تكليف الصّيد.. الدلالات والرسائل

<img src=http://www.babnet.net/images/1a/mohsenmarzouk1040.jpg width=100 align=left border=0>


بقلم: شكري بن عيسى (*)

لئن لاح للوهلة الاولى تأخر نداء تونس، الى آخر يوم من المهلة الدستورية في تعيين الشخصية المرشحة لرئاسة الحكومة، بانه ضعف صارخ في تنظيمه وهياكل مداولاته ومسالك قراره وفقر في كفاءاته، فانه اظهر بالمقابل ان الدائرة الحقيقية للقرار داخل الحزب كانت تمتلك الحل الذي تركته لآخر لحظة وفرضته على الجميع بما تحمله هذه الخطوة من دلالات وتتضمنه من رسائل مباشرة واخرى ضمنية.





منذ اعلان النتائج النهائية للانتخابات التشريعية كان النداء يعلم بجلاء انه الحزب الذي يمتلك الصلاحية الدستورية لاقتراح الشخصية التي سيقع تكليفها برئاسة الحكومة، والمدة فاقت الشهران دون توضّح الرؤيا في الخصوص، واذ تعددت التصريحات من قيادات الحزب الفائز بالتشريعية مع الرئاسة بأن النداء يمتلك من الكفاءات ما يشكل اربع حكومات ومن القيادات يوجد من يقدر على رئاسة الحكومة فان الواقع اثبت ان هذا الحزب عجز فعليا عن تقديم الشخصية ذات المواصفات المرتقبة، بعد ان فاق المهل الاعتيادية.

الدائرة الضيقة للقرار داخل النداء هي بين يد السبسي ونجله حافظ ومحسن مرزوق، ولقد تحولت منذ الاربعاء الفارط من البحيرة الى قرطاج، واستقالة السبسي من الحزب التي تركها لآخر لحظة لم تكن لتعني ابتعاده عن دائرة القرار الفعلي، فالقرار اصلا انتقل معه من اروقة الحزب الى دوائر السلطة التنفيذية، على ان تتركز السلطة الفعلية في قرطاج على حساب القصبة، ولذلك كان لا بد من اختيار شخصية لرئاسة الحكومة من خارج النداء وتكون شخصية تنفيذية لا تمتلك لا الكاريزما ولا الاشعاع ولا القوة التي تسمح لها بتحويل القصبة الى مركز الثقل.

الصيد هو شخصية تجمع بين المتناقضات، فهو من خارج نداء تونس ظاهريا ولكن من الشخصيات الموالية للسبسي الذي عينه في حكومته وزيرا للداخلية، وهو ايضا عمل في حكومات بن علي ولكن ايضا في حكومة الترويكا مع النهضة، من جهة اخرى فهو اذ شغل مناصب حكومية وطنية ومناصب في مؤسسات دولية وحيازته لشهائد علمية عليا من الولايات المتحدة فهو يفتقر للمؤهلات اللازمة لشغل منصب حساس في ظرف وطني واقليمي ودولي دقيق وخطير.

ولكن يبدو ان هذه المتناقضات هي التي اتت به لتسلم رسالة التكليف من ساكن قرطاج، فالسبسي المهووس بالسلطة للنخاع بعد فوزه بالرئاسة لا يريد ان يظهر معه احد الشخصيات البارزة التي يمكن ان تفتك منه الاضواء فيكون بذلك فوزه باعلى منصب في البلاد بلا معنى وخال من لذة السلطة ومن بهرج النفوذ، السبسي يبحث عن مجرد اداة لتنفيذ توجيهاته ولا تعص له امرا ولا تتجاوز ما يسطر لها من حدود وتستشيره في الصغيرة والكبيرة وهو ما لا يمكن ان يتوفر في شخصية البكوش المدعوم من الجناح النقابي-اليساري والذي قد لا يخضع بالشكل المطلوب لمقاييسه.

تعيين شخصية بهذا الضعف وبهذه المواصفات في رئاسة الحكومة ينقل بشكل حاسم السلطات التنفيذية الهامة الممنوحة لرئاسة الحكومة الى رئيس الجمهورية، وهذا هو اكبر ما يمكن استنتاجه من تكليف الصيد، ولكن ذلك لا يعني ان السبسي هو من سيكون صاحب الحل والربط الحقيقي، السبسي يعلم محدودية قدراته النفسية والذهنية والمهنية فضلا عن البدنية، ولكن ما يحتاجه هو مجرد الهيمنة والنفوذ الظاهري، في حين ستكون السلطة الحقيقية بيد البطانة في ديوانه وخاصة بين محسن مرزوق وحافظ السبسي والجهيناوي وسلمى اللومي...

