صنعنا المقفول

<img src=http://www.babnet.net/images/1b/makfoulsatelliteee.jpg width=100 align=left border=0>


أبو مــــــازن

بركاتك يا أرض الخضراء، صنعنا أكبر مقفول لنطبخ أعظم وجبة كسكسي. أنجاز عظيم يفرح له جماعة غينيس ليدونوه في دفاترهم ولا يفرح الجائع الفقير في تلال و هضاب الخضراء بلقمة تسد رمقه و توقف عراك الأمعاء في جوفه.

أصبحت تونس تصنّع المقفول والصاروخ و الهيلي و ربما ستسعفنا الأيام القادمة بمزيد من الصناعات والفضل يعود للاعلام الذي يحرص على تقديم الحدث بسرعة ليجد خبرا ما يلوكه لأيام فلا لجنة خبراء تتثبت مما يبث و مما يقال حول الأمر المعروض و لا استشارة قانونية لما يذاع فالغاية كل الغاية مجرد الايثار والفوز بأكثر متفرج. حين يطرح اعلامنا مثل هذه "الابداعات" يميّع الحدث فيروّج اللغط و يستهزأ بالمصنوع والصانع.




هل تونس الثورة تحتاج لمثل هذا التشهير و لمثل هذه الترهات حتى تنهض بصناعاتها؟ هل ستبني تونس صناعة ضخمة بمثل هذه الخزعبلات الاعلامية التي تضيّع الوقت والجهد و تبعث على التهكم و الاستبلاه؟ لا ضير أن يتقن أبناء تونس صناعتهم فيبتكرون و يبحثون عن الارقام القياسية و المنتجات الجالبة للسياح فتتناولها الجهة و الدولة بالعناية والاهتمام فلا افراط في تفكير ولا انتساب الى التكفير ولكن الدول النامية التي ارتقت الى صف الدول المصنعة قد سلكت منذ السبعينات والثمانيات طريقا آخر مغايرا لما نقوم به الآن.
كادت تنقضي خمس سنوات منذ أن أحرق البوعزيزي رحمه الله وغفر اليه نفسه حرقة على بضاعة ملقاة على الرصيف ونحن لا نزلنا نتلمس طريق التقدم الصناعي و الاقتصادي ولكن هيهات. تأتي الحكومة وراء الحكومة فتطرح البرامج تلو البرامج بعضها "استشرافي" و بعضها الآخر قد يمكننا من "موقع متميز" بين الدول المتقدمة ولكن مجرد هراء لا يتضمن كلاما بل عواء. لم تولي كل هذه البرامج أي مستقبل للتعليم الجامعي عامة و لمدارس المهندسين خاصة و لا للبحث العلمي أي طريق واضح المعالم أو هدف تسير نحوه الدولة لتنهض بالبلاد و تدخل عالم التصنيع.
أبناؤنا يبدعون في الخارج كلما اشتغلوا في مكاتب الدراسات أو مخابر البحث فهم ينجزون أعمالا قيمة تساير التقدم العلمي و التكنولوجي. أبناؤنا يعرضون امكانياتهم المعرفية نحو وطنهم ولكن الدولة لا تكترث بل تستبدلهم بكفاءات "الكوراث" المغموسين في اللوبيات العالمية الصهيونية والماسونية. أبناؤنا بالداخل يتقدمون بعديد الأطروحات و البراءات ولكن لا يشاركهم أحد الفرحة بهذا الاختراع أو ذاك، ولا يبحث عنهم الممول المستثمر ليصيّر حلمهم واقعا. أما اعلامنا فيكاد يشير اليهم بصفة برقية في نشرة أخباره حتى يوصف بالنزيه ولكنه يخصص ساعات ومنابر وحلقات للفهلوة الصناعية وللمقفول العظيم.
أرهق التونسيون العالم بتصرفاتهم، يثورون على وجوه الفساد لينتخبونهم بعد فترة من جديد. و يكتبون دستورا حداثيا ولكنهم يحرصون على تطبيق القوانين المخالفة لروح هذا الدستور. و يستدعون صانع الصاروخ والأحزمة الناسفة كما قال بعد أن ألقوا به في السجن لأيام. أما الاعلام فهو باحث عن الاثارة، مجرد الاثارة لا غير فآخر مراده أن يفلح الصانعون أو يقدم لنا سياح كثر من أجل المقفول.




Comments


5 de 5 commentaires pour l'article 117184

Imène Fkih  (Tunisia)  |Mercredi 16 Decembre 2015 à 18:19           
Au Maroc:
Quelques jours après la fin du sommet de Paris sur le climat doit être inaugurée aux portes du Sahara la première phase du mégaprojet « Noor », présenté par le Maroc comme le plus grand parc solaire au monde, « Nour », d’une capacité totale de 580 Mégawatts, devrait-être connecté dans les semaines à venir au réseau électrique. Avec une capacité totale de production d’électricité de 580 megawatts (MW), le parc de Ouarzazate deviendra le « plus
grand complexe d’énergie solaire au monde », selon ses concepteurs. Il devrait être à même de fournir de l’électricité à un million de foyers.
En Algérie:
La plus grande station au monde de dessalement d’eau de mer par osmose inverse a été inaugurée le lundi 10 novembre 2014 en Algérie. La méga-station de dessalement d’eau de mer d’El Mactâa, inaugurée lundi par le Premier ministre, Abdelmalek Sellal, est appelée non seulement à renforcer l’alimentation en eau potable de la wilaya d’Oran mais aussi à répondre aux besoins des wilayas limitrophe comme Mascara, Mostaganem, Relizane et Tiaret. Cette
installation a une capacité de production de 500.000 mètres cubes par jour. C’est la plus grande station du monde utilisant le procédé d’osmose inverse, souligne à l’APS Chakib Bekouche, le DG de la société par actions "Tahlyat Myah El Mactaâ" (TMM) qui gère la station.
En Tunisie:
Le plus grand couscoussier du monde, le plus grand drapeau du monde, la plus grande omelette du monde etc...Résultats de la plus grande concentration d'incompétents, de traitres et de conards, pouvant se trouver dans la classe politique (gouvernement & oppositions), dans les ministères et dans l'administration publique. Une classe qui ne mérite que du dédain.

Amor2  (Switzerland)  |Mercredi 16 Decembre 2015 à 14:15           

فعلا هو أمر محزن و محبط... عندما نشاهدو المقفول الصاروخ في تونس!!! ونشاهد حاملات الطائرات في المحيطات !!! يا لخيبة الأمل.

Swigiill  (Tunisia)  |Mercredi 16 Decembre 2015 à 10:58           

متى امتلأت المعدة ... نام العقل ... هههه

عباد داها " كروشها" ... و فروجها ... لا تنتظر منهم مساهمة في التطور الانساني ... فهم كالانعام ... بل اشد ظلالا ... هههه


MOUSALIM  (Tunisia)  |Mercredi 16 Decembre 2015 à 08:41           
المقفول مكانه المنقالة بشارع بورقيبة ليكون رمزا كرمز تمثال الحرية في نيويورك .

Mandhouj  (France)  |Mardi 15 Decembre 2015 à 23:12           
صوت لسامية عبو
نصرة لعمل المعارضة الجادة في متابعة و مراقبة عمل الحكومة ، و في إنارة الرأي العام ، التصويت لسامية عبو هو تدعيم لعمل المعارضة الجادة .
صوت قبل أن تنام و عندما تستيقظ ، و عند النهار أيضا .
المقابلة لم تنتهي ، و النزول إلى ساحة التصويت ضرورة ديمقراطية .


babnet
All Radio in One    
*.*.*
Arabic Female