معركة قصر قرطاج

<img src=http://www.babnet.net/images/1a/presidentielles2014.jpg width=100 align=left border=0>


بقلم الأستاذ بولبابه سالم

يتقاطر على هيئة الإنتخابات هذه الأيام المرشّحون الذين عزموا على التقدم للإستحقاق الرئاسي , و يصاحب تقديم هذه الترشحات هالة احتفالية لدى المترشحين و أنصارهم و سيتواصل هذا الكرنفال الرئاسي إلى يوم 22 سبتمبر 2014 .

لأول مرّة تشهد تونس انتخابات رئاسية حقيقية و مباشرة من الشعب بعد عقود من الحكم الفردي المطلق , أكثر من 30 شخصية سياسية و حقوقية و جامعية عبرت عن رغبتها في دخول قصر قرطاج . كثرة العدد توحي بجاذبية هذا القصر الفخم و رمزيته التاريخية و الحضارية بهيبته و وقاره , تبدو شروط الترشح التي ضبطها الدستور قد ساهمت في تضخم هذا العدد { تزكية 10 نواب أو جمع 10 آلاف تزكية من المواطنين الناخبين } و إذا قارنا الأمر بفرنسا فسنجد شروطا أكثر صرامة منها تزكية 500 رئيس بلدية وهو ما يبدو غير متاح للكثيرين لذلك نرى اقتصار الترشح على عدد ضئيل من الأسماء .




لكننا في ديمقراطية ناشئة و نحتاج إلى جرعات من الحرية و الممارسة الديمقراطية لأجيال عانت من موت الحياة السياسية , لذلك نتابع اليوم بداية الحملة الانتخابية و جمع مناصري المرشحين لإمضاءات و تزكيات المواطنين .
يعرف التونسيون أنّ الكثير من شركات استطلاعات الرأي { و منهم شركة معروفة } قد مارست التضليل و الكذب بمقابل مادي لتسويق شخصيات معيّنة و شهد بذلك حتى بعض الفاعلين في تلك الأحزاب ,أما وسائل الإعلام فتحاول الالتفاف على قرار الهايكا الخاص بإحداث هيئة تسهر على حيادية المنابر الإعلامية لخدمة أجندات معلومة فقد أصبح لكل حزب وسائل إعلام قريبة منه تعمل على تبييضه و استهداف المنافسين السياسيين .
أكبر مرشح في الانتخابات الرئاسية بعد إلغاء عائق السن في الدستور هو الأستاذ الباجي قايد السبسي {89 عاما }الذي جع 68 ألف تزكية من المواطنين , و أصغر مرشّح هو رجل الأعمال الشاب سليم الرياحي {42 عاما }الذي جمع 118 ألف تزكية و بينهما مرشّحين مخضرمين عايشوا أجيال مختلفة مثل السادة نجيب الشابي و حمة الهمامي و المنصف المرزوقي و مصطفى بن جعفر و منذر الزنايدي و عبد الرحيم الزواري و الصافي سعيد و كلثوم كنّو و آمنة منصور القروي و غيرهم .
يبدو موقف حركة النهضة من الانتخابات الرئاسية على درجة كبيرة من المناورة السياسية , فلئن أعلن مجلس الشورى بالحركة عدم ترشيح شخصية من داخل الحزب فإنه فتح الباب أمام دعم مرشح من خارج الحزب بعد فشل مبادرة الرئيس التوافقي , و هو تكتيك يجعل الكثير من المرشحين يطمعون في دعمها و يخفف عنها حدّة الهجمات خلال حملة الإنتخابات التشريعية بسبب أدائها في السلطة خلال فترة حكم الترويكا , و تعتمد النهضة كعادتها على عنصر المفاجأة في آخر لحظة لقلب الموازين وهو سيناريو شبيه بما اعتمدته خلال جلسات الحوار الوطني عندما أخفت ورقة مهدي جمعه إلى نهاية السباق التفاوضي .
لا يبدو الشارع التونسي مقتنعا بالكثير من الأحزاب السياسية التي انخرطت في موجة الصراعات الإيديولوجية و أهملت أهداف الثورة من تشغيل و تنمية و رفض ل الحقرة التي تشعر بها بعض الجهات التي وجدت نفسها تقدم أكبر التضحيات في الثورة و قبلها في معركة التحرر من الإستعمار ثم تجد نفسها مهمّشة و تفوز جهات أخرى معلومة بثمرة نضالها حتى أصبحت مقولة جهات تناضل و جهات تحكم معلومة لدى الكثيرين , وهو إحساس لا يبشر بخير و قد يشعل ثورة جديدة عندما تتوفر أسبابها و شروطها .
لقد حملت الانتخابات السابقة مفاجآت خارج الأحزاب التقليدية لم يتحدث عنها إعلامنا المريض وهو ما قد يحصل في الانتخابات القادمة , و لمن نسي رسائلها نذكره أن هاجس التونسيين الأول اجتماعي بالأساس فهو يريد دولة الرعاية الاجتماعية التي تؤمّن له شروط الحياة الكريمة مثلما تعيشه بريطانيا و البلدان الاسكندنافية و ينتظر التنمية و المشاريع الكبرى في كل الجهات , كما يرفض التونسيون المنبتّين عن هويتهم الثقافية , واليوم يريدون الأمن بعد تفاقم المخاطر الإرهابية .
من يكون قادرا من بين المرشحين على الإستجابة لهذه المطالب العاجلة للتونسيين فسيحظى بدعمهم و ثقتهم , و ما أحوج بلادنا في هذه المرحلة الصعبة إلى رئيس قوي و قادر على التفاعل مع انتظارات شبابها و تجسيد آمالهم .

