يا «زقوقو».. «مين يشتريك»؟

يلاحظ المتجول بالاسواق هذه الأيام الحضور المكثف لمادة «الزقوقو» والفواكه الجافة و«حلويات الزينة» كما نسميها حتى ان بعض المحلات و«النصب» غيرت من نشاطها وانقلبت لتتحول الى محلات لبيع «الزقوقو» وما يتعلق به بما في ذلك الأواني الخاصة.
كل هذه العناصر، اجتمعت لتشكل المشهد الخاص بالمولد النبوي والذي اصبح «الزقوقو» وعصيدته أحد الاشارات الدالة عليه والتي ترتبط في الاذهان مباشرة به.
كل هذه العناصر، اجتمعت لتشكل المشهد الخاص بالمولد النبوي والذي اصبح «الزقوقو» وعصيدته أحد الاشارات الدالة عليه والتي ترتبط في الاذهان مباشرة به.
وأما بالنسبة لتوفر هذه المادة خلال هذه السنة فان الأرقام تشير الى وفرة في العرض الذي سيفوق الطلب وهو ما يفسر قلّة الحديث هذه الأيام عن مادة «الزقوقو» بخلاف سنوات مضت احتل فيها الصدارة وكان محل نقاش وجدال من مختلف الاطراف، وبلغ حجم انتاج الموسم الحالي حوالي 300 طن بينما بلغ حجم الكميات المتبقية من السنة الماضية 100 طن وهو ما يعني توفر 400 طن من هذه المادة في حين يتوقع ان يتراوح الطلب بين 250 و300 طن.

تجار هذه المادة عبّروا عن رضاهم بشأن نسق الاقبال نافين ما أشيع من ركود وضعف في عملية البيع والشراء فالتونسي كما يقول السيد حسن زويتة (تاجر) يترك عادة قضاء اغراضه للساعات الأخيرة وهو ما يعني ارتفاعا في نسق الاقبال في اليومين السابقين للمولد النبوي دون ان ننسى عامل الظروف المادية التي لها تأثير كبير على مدى اقبال المواطن على التسوق.
أسعار معقولة
وأما بالنسبة للأسعار فهي معقولة جدا وفي متناول المواطن وتتراوح بين 5د و6د وفي المقابل لاحظ محدثنا ان هناك تذمرات كثيرة بشأن أسعار الفواكه الجافة التي تستعمل بغرض تزويق «العصيدة» اذ ارتفعت اسعارها مقارنة بالسنوات الماضية وهو ما يجعل الاقبال عليها غير كبير.
وأما السيد حبيب مؤدب (تاجر) فقد علّق على نقطة الاسعار قائلا «لا وجود لتذمرات هذه السنة فـ«الزقوقو» متوفر بكثرة وأسعاره منخفضة مقارنة بمواسم سابقة. الامر الذي جعل المواطن يشتري كميات هامة تصل الى 2 كلغ.
نشاطات أخرى بالمناسبة
السيد الحبيب اختار ايضا ان يمارس نشاطا اخر وهو بيع البلور وتحديدا اواني تقديم «العصيدة» والتي يكثر عليها الاقبال في هذه الفترة من جهته يتوقع ان يرتفع حجم الطلب خلال الساعات الأخيرة ويتوقع ان تصل اسعار «الزقوقو» الى 5 دنانير للكلغ الواحد وفي ما يتعلق بجودة «الزقوقو» لاحظ محدثنا بأن ما يعرض حاليا بالاسواق من النوعية الجيدة اذ ان حجم الانتاج بولايات القصرين وسليانة وجندوبة مرتفع وبالتالي فالنوعية الجيدة متوفرة بكيفية كبيرة.
السيد منير الغربي (تاجر) تذمر من قلّة الاقبال على شراء مادة «الزقوقو» اذ ان الكثير من التجار سارعوا منذ مدة لشراء كميات كبيرة وبأسعار مرتفعة نسبيا وعرضوها بأسعار ارفع وهو ما كان وراء عدم اقبال المواطن عليها مما سبب لهم خسائر اضافة الى ارتفاع اسعار الفواكه الجافة مقارنة بفترات سابقة ولكن مع تقدم الايام انخفض سعر «الزقوقو» عند الشراء وعند البيع.
وتحسن مستوى الاقبال الا ان احوال التجار لم تتغير كثيرا ولم يحققوا الربح الذي كانوا ينتظرونه نظرا لوفرة العرض وقلّة الطلب.
ارتفاع نسبي لأسعار الفواكه الجافة
ولئن كانت عصيدة «الزقوقو» احد اهم العناصر التي تشكل مشهد المولد النبوي الشريف فان هناك عادات اخرى لا يجب ان ننساها لانها تمثل جزءا من مخزوننا الحضاري ومن عاداتنا التي تبرز هويتنا. هذا ما يحرص عدد من المواطنين على ترسيخه في هذه المناسبة لدى ابنائهم وفي هذا الصدد يقول السيد حبيب السماوي (موظف)، بأن المولد النبوي لا يعني فقط عصيدة «الزقوقو» فالتونسي كانت له عادات اخرى لا بد ان نحافظ عليها وان نمررها للاجيال القادمة كما ان المولد مناسبة لالتفاف العائلة وللمّ شملها.
السيد حبيب ترك مهمة شراء «الزقوقو» لزوجته فهي الاقدر والأعرف في هذا الشأن لأنها تجيد التمييز بين النوعية الجيدة والنوعية السيئة وحسب ما نقلته له فان الكميات متوفرة بالشكل الكافي وأسعارها في المتناول.
واما سامية الغربي فهي تحبذ شراء كمية صغيرة من البوفريوة لتصنع منها «عصيدتها» وتقول في هذا الشأن «لا فائدة من شراء كميات كبيرة من الزقوقو ما دامت النصائح الطبية تؤكد على ضرورة استهلاك العصيدة في أقصر وقت ممكن حتى يمكن الاستفادة من منافعها بشكل جيّد.
السيدة سامية لاحظت أن أسعار «الزقوقو» في المتناول بل ومقبولة جدا. الا ان اسعار بقية الفواكه تعتبر مرتفعة نسبيا وهو ما يفسر قلة الاقبال عليها.
كريمة دغراش
Assahafa
Photo credits: hammam-ensa.com
Comments
1 de 1 commentaires pour l'article 12916