قفّة المواطن: أسعار الخضر والغلال في أدنى مستوياتها... و»البركوس» يعدّل أوتار السمك والدجاج

المصور- لم تعرف أسعار البيع للعموم في منتوجات الخضر والغلال خاصة حالة كالتي تشهدها الايام القليلة الماضية وذلك منذ زمن بعيد.
واذا كانت هذه الحالة ليست في حاجة الى أرقام ونسب تؤكدها لانها بادية للعيان وملموسة لدى المستهلكين بمختلف فئاتهم فإن المقارنة بين الاسعار المتداولة حاليا بالاسعار المسجلة خلال نفس الفترة من السنة الماضية كفيلة بأن تعطينا فكرة واضحة عما تغيّر بين بداية صائفة هذا العام ومثيلتها في 2007 .
واذا كانت هذه الحالة ليست في حاجة الى أرقام ونسب تؤكدها لانها بادية للعيان وملموسة لدى المستهلكين بمختلف فئاتهم فإن المقارنة بين الاسعار المتداولة حاليا بالاسعار المسجلة خلال نفس الفترة من السنة الماضية كفيلة بأن تعطينا فكرة واضحة عما تغيّر بين بداية صائفة هذا العام ومثيلتها في 2007 .
من المعروف أن قفة المواطن التونسي تكاد لا تخلو من منتوجات البطاطا والفلفل والطماطم باعتبارها مكونات أساسية لمعظم أكلاته وبالتالي فإن تأثير أسعار هذه المنتوجات يعد مضاعفا بالنسبة الى ميزانية الاسرة. في هذا الخصوص تقول لافتات الاسعار المطبقة خلال الاسبوع المنقضي إن سعر البطاطا تراوح بين 250 و420 و520 مي للكلغ في حين أن أسعارها المطبقة خلال نفس الاسبوع من السنة الماضية تراوحت بين 350 و600 مي للكلغ. أما الطماطم فقد عرضت خلال الاسبوع المنقضي بين 180 و420 مي للكلغ مقابل ما بين 480 و780 مي للكلغ خلال نفس الفترة من السنة الماضية.
وكذلك الشأن بالنسبة الى الفلفل الحار حيث لم يتجاوز سعره المطبق حاليا ما بين 420 و850 مي للكلغ مقابل ما بين 650 و1180 مي خلال نفس الاسبوع من السنة الماضية ويبقى الاستثناء الوحيد مجسما في سعر الفلفل الحلو الذي يعرض حاليا بين 680 و1380 مي للكلغ والحال أنه لم يتجاوز خلال نفس الفترة من السنة الماضية سقف 1180 مي للكلغ.
أما بقية أسعار الخضر الاخرى فلم تعرف تغيّرا يذكر مقارنة بالاسبوع الاول من فصل الصيف ماعدا التراجع الكبير المسجل في سعر البيع الاقصى للعموم من الفقوس (من 1200 الى 680 مي للكلغ).
* الدلاع مفاجأة الموسم
وعلى غرار «لغة الكرة» فاجأ الدلاع الجميع بنزول سعره الى مستوى لا يسجل عادة إلا في منتصف الصيف حيث يروج حاليا ما بين 180 و250 مي للكلغ والحال أن معدل سعره كان في مثل هذه الفترة من العام الماضي في حدود 380 مي للكلغ.
البطيخ بدوره «تنازل» الى مستوى ما بين 240 و750 مي للكلغ مقابل معدل سعر في مستوى 850 مي للكلغ خلال نفس الفترة من السنة الماضية.
وما من شك في أن وفرة العرض من هذين المنتوجين كانت وراء تراجع أسعارهما وكذلك أسعار الغلال الاخرى مثل الخوخ حيث يتداول حاليا بين 480 و1280 مي للكلغ مقابل ما بين 780 و2200 مي للكلغ خلال نفس الاسبوع من الصائفة الماضية. كما انسحبت الظاهرة على باقي المنتوجات الاخرى مثل المشمش والاجاص الفصلي وكذلك نوع التين الذي يسمى «بيثر».
* هل أصبح «البركوس» حكم باقي اللحوم؟!
العارفون بأحوال السوق يجيبون عن هذا السؤال بالايجاب وأسعار البيع المسجلة خلال هذه الايام تؤكد هذه الحقيقة.
طبعا قد يكون ضعف الاقبال على هذا الصنف من اللحوم سببا في تدني أسعاره الى مستوى 500،6 دنانير في سوق الحفصية وما بين 800،6 و400،7 دنانير بباقي الاسواق الشعبية بإقليم تونس.
كما أن الامر لم يختلف كثيرا مع «العلوش» الذي يتراوح سعره حاليا بين 800،8 و500و10 دنانير للكلغ الى جانب لحم الماعز الذي يعرض بين 500،8 و200،9 مي للكلغ إلا في بعض حالات المغالطة أي عندما يعرض على أنه «علوش تونسي». وإزاء هذا الوضع تراجع سعر الدجاج بدوره بنسبة لا تقل عن 10 بالمائة حيث لوحظ عرضه بأسعار بين 3450 و3540 مي للكلغ ونفس الشيء بالنسبة الى أسعار اسكالوب الدندون (بين 6390 و6450 مي للكلغ).
