أسباب مبدئية و موضوعية تلزمني بعدم انتخاب السيد الباجي قائد السبسي رئيسا للجمهورية

<img src=http://www.babnet.net/images/9/sebssi2014.jpg width=100 align=left border=0>


الدكتور عبد الباسط السماري

بعيد عن المناشدة والتعصب الايديولوجي واغراءات المصالح الشخصية، وجدت نفسي مجبرا على صياغة هذا النص، لأبين للشعب التونسي الكريم، مبدئيا و موضوعيا، مدى ترابط تحقيق اهداف الثورة بحتمية عدم انتخاب السبسي رئيسا للجمهورية التونسية.





كلنا نعلم ان الثورة قامت لتطيح بسياسات خاطئة قامت على الفساد و الاستبداد. سياسات مورست على التونسيين على مدى اكثر من نصف قرن، تفاقمت جراءها ظواهر الجهويات والتهميش و الفقر و البطالة والجريمة المنظمة. رسخت من خلالها التبعية السياسية والاقتصادية والثقافية، ما يعني فقدان الحصانة والسيادة الوطنية.
و كلنا نعلم أيضا ان الثورة التونسية قامت بالأساس على ايدي شباب حر غير متحزب نادى بالشغل والكرامة والتنمية والحرية. وأخيرا كلنا نعلم ان هذه القيم هي من مكونات الديمقراطية التي تركز ايضا على المساواة بين المواطنين والمواطنات ، وعلى الفصل والتوازن بين السلط ، والتداول السلمي على السلطة ، وفرض قانون الاغلبية مع مراعاة حق الاقلية وذلك بانتهاج التميز الايجابي كوسيلة و مبدأ لتحقيق العدالة الاجتماعية. إنّ بناء الديمقراطية هو الضمانة الوحيدة لتحقيق التنمية المستديمة اقتصاديا واجتماعيا. وإن وضع دستور توافقي هو الضامن للصبغة المدنية للدولة، والمساواة بين المرأة والرجل، والعدالة الاجتماعية، والكرامة والحقوق لجميع المواطنين، دون استثناء.
لقد منحتنا انتخابات 26 اكتوبر 2014، برلمانا تونسيّا يتسم بالمشروعية. ومن المفروض أن تمثل الانتخابات الرئاسية فرصة حتى يمارس كل مواطن حقّه في اختيار الشخصية التي تضمن توازنا في مستوى السلطة التنفيذية، وتؤمّن لتونس في ذات الوقت السلم والأمن الاجتماعيين. مما يوفّر لمؤسسات الدولة الاستقرار، ويضمن لها الحصانة من كلّ محاولات الإضعاف والإرباك والتعطيل. حتى تكتسب المصداقية اللازمة و تحقق التقدّم والرقي المنشودين.
ان انتخابات 26 اكتوبر 2014 مكنت حزب نداء تونس، الذي يترأسه السيد الباجي قائد السبسي، من الفوز ب 86 مقعدا، ما يمنحه الحق في تعيين رئيس الحكومة المقبلة. و من ناحية أخرى، انتخب مجلس نواب الشعب السيد محمد الناصر، نائب رئيس نداء تونس، رئيسا له. وهكذا بات بديهيا، أن أغلبية أعضاء المحكمة الدستورية ورئيسها و محافظ البنك المركزي سيتم تعيينهم من طرف السيد الباجي قائد السبسي، طبقا للدستور. و هو ما بشر بعودة الدكتاتورية وهيمنة الحزب الواحد على مفاصل الدولة. و ها نحن نرى بكل وضوح عدم التزام السيد الباجي قائد السبسي بتطبيق الدستور، وذلك بعدم اجابة رئيس الدولة بتعيين من يمثله لتشكيل الحكومة، كما لا يفوتنا عدم احترام نداء تونس للفصل 59 في انتخاب رئيسا للبرلمان، و بالتالي علق السيد الباجي قائد السبسي مصالح تونس حتى نهاية الانتخابات الرئاسية، دون المبالاة بالوضع الحرج الذي تمر به البلاد، وذلك لارضاء حسابات شخصية وحزبية ضيقة. و ها نحن نرى أيضا كنتيجة لهذه التصرفات الامسؤولة، بوادر لتدجين الاعلام والقضاء والهيكا وهيأة الانتخابات التي ثبت عجزها في القيام بدورها على أحسن وجه.
وبالتالي لم يبقى الا منصب رئيس الجمهورية للدفاع عن الدستور و استقلال القرار الوطني، لتحقيق الشيء القليل من مبادئ الشفافية والفصل والتوازن بين السلط، حماية للديمقراطية التي لا تزال هشة، وضمانا للحريات الفردية والجماعية، وخاصة الحقوق الاقتصادية والاجتماعية للمواطنين.