كاتب و محلل سياسي



Comments


27 de 27 commentaires pour l'article 91404

Langdevip  (France)  |Dimanche 14 Septembre 2014 à 19:04           
Excellent article bravo a l'auteur.

Belfahem  (Tunisia)  |Vendredi 12 Septembre 2014 à 17:15           
شكرا لكاتب المقال على البسطة للوضع ورؤية المستقبل اما بالنسبة للترشحات وهذه الكثرة يذكرني بمثل "قاله يا أعمى آش تحب قاللهم قفه عينين"موش عين وحده يشوف بيها تشوقه للبصر طلب أكثر من حقه .أحنا في تونس بعد الثورة من حزب أصبح 170 حزب ومن ترشح رئيس في الأنتخابات الى 30 او 40أو ...مترشح ؟من غير ما نطولوها ستضيع الأصوات بين الجميع ولا احد منهم يتحصل على الأغلبية المطلوبة .ثانيا كل من عمل مع النظام السابق يعتبر خارج اللعبة لأن الشعب بالمرصاد ويرفض
الأشخاص الذين همشوا ودمروا الشعب وآثارهم مازالت على الأرض .أثنان من بين الوجوه يستحقان المساندة الرئيس المرزوقي والرئيس بن جعفر .

Essoltan  (France)  |Vendredi 12 Septembre 2014 à 14:41           
J'ai un pré-sentiment que les perdants vont changer de fusils d'épaule et vont nous rendre la vie infernale , car la plupart des candidats sont des mauvais joueurs , par exemple hamma Hammami et ses semblables . On connait la musique . . .

Mongi  ()  |Vendredi 12 Septembre 2014 à 13:00           
من بين العشرة (10) المترشحين الظاهرة صورهم على الشاشة ثمّة سبعة (7) مرتبطين بالدولة العميقة.
الذين يرون أنّهم بالفعل ينتمون للثورة لا بد وأن يختاروا واحدا من الثلاثة الباقين.

Hemida  (Tunisia)  |Vendredi 12 Septembre 2014 à 12:12           
انا تونسي حر مسلم مساند للثورة التونسية عندما أقوم بواجبه الانتخابي لاختيار رءيس تونس القادم فسوف الغي من اختياراتي :
- كل الذين كانوا وزراء او تقبلوا في مناصب سياسية في عهد بورقيبة و الزين
- كل الذي يفوق سنهم عن 60 او 65 سنة
- الذين بشكل أوباخر خذولا الثورة و لم يدعموها
- كل الذين يلهثون على كرسي الرءاسة و لا يهمهم ما يسعى اليه التونسيون
اما ما تبقى من مرشحين بعد طرح هؤلاء فاني سوف ماحص برامجهم و اختار ما يضمن لي تحسن البلاد و العباد خلال الخمس سنوات القادمة.

