mardi 13 Avril 2010 à 10:09           
مشكور جدا على المقال
الحل هو كما كتبت ولا يكون حسب رايي احسن من ذلك فائدة للجميع : "أن نلغي من قاموس الرياضة في تونس شيئا اسمه كرة قدم ويقع استثمار الأموال الطائلة التي تنفق في سبيلها في إقامة مشاريع تنموية وبعث مواطن عمل للشباب العاطل... وبالتالي نقلص من آفات أخرى تهدد المجتمع." هذا هو

Tunisien  (Tunisia)  |Mardi 13 Avril 2010 à 09:38           
Pour moi personnellement le problème c est la police dans les stades qui n arrête jamais la provocation du public.
chacun des présent dans les stades peut confirmer ça

Hmem  (Tunisia)  |Mardi 13 Avril 2010 à 09:12           
وكأن الترجى وحده مسؤول عن العنف فى حين أنه موجود فى كل ملاعبنا
بهذه الطريقة لن نصلح كرتنا


babnet
All Radio in One    
*.*.*
French Female