شامتا على إيران

<img src=http://www.babnet.net/images/clownxx.gif width=100 align=left border=0>



لست شامتا على إيران لأنها "لحست" كل كلامها عن أنها لم ولن توقف تخصيب اليورانيوم، وأن من حقها أن تفعل وتسوي ما تشاء في مجال توليد الطاقة والتسلح، ثم فوضت أمرها لله واستسلمت للشروط الأوروبية الأمريكية، ولم يعد من حقها حتى تخصيب بيض الدجاج في المفاعلات التي أنفقت عليها المليارات.. وقبلها كانت ليبيا قد وعدتنا على مدى ربع قرن أو أكثر بأنها ستقودنا إلى النصر على العدو الأكبر (الولايات المتحدة) والعدو الأصغر (إسرائيل)، بعد أن تعتنق البشرية النظرية الثالثة، وبعد أن تصبح ليبيا قوة عسكرية عظمى.. ثم تم تسليم برنامج ليبيا للتسلح بالكامل للعدو الأكبر، وبعضه معروض في واشنطن للفرجة.. ولست شامتا على ليبيا فما فعلته هو عين العقل، بل إن كلامها القديم عن هزيمة أمريكا وإسرائيل هو الذي كان مثيرا للرثاء.. الحكاية وما فيها هو أن كل الحكومات التي أدمنت الجعجعة والطنطنة وجعلت من هزيمة أمريكا وإسرائيل ذريعة لتبديد المال العام وكبت الحريات وتصدير القلاقل، أدركت اليوم أن نيل رضا أمريكا مقدم على نيل رضا شعوبها.. وليبيا وإيران قد تكونان أفضل حالا من غيرهما من الدول التي لم تفكر قط في تخصيب اليورانيوم أو الألمنيوم لأنها ظلت محرومة بأوامر أمريكا حتى من منح مواطنيها حق تخصيب البويضات التي تؤدي إلى التوالد والتكاثر.. والأمر ليس مزحة فالعديد من مراكز الدراسات الأمريكية المرموقة تعتقد أن معدلات الخصوبة العالية عند الفلسطينيين مدعاة للقلق.. وبما أن الاقتصاد العربي لا ينتج سوى "البشر" وهؤلاء البشر يحتاجون إلى وظائف ومساكن وطعام وملابس وتعليم وصحة والحكومات العربية ليست "فاضية" لمثل هذه الاحتياجات، فإنهم - أي البشر العرب - يتحولون إلى كتل من الغضب المشتعل.. ومن ثم فإن أمريكا ترى أن الزيادات القياسية في معدلات النمو السكاني في الدول العربية يجب أن تفرمل أي توقف،.. بعبارة أخرى فإنه لو كان على إيران وقف تخصيب اليورانيوم فإنه ليس مستبعدا أن تجعل أمريكا تخصيب بويضة المرأة العربية بماء الرجل العربي عملا عدائيا مهددا للسلم العالمي (أي الأمريكي).

وكما قلت من قبل فإن العاقل الوحيد في حكومة جورج بوش، وهو كولن باول ترك منصبه وجاءت بدلا منه كوندليزا رايس، وكان باول "رجلا"، وعسكريا كبيرا قبل أن يصبح وزيرا للخارجية ومن ثم لم يكن محرجا الإذعان لأوامره، ولكن تلقي الأوامر من "ولية" عيب، ...ومن ثم فمن الخير لجماعتنا أن يأخذوا زمام "المبادرة" ويتصلوا بالهاتف والفاكس والإيميل ببنت رايس ويسألوها عن "طلباتها".. يعني لا داعي لانتظار صدور التعليمات من رايس، بل لابد من إبداء "حسن النية" بالتوسل إليها لتحدد ما هو المطلوب من كل حكومة! وعلى مسؤوليتي: لا تخافوا من "الإصلاح"، فأمريكا لا تأخذ هذه المسألة مأخذ الجد، لأنها نفسها أكبر منتج ومصدر للفساد.. هل تتابعون فضائح شركة هاليبيرتون في العراق؟ (كان يرأسها نائب الرئيس الأمريكي ديك تشيني).. يقال إنها حتى الآن هبرت 18 مليار دولار دون وجه حق.







Al Watan


Comments


0 de 0 commentaires pour l'article 1948


babnet
All Radio in One    
*.*.*
French Female