تعيين الصيد في رئاسة الحكومة وهو الخبير مهنيا في الداخلية سيحصر على الغالب سلطة الحكومة في وظيفة يغلب عليها الطابع الامني، خاصة بعد استمرار عمليات قتل الامنيين والجنود وحرق الزوايا والاولياء هذا الاسبوع، وهذا ما سيطلق السطوة الامنية تحت مسمى مكافحة الارهاب، وهو ما سيعفي النداء الى حد ما من استحقاقات تحقيق التنمية والتشغيل وتحسين المعيشة ومن مستوجبات الالتزام بالحقوق والحريات، بتركيز محور نشاطه على الملف الامني قبل الملفات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية.

السبسي بتكليفه لشخصية ظاهريا من خارج النداء يضع بذلك حزبه بشكل كبير خارج المساءلة والرقابة خاصة البرلمانية في مجال النشاط الحكومي وسيتنصل بذلك من كل مآخذة في الشأن، وفي مقابل تعيين هذه الشخصية المستقلة ظاهريا سيحقق كسب رضا النهضة وموالاتها ومساندتها دون ان يعطى لها فعليا اي شيء خاصة وان الصيد انتمى الى فريق عمل حكومتها في نسخة الجبالي، ايضا كسب رضا المنظومة النوفمبرية ذات الصيت داخل الساحة الوطنية التي يبدو انها سيضمن رموز الفساد داخلها الافلات التام من العقاب مع تقلد احد اعضاءها منصب رئاسة الحكومة.

السبسي بذلك ومن ورائه رجل الشبكات الدولية مرزوق يبدو انه حقق عديد المكاسب التي ستدعم نفوذه وسطوته، ويبدو انه رفع بذكاء حرج التغوّل الذي ادين به النداء بعد جمعه رؤوس السلطة في البلد، وحيّد النهضة من كل معارضة محتملة، وبتعيينه شخصية ذات تكوين امريكي قد بعث برسالة ود للولايات المتحدة الامريكية بان التعاون سيكون واسعا، ولكن في مقابل ذلك كانت الرسائل في الاتجاه الثاني حادة.

الوطني الحر وآفاق والمبادرة الشركاء الطبيعيين للنداء، لم يتم التشاور معهم في خصوص القرار، وتم اعلامهم بعد حسم الامر في اشارة الى انهم مجرد ملحقين وليس شركاء يتم اعلامهم بعد اتخاذ القرار، اما الجبهة الشعبية فهي الى حد اللحظة في حالة صدمة سياسية فيما اعتبرته اقصاء لها من التشاور او التشريك، واعتبرت الامر رسالة سلبية اولى للشعب ، والواقع ان السبسي بعد ان قطعت الطريق على منافسه في الرئاسة، قد وجه لها ضربة في العمق قد تفجرها بقراره الذي ارضى النهضة ووضع مكونات الجبهة بين من دعمه ومن رفض الدعم في حالة اشتباك لا يمكن توقع مآله.

الجبهة لم يشفع لها الجناح الذي يرفع شعار الانتماء لليسار داخل النداء بحفظ شيئا من ماء الوجه، وخرجت من اكبر المتضررين، والواقع ان ليس واقع هذا الجناح داخل النداء احسن حالا من واقع الجبهة، والسبسي باتخاذه القرار بصفة احادية وضع هذا الجناح في حجمه الحقيقي بانه مجرد شق يدين بوجوده للسبسي، صاحب الفضل الاول.

الاعلام، الذي اوصل السبسي بمساندته الواسعة، كذلك، كانت الرسالة نحوه مفزعة، والصيد في عهد السبسي حققت وزارته اعلى نسب اعتداءات على صحفيين وعلى وسائل عملهم واقتحام لحرمات مؤسساتهم، ضمن سياسة القبضة الحديدية المتبعة حينها، والجميع يتذكر الاعتداء البشع على 15 صحفيا دفعة واحدة في الاحتجاجات الشبابية التي اعقبت تصريح فرحات الراجحي، والرسالة هنا اوسع من ذلك لتطال مجال الحقوق والحريات بشكل عام.

ولا غرابة فالحاكم من قرطاج يبدو انه تنكر للجميع، بـ اشتباكه مع النهضة، واولهم ناخبيه الذين انتخبوا النداء عقابا للنهضة التي اطنبت حملة حزبه في وصفها بالفشل والعجز ودعم الارهاب والتورط في العنف.. واحدى البجبوجات المنهارات لم تتمالك نفسها وخرجت في فيديو مباشر معتبرة الامر طعنة ..!!

