طلبة الهندسة في مفترق الطرق

<img src=http://www.babnet.net/images/1a/etudiants0601151.jpg width=100 align=left border=0>


أبو مازن،
جامعي



ترتفع وتيرة الاضرابات في مدارس المهندسين والمعاهد التحضيرية فتغلق القاعات و المدارج ويهجر الطلبة مقاعد الدرس محتجين على كراس شروط مدارس الهندسة الخاصة التي أعدتها الوزارة والتي تمكن عدد من الطلبة الحصول على ديبلوم الهندسة دون اجتياز المناظرة الوطنية لدخول مدارس المهندسين. ليعلم القارئ أن طلبة التكوين الهندسي قد حصلوا على درجات عالية في المعاهد الثانوية واجتازوا بامتياز امتحان الباكالوريا ثم تابعوا تكوينا علميا تحضيريا يشهد الجميع بكثافته، فهم من لا تفارقهم الأقلام والكراريس يراجعون تلك المادة ويحفظون عن ظهر قلب تلك الدروس ثم يتقنون لغات الانقليزية والفرنسية و يحذقون تقنيات الاعلامية. كذلك وجب على المهندس أن يكون مواكبا للتكنولوجيا ولفنون التخاطب وكذلك يطمح البلد أن يواصل تكوين المهندسين الذين ذاع صيتهم في الداخل والخارج.



لعل غياب عمادة المهندسين عن واقع التكوين قبل الثورة وبعدها كممثل لهذه الشريحة من الاطارات، دليل على جرأة الوزارة في تأزيم الوضع واخضاع هذا القطاع، الذي يقل عدد العاطلين عن العمل فيه، الى منطق المال والدفع المسبق لنيل الشهائد. وحتى لا أتهم بالتضليل أتساءل لو أقدمت وزارتنا الموقرة باصدار كراس شروط لكلية طب خاصة كما يوجد في عديد دول العالم المتقدم، ماذا يمكن أن يحدث؟ قطعا ستثور ثائرة عمادة الأطباء و ستضغط بكل قوتها فتتراجع الدولة عن القرار الصادر وتحفظ لديبلوم الدكتوراه في الطب مصداقيته ورونقه. ان تعطل انتخابات مكتب العمادة و تأخر البت فيه عن طريق المحكمة الادارية يعد تمهيدا ودافعا لمحاولة اصدار قرارات كهذه تغرق هذا القطاع الناجح نسبيا في فوضى الديبلومات الممنوحة و الشهائد المكدسة دون ان تسمح للحاصل عليها بالعمل.

ان أبناءنا الطلبة الذين ضحوا بأكثر من أسبوع من دراستهم وامتنعوا على القيام بامتحانات نصف السنة قد برهنوا على المستوى الراقي في تقدير المستقبل خصوصا لمّا تركوا جانبا الحسابات النقابية والسياسية وتوجهوا بنفس المطالب كوحدة متكاملة في كامل المؤسسات الراجعة بالنظر. ان الدروس الخصوصية التي ما فتئت ترهق جيوب الأولياء والتي دفعها طلاب المال من التعليم الثانوي الى التعليم العالي كانت السبب الرئيس في اسالة ريق الربح لدى المؤسسات الخاصة وتشجيعهم في جني الكثير من المال بمضاعفة عدد الطلبة فلم يعد الأمر يقتصر على حالات خاصة بل أضحى التكوين الهندسي الخاص طريقا سهلا وقصيرا لتحصيل ديبلوم بأقل التكاليف الذهنية والكثير الكثير من المال. ان مقاومة انتشار مراكز التكوين التحضيري الخاصة الفقاعية بات عملا مؤكد القيام به على الوزير القادم حتى ينأى بهذا القطاع عن الابتذال و تحصيل العلم عبر تبذير المال. فبعد أن أصاب هذا الورم جهة تونس انتقل بسرعة الى باقي المجمّعات الجامعية فتواجد حذو مدراس المهندسين والمعاهد التحضيرية في صفاقس والمنستير وسوسة وقابس وغيرها من المدن يفتك منها طلبتها ويصرفهم عن متابعة دروسهم العادية. هم يعدونهم بالتحصيل السريع والجاد للحصول على مراتب عليا في المناظرة الوطنية وينسون أن التكوين الهندسي عمل متواصل يجمع بين الدروس و الاشغال المسيرة والتطبيقة، وهاهم اليوم يزداد نهمهم فيراودون الطلبة على اتمام المرحلة التطبيقية والاختصاص دون اجتياز المناظرة. يا أهل المال والأعمال ارحموا بلدا بدأ يسلك بصعوبة طريقا طويلا نحو التقدم العلمي والتكنولوجي بعد أن أنهكته سياسيات العهد البائد في توزيع الديبلومات كما اتفق.


