انتخابات.. في ''وحل'' المال السياسي

<img src=http://www.babnet.net/images/1a/frikhawissallami.jpg width=100 align=left border=0>


بقلم: شكري بن عيسى (*)

امر مفزع ما نراه اليوم من اكتساح عارم لرجال المال والاعمال ومن ورائهم منظمة الاعراف لرئاسة القوائم في الانتخابات التشريعية لعديد الاحزاب.





الحقيقة ان الامر يُبرز للوهلة الاولى افلاسا كبيرا لـ نخب وقيادات الاحزاب السياسية التي انكسرت امام عاصفة اسماء الحيتان الكبيرة التي تصدرت العناوين في مقابل غياب واسع للبرامج الريادية والافكار المبتكرة.

لا نعلم بالتحديد حقا الى اي مدى افلست الاحزاب حتى تهاجر نحو رجال المال والاعمال لتجد عندهم المبتغى السياسي في الشهرة وايضا التمويل كما لا نعلم بالتحديد الى اي مدى هذه الشخصيات تهمها وتشغفها المناصب السياسية والى اي مدى ان هذا السلوك هو مدعوم من منظمة الاعراف بما يمثله احتلال بعض قياداتها ورجال الاعمال من منظوريها لمقاعد متعددة تحت قبة باردو من خدمة مصالحها المباشرة!!؟؟

الواقع ان الحاجة والمصلحة مشتركة ورجال المال لا يمكن بحال ان يرعوا مصالحهم المشروعة وحتى غير المشروعة (وما اكثرها) دون نفوذ وسلطة سياسية، وهم ينقسمون في العادة الى صنفين، الاول يختار المساهمة المباشرة والتواجد في مواقع السلطة، والثاني يختار المساهمة غير المباشرة بطرق اخرى لكنها تحقق نفس الغايات وتضمن المركز الاقتصادي والاجتماعي.

الاحزاب اليوم في استحقاق الانتقال الى مرحلة الحكم الدائمة رهاناتها كبيرة في نفس الوقت الذي تفتقد فيه بصفة جلية في اكثرها لقيادات ونخب تجمع بين الكفاءة والمصداقية والاشعاع الذي يضمن النجاح والفوز بالمقاعد المأمولة، كما انها تعاني من فقر واضح في البرامج الريادية والمقترحات الخلاقة التي تجذب المواطن وتنال رضاه واستحسانه زيادة على حاجة هذه الاحزاب للمال الذي تجده بسخاء لدى رجال المال والاعمال.

وفي الحقيقة يعتبر زواج المال والسياسة زواجا فرضته حاجة الطرفين العميقة، وصار واقعا معيشا متغلغلا في الحياة الوطنية ازداد في الحدة مع الموعد الانتخابي التشريعي والرئاسي، الاحزاب وخاصة المتبنية للرؤيا الليبرالية وجدت ضالتها في رجال الاعمال الذين تتقاطع رؤيتها مع مناشطهم الاقتصادية في الجوهر.

النداء وافاق تونس حزبان متميزان بمقاربتهما الليبرالية، وان كان النداء حزب شركة تجمع مصالح، فان آفاق هو ناد لـ البزنس المالي، هاذان الحزبان عَبَّئَا بامتياز عديد رؤوس الاموال على رأس قوائمهم على راسهم رجل الاعمال المشهور السلامي بصفاقس بالنسبة للاول وكاتب عام الجهوي لاتحاد الصناعة والتجارة بتونس محمد علي الزوالي لآفاق، وحتى النهضة فلم تقطع مع هذا المسار وسواء بتطابق مع خياراتها او اظطرارا لغاية المنافسة فيبدو انها اختارت في عدة حالات سمعة المال على سمعة النضالية ووضعت على راس قائمتها بصفاقس محمد فريخة مالك شركة سيفاكس آر لاينز .