وفي صورة تمكنين انتخابات 21 ديسمبر 2014 السيد الباجي قائد السبسي من الفوز بمنصب رئيس الجمهورية، سنعود بقوة الى الدولة الحزب، بل أكثر من ذلك الى الدولة الفرد أو الدولة الشخص. شخص الباجي قائد السبسي. هذا المسؤول الفاعل في منظومة الفساد و الاستبداد. قبل و بعد 14 جانفي 2011. والذي ثبت من خلال تصرفاته وتاريخه أنه لا يؤمن لا بالديمقراطية و لا بالحريات.
واذا أخذنا بعين الاعتبار خطورة وضعه الصحي. وتقدمه في السن. وغرابة تصرفاته وتقلب مواقفه
فانه بات واجب على كل مواطن غيور على تونس ووفي لثورة الكرامة ان لا يصوت للباجي قائد السبسي وذلك للحفاظ على الدمقراطية والدفاع عن الحرية و السيادة الوطنية.




Comments


15 de 15 commentaires pour l'article 96642

Guetteur  (Tunisia)  |Jeudi 18 Decembre 2014 à 16:43           
عاشت كل من =
- تونس
- قطر
- تركيا
- المقاومة الفلسطينية
فبحيث موتوا بغيضكم

AhmedFrance  (France)  |Mercredi 17 Decembre 2014 à 21:03           
عبر زعيم حركة النهضة راشد الغنوشي منذ قللي في حوار عبر قناة نسمة عن رفضه لكل خطاب يمكن أن يقسم الشعب التونسي من نظام قديم ونظام جديد مشددا على أنه لا يجب التشكيك ولا يجب التشكيك في الهيئة العليا المستقلّة للإنتخابات ولا في نتائج الانتخابات بعد انتهاء الاستحقاق الانتخابي. في سياق متصل بنتائج الانتخابات أوضح الغنوشي أن التعامل يكون أسهل مع رئيس جمهورية وحكومة لهم أغلبية في البرلمان فيما استبعد نجاح ما وصفه بادارة التعدد إدارة التعدّد حيث اعتبر أن
إدارة التعدد صعبة بين رئيس لا يملك أغلبية في البرلمان وحكومة تمتلك الأغلبية.

AhmedFrance  (France)  |Mercredi 17 Decembre 2014 à 20:26           
BenMoussa @
لقد فهم كل متتبع هذا الموقع بإنك ليس لك قط أية فكرة

وبعيدا عن مشاكل الحيض النفاس وطهارة النساء ليس لك ما تقول

مسكينه مسكينه

AhmedFrance  (France)  |Mercredi 17 Decembre 2014 à 19:56           
@BenMoussa

Avec les claques que vous prenez tous les jours vous ne voulez pas comprendre que le peuple vous a rejeté et rejeté comme tous vos semblables réactionnaires d'un autre temps!

El Hora min ....

BenMoussa  (Tunisia)  |Mercredi 17 Decembre 2014 à 18:44           
السيد كاتب المقال شكرا على تحليلك المتميز والمنطقي
وقد جاءت مذمتك من ناقص وهو ناقص عقل وأخلاق وكرامة وذمة فكانت لك الشهادة بان تحليلك كامل
لقد مسه التحليل في الصميم واظهر منه ما سعى جاهدا لاخفائه خلال اشهر فخرج عن طوره وظهر على حقيقته
فلا تشتري العبد إلا والعصا معه ان العبيد لأنجاس مناكيد

KhNeji  ()  |Mercredi 17 Decembre 2014 à 14:57           
BCS veut être président pendant 5 ans tout simplement pour bénéficier de l'immunité pour empêcher l'instance de vérité et de dignité d'ouvrir les dossiers très lourds de ce monsieur.

