بسبب القائمات الانتخابية نداء تونس يعيش أعنف أزمة منذ تأسيسه

حسان لوكيل
تعيش حركة نداء تونس على وقع أعنف أزمة منذ تأسيسها في 2012 حيث أن الصراع على رئاسة القائمات الانتخابية على أشدّه.
تعيش حركة نداء تونس على وقع أعنف أزمة منذ تأسيسها في 2012 حيث أن الصراع على رئاسة القائمات الانتخابية على أشدّه.
والاستقالات التى شهدها النّداء مؤخّرا والتململ في صفوفه في مختلف التنسيقيات من تونس 1 إلى أريانة إلى زغوان والقيروان والمنستير وغيرها من الدوائر الانتخابية أكبر برهان على ذلك.
وكما هو واضح فإن أغلب الأسماء التى تم تعيينها على رأس قائمات الحزب مرفوضة من القواعد ومن المكاتب الجهوية التى اتّهمت القيادة بتهميشها وتجاهل مقترحاتها وتوصياتها.
وأبرز الأسماء التى أثارت جدلا كبيرا هي حافظ قائد السبسي وعبد العزيز القطى وأيضا خميّس قسيلة حيث أكّت التنسيقيات الجهوية أن هذه الأسماء وغيرها ليس لها أي شعبية في الدوائر التى تم ترشيحها بها وستقود إلى فشل الحزب في الانتخابات.
فتشكيل القائمات للانتخابات التشريعية القادمة أظهر مدى ضعف هيكلة الحزب وكشف التصدّعات والانشقاقات داخله وأبرز لهفة أعضائه وقياداته وراء المناصب مثلما قالت المستقيلة حديثا الدكتورة ألفة يوسف.

إلى جانب التصدّع والانشقاق بان بالكاشف أن الديمقراطية والوفاق في نداء تونس هي مجرّد شعارات مثلما هو الحال لأغلب الأحزاب فسي الباجي كما يحلو لصحفية قناة العائلة مناداته هو الفاتق الناطق في الحزب ويسكت في حضرته الجميع فالقرار قراره والأمر أمره.
سي الباجي هو من عيّن ابنه رئيسا لقائمة تونس 1 دون ان يستشير أحد وفق ما اكّده فوزي اللومي الذي قرّر سي الباجي تجميد نشاطه.
وقد كان للاحتجاجات داخل الحزب على تعيين حافظ قائد السبسي رئيسا لقائمة تونس 1 تأثير كرة الثلج حيث سرعان ما توسّعت الاحتجاجات لتشمل أغلب التنسيقات الجهوية للحزب التي انتفضت أغلبها على سي الباجي وطالبته بمراجعة الأسماء التى تم تعيينها على رأس القائمات مهدّدة بالتصعيد في حال لم يتم الاستجابة لها.
كل ذلك جعل سي الباجي الذي أتت به العناية الالاهية حسب تعبير خالد شوكات في مأزق داخل الحزب من ناحية وخارجه من ناحية أخري.
فسي الباجي قد يعجز عن تقريب وجهات النظر واقناع القواعد وأعضاء المكاتب الجهوية بالأسماء المرشّحة ما قد ينجرّ عنه استقالات جديدة ستهز عرش النداء أكثر مما هو حاصل الآن.
أما المأزق على المستوى الخارجي فهي صورة الحزب التى تم النفخ فيها خاصة عبر مؤسسات سبر الآراء التى لا رقيب عليها ولاقانون ينظّمها فصوّرت الحزب على أنه الحزب الأقوى والأكثر تماسكا والمرشّح الأبرز للفوز بالانتخابات.
لكن أوّل امتحان حقيقي واجهه النداء مع اقتراب الانتخابات كشف مدى وهن وضعف بيته الداخلي الذي يبدو أنه نُسج من خيوط العنكبوت وإن أوهن البيوت لبيت العنكبوب فبيت النداء اليوم في مرمى عاصفة هوجاء عنوانها الصراع على المناصب ويبدو أن عناكب النداء أصبحت اليوم تهاجم بعضها فإما أن يكون البقاء للأقوى ويرضخ البقية أو أن الحزب سينهار ولن تنفعه سيقما ولا بقية مؤسسات سبر الآراء.
Comments
27 de 27 commentaires pour l'article 90309