Mandhouj  (France)  |Vendredi 12 Septembre 2014 à 12:09           
الإنتخابات الرئسية معركة مصيرية بين المترشحين و المترشحات .
حق لشعب تونس أن يقول كلمة الثورة " لا لردة ".
الشعب فهم لعبة الكثير من المترشحين ، اللاعب على النسيان السريع للشعب ، غير أن شعبنا لا ينسى .
لا ننسى دكتاتورية الحزب الواحد ،
لا ننسى سياسة التهميش ،
لا ننسى قمع و قتل المجاهدين ضد الاستعمار ،
لا ننسى قتل و قمع المعارضين و التنكيل بعائلاتهم،
لا ننسى إغراق تونس في المديونية،
لا ننسى كيف بورقيبة و بن علي همشوا جيشنا ،
لا ننسى كيف بنو دولة البوليس،
لا ننسى
لا ننسى
لا ننسى أن شعبنا قام بثورة ،
لا ننسى اهدافها .
ننتخب من يدافع عن اهدافها .
بن علي هرب
طارق المنضوج

Joshlibre  (Tunisia)  |Vendredi 12 Septembre 2014 à 11:24           
"لا سلطة في تونس تعلو على سلطة الحماقة"
فعندنا فحسب أصبح للحماقة رئيس! حيث نحتاج إلى مغسلة فكرية لغسل عقولنا مِما خلفه رئيسنا الموقر من تلوث رئاسي!

Thaoura2  (Tunisia)  |Vendredi 12 Septembre 2014 à 10:45           
سباق نحو الرداءة والتعاسة. اشكون فيهم كفء واهل لهذا المنصب. الكل يتسابقون نحو الكرسي المحموم لتحقيق رغبة في نفس يعقوب . اشبيه المرزوقي خير منهم. واللي كب سعد الرئاسة وخلاها كيف الكوري هو المرزوقي . لو كان جاءت الرئاسة عندها هيبة موش يترشح كل من هب ودب من الكبير الى الصغير وعلى كل لون يا كريمة. الله يلعن بو الثورة اللي خلفت للشعب الذل والمهانة والتعاسة والارهاب والظلم والفساد والرشوة والتبوريب والانقلاب على القيم.

Diode  (Tunisia)  |Vendredi 12 Septembre 2014 à 10:33           
باستثناء المرزوقي تونس ما فيهاش رجال غير هاذم?

MOUSALIM  (Tunisia)  |Vendredi 12 Septembre 2014 à 10:03           
الجميع يتوجه نحو الصندوق وأولهم البجبوج لإعلان رضاهم بما يقرره الناخب التونسي ولكن المؤشرات تدفع نحو مؤامرة تحاك ضد العملية الإنتخابية بعد إهداء الإمارات سيارتين مصفحتين للبجبوج وبعد إستقبال بوتفليقة للغنوشي إستقبال الرؤساء وتجاهل البجبوج ويبدو شعبنا المسكين ضحية معركة قادمة بين الجزائر التي حسمت أمر تحالفها وبين الإمارات التي حسمت هي الأخرى أمر تحالفها .والصندوق القادم سيكون في غاية الأهمية لأنه سيحكم شمال إفريقيا لعقود بمعنى أوعوا حد يضحك عليكم
أوعوا تفرطوا في الثورة .

Mavb2014  ()  |Vendredi 12 Septembre 2014 à 09:56           
المرزوقي, قاهر الأغبياء

TunisienneA  (Tunisia)  |Vendredi 12 Septembre 2014 à 09:49           
A Mah20, merci nous rappeler la belle chanson Tombe la neige du Salvator Adamo, c'était la belle vie. vous nous avez fait revenir des années et des années en arrière encore Merci.

Mongi  ()  |Vendredi 12 Septembre 2014 à 09:26           
مقال تحفون يضع النقاط على الحروف ويذكّر بمطالب الشعب التي قامت الثورة من أجل تحقيقها.
يا سي بولبابة ساعة ساعة اتحفنا بمقال من هذا النوع وذكّرنا بمطالب الشعب لكي يتذكّر السياسيون المتقدّمون للرئاسية وللتشريعية ما ينتظرهم من عمل ومن جهد ومن كدح.