قيم النضالية التي تمثل حجر الرحى لدى الاحزاب الايديولوجية، تم دحرجتها امام اعتبار المال وصورة النجاح والشهرة بسبب تغير مقاييس الاختيار وكثرة استهلاك هذه القيمة وعدم ايصالها لاهداف النجاعة والفعالية التي يتطلبها العمل السياسي في الحكم، وبالتالي كان التوجه الى اعتبار الصورة جارفا، وحتى الفنانين والرياضيين فقد تم تسبيقهم على المناضلين ، الفنانين والرياضيين الذين في النهاية يدرجون في قلعة رجال المال والاعمال.

طبيعيا الاحزاب بمناضليها ونخبها هي الوعاء الاصيل لوضع الخيارات وتفريخ القيادات التي يمكن ان تترشح للانتخابات والمناصب العليا في الدولة، غير النماذج الناجحة في التسيير الاقتصادي تثير الاهتمام لدى الاحزاب، ولكن الاساس او ما يخفى ويقع في الحقيقة طمسه ان رجال المال لهم قدرة كبيرة في ضخ الاموال في الحملات الانتخابية التي تضمن الفوز، هذا زيادة على ان هناك تمويل استراتيجي لاصحاب الاعمال لاحزاب الحكم خاصة بسخاء كبير، ومنهم من يدفع لعديد الاحزاب لضمان اقصى ما يمكن من الحظوظ في صورة صعودها كلها او اغلبها او حتى جزء منها لسدة الحكم.

العديد من اصحاب المال هم محل سخط شعبي واجتماعي وموضوع تتبع جزائي مؤجل في انتظار تفعيل العدالة الانتقالية التي ستستهدف عديد الرؤوس التي تموقعت بشكل مناسب في كوكبة احزاب الحكم وخاصة نداء تونس الذي مثل حصنا مفترضا للتفصي من المحاسبة، والافلات من العقاب. مجموعة من رجال المال، العربي نصرة والعجرودي والبحري الجلاصي وسليم الرياحي واغلبهم من ملاك الفضائيات اختاروا الترشح مباشرة للرئاسة وقبل انطلاق المعركة الاصلية اليوم المجلس التاسيسي انتقل الى سوق كبرى للفوز بالتزكية (10 نواب) بعد ان بات جمع 10 الاف مضاء من ولايات مختلفة صعبا، و ثمن النائب بات عاليا جدا حسب بعض التقارير الاعلامية.

المشكلة الكبرى في النهاية هي حادة لان اكتساح رجال المال للمقاعد النيابية سيجعل المجلس النيابي تحت تأثير منظمة وطنية ضيقة الاهداف منظمة الاعراف التي ستعود بالبلاد الى واقع غير بعيد عن تونس ما قبل 14 جانفي وسنعود لواقع الفساد وهيمنة فئة معينة على المشهد الوطني بما يستعيد واقع الاستبداد ولكن ايضا التبعية والخضوع الواسع للقوى الدولية.

منظمة الاعراف ادعت الحيادية ولكنها حققت اختراقا مهما في القوائم الانتخابية التي ستقودها الى مواقع نفوذ كبيرة في الحكم، وستذهب بشكل او بآخر بالبلاد في مسار الخيارات الليبرالية المتوحشة التي ستعيد انتاج بشكل عميق منظومة الفساد السياسي والاقتصادي والثقافي والتربوي، ما يزيد في الانشغال هو هشاشة الاحزاب وضعف الديمقراطية والشفافية داخلها خاصة انه لا يوجد ما يضمن نزاهة معاملاتها المالية ويضمن عدم استيعابها للمال الفاسد من الداخل او من الخارج.

الاحزاب اغلبها ان لم يكن كلها لا تستجيب لاحكام قانون الاحزاب في خصوص ماليتها من نشر قوائمها المالية واخضاعها للرقابة القانونية، وحتى اعضائها فلا يعلمون التفاصيل على التدفقات والوضعية المالية وخزينة الحزب الذي ينتمون اليه ولا غرابة فالمال هو اداة التحكم الداخلي، ثم ان الصفقات مع اصحاب المال التي تضمن النجاح والتمركز يجب ان تظل بعيدا عن علم القواعد والا ضاعت مصلحة الحزب.