* بداية «تواضع» الاسماك
الى أسابيع غير بعيدة شكلت الاسماك «النقطة السوداء» في الاسواق بمختلف أصنافها لكن الاوضاع آخذة في التغيّر علـى ما يبدو بفعل نزول كميات طيبة من أسماك الفصل وخاصة منها السمك الازرق. إذ رغم عدم استقرار العرض فإن معدل سعر السردينة مثلا لم يتجاوز خلال الاسبوع المنقضي الى 1400 مي للكلغ فيما تراوح سعر الغزال بين 2980 و4980 و5400 مي للكلغ وكذلك الشأن بالنسبة للاسماك التي تشهد اقبالا كبيرا من قبل محدودي وضعاف الحال مثل الشورو والمرجان والنزلي والتريليا البيضاء صغيرة الحجم.
* «أدام الله هذا الرخاء»
والسؤال المطروح هو هل ستتواصل بوادر وانفراج أسعار الخضر والغلال واللحوم والاسماك في ما تبقى من صائفة هذا العام؟ هذا ما نرجوه جميعا خصوصا أن حصة التغذية من إنفاق الاسر التونسية يتجاوز نسبة الثلث من الانفاق الجملي. لكن مع ذلك يظل الحذر واجبا من النزعات الاستغلالية التي قد تساور أذهان بعض المحتكرين كما ينبغي علينا انتظار العودة القريبة للتونسيين المقيمين بالخارج وذروة الموسم السياحي للتأكد من أن «الرخاء» الذي تشهده الاسعار هذه الايام... ليس سحابة صيف عابرة.
* هكذا استعدت أسواقنا للمرور من «غصرة» الاستهلاك السياحي... الى لهفة قفافنا الرمضانية
تدخل بلادنا خلال هذه الفترة موسم عودة المهاجرين وتدفق وفود السياح ليرتفع معدل استهلاك النزل والاسر التونسية التي تقيم مآدبها الاحتفالية بين أعراس وختان واحتفال بالنجاح...
لكن الجديد هذا العام أن ارتفاع معدلات الاستهلاك سيتزامن مع اقتراب موسم آخر يبلغ فيه التونسي ذروة استهلاكه ونقصد بذلك رمضان.
«المصور» اتصلت بمصادر من وزارة التجارة لتطمئن على تزويد السوق مع بداية شهر سبتمبر وحلول رمضان الذي سيحل مباشرة بعد شهري جويلية وأوت المعروفان بارتفاع الاستهلاك فيهما.
* دورة الاستهلاك على الابواب
تشير مصادرنا الى أن الفترة الصيفية تتميز ببلوغ إنتاجية أراضينا من خضر وغلال صيفية إضافة الى المواد الطازجة ذروة معدلات الانتاج... وهو ما سيمكن من تغطية الحاجيات الاساسية للقطاع السياحي من خلال الاعتماد الاساسي على الانتاج المحلي من الدجاج المجمّد ومخزونات لحم الديك الرومي وبرنامج التدخل من لحوم الخرفان المجمدة، حيث تم الى حد الآن إنجاز 60 طنا من اللحوم المجمّدة من برنامج بـ 250 طنا.
وحتى لا يؤثر استهلاك هذه الفترة على تزويد السوق خلال شهر سبتمبر، ذكرت مصادرنا أنه تم وضع برمجة على مستوى الانتاج وأخرى لمتابعة تكوين المخزونات.
أما فيما يتعلق بالانتاج، فتقدر إنتاجية البطاطا بين 180 و190 ألف طن، و170 ألف طن من البصل الصيفي... كما سيتم التوسع في مساحات الخضر الورقية بـ 625 هكتارا... وسيتم التركيز على إنتاج الطماطم المتأخرة».
من جهة أخرى، سيتم تزويد السوق بالغلال من بقايا الغلال الصيفية إضافة الى الانتاج الخرفي للاجاص والتفاح والرمان والعنب.
ومع ارتفاع حاجة السوق من التمور خلال الشهر الكريم، استعد مجمع التمور من خلال عمليات تخزين للتمر... أما وزارة التجارة فقد وضعت برنامج تدخل نموذجي لتوفير كميات من التمور خلال النصف الاول من رمضان بحوالي 2000 طن باعتبار ان النصف الثاني قد يتزامن مع بداية إنتاج التمور في موسمه.
* لحوم ودواجن
ومع امتلاء موائدنا الرمضانية بصحون «الطاجين» و»البريك» وغيرها من الاكلات يرتفع استهلاك البيض واللحوم. وقد تم وضع برنامج لوضع مخزون تعديلي بـ 80 مليون بيضة تم الى حد الآن خزن 66 منها...
كما وضع برنامج تعديلي من 46 مليون لتر من الحليب خزن منها 82 والاشغال متواصلة.
وأعدت الوزارة أيضا مخزونات تعديلية من لحم الديك الرومي بحجم 800 طن خزن منه 62، ومن لحم الدجاج حوالي 2000 طن تم تخزين 1260 طنا منها، وسيتم تخزين منتوج تعديلي للسوق بـ 40 ألف طن من البطاطا.
وسيساهم المنتوج المخزن التعديلي اضافة الى الانتاج العام في المحافظة على الاسعار...
من جهة أخرى تقوم مؤسسات عمومية أخرى بتخزين المواد الموردة والاساسية مثل الحبوب والزيوت النباتية والسكر والشاي والقهوة والارز ـ وهو مخزون يساوي 3 أشهر استهلاك.
* ابتسام جمال
Comments
0 de 0 commentaires pour l'article 13670