يبدو على الغالب انه سيتم اختزال المرحلة القادمة في الحلول الامنية واختزال الحكومة في وزارة داخلية والسبسي قد سبّق نزواته في السلطة على كل شيء بمن فيهم انصاره وحلفاء الامس ولكنه بالمقابل عرف كيف يكسب القوى الموجودة في الساحة الداخلية والخارجية، والحقيقة ان السبسي سيكون مجرد صورة للسلطة في حين سيكون المتحكم في الخيوط في الحاشية القريبة، بعد نقل مركز الحكم لقرطاج، ولا ندري حقا الى متى ستستمر هذه المعادلة الصعبة متعددة العناصر ومعقدة العلاقة وعلى ماذا ستستقر!!؟

(*) قانوني وناشط حقوقي




Comments


16 de 16 commentaires pour l'article 97712

Wasatiya  (Tunisia)  |Mardi 6 Janvier 2015 à 19:25           
ما يحدث طبيعي جدا مادا تنتظرون من السبسي ان يترك كتلة متماسكة ب69 مقعدا قرارها واحد وتصويتها واحد ويدهب ليشكل كتلة اخرى مكونة من عدة احزاب لايمكنه ان يضمن داخلها الموقف الموحد والتصويت الموحد السبسي قد حصل على مبتغاه والان سينظر الى من يضمن له الاستقرار والبقاء على سدة الحكم دون مشاكل مربكة لحكمه السبسي والغنوشي لهما نفس التوجه الليبرالي وهما اكبر كتلتان في البرلمان واتفاقهما سيمرر كل القوانين بكل سلاسة دون الحاجة الى باقي الاحزاب وسيكون لهما
نصيب الاسد من الكعكة وبقية الاحزاب بعض الفتات لمن اراد ان ينضم الى كتلة النداء والنهضة عليه ان يرضى بالفتات ومن لم يرضى ما عليه الا الانسحاب لتشكيل معارضة قوية ومسؤولة مع من يشاطره الراي

Matouchi  (Tunisia)  |Mardi 6 Janvier 2015 à 17:40           
طبعا يا مسالم
فقفق سوري تحب تخرج و تحوس و تزور برشة بلدان ...و السيد ما يقدش الخرجة ياسر
حرحر تحب المصروف و الزهو و الطرب و الجو...و السيد كيف يوصل للتسعة باهي ياسر
جهجه...تحب لالكول والدعك والدبك و الحك و الدك و الدربك والسيد يتعب فيسع و يحب لو
آما ضهضه....تفرك وتدلك و تغسل الساقين بالماء السخون وتبخر و تسوك و تلوك و تعمل الززوة وترقد تحت ساقين السرير لين يفيق و يتكسل و تحط لو الشبشب في ساقيه قبل ما يقوللها تي وينك يا مرا فين
و تحبو ما يهربش بيها و ما تهربش بيه....هي اشكون عنده؟؟؟ و هو اشكون أولى بيه؟؟؟

MOUSALIM  (Tunisia)  |Mardi 6 Janvier 2015 à 17:22           
السبسي وعد كل الأحزاب التي ساندته بالزواج في حين أن النهضة تنتظر في المنعرج ليهربا في اللحظة القاتلة .

Haffa  (Algeria)  |Mardi 6 Janvier 2015 à 16:52           
هل يعيد التاريخ نفسه : هاك العام 1987, كان رئيس تونس بورقيبة عجوز فوق 84 سنة ، كيف البجبوج توا ، عين وزير الداخلية متاعو زين العابدين رئيس وزراء ، فمطولش بيه و العبلو و جاب دولة بوليسية .. وتوا البجبوج يعمل نفس الغلطة ... زعمة وقتاش يقلب عليه الطاولة و ترجع الداخلية تحكم؟

Matouchi  (Tunisia)  |Mardi 6 Janvier 2015 à 16:34           
طلع لباريس و قال للغنوشي الحقني،
النهضاوي خلط عليه يجري،
قال ماشي نداوي و جماعتو في النداء متأكدين اللي هو مشى يداوي
قال للسيد متاع توة...جيب الغنوشي واخلط توة توة و كيف دخل بحذاهم قالو خوذ تصويرة واخرج استنى البرة
غزر للنهضاوي و قالو...اي شنوة...الحبس ولا تسلم في كل شيء برجولية
قالو لاخر..خليلي حويجة باش ما يدوروش علي
قالوا أي بر خوذ عشرين في المية و معاك موش معاي
قالو مبروك ..آما...هاك الذيوبة عندك شدهم علي راهم شرمطوني
قالو انتهينا...ثمة انت و آنا والباقي جوقة دايرة بيك و جوقة دايرة بي واضرب السطنبالي
قالو النهضاوي..اشاي للة ياباجي
قالو ما تنساش تتفقدني و تطل علي و كيف نقرصك اعطيني ظهرك خير ما الضربة تجيك في بلاصة حساسة و ما تحط شيء في بالك رانا نلعبو...و ما تنساش تدعيلي في صلاتك