Comments


7 de 7 commentaires pour l'article 98094

BenMoussa  (Tunisia)  |Mercredi 14 Janvier 2015 à 07:10           
En plus de tout ce qu'a été dit, on exige un capital de 2 millions de dinars pour ouvrir un établissement d'enseignement supérieur une mesure pour réduire la concurrence à l’école de Leila.
Une brèche ouverte dans le système d'éducation public pour l'argent et rien que pour l'argent.

Tunisien_patriote  (Qatar)  |Mardi 13 Janvier 2015 à 15:19           
احترام كبير للتّحرّكات اللي يقوموا بيها الطّلبة المهندسين هذه الأيّام. أخلع قبّعتي وأنحني أمام ما يفعلون، و أمام اصرارهم و تحدّيهم للتّهميش و التّعتيم المفروض عليهم:
- مطالب راقية، واعية، مسؤولة، لا هي شخصيّة و لاهي ظرفيّة، بل هي أحرص على مستقبل البلاد من المسؤولين اللّي معهود إليهم...
- تحرّكات منسّقة، متّحدة، منظّمة، حدّ ما خرج على السّكّة، بالرّغم من غياب و سلبيّة مخزيتين لعمادة المهندسين (و للّي يعرف، الشّيء من مأتاه لا يستغرب)...
- أنشطة دعائيّة متواترة و بأساليب مبتكرة، منفتحة على باقي المكوّنات و تقدّم في رسائل ذكيّة بخطاب قويّ أما رصين، لا فيه لا تلحيس و لا عنتريّة...
حقيقة تفاجأت و سعدت برشة باللّي قاعد نشوف فيه -و لو عن بعد. ما شفتش تحرّك جميل هكّة من وقت القصبة.
لو كنت في تونس هذه الأيّام، راني بلا شكّ معتصم معاهم.
للتّذكير فحسب، قبل عام و شويّة قامت البلاد و ما قعدتش على قرار حكومي وقتها لوجوب مرور الأطبّاء عبر الجهات الدّاخليّة... بالرّغم من البعد اللاأخلاقي في تحرّكهم لرفض القرار، من منطق أناني و مادّي و لامسؤول، لقاو كلّ الدّعم: تلفزة تصوّر وناس تصيح و الوزير جبدولو فرتو ما خلّاو ما قالو فيه، و الكلّ يساند... و اليوم، طلبة مهندسين، أكثرهم من أوساط زواولة، يطالبوا بوقف التّلاعب في الكفاءات الوطنيّة و حفظ قدر أدنى لشهاداتنا الوطنيّة السّامية، ماهم طالبين
إلّا أنّو الشهادات الوطنيّة تكون مربوطة بمناظرة وطنيّة، موش اللي عندو الفلوس يقرأ خاصّ و يعمل قصّة و يتعدّى... في المقابل آش يلقاو؟؟؟ والوووو... الظّلام... باهي كيف ما زالوا ما سيّبوش عليهم الغاز و الماتراك، و لا خرّجوا فيهم قرارات بالطّرد.
صدّقوني، و بدون أيّ لغة خشبيّة أو رمي ورود، كيف نشوف هالعيّنةمن الطّلبة نتهنّى على تونس... بمثل هؤلاء، تونس باش تولّي أحسن. و مهما كانت درجة الخراب اللّي تسبّبت فيه -و ما زالت مواصلة- منظومة الفساد و دعاة ثقافة "التبزنيس"...
كيف ما يقولوا، فالكم في صغاركم... لكن من جيهتنا، اذا ما كنّاش في مستوى اللّي يعملوا فيه، لخّرا كليمة حقّ و شويّة دعم، حتّى بالقلب، و ذلك أضعف الإيمان...

