فايقين بيكم ..و لن نسقط في الهوامش

<img src=http://www.babnet.net/images/9/screens1040.jpg width=100 align=left border=0>


بقلم الأستاذ بولبابة سالم

مازال بعض الساسة و الإعلاميون يصرّون على نبش القضايا الهامشية و إثارتها كقضيّة رأي عام , حادثة دخول السياح الإسرائيليين إلى بلادنا ملأت الدنيا و شغلت الناس . أسبوع من الجدل و النقاش الحاد و المتشنّج عادت معه جوقة المتصهينون التونسيون إلى واجهة الأحداث بعد أن تواروا عن الأنظار إثر إنجاز الدستور و تشكيل حكومة الكفاءات الوطنية . عادوا من نافذة إنقاذ الموسم السياحي الذي سيملأ فيه 62 سائحا إسرائيليا خزينة الدولة من العملة الصعبة , لم تملأ عيونهم مليون سائح جزائري و لا مليون سائح ليبي و لا آلاف الألمان و الطليان و الأنقليز و... . عاد الإعلام الموجّه ليتخلى عن الثوابت الوطنية و ينحاز كعادته إلى زمرة المطبّعين من نخب منبتّة اعتادت الحجّ إلى إسرائيل طمعا في لعب دور محلي لن يأتي إلا بتزكية من الدولة العبرية و توابعها , الشعب التونسي العظيم الذي سار أبناؤه الحفاة مشيا على الأقدام في حرب 1948 دفاعا عن فلسطين لا يمثّل شيئا لمن استوطنوا المنابر الإعلامية و اكتسحت وجوههم الشاشات التلفزية و علت أصواتهم في البرامج الإذاعية و امتلأت جيوبهم بالأموال المشبوهة .





هذه الوجوه تصفرّ و تحمرّ عند طرح القضايا الحقيقية , قضايا المحاسبة والفساد و العدالة الإنتقالية و البطالة و التنمية و إنصاف شهداء الثورة و جرحاها . إنّهم لا يعيشون إلا في البرك النتنة و القضايا المفتعلة التي لم يطرحها شباب الثورة , يتسلّلون فقط عند إثارة قضايا اللائكية و الدولة الدينية و العلمانية و المساواة في الإرث و المثلية الجنسية و الزطلة و صدور فيمن و جهاد النكاح .
يخطئ من ينجرّ إلى تلك الزوايا الضيّقة ففي الأمر إهدار للوقت و الجهد و شغل للعقل في غير محلّه , لن ننساق و لن نسقط في القضايا الهامشية , نحن تربة هذه الأرض و لن نتحدّث إلا بما تنبض لأجله قلوب الملايين : التشغيل و الكرامة و الوحدة الوطنية و اللامركزية و العدالة في توزيع الثروة و محاسبة عصابة اللصوص الذين امتصّوا دماء هذا الشعب و أجرموا في حقّه حتى أوصلوه إلى الخصاصة و الحرمان .
أضعنا ثلاث سنوات في إثارة القضايا الهامشية و سار الجميع في الطرقات المتعفّنة , احتدّ الإنقسام و الصراع حتى صارت بلادنا مرتعا للجمعيات المشبوهة بتمويل شرقي و غربي , انكشف ظهرنا فغزتنا المخابرات الأجنبية فلم يعد القرار قرارنا بعد أن تحوّل السفراء إلى وسطاء بين الفرقاء السياسيين .
لقد أضعنا البوصلة لأنّ الجميع تائه و يشارك في معارك وهمية , فهلاّ استعادوا الرشد ليعودوا إلى أهداف الثورة الحقيقية . من يرد أن يستعيد وعيه , عليه بزيارة سيدي بوزيد و القصرين الأبيّة , أمّا من حفيت أقدامهم في أبواب السفارات و كبرت بطونهم فقد طاب لهم المقام في الحاضرة حيث الملذّات و رغد العيش و القضايا الجانبية .
كاتب و محلل سياسي






   تابعونا على ڤوڤل للأخبار

Comments


15 de 15 commentaires pour l'article 84250

Charif  (Tunisia)  |Lundi 28 Avril 2014 à 21:45           
لا همّ لهم سوى تمييع مضامين الثورة , كانوا بيادق بن علي و عادوا من بوابة الإعلام