Bombardier  (Tunisia)  |Mardi 6 Janvier 2015 à 15:20           


والله عمك الباجي طلع فحل ومهف متاع سياسة واستراتيجيا فبحيث خرجنا من قعر الخابيا الرجل المناسب في المكان المناسب فبحيث
الراجل خبره في الامن والفلاحة والاقتصاد وقاري في امريكا فبحيث الراجل يتكلم الانقليزية وهذي عندها قيمه في السياسه الخارجيه وجلب الاستثمارات
ايا سي الحبيب ما تخيبش ظننا وانا ننصحك كيف خوك سبعين في الميا من خبرتك خصصو للامن واضرب المجرمه والارهابيين بلا رحمه حتىى يولي المواطن والمواطنه والسائح والسائحه يحوس بعد نصف الليل وهو مطمان
واذا استتب الامن الاقتصاد يجي بطبيعتو

Elmejri  (Switzerland)  |Mardi 6 Janvier 2015 à 14:41           
Le meilleur exemple Suisse pour gouverner la Tunisie ; 7 plus 1
سيـــــاسة تقشف لدعم ورحمة بالإقتصـــــــــــاد لا لنهب ولهف ميـــــــــــــــزانيــــــــة الدولـــــــة
اللهم إبعدنا عن السياسة والسياسيين الهاويـــــــــــن والهاربين..آمين يا رب العالمين

Amor2  (Switzerland)  |Mardi 6 Janvier 2015 à 13:44           
تحليل دقيق ، فعلا تلك هي الحقيقة المؤلمة، العودة للمربع الأول...!!! شكرًا لصاحب المقال..

AbouFATMA  (Tunisia)  |Mardi 6 Janvier 2015 à 12:55           
هاهو جدكم الحنين جابلكم الصيد من وذنوا.

Articulamadi  (Tunisia)  |Mardi 6 Janvier 2015 à 12:29           
أحكام مسبقة قد تكون لاغية فانتظروا

معرفة كامل اعضاء المحكومة !!!

Zahrawi  (Germany)  |Mardi 6 Janvier 2015 à 12:25           
و أين أنتم يا جماعة القانون من هذا كله؟؟ كل ما كتبته صحيحا و كان معلوما و لذلك كان لابد من قطع الطريق على البجبوج, سيتغول و يستحوذ كما هو متوقع و خاصة بتلك الكلمة السحرية "الإرهاب" و أزيدك كلمة " ثورجي" كما قال بعض أصحابي....و ستعمل الصحافة بكل أنواعها في خط البجبوج......و سترون.
لكن السؤال كما قلت.....على ماذا ستستقر؟؟؟

Mouhamid  ()  |Mardi 6 Janvier 2015 à 12:19           
***************

JAWHAR  (France)  |Mardi 6 Janvier 2015 à 11:56           
@Article
Le peuple Tunisien ne partage pas votre avis.

GoldenSiwar  (France)  |Mardi 6 Janvier 2015 à 11:23           
حتى وإن عينو شخصا من خارج النداء ، لن يتنصلوا من المحاسبة ، انها قراراتهم واختياراتهم، إذاً يتحملون المسؤولية كاملة أمام الشعب ، حتى وإن عينوا شخصا من المريخ لن يفوزوا بمصداقية لدى الناس الذين لم يصوتوا لهم ، هل نصدق أن الشيطان قد يتوب يوما ما ؟؟!!

MrBrain_  (France)  |Mardi 6 Janvier 2015 à 10:37           
أشاطر الرأي في الطريقة التي اختير بها الصيد التي كان القصد منها جعله صورة للإستقلالية و عمِلت مع كل الأنظمة قبل و بعد الثورة و هذا في حد ذاتة يدل، في إطار أنه يتناغم مع الجميع، يدل على أنه مطيع و بذلك يقع تفويض الحكم إلى السبسي الذي قال بعظمة لسانه أنا(هو و الحاشية) ما يحكم معايا حد.. نبهنا كثيرا قبل الإنتخابات أن الرجل مسنّ و أنّ من حوله هم من سيحكمون و الجميع يعلم أنّ من يحيطون به هم من ثار الشعب ضدّهم و لكن أبا الكثير إلاّ و العودة إلى
الوراء. هو في الحقيقة التجمعيون عادوا منذ أن فسح لهم المجال للنشاط السياسي و لكن التجمع يعود اليوم بضخامة (بعد انتخابات) . أنا متأكد أننا لن نتقدم بنفس الأطراف التي عملت في منظومة الفساد لعقود و لكن أمام هذا الوضع، لبدّ من مواصلة الضغط بطرق سلمية و حضارية لمواصلة المشوار.

Raisonnable  (Saudi Arabia)  |Mardi 6 Janvier 2015 à 10:22           
مقال ممتاز و تحليل عميق و حرفي. شكرا لكاتب لمقال و كان الله في عون تونس. أصبحنا متأكدين أن كلمة ثورة لم يعد لها معني


babnet
All Radio in One    
*.*.*
Arabic Female