Nibras  (Switzerland)  |Vendredi 12 Septembre 2014 à 09:24           
أن ” رئيس الجمهوريّة القادم سيكون إئتلافيا متفقا حوله من أغلبية الأطياف السياسية فقرطاج رمز لكل التونسيين” و دعى إلى أن “يكون رئيس الجمهوريّة القادم معروفا برؤيته السياسيّة و غير متحزبا

Tounssya  (Tunisia)  |Vendredi 12 Septembre 2014 à 08:47           
سؤال: بالله الـ75مليون كي ما ينجحش يرجعها المترشح للرئاسة و الا يغم عليها؟ خليني نترشح حتى أنا ندبر تفتوفة نكمل بيها المرمة متاع الدار الي وحلت فيها

Batrik_el_lbaher  (Tunisia)  |Vendredi 12 Septembre 2014 à 08:43           
... ستنتصر النهضة و سينتصر الحق يا ذرة يا خامجة .. يا كارهة الإسلام
... وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنقَلَبٍ يَنقَلِبُونَ - صدق الله العظيم

Kerker  (France)  |Vendredi 12 Septembre 2014 à 06:24           
Peu importe les marionnettes qui vont animer la vie politique, ce qui importe le plus c’est l’installation d’un réseau scientifique qui relie et gère toutes les régions du pays avec des intellects brillants, c’est tous ce qui manque dans les pays sous-développés ou en voie de développement. Dans les pays développés, les gouvernements changent au fil du temps, et ces génies restent vaillants sur le bon déroulement de la croissance du
développement économique et social.

Elwatane  (France)  |Vendredi 12 Septembre 2014 à 05:18           
اللهم انصر النهضة! امين

Mah20  (Guadeloupe)  |Vendredi 12 Septembre 2014 à 03:15           
.......tu ne viendras pas ce soir
me crie mon desepoir
et tombe la neige
impassible manege.........

Chebbonatome  (Tunisia)  |Vendredi 12 Septembre 2014 à 02:29           
مرشح تونس الاعماق هو الذي سيفوز اما جماعة الصفرفاصل فأصفارهم ستزداد عددا بعد الفاصل
من هوّ؟

Amor2  (Switzerland)  |Vendredi 12 Septembre 2014 à 01:23           
*********

Marmite  ()  |Jeudi 11 Septembre 2014 à 23:43           
Marzouki pour l'espoir , heni abdelwaheb ou zied pour la ruine.mais ce sont les urnes qui vont parler et non pas moi.

Zorrotunisia  (Tunisia)  |Jeudi 11 Septembre 2014 à 23:01           
Bajbouj qui se croit bourguibien de pure race alors que wassila l’a amené avec elle dans sa garde de robe ; se présentera aux élections présidentielles avec un âge de 88 ans c-à-d 4 ans de plus de l’âge du Président Bourguiba lorsqu’il a été destitué par zaba pour des raisons de santé : c’est vraiment lamentable. VIVE LA TUNISIE BLED ELAJAAB.

Farhood  (Tunisia)  |Jeudi 11 Septembre 2014 à 22:49           
هذا "الكاتب و المحلل السياسي" قادر قدرة غريبة على ان يكون في صف اي كان او ضده في اي لحظة ....

Laabed  (Tunisia)  |Jeudi 11 Septembre 2014 à 22:31           
وجود حزب ذات مرجعية دينية جعل الديمقراطية في تونس بلا طعم و لا رائحة و اتوقع نجاح الشخصية المدعمة من النهضة لان تعليمات التنظيم الى ناخبيه هي اوامر

MOUSALIM  (Tunisia)  |Jeudi 11 Septembre 2014 à 22:23           
مقال طريف يؤكد أن النهضة تراوغ الأحزاب وتبتز طمعهم الذي خبرته في غزوة النافورة وأحدثت به المفاجأة بإسكاتهم عن سبها الذي تحول لرأس مال وحيد يعوض الحديث عن البرامج .وقد يتواصل صمتها إلى حين الفراغ من الإنتخابات التشريعية بدون مشاكل لتشكر الجميع بعدها عن مشاركتهم في الكاميرا الخفية .

Dorra  (Italy)  |Jeudi 11 Septembre 2014 à 22:06           
شكرًا يا سي بولبابة انك ذكرتهم ان الثورة قامت من اجل مطالب اجتماعية اقتصادية حياتية و ليس من اجل طائفة ام حجاب او دين او جهاد او نكاح او صلاة او صوم او تكفير و غيرها من خزعبلات الاسلام السياسي


babnet
All Radio in One    
*.*.*
Arabic Female