فوز الإسلاميين وحلفائهم في مجالس الكليات، رسائل ومواعظ

<img src=http://www.babnet.net/images/9/talabattounesss.jpg width=100 align=left border=0>


د.خالد الطراولي
[رئيس حركة اللقــاء]



الفضاء الطلابي فضاء سياسي بامتياز، وليس في هذا ضربا للعلم وأهله، ولكنه تربة صالحة للتحرر من الذات وملامسة تجربة الشأن العام. أغلبنا مرّ بهذه التجربة إما تابعا للقاعدة الصامتة في حراكها، المتابعة لهموم الوطن ولو من بعيد، أو مباشرا للفعل النضالي والذي ترك بصمته لاحقا في كل شؤون الحياة. تبقى الجامعة مدرسة سياسية ومحولا هاما في مسار الكثير، ولعل الكثير منا رضع حب السياسة وممارستها لاحقا من موطن العلم والتدافع الطلابي.



الفضاء الطلابي بوصلة للشأن العام وتوجهاته وموازين قواه، والتجربة التاريخية للحراك السياسي في تونس يشير إلى هذا البعد، كانت الجامعة ميزان حرارة وإظهار المسكون أو المخفي أو المغيب أو المحجور والممنوع، مر من هذا الباب اليسار في الستينات والسبعينات من القرن الماضي، ثم الثمانينات والتسعينات بالنسبة للإسلاميين. ولعل الفضاء الطلابي كان يعتبر عند الجميع منطقة محررة من التبعية السياسية للحكم والسلطة، فنالها من جراء ذلك النصب من نفي وسجون.

علاقة العائلات الفكرية في الجامعة يختزل تقريبا بين اليسار والإسلاميين، مواجهات وصراعات وتنافس شهدته الجامعة التونسية ولا يزال، مثلته فيما بعد منظمتان طلابيتان، الإتحاد العام لطلبة تونس الذي يعتبر تاريخا الوعاء النقابي للتمثيلية الطلابية لسنين طوال ويهيمن عليه التيار اليساري والقومي بمختلف أجنحته، التحق به في الثمانينات الإسلاميون بتأسيس الإتحاد العام التونسي للطلبة، ليتواصل المد والجذب في ضوء مشهد سياسي مستبد طيلة أكثر من عقدين اختفى فيها الصوت الطلابي عموما خاصة بحضر الإسلاميين مع محنتهم ومواجهتهم للنظام القائم.
مع الثورة استرجع كل مكانه على الخارطة، مع صراع إيديولوجي كانت الساحة الطلابية إحدى تعبيراته المميزة، عاد اليسار بمنظمتهم وعاد الإسلاميون وحلفائهم باتحادهم واسترجعت الساحة الطلابية حراكها ودورها النشيط ولو بتعبيرات خافتة أحيانا وبتواجد ضيق ومحدود، ولعل الثورة فاجأت الجميع في هذا الباب ولم يكن القطاع الطلابي استثناء.
هذه الأيام وقعت انتخابات مجالس الكلية وكانت النتائج في صالح الإسلاميين وحلفائهم، فوز الإسلاميين وحلفائهم ممثلين في الاتحاد العام التونسي للطلبة في انتخابات مجالس الكلية وهزيمة اليسار ممثلا في الاتحاد العام لطلبة تونس رسالة قوية إلى أطراف عدة وتستدعي قراءة هادئة وحكيمة لأنها تمثل ولا شك مؤشرا هاما على الحراك العام.
*أول هذه الرسائل موجهة إلى اليسار الطلابي نفسه بأن حقيقة تمدده وهيمنته التاريخية على الجامعة التونسية قد انتهت أو لا مست النهاية وعليه إدراك مكامن الهزيمة والبحث عن علاقتها بالشأن الجامعي من ناحية وبالشأن العام من ناحية أخرى، ،
* ثاني هذه الرسائل إنذار على المباشر إلى البارونات السياسيين لليسار في المشهد العام بأن هناك مشكل في حراكهم وبرامجهم ومنهجية عملهم رغم أن المناخ السياسي العام يقف إلى جانبهم.
* ثالث هذه الرسائل موجهة إلى التيار الإسلامي نفسه وحلفائه، فالفوز لا يجب أن يخفي مكامن الترهل في المشهد العام. إن الفوز الطلابي هو تذكير لمن نسي أو جهل أو تغافل أن مفاتيح المستقبل وجزء كبيرا من الحاضر في أيدي الشباب.