AhmedFrance  (France)  |Mercredi 17 Decembre 2014 à 14:28           
Les mercenaires Qataris, les ramasseurs des miettes ....se soutiennent et luttent pour préserver leurs salles rentes. Ils sont capables d'envoyer un peuple entier à Errasi

AhmedFrance  (France)  |Mercredi 17 Decembre 2014 à 14:22           
Un article mensonger et d'une grande bassesse ignoble sans parler d'anarchisme.....!

Si l'article 59 est aussi clair que ça pourquoi Le tribunal destourien a donné raison à l'adversaire?
Anarchisme car aucun respect pour les instances de l'état déjà choisies bien avant l'arrivée de BCS
Bassesse car insulter des anciens militants nationalistes de corrompus en faisant des raccourcis historiques sans liens avec les dates et l'histoire.
une question à ce mauvais '....moi, je.....' il était ou leur Goumis quand les Tunisiens se battaient pour notre indépendance!

Certains valeureux, avec plus d'un doctorat ne s'y réfèrent jamais, d'autres .... !
Tfouh, tout simplement!




Samsoum1000  (Suriname)  |Mardi 16 Decembre 2014 à 23:41           
الشعب الكريم يريد 26 26 من جديد , الشعب الكريم يسأل عن إحياء مهنة القواد و المخبر

MOUSALIM  (Tunisia)  |Mardi 16 Decembre 2014 à 18:16           
مقال جميل يحذر التونسيين من تكرار نفس الهفوة لآدم والوقوع في إغواء إبليس -الاعلام -لتناول ثمار الشجرة المحرمة -نداء التجمع -فيناله الهبوط لأسفل الهرم الدولي ويتساوى والبلدان المتخلفة الإستبدادية المتسلطة على حرية ومقدرات شعوبها .وقد تابعت على أحد المواقع التصويت على المرشحين للرئاسة وكانت النتيجة منذ قليل 91.85 يرفضون الاقتراب من الشجرة المحرمة و 8.15يصرون ويلحون على تكرار نفس الخطيئة لآدم .

Diode  (Tunisia)  |Mardi 16 Decembre 2014 à 17:37           
كلامك معقول 100/110 لكن هاو الشعب الكريم الي عمل ثورة على النضام القديم ضهرلو يرجعو

Libre  (France)  |Mardi 16 Decembre 2014 à 17:04           
Tous ceuxqui aiment leur pays et qui sont vraiment democrates et patriotes ne doivent pas penser un instant a la possibilité de votez pour essebssi le regionaliste le rcdiste le viellard de 90 ans qui veut gouverner pour gouverner,
la bande de essebssi est un ramassis d'opportunistes qui ne pensent qu'a leurs privilèges et nullement a une tunisie libre et transparente et surtout independante

Malek07  (Tunisia)  |Mardi 16 Decembre 2014 à 16:37           
ذو العقل يشقى في النعيم بعقله*****وأخ الجهالة في الشقاوة ينعم
أخ الجهالة هو من يبيع "الحرية" و الكرامة" بكيلو فلفل رخيص و بقفة خضرة و ينتخب الباجي)

Njimabd  (Tunisia)  |Mardi 16 Decembre 2014 à 16:06           
تحليل منطقي جدا عسى أن يفهمه الناخبون و يحكموا عقولهم و يفكروا في مستقبل الديمقراطية النّاشئة في تونس

Mandhouj  (France)  |Mardi 16 Decembre 2014 à 15:54           

يتموقع المرزوقي اليوم في صف المساندين لتحول تونس من أسطورة الحزب الواحد إلى عالم التنوع و الديمقراطية . طيلة نضاله السياسي و الحقوقي دافع عن التعددية السياسية و عن حقوق الإنسان المدنية، السياسية و الاجتماعية. من اللحظة الأولى ساند الثورة ، و التحم بأهدافها.
المرزوقي اليوم يمثل كسر ثقافة الحزب الواحد . و كل تدخلاته تؤسس لثقافة الديمقراطية في المجتمع لتكون منوال تعامل سياسي و اجتماعي . و المشروع الوطني الجديد هو مشروع ديمقراطي بالأساس ، يبنيه جملة من الفاعلين يلتقوا على فكرة الديمقراطية كمنهج للعيش المشترك .
لذلك سننتخب المرزوقي ، و نتشرف بانتخابه.


babnet
All Radio in One    
*.*.*
Arabic Female