الرقابة القانونية والقضائية تكاد تكون منعدمة ولو تم تطبيق القانون على عدم صرامته لتم حل كل الاحزاب الواحلة في مستنقع المال الفاسد ونقلت اليه الانتخابات برمتها وبالتالي رهنت ارادة الشعب فيه.

المال السياسي الفاسد (من الداخل او من الخارج) هو عدو الديمقراطية والشراكة الشعبية والتداول على الحكم والتعددية وعدو حقوق الانسان والحريات الاساسية الفردية والجماعية وعلى راسها حرية التعبير وايضا عدو القانون، وهو مصدر مصادرة ارادة الشعب وسلطة الشعب، وهو ما يقطع على الشعب تحقيق طموحه وتطلعه لنهضة شاملة اقتصادية وعلمية وتكنولوجية وثقافية، والمشكل يزداد خطورة في ظل اعلام في حزء كبير منه غير معني بالحقيقة بل اغلبه يدور في فلك المال السياسي الفاسد.

وهو يفسد بالكامل الحياة السياسية ويقصي الشعب من دائرة الفعل السياسي ويجعل المواعيد الانتخابية بلا محتوى ولا معنى ولا جدوى وحتى القواعد الحزبية يقع في النهاية اقصاؤها من كل فعل وفعالية، وفي المحصلة يجعل السلطة رهينة فئة نافذة ماليا تُطْبق السيطرة على الشأن العام، ومن خلالها القوى والدول الاجنبية التي تجد الاطار السانح للتحكم في القرار الوطني وخرق السيادة الوطنية ويسمح لها باستباحة الثروات الوطنية ونهبها.

التمويل العمومي للاحزاب ضعيف ويكاد يكون غائبا وهو ما يزيد في تعمق المعضلة، ايضا غياب الرقابة الفعالة يجذر الاشكال، الاتحاد العام التونسي للشغل ما كان ان يظل خارج الموازنة الخطيرة خاصة وان هيمنة رجال المال ومن ورائهم منظمة الاعراف ستتجاوز القائمات الى الاحزاب والبرلمان والحكومة القادمة وبالتالي سنسقط في منوال تنموي يكرس الخيارات الليبرالية المتوحشة التي سترهن البلاد وتهدد حقوق الشغالين والمواطن بشكل عام، والاتحاد في هذا الصدد يصبح معني بقوة، لأن المسألة اصبحت تمس قواعد اللعبة الوطنية في منطلقاتها.

وكان يمكن للاتحاد لو اختار استراتيجية فعالة ان يحوز كتلة في حدود 12 عضوا تحقق التوازن داخل المجلس وتدافع عن حقوق الشغالين والفئات المهمشة عموما وتدافع على الحقوق الاجتماعية والاقتصادية خاصة، اما الطريقة فهي سهلة دون الوقوع في الصراعات السياسية وذلك عبر دعم نخب اكاديمية نقابية على قاعدة الخط الاستقلالي الوطني الاجتماعي تتبنى جملة من المبادىء التي توضع شراكة مع المنظمة الشغيلة تتمحور حول مرتكزات العدالة الاجتماعية والجبائية وصون الثروة الطبيعية والمنجمية والدفاع الشفافية والحقيقة في الصدد والتصدي للمديونية والاشتراطات الدولية والتدخل والهيمنة الدولية وتبني منوال تنموي وطني عادل ومنتج للثروة الحقيقية.

وحل المال السياسي الذي وقعت فيه الانتخابات يصعب اليوم بالوسائل والاليات القانونية والفعلية الخروج منه او التخلص من تبعاته الخطيرة، ولا مناص للاتحاد من الدخول على الخط لاحداث توازن ولو هش، ولكن على الاقل يضمن عدم اطباق لوبي الفساد على المشهد السياسي بشكل واسع يجعل التدارك في المستقبل عسيرا.