Comments


9 de 9 commentaires pour l'article 83859

Observo  (United States)  |Lundi 21 Avril 2014 à 16:16           
L'equilibre dans notre societe tant destabilise par le regime dictatorial de 50 ans va finir par se retablir.

Dachamba99  (United States)  |Lundi 21 Avril 2014 à 10:22           
حتَى نتايج نقابة الصَحافيَين ما عندك ما تقول فيها يا طبيب

AlHawa  (Germany)  |Lundi 21 Avril 2014 à 07:54 | Par           
من الواضح أن الصراع اليساري اليساري بدأ يعطي نتائجه فالصراع الذي أصبح منذ مدة بالأسلحة البيضاء و وصل خبره حتى أخبارنا الوطنية لن يجد مساندا له في أي إنتخابات! من ناحية أخرى نجح الإتحاد التونسي للطلبة تمثيله جميع الطلبة و مشاغلهم مهما كانت خلفياتهم و إيديولوجياتهم

Saddam  (United States)  |Dimanche 20 Avril 2014 à 21:50 | Par           
J espere que les representants nouvellement elus ce penchent sur les problemes que connaissent nos universites aujourd hui au lieu d etre des pions aux mains des partis politique qui ne cherchent que le pouvoir.
quand je dis les nouveaux elus je n exclue personne UGTE, UGET et autres formations.

Bardo_tounes  (Denmark)  |Dimanche 20 Avril 2014 à 21:09           
اني اخاف على ابنائنا الطلاب الاسلاميين ان فوزهم هذا سيجعل الحزب الجبان الذين تنازل عن حكمه ويحاول الرجوع ذليلا يقوم بقمعهم ومحاربتهم كما فعلوا مع اخوانهم مقابل رضاء الفاسدين والمجرمين عليهم وكصفقة جديدة تضمن لهم قسط من الحكم في الانتخابات المثبلة .
فالخونة قادرين على كل شيء للوصول الى مبتغاهم وهو المنصب والسلطة

Midouni  (United States)  |Dimanche 20 Avril 2014 à 20:33           
هذه نتائج أولية تعكس المناخ العام لليسار ،فكما أن اليسار في الحاة العامة يتميز بالهشاشة و التذبذب كذلك في الساحة الجامعية ، فاتحاد برأسين وكل يجذب إليه كيف له أن يفوز خاصة و أن الطرف المقابل له من التجربة و الحنكة ما يجعله في مستوى مثل هذه المناسبات، متى سنرى يسارا موحدا قادرا على مواجهة المصاعب؟؟؟؟؟

Mehemet  (Tunisia)  |Dimanche 20 Avril 2014 à 19:56 | Par           
النتائج النهائية تعرف يوم الخميس امتاكدون من النتائج

Mandhouj  (France)  |Dimanche 20 Avril 2014 à 19:54 | Par           
@ Moussalim
N'exagère pas.
;););)
Si non hamma minjil va passer à un autre stade de lutte!!
_););)
Ben Ali harab
Mandhouj Tarek

MOUSALIM  (Germany)  |Dimanche 20 Avril 2014 à 18:40           
صراع الطلبة في الثمانينات إنتقل إلى الساحة السياسية بعد الثورة وصل حد إطلاق الرصاص وصراع اليوم سنجنيه بعد عقد من الزمن ونخبة الجامعة اليوم هي النخبة السياسية وإطارات مفاصل الدولة في المستقبل ويبدو أن الساحة تتجه نحو الأسلمة حسب نتائج مجالس الجامعات .


babnet
All Radio in One    
*.*.*
Arabic Female