التونسي بين فقدان قيمة العمل و غواية القُمار

<img src=http://www.babnet.net/images/9/sleepingatwork.jpg width=100 align=left border=0>


بقلم / منجي بـــاكير

إنّ ما هو أخطر من الأموال التي نهبها النّظام المدحور و أخطر من كلّ ما فعل من مصائب طيلة العقود السّابقة فكان أكثر وقعا على هذا الشّعب الطيّب ، هو تأصيل و غرس و تكريس فقدان قيمة العمل لدى التونسي ابتداء من الطّالب و التلميذ إلى الموظّف و العامل مرورا بشريحة العاطلين ،،

نظام قام على اللّصوصيّة و الإستغلال و النّهب و البحث عن الثراء الفاحش لديه و لدى زبانيّته حقّر كل جهد بالفكر أو بالسّاعد و حفّز و سوّق و شرعن لكل ّ طرق اللّصوصية و الفساد و القمار و تعاطي الرّذيلة ، كما اختلق لها التعريفات الرنّانة و استصدر لها القوانين و وفّر لها الحماية ،،، حتّى غدت كلّ هذه الموبقات أمرا مستساغا لدى النّخب قبل العامّة و لم يبق أيّ حرج أخلاقي و لا أيّ مانع شرعي لدى كثير من مكوّنات الشّعب للمشاركة في هذه المفاسد و المساعدة لباعثيها و بأن يكوّنوا لهم روافد هامّة من التمويلات الخياليّة و يساهموا في إثراء أرصدتهم.




طبعا و برغم ندرة الرّبح إلاّ أنّ الثراء الخيالي الحاصل أحيانا يحرّك الشّهوة لدى الشّرائح التي فقدت حظّها في التشغيل أو خابت مساعيها بعد عمر طويل على مقاعد الدّراسة أو حاصرتها الإحباطات فرمت بها على كراسي المقاهي تسرح مع الخيال و الأحلام التي لا و لن تتحقّق في ظلّ نظام باع البلاد و ضيّع العباد ...!
ذهب النّظام و بقي – زرعه – الذي زرع و للأسف كثير من سياسيينا و نخبنا لم تلتفت إلى هذا الخور الضّارب و هذا السّرطان المتغلغل في فكرنا و سلوكاتنا ، و لم تبحث في أصل من الأصول التي تقوم عليها الحضارات و تنمو بها البلدان و تؤسّس لازدهار و رفاهيّة الشّعب ، لم تشخّص و لم تنبّه إلى أنّ أيّ شعب فقد تقدير أحد القيمتين – الوقت و العمل – فالتخلّف حليفه و الجهل و التبعيّة نصيبه .
إضافة إلى هذا فإنّ القمار الذي ترفضه القوانين الصّحيحة و تحرّمه الشرائع هو باب من أبواب الدّمار و باب من أبواب الإفلاس و تفشّي الرّذائل و إنهاك الإقتصاد لا يقلّ شأنا عن الرّبا و التهريب و ما شابه .
فهل وعيت نخبنا و بعضا من قادة السّياسة لهذا الخطر المُمَوّل من شبكات عالميّة موجّهة قصدا لبلداننا – المتخلّفة أصلا - حتّى لا تفلت من دوائر الرأسماليّة المجحفة و تبقى تحت سيطرتها و استعمارها مادّيا و فكريا و سلوكيّا ؟؟؟ و هل منهم من صدقت وطنيّته و استقامت سريرته لمحاربة هذا الغول و العمل على إيجاد البدائل و ردّ الإعتبار لقيمة العمل لدى شبابنا و عامّة الشّعب ؟؟؟


Comments


6 de 6 commentaires pour l'article 84906

Hammmmma  (Tunisia)  |Dimanche 11 Mai 2014 à 14:03           
La réponse est simple, les valeurs de la societé ont changé, le tunisien est devenu trop matérialiste..donc désormais il est jugé par les bien matériels qu'il posséde et non plus par son niveau scientifique ou ses valeurs sociales ou par le service qu'il rend à sa société en conséquence le travail n'a aucun sens s'il ne lui permet pas de gagner de bcp d'argent et des biens

Meinfreiheit  (Oman)  |Vendredi 9 Mai 2014 à 20:54           
شعب يعشق العمايل و يكره العمل