BenrhoumaA  (Tunisia)  |Lundi 28 Avril 2014 à 17:51           
الخطة منذ البداية كانت افراغ الثورة من محتواها والحياد بها عن اهدافها وقد نجحوا في ذلك والفضل يعود للتحالف بين عملاء الداخل والقوى الخارجية بادارة من الصهيونية العالمية

Belghouth  (Tunisia)  |Lundi 28 Avril 2014 à 15:34           
@Charif, المقال جيد منهجيا و ضمنيا و ليس من العيب لفت نظر الكاتب للناحية اللغوية. "أصبح" للمعلومة من أخوات "كان" تنصب الخبر فنقول "أصبحوا لغويين". مع تحياتي

Wildelbled  ()  |Lundi 28 Avril 2014 à 15:30           
سي بلبابه أو أبولبابه إنك تنقر على وتر حساس وذلك لن يعجب فاعلي القرار وبلذات اسبسي ومرجان والقروي وأصابع بن علي لخفيه وما أكثر أصابعه وكل من خان ويخون هذا الوطن المسامح المتسامح البريء المنهوب

Charif  (Tunisia)  |Lundi 28 Avril 2014 à 13:25           
المتصهينون يرتعدون من طرخ القضاياالحقيقية , شكرا أبو ذر على التعليق . و المصيبة أن هؤلاء أصبحوا اليوم لغويون . فبحيث سيّبوا في الصحيح و شدو في الريح

Aboudher  (Tunisia)  |Lundi 28 Avril 2014 à 13:21 | Par           
مقال ممتاز " الوجوه تصفرّ و تحمرّ عند طرح القضايا الحقيقية" بعض التعليقات بدأت تصفر و أخرى تحمر و تتبع الهوامش

Charif  (Tunisia)  |Lundi 28 Avril 2014 à 11:52           
لقد سقطت النخب في معاركها الإيديولوجية القديمة و لم تستوعب اللحظة التاريخية .

Belghouth  (Tunisia)  |Lundi 28 Avril 2014 à 11:21           
الرجاء من كاتب المقال عدم الوقوع في أخطاء لغوية بديهية كرفع المضاف اليه. مع الشكر

Charif  (Tunisia)  |Lundi 28 Avril 2014 à 11:17           
المتصهينون التونسيون لا هم
لهم سوى نشر الفساد الأخلاقي و الشذوذ بأنواعه . هم أوفياء لأسيادهم و كانوا خدما لبن علي في قمع كل المعارضين و اليوم استغلوا مساخة الحرية لنشر سمومهم

Recoba  ()  |Lundi 28 Avril 2014 à 11:12           
Les médias mensonge .. formés pour manipuler ..ALLAH lé tbarkilhom

Kaisfr  ()  |Lundi 28 Avril 2014 à 11:05           
إحتراماتي للموقع ولكن رأيي أنّ هذا المقال ضعيف : من حيث الشكل هناك ثقل خاصة في إستعمال لغة هجينة بين الدارجة و العربية حقيقة أتأسّف لوجود مثل هذا النوع من التعبير في موقعكم الممتاز عادة. أمّا المضمون فهو أضعف فهو لا يتظمّن أي بعد تثقيفي أو إنمائي وهو مثقل بالشعبويّة و الإختصارات فمثلا يشتكي كاتبه من المعارك الوهميّة وهو نفسه يطنب في وصف فئة من شعبه بعملاء الخارج و السفارات فاتحا معركة أخرى قد تكون أكثر وهميّة ممّا توهّم من المعارك...
تحيّاتي للجميع

Bizertin  (France)  |Lundi 28 Avril 2014 à 10:55           
Bravo samiii ; pauvre tunisie !!!!

Samiiiiii  (Tunisia)  |Lundi 28 Avril 2014 à 10:47           
Vous l'avez dit vous même : on a perdu 3 ans dans des trucs banales, et comma la majorité du peuple est assez bêtes, on va continuer à perdre dans des trucs aussi débiles, tout en oubliant l'essentiel !

Kokio  (Tunisia)  |Lundi 28 Avril 2014 à 10:21           
بولبابة و لغة المؤامرة
الحاسيلو وحدك اللي طلع يفهملها
و من غير ما نوصي فسخ التعليق متاعي راني ستانست

Sammmy  (France)  |Lundi 28 Avril 2014 à 10:20           
// by Admin Pour Grossièreté //


babnet
*.*.*
All Radio in One