لمين البوعزيزي أو روح الثورة

<img src=http://www.babnet.net/images/9/laminebouazizi.jpg width=100 align=left border=0>


بقلم الأستاذ بولبابة سالم

يشكّل المناضل القومي الإجتماعي لمين البوعزيزي أحد الأبطال الميدانيين للثورة التونسية في سيدي بوزيد , و لأنّ رمزية الثورة قد سرقتها الأحزاب السياسية بفعل ماكينتها الإعلامية و ركب عليها الإنتهازيون و بعض اللصوص فإنّ هذا الباحث في الأنتروبولوجيا الثقافية قد تناساه الكثيرون لكنه لفت انتباه الجميع عند ظهوره الإذاعي و التلفزي , لغة بسيطة و كلام مباشر دون مساحيق و تسمية للأشياء بأسمائها دون مواربة أو تحفّظ يمارسه الجبناء و صغار النفوس ممّن يقولون نصف الحقيقة .





لقد قالها صراحة , الأحزاب السياسية خانت أهداف الثورة و دخلت لعبة الصفقات و المساومات و على قواعد الأحزاب القومية و الإسلامية و الشيوعية أن تفكّ ارتباطها بقياداتها المكبّلة و العاجزة و التي تتعرّض للابتزاز و تمارس المقايضة السياسية بسبب وجود ملفات تدينها مما يضطرّها للتنازل و السكوت عن الكلام المباح . لقد حان الوقت كي تقطع قواعد هذه الأحزاب الذين مازالوا يحملون الصفاء الثوري علاقة المريد بشيخه في علاقتهم بقياداتهم الحزبية , فهذه القيادات عاجزة عن التعبير عن طموحاتهم بسبب تلك القيود .
الثروات التونسية تباع بأبخس الأثمان للأسواق الفرنسية دون أن تحرّك حكومات ما بعد الثورة ساكنا , الفرنكفونيون و الذين لهم علاقات زبونية و مصالح شخصية مع المستعمر القديم بحكم دراسة أبنائهم في الخارج سيكونون أشدّ وطأة في ضرب الثورة لأن الصبايحي يكون أكثر شراسة من سيّده .
روّاد السفارات الذين يطوفون كل يوم بأسيادهم لتلقي التعليمات و الأموال للعب دور الصبايحي الصغير ثم يأتوننا في المنابر الإعلامية للحديث عن الثورة و أهدافها و مقاومة الفساد { و هم أكبر الفاسدين } .
في تونس يحيون بورقيبة من جديد لأنّهم ليسوا من أبناء الثورة و في مصر عاد جماعة السادات و كل طبقته الإنتهازية { و ليس عبد الناصر كما يروّج البعض }فالمافيات لن ترض بالمنطق الثوري فهو يهدد مصالحهم , أبناء الثورة الحقيقيون لم يمارسوا السلطة , ففي تونس هناك جهات تناضل و جهات تحكم , إذا عبّرت هذه الجهات عن غضبها قالوا : هذه جهويّات , و إذا أمسك أبناء الجهات المناضلة بالسلطة قالوا عنهم : لا يصلحون للحكم و نحن أهله فهل هناك أكبر من هذا الغبن ؟؟؟
طبعا , لن تستدعي القنوات المافيوزية لمين البوعزيزي لأنّه سيقلب عليهم الطاولة و سيرتعدون أمامه .
تحياتي للأستاذ لمين البوعزيزي على وفائه لروح الثورة , فعندما نسمعه في الإذاعة الوطنية أو نشاهده في بعض القنوات التلفزية نستحضر لحظات الصفