القباضة الماليّة ، الموظّفون و دُمّارْ الورقة الّزرْقة

<img src=http://www.babnet.net/images/7/finance720.jpg width=100 align=left border=0>


منجي بـــاكير (*)

إنّ من الشؤون التي تخلو منها المساواة و ينعدم فيها العدل في هذه البلاد و الأدهى أنّها أصبحت من المسلّمات المزمنة قديما و زاد ت استفحالا من بعد الثورة ، شأن التصاريح بالدّخل و ما يترتّب عنه من استخلاص للضرائب ، فغالبا و إجمالا هناك قطاع الموظفين الذين يطبّق عليهم القانون بحذافيره و لايفلت الخصم من مرتّباتهم شيئا فلا يخلّف صغيرة و لا كبيرة إلاّ أحصاها ،، كما أنّ الإقتطاع يكون حينيّا و مواكبا و محيّنا أيضا ، بل قبل أن تصل – الشهريّة – إلى أهلها ( قصّان من غادي لْغادي )...





بالمقابل هناك قطاعات الأعمال الحرّة ببحرها الواسع و شرائحها المترامية و أنواع أهلها من أصحاب الملايين إلى أصحاب المليارات و البليارات ، هؤلاء الذين لا يخضعون و لا يمتثلون لأيّ ضابط واضح المعالم و لا تعلم القباضة سرّهم و نجواهم و لا يمكن لها أبدا أن تحصر المعاليم المتخلّدة بذمّتهم مهما عدّدت من أساليب رقابتها – هذا إن أرادت طبعا – و لم تجد و لنت تجد أبدا طريقة لاستخلاص ضرائبهم بالقسطاس المستقيم ، إلاّ أن تبحث دوما على صيغ تفاهم تنتهي دوما بخسارات فادحة للجموعة الوطنيّة و تغوّلات جديدة لأباطرة رأس المال ينتج عنها طبعا اتّساع و كِبر البون بين الطبقات الإجتماعيّة ...
وحده الموظّف فقط ( الإسم العالي ....) هو الذي يستجيب لداعي الوطن طوعا و كرْها ، و هو وحده الذي تجبره المعاملات الإداريّة التي تمليها بعض مصالحه لأن يرتاد القباضات الماليّة سائلا عن وثيقة من المفروض أنّها تثبت براءة ذمّته - لأنّ القصّان وقع ، والذي قام بالعملية عنده كامل المعطيات و هو في كل مداركه العقليّة و لا يتسلّط عليه أي ضغط خارجي أو داخلي –
عند توجّهه لشباك الإستقبال مستفسرا يصدمه صوت بيروقراطي عقيم ومتوارث عقودا من الزّمن برغم الطفرة الإعلاميّة : برّا عمّر ورْقة زرْقة !!
هذه الورقة الزّرقة التي غالبا ما تتسبّب له في دفع أتاوة إضافيّة بدعوى استكمال ما تخلّد بذمّته من الضرائب و قد يُضاف لها أيضا معاليم خطايا تأخير ...
أيّ جماليّة أخرى تُضاف لمعاناتك – يــــا عزيزي الموظّف – لتزيدك عقدة أخرى في سلسلة العُقد التي تحملها و تزيدك همّا إلى همومك الكثيرة !؟؟؟؟
* كاتب صحفي




Comments


2 de 2 commentaires pour l'article 91000

Samiiiiii  (Tunisia)  |Jeudi 4 Septembre 2014 à 10:59           
Faut juste savoir que quand on vous dit qu'il y a un manque à payer, il "suffit" de revenir à l'employeur (la ministère) pour demander des clarifications, et là ooooh miracle : on se rend compte qu'en fait la recette des finances a pris plus ce qu'il fallait !!! Mais ce process est assez long et on ne songe jamais à la faire !

Bardo_tounes  (Denmark)  |Jeudi 4 Septembre 2014 à 10:32           
وكالعادة صدقت و ابدعت , وموضوع تناساه وتجاهله الكثيرون ويتحفنا المنجي بكير بمقالة جميلة ومفيدة .
ومع الاسف فان رجال الاعمال اصحاب والاعمال الحرة كلما " هونوا وزادوا قيمة الرشوة " الا وتحرروا من واجباتهم تجاه الدولة فاسأل مراقبين المالية ورؤسائهم وطرق اعمالهم فسوف تتفاجؤون الى اي مستوى وصل الفساد والتعامل بالرشوة في هذا المجال .
والتونسي البسيط يتحمل الخسائرمن جراء الفساد الاداري و المالي الذي هو ايضا سببا في ازمة البلاد اقتصاديا .
طبعا اذا تحيل اغلب رجال الاعمال واصحاب الاعمال الحرة يجعل البلاد تعاني من نقص في المداخيل الجبائية و والضرائب .
وفي الدول الاوروبية فمن تحيل وحاول التلاعب في هذا الميدان الا وعوقب وعانى بقية حياته ديونا للدولة . والمواطن في الدول المتقدمة يعلم ذلك فتراهم يقومون بواجباتهم عن طواعية بالرغم من ارتفاع نسبة الضرائب على الدخل وتصل الى 50 بالمئة او اكثر حسب الدخل السنوي .
ومع الاسف الحكام يالبلدان العربية هم اصحاب رشوة ونفاق ولاضمير مهني لهم وطبعا لا تنتضر نتائج ايجابية بل فوضى وفساد مالي و اداري .
ان شاء الله يقع وجود حلول لهذا المشكل الخطير والذي يضر بالبلاد وشعبها .


babnet
All Radio in One    
*.*.*
Arabic Female