رسالة مفتوحة إلى الإعلامي نوفل الورتاني

بريد القراء -
من النقيب المتقاعد و الكاتب الطاهر بن يوسف
كانت دعوتك لي عن طريق إحدى مساعداتك لأكون ضيفا في برنامجك الأسبوعي " لاباس " ليوم 21 ديسمبر 2013 بمثابة المفاجأة بالنسبة لي باعتبار أن مؤلفاتي و خطيّ الفكري بعيدان كل البعد عن روح و توجه و مقاصد برامجك الإذاعية و التلفزيونية.
كانت دعوتك لي عن طريق إحدى مساعداتك لأكون ضيفا في برنامجك الأسبوعي " لاباس " ليوم 21 ديسمبر 2013 بمثابة المفاجأة بالنسبة لي باعتبار أن مؤلفاتي و خطيّ الفكري بعيدان كل البعد عن روح و توجه و مقاصد برامجك الإذاعية و التلفزيونية.
و قد رفضت في البداية –كما تعلم- الاستجابة لتلك الدعوة لاعتقادي الراسخ أن المادة التي تقدمها أقل ما يقال فيها أنها نوع من التهريج و وسيلة لضرب قيم البلاد و هويتها و نسف هيبة الدولة.

و لم أقبل في النهاية الحضور و المشاركة في البرنامج المذكور " لاباس" إلا بعد نقاش طويل مع مساعدتك التي ألحت علي و أكدت لي بأنني سوف أكون ضيفا خاصا، و أن حضوري يشرفك، كما أنك قبلت النقد الذي كنت وجهته إليك سواء في كتاباتي أو في بعض الإذاعات و القنوات التلفزية.
و جاء يوم تسجيل الحصة، فتبينّت منذ البداية المقاصد من دعوتك لي، إذ أبديت تحاملا واضحا على مؤلفاتي و ذلك عندما قلت بأن "الأمريكان يحبّون الكوارث" و ذلك تعليقا منك على مسألة بيع كتبي بأمريكا و اقتناء مكتبة الكونغرس الأمريكي لكمية منها. فبالله عليك هل أن انتشار الكتاب التونسي خارج الحدود و خاصة بالولايات المتحدة يفرح أم يحزن؟ و لماذا أردت تحويله إلى مادة للسخرية و الاستهجان وواصلت تحاملك خلال حوارك معي من خلال تصنيفك لكتابي " الإعلام التونسي –من خدمة النظام.. إلى خدمة الأجندات " بأنه "esprit facebook" و أنه أسوأ من "الكتاب الأسود" للرئيس المرزوقي؟.ثم قرأت جملة بالصفحة 93 منه و نسبتها لي في حين أنني استشهدت بها لتعريف القارئ بالاتهامات الموجهة من طرف نظام بن علي إلى الحقوقيين و المعارضين أثناء الحراك الثوري (17 ديسمبر2010--14 جانفي 2011).علما و أنني أخذت تلك الجملة من مقال صدر بصحيفة الصريح ليوم 28/12/2010 ص 3 تحت عنوان "احذروا شعار خلّيها تخمج" لصاحبه صالح الحاجة . و قد أشرت إلى ذلك ضمن هوامش الكتاب أسفل نفس الصفحة.
إن محاولتك تتفيه الكتاب وتقزيمه لم تقف عند ذلك الحد بل تجاوزته عندما قلت بأنه يتكون من مقالات صحفية من بقايا جرائد لم يمزّقها أبنائي، و هذا منتهى الإسفاف و المغالطة و الظلم. ولتعلم يا سيّدي أن هذه الصورة الكاريكاتورية السيّئة التي حشرت فيها أبنائي غير لائقة و غير منصفة لهم باعتبار أن ابنتي "غادة" دكتورة في الصيدلة و ابني "قيصر" مجاز في OPTIQUE LUNETTERIE ، و كما تلاحظ هما أرفع منك مستوى و لا يجوز لك أن تتحدث عنهما بذلك الأسلوب الفج.
إنه لمن المؤسف أن يتعامل إعلامي تونسي مع إصدار تونسي بالشكل الذي تعاملت به مع كتابي " الإعلام التونسي –من خدمة النظام .. إلى خدمة الأجندات".
لقد كنت حاقدا .. و ظالما.. و غير مهني .. و غير نزيه ..و ... و ...
و في الختام لا بدّ أن أوضّح لكل الذين شاهدوا برنامج "لاباس" ليوم 21 ديسمبر 2013 حقيقتين لا غبار عليهما و هما:
1) لا نوفل الورتاني و لا مساعديه و مساعداته قرؤوا كتابي موضوع الحوار ( الإعلام التونسي من خدمة النظام .. إلى خدمة الأجندات) و إنما انتقوا بعض الفقرات و الجمل و ركزوا عليها نقدهم لي وهو تصرف غير مهني .. و عمل غير موضوعي.
2) كانت غاية صاحب البرنامج من توجيه الدعوة لي واضحة وهي تتفية كتابي و العمل على الحد من انتشاره لأنه وجّه له و لجوقته نقدا لم يعجبهما،وهو أمر لا بدّ من شجبه لأنّه يتنافى مع أخلاقيات المهنة الإعلامية.
كلمة أخيرة
يا نوفل الورتاني إذا أنت تعتقد أنك مهني و تريد أن تدخل التاريخ، عليك أن تدعوني إلى مناظرة تلفزية أو حوار يشارك فيه أحد أو بعض أفراد جوقتك على غرار هيثم المكي و توفيق بن بريك و غيرهما، و لنترك الحكم للمتفرّج التونسي.
فبل أن أنهي أعلمك أن تقدير الناس لي و تعاطفهم معي على إثر مشاركتي في برنامجك "لاباس" ليوم 21 ديسمبر 2013 كانا كبيرين رغم أنك أطنبت في مقاطعتي و منعي من توضيح أفكاري و مواقفي..
أتدري لماذا كان تجاوب الناس معي كبيرا؟ ببساطة أقول لأنني عبرت بكل صدق و عفوية عما يختلج في صدورهم.
والسلام
الطاهر بن يوسف
Comments
7 de 7 commentaires pour l'article 78623