Mongi  (Tunisia)  |Mardi 13 Janvier 2015 à 13:56           
في الوقت الحاضر الدولة العميقة ورجال المال والأعمال يحكموا في البلاد ويفرضوا في أجندتهم ومصالحهم على كلّ النّاس ويبدّلوا ويغيّروا في كلّ شيء وحتّى التعليم ما اسلمش منهم.
عندما أصدرت الترويكا قانونا يلزم أطباء الاختصاص بالعمل 3 سنوات في الجهات ثارت ثائرة الأطبّاء على هذا القانون وقاموا بإضراب استمرّ 6 أيام. الذين حرّكوا هذه الإضرابات هوما إللّي يتاجروا بمصالح النّاس ودخلوا في كل مشاريع الخوصصة وفرضوا الخوصصة على كلّ النّاس

AhmedFrance  (France)  |Mardi 13 Janvier 2015 à 12:21           
Le Maroc envoie tous les ans beaucoup d'étudiants suivre leurs études dans des grandes écoles d'ingénieurs en France (polytechnique,polycom,.....).
La Tunisie envoie très très peu....

Le Maroc est entrain de nous dépasser de loin...

Si en plus la corruption et les circuits parallèles entrent en jeu......Au revoir la vraie industrialisation et bonjour la sous traitance.....

AhmedFrance  (France)  |Mardi 13 Janvier 2015 à 12:19           
Le Maroc envoie tous les ans beaucoup d'étudiants suivre leurs études dans des grandes écoles d'ingénieurs en France (polytechnique,polycom,.....).
La Tunisie envoie très très peu....

Le Maroc est entrain de nous a dépasser de loin...

Si en plus la corruption et les circuits parallèles entre en jeu......Au revoir la vrai industrialisation et bonjour la sous traitance.....

Humanoid  (Japan)  |Mardi 13 Janvier 2015 à 01:55           
@Bensa
En Allemagne, si quelqu'un est accepté pour travailler dans une entreprise, c'est qu'il a passé son entretien avec succès et qu'il est qualifié pour le faire. En Tunisie, ce n'est pas de même. Il peut tout simplement être accepté si son père a payé plus.
Avoir son diplôme grâce à l'argent de papa et avoir un job grâce à l'argent de papa, ça c'est trop.
En outre, si t'as noté, Abou Mazen nous a donné un joli exemple: imagine que c'est pareil pour les médecin, que se passera-t-il ? Imagine un docteur qui n'a même pas eu le bac et à qui vous donner la vie pour sauver. Est-ce que tu penses que l'argent de son papa t'aidera ?
Il ne faut pas comparer la Tunisie à l'Allemagne. En Tunisie la corruption a touché tout, alors laissons cette petite lumière appelé "concours" continuer à faire son travail et faire la distinction entre les gens. Si l'argent de papa va remplacer ça aussi, où est-ce qu'on va aller après ?

Bensa  (France)  |Lundi 12 Janvier 2015 à 23:47           
Dans la plus part des pays développées ils existent ce type de passerelle entre l université et l entreprise.
La formation professionnelle continue permet au salarié de préparer le diplôme d ingénieur en plusieurs étapes.
L ingénieur diplômé du monde professionnel est plus cherché et mieux payé qu'un ingénieur d une école .
Le système educatif allemand est basée sur cette méthode .
Les allemands produisent les meilleurs ingénieurs
C est le marché du travail qui fera le tri entre les bons et les mauvais diplômes
Soyons sérieux reprenez le travail vite


babnet
All Radio in One    
*.*.*
Arabic Female