(*) قانوني وناشط حقوقي



Comments


14 de 14 commentaires pour l'article 90248

Ahmed01  ()  |Jeudi 21 Août 2014 à 18:52           
المال الإمارتي السعودي وراء نداء تونس كما إن المال القطريّ وإعلامه ـ الجزيرة تحديدا ـ في خدمة النهضة والمشروع الأخوانيّ . وما ينطبق على النداء ينطبق على النهضة ، وعجبنا لمن ينهى عن خُلُق ويأتيَ مثله ولمن بيته من زجاج ويرمي الناس بالحجارة ! ولله في خلقه شؤون

MOUSALIM  (Tunisia)  |Jeudi 21 Août 2014 à 18:37           
(( إن الدنيا حلوة خضرة وأن الله مستخلفكم فيها فينظر كيف تعملون ))هذا الحديث الشريف للرسول عليه الصلاة والسلام يوضح سبل إنفاق المال في الخير أو الشر وهو الإمتحان الحقيقي بين حزب هابيل وحزب قابيل ولا يمكن الخلط بين الإثنين فإما مال سياسي في الوحل وإما مال سياسي ناصع البياض والذي إعتمده الرسول صلى الله عليه وسلم من رجال الأعمال ليتمدد الإسلام ليوم الناس هذا .

Mohamedchetioui  (Switzerland)  |Jeudi 21 Août 2014 à 15:49           
Tout simple, il ne faut pas s'étaler sur les commentaires: l'UGTT est le cancer de l'économie en Tunisie. Point bar....

Hemida  (Tunisia)  |Jeudi 21 Août 2014 à 14:16           
Mr frikha a mise sur l'honnete qu'il n'a trouve que chez ennahdha.
Je salue le courage de ce monsieur qui fait honneur à la tunisie post révolution.

Bardo_tounes  (Denmark)  |Jeudi 21 Août 2014 à 13:17           
اصبح اساس السياسية الخبث والنافق وجميع الطرق ممكنة للوصول الى منتغاهم .
المال ومع الاسف حرام او حلال هو هدفهم وهو بالنسبة للجميع اداة للوصول الى الحكم و السيطرة .
نسوا ان الله بما يعملون خبير و انه لن ينفعهم مال ولا ملئ الارض ذهبا يوم الحساب ولو اقتدوا به .
ومع الاسف اصبحت البلاد تعج برؤوس اعمال انتهازيين ينضمون الا الاحزاب القوية حتى ولو كانت خائنة ومنافقة ولا يهمهم الا المنصب و المصلحة .
فينقصهم نضج سياسي ووطنية و العمل لاجل تونس و شعبها والازمة الخطيرة والعمل لاجل كلمة الحق والصدق و العدل .
السياسية معفنة فاسدة تتحكمها رؤوس ضعيفة خبيثة جائعة تخاف على عائلاتها وتعمل لاجل ضمان المستقبل لهم ولا يهمهم تونس و لا شعبها واغلبهم قد ضمنوا حياة سعيدة في صورة ما اذا تعكرت الحياة ببلادنا وانهزموا فاغلبهم قد ضمنوا حياة مزاوية في بلدان اجنبية واغلبهم يحمل جنسيتين تونسي و اخرى اجنبية .
فانضر الى اينائهم فاغلبهم في الخارج .
ووالله اغلبهم انتهازييون منافقون ولن يترددوا في توزيع المناصب على عائلاتهم .
حكام كلاب و سياسييون منافقين لا يرون الحق صم بكم عمي فلا يعقلون شيء ولا يرون الا المال والمصلحة .
مسكين الفقير و المحتاج و المؤمن بالله من التونسيين والله بعون تونس وشعبها ضد اهل النفاق والشقاق

