أتقدم بصادق العزاء والمواساة إلى القارئة هتون، واستميحها العذر، لأنني تأخرت في الإعراب عن حزني لمصابها الجلل، ولعلها تعذرني من منطلق أنني أيضا صاحب عزاء، فالمصاب واحد والفقيد كان عزيزا علينا، ولكن أرى أنه من الواجب أن أتقدم لهتون بالعزاء، لأنها من تكبد نشر النعي الأليم عبر الإنترنت وإليكم نصه الفاجع:
نعي: آل يعرب في شتى أرجاء العالم ينعون ببالغ الأسى والحزن فقيدهم
الضمير العربي والد كل من المرحوم نخوة والمرحومة كرامة والذي انتقل إلى رحمة مولاه عن عمر يناهز 54 عاما قضاها في طاعة أمريكا وإسرائيل، وسيتم تشييع جثمانه من البيت الأبيض، إلى مثواه الأخير في مقبرة منظمة المؤتمر الإسلامي. تقبل التعازي في مقر الجامعة العربية لمدة ثلاثة أيام ابتداء من يوم أول من أمس. تغمد الله الفقيد بواسع رحمته وألهم آله وذويه الصبر الجميل.

وأشعر بالأسى لأن هتون أخطأت في نصب سرادق العزاء في الجامعة العربية، فقد فات عليها أن الجامعة نفسها في العناية الفائقة بعد إصابتها بالسكتة الدماغية والاكتئاب، لأن عنوستها طالت رغم تكاثر الخُطّاب عليها منذ ولادتها قبل نحو نصف قرن، وحزني عظيم أيضا لأن البيت الأبيض الذي خرج جثمان "الضمير العربي" منه لم يتشح بالسواد، ولم يعلن الحداد لذلك الفقد الجلل. بل إن اختناق الحبيب بشبوش بكعكة مملحة مما افقده الوعي لبضع ثوان، كان في نظر أهل البيت الأبيض فجيعة أكبر من موت الضمير العربي، ودخول الجامعة العربية في سكرات الموت،..بالمناسبة فقد حاولت الذهاب إلى منظمة المؤتمر الإسلامي التي دفن الراحل العزيز في مقبرتها، ولكنني لم أجد من يدلني عليها أو يعرف لها مكانا، فقد سألت عددا من المسلمين ينتمون إلى مختلف الجنسيات عن المنظمة فردوا علي بصوت واحد: "وات؟ يو ستيوبيد!" شتموني بالإنجليزية ووصموني بالغباء، لأنني أردت فقط نيل ثواب اصطحاب الجثمان إلى المقبرة. فسألتهم: لماذا تردون علي بالإنجليزية وما هو وجه الغباء في السؤال عن منظمة المؤتمر الإسلامي؟ فردوا: سؤالك "silly" (سخيف) لأنك تسأل عن الغول والعنقاء.بعدين نحن الآن في "جلوبلايزيشن" (عولمة) يا متخلف وأنت تسأل عن منظمات ديناصورية..خلاص ما في مجال لكونفرنس إسلامي أو جامعة "فور أرابس"..كله يصير تورا بورا!!
جعفر عباس
Chronique J Abbas
220199
Comments
0 de 0 commentaires pour l'article 1075