المعركة الإعلامية

<img src=http://www.babnet.net/images/imgfes/manar.jpg width=100 align=left border=0>


في المعركة الإعلامية ذات الطابع السياسي - الدبلوماسي الجارية حاليا بين تلفزيون "المنار" التابع لحزب الله اللبناني والسلطات الفرنسية، يجب التحرك بحذر ووعي وحكمة إذ ليست هناك جدوى من أن "نربح أنفسنا ونخسر العالم" وبالتحديد من أن تزيد محطة "المنار" شعبيتها في أوساطها وتخسر دعم فرنسا صديقة العرب.

وبدلا من توجيه الاتهامات إلى السلطات الفرنسية والتهديد بتحريض الدول العربية ضدها "لمعاقبتها" على قرارها إلغاء الاتفاق الموقع بين "المنار" والمجلس الأعلى الفرنسي للإعلام المرئي والمسموع الذي يجيز لتلفزيون حزب الله البث في فرنسا وأوروبا عبر القمر الصناعي لشركة "يوتلسات"، بدلا من ذلك يجب درس ملف هذه القضية بتمعن وإجراء عملية نقد ذاتي للطريقة الخاطئة التي تعامل بها المسؤولون في "المنار" مع السلطات الفرنسية.

وما حدث فعلا هو أن السلطات الفرنسية تجاهلت ضغوط إسرائيل والجماعات المؤيدة لها ووقعت يوم 16 نوفمبر الماضي اتفاقا رسميا مع "المنار" يسمح لهذا التلفزيون بالبث عبر "يوتلسات"، فكانت تلك المرة الأولى التي توقع فيها فرنسا اتفاقا كهذا مع محطة تلفزيونية تابعة لحزب سياسي مناضل.


ووقعت إدارة "المنار" هذا الاتفاق رسميا ورحبت به ووافقت على الالتزام بكل بنوده على الرغم من أنه شديد وقاسٍ في مضمونه وشروطه إذ نص خصوصا على عدم بث برامج أو مشاهد أو تصريحات أو بيانات تحرض على العنف والتمييز العنصري والحقد وكره الآخر لأسباب دينية وعرقية أو بسبب هويته.




والهدف الفرنسي من هذا التشدد هو الحرص على السلم الأهلي في فرنسا ومنع نشوب نزاعات أو صراعات بين العرب واليهود المقيمين فيها.

وبعد أيام من توقيع الاتفاق قررت السلطات الفرنسية وقف العمل به ومعاقبة "المنار" لأنها لم تلتزم بمضمونه وبثت برامج ومشاهد تحرض على العنف والحقد والتمييز العنصري وفقا للفرنسيين. وما جرى فعلا هو أن إدارة "المنار" لم تجر أية تعديلات في برامجها المختلفة وكأن الاتفاق الموقع مع الفرنسيين ليست له أية قيمة. واستغل الإسرائيليون وأنصارهم هذا الأمر وشنوا حملة واسعة ضد "المنار" لكن الحقيقة أن السلطات الفرنسية لم تقرر إلغاء هذا الاتفاق استجابة للضغوط الإسرائيلية بل لأن تلفزيون "المنار" خالف مضمون الاتفاق، ذلك أن فرنسا هي أقل الدول الأجنبية تأثراً بالضغوط الإسرائيلية. وتتحمل إدارة "المنار" مسؤولية أساسية لأنها لم تعرف كيف تستغل هذا الانتصار الإعلامي السياسي الذي سجلته على إسرائيل في الساحة الفرنسية إذ كان مفترضا بها أن تتقيد بمضمون اتفاق وقعته ولم يمنعها من مهاجمة سياسات إسرائيل والدفاع عن الحقوق والمطالب العربية العادلة والمشروعة.

عبدالكريم أبوالنصر



Al Watan


Comments


0 de 0 commentaires pour l'article 1966


babnet
All Radio in One    
*.*.*
French Female