Mandhouj  (France)  |Jeudi 21 Août 2014 à 12:55           
المال السياسي الفاسد هو العامل الأساسي لسرقة الديمقراطية و اللعب بطموحات الشعب الشرعية. تونس بعد 60 سنة من الدكتاتورية و 3 سنوات من التجاذب السياسي الفاسد هو نفسه ،
- تحطمت هيبة الدولة ،
- تموقعت من جديد قوى الردة ،
- اغتيالات سياسة ،
- الارهاب ، بنى لنفسه بيت ،
- التهريب و الاقتصاد الموازي ،
- محاولات انقلابية على المسار الديمقراطي ،
- الشعب دفع الثمن غالياً (غلاء المعيشة، الأوساخ في المدن أصبح قاعدة،...)
اليوم تونس لا تحتاج إلى هذا المال ، و على الدولة معاقبة كل هولاء الفاعلين بالمال الفاسد من أجل الحظور في الانتخابات و ضمان نوع من الوجود في البرلمان الجديد .
بن علي هرب
طارق المنضوج

YAKomna  (Tunisia)  |Jeudi 21 Août 2014 à 11:32           
لا وجود في العالم لسياسة دون مال .... السياسة التي تعرض عن المال تحكم عبلا نفسها بالفشل ... المشكل في تعاطي معين مع المال و مع مال معين ... المشكل في توظيف المال لشراء الذمم و في التغطية على تجاوزات صاحب المال ... و المشكل في المال الفاسد الذي جمع من حلالك و حرامك ...

Elwatane  (France)  |Jeudi 21 Août 2014 à 11:17           
النهضة ليست كباقي الاحزاب، فمبادءها لا تسمح لها بالتعامل مع المال الفاسد ثم هي مكتفية ذاتيا بفضل منخرطيها الذين لا يبخلون عن حركتهم و الحمد لله

Langdevip  (France)  |Jeudi 21 Août 2014 à 11:11           
فلوس لحرام زعمه تثمر , يظهرلي لا , تونس داروا بيها كلاب نسنس و هلكوها

FIN

Dachamba99  (Tunisia)  |Jeudi 21 Août 2014 à 10:35           
إعلام من "إفرازات" الثَورة ...

Tounsi0371  (France)  |Jeudi 21 Août 2014 à 10:26           
Au contraire, je n'aimerai pas qu'Ennahda traite avec ce genre de personne car il risque fort de ternir son image.

Lechef  (Tunisia)  |Jeudi 21 Août 2014 à 10:23           
Si l'UTICA sous la présidence de Bouchammaoui a des plans clairs à exécuter et qui peut servir dans des actions futures à travers l'essai d'intégration d'une armada d'hommes d'affaires à l'ANC pour défendre convenablement leur intérêt à savoir ceux du patronat , on constate que jusqu'à là la plus grande masse n'a pas imposée sa force à travers l'UGTT en position d'observateur jusque là .
Devant cette situation avec , semble t-il beaucoup de calculs des éventuelles détenteurs du pouvoir public , seul l'UGTT est en mesure de faire un contre poids suffisant pour contrebalancer les choses et imposer en conséquence les intérêts de la masse ouvrière dont le niveau de vie ne cesse de dégringoler depuis environ 03 ans

Tunisiano_IM  ()  |Jeudi 21 Août 2014 à 10:17           
@ Tounsi0371

Au moin Frikha à réussi de fonder une société concurrente a Tunisair et il a donner une bonne image de marque de la Tunisie
Mais puisqu'il nahdawiste il faut lui donner toute les mauvaise caractères

une remarque au écrivain de l'article , pourquoi il n' pas parler du Riahi CA hahaha , ou Meddeb ou autre ces hommes d'affaires n'ont pas de relation avec la Politique ?

Tounsi0371  (France)  |Jeudi 21 Août 2014 à 09:58           
...... Ennahdha n'a pas vraiment intérert de le mettre a la tete de ses listes.


babnet
All Radio in One    
*.*.*
Arabic Female