MOUSALIM  (Tunisia)  |Vendredi 9 Mai 2014 à 06:18           
الحدث مواطن يكسب ما يقارب المليار من البرومو سبور وهي المسألة التي يتنزل في إطارها مقال الكاتب ولا يخفى أن الخالق سبحانه وتعالى شحن الإنسان بمحرك رهيب يدفعه لتحقيق ذاته وإثباتها والظهور أمام الملإ بمظهر البطل والعبقري والمتميز في مجالات متعددة تستوجب مناخات الحرية بمنأى عن كل التضييقات والمنع والحظر لأي سبب من الأسباب وهو بيت القصيد فلأكثر من نصف قرن عاش شعبنا تصحرا قاتلا منعه من تفجير إبداعاته بكل حرية كل حسب إختصاصه وبصمته التي فطره الله عليها
ما دفع الأكثرية لإثبات الذات عبر طريق واحدة وسالكة وهو تجميع المال في مجتمع غلبت عليه مظاهر مقيتة من المباهاة والتبذير والإسراف ولكن بعد الثورة وبقليل من الصبر فإن إثراء النشاط العام بمؤسسات المجتمع المدني كالجمعيات الخيرية والإجتماعية والنوادي الرياضية والثقافية وغيرها من الأنشطة سيحد من إنغماس الفرد من اللهث وراء المال بل سيعدد مصادر المال المشروع وسيدفع العديد في الإتجاه المعاكس بصرفه في ما يرضي الله ويخلق التوازن بين الجمع والإنفاق في سبيل
الأهداف الخيرية الواسعة في المجتمع عبر المعرفة والترشيد .

MSHben1  (Tunisia)  |Jeudi 8 Mai 2014 à 22:20           

الحقيقة التي تجلت بعد الثورة ان الشعوب العربية وحكامها المخلوعين هم من نفس الطينة و بنفس القيم المهدورة فلا المخلوعين اقل ضررا و اضرارا و لا الشعوب اقل ضررا و اضرارا فهم هؤلاءو هؤلاء هم . التخلف و الكذب و الرشوة و الارهاب و الانانية و المذهبية و النهب و التهريب و الاجرام . خذ اليوم مثلا و نحن عائدون من سفر اوقفتنا دورية للحرس و مر من امام اعينهم 2 سيارات تهريب بنزين و لم يوقفهما اعوان الحرس . علق احد الركاب معنا و قال انهم اصحابهم و هم اي الاعوان
بتفاهم مع المهربين . اذا صح هذا القول فان هؤلاء سيأكلون من شجرة الزقوم و سيصب عليهم من ماء الحميم و هلكهم الله هلاكا مبين . اليوم ايضا المسامح كريم جاب برنامج مرضى نفسانيين و مشعوذين و دجالين و صاحب البرنامج ساذج و مريض نفسي و متخلف . صدقوني انكم شعوب عربية مجنونة و متخلفة حتى النخاع . انتم متخلفون و فيكم العيوب السبعة و المخلوعين متخلفون و فيهم العيوب السبعة و ذاك الشبل من ذاك الاسد . و ريح السد يدي ما يرد و الى جهنم في جيدكم حبل من مسد .

انا mshben1 عالم الحياة و الدين شعاره " الا سحقا للقوم الضالين و الظالمين " .

Mamaromamaro  (Austria)  |Jeudi 8 Mai 2014 à 21:43 | Par           
بلاد كلها متقاعسة

بدون قانون ...كيف ستستوي هذه البلاد

... صار عندنا دستور... من يطبق قوانينه


Oceanus  (Spain)  |Jeudi 8 Mai 2014 à 21:29           
Merci d avoir evoque ce probleme qui est derriere lanarchie qui regne en tunisie .le probleme est d ordre psichologique.les tunisiens n ont plus confiance vis a vis des gouvernements et du futur,ils choisissent le chemin le court pour faire de l argent vite et d une maniere illegitime :la contrebande un phenomene qui fait rever et qui detruit la base du commerce en tunisie et qui fait de la tunisie un pays poubelle et devant l hesitation du
gouvernement de prendre des mesures radicales la situation va arriver a un niveau ou tout sera marginalise et ou la loi ne sera plus applique pour la grandeur de ce phenomene.les tunisiens ne croient plus au travail, a la pacience,a la morale et comme on le dit chez nous et c est plus que faux,donnes moi aujourdhui et on verra demain.si cette situation continue on ne verra que la poubelle partout les touristes ne vont plus venir et les
entreprises vont fermer et bienvenue la fin.ces gens qui font la contrebande ne payent pas des impots ne payent pas des loyers obligent les gens a aller sur les routes car ils font des trottoirs leurs terrains de travail.et la plupart des marches ferment.ils sont la pour la destruction le vol le banditisme l anarchie et travaillent ensemble comme des mafias,et on voyant tout cela le fonctionnaire qui travaille dignement entre en deseperance avec
toute la raison.les tunisiens d aujourdhui ne sont pas comme les anciens ils sont tres agressifs et tres malins .la revolution a ete faite pour faire certains changements mais pour eux la revolution est un pretexte pour faire tout ce qu ils veulent.malheureusement on a politiciens soit disons qui sont d une autre forme des trafiquants qui vendent les mots pour ne rien dire et qui gagnent beaucoup d argent et qui se taisent devant ce phenomene
jusqu a ce qu ils remplissent leurs compte en commencant par un president qui se cache dans un palais et qui vent les droits de l homme et l histoire de la torture mais qui ne voit pas les choses en face et qui n a pas de couilles pour prendre des decisions qui changent le cap .pauvre de nous.


babnet
All Radio in One    
*.*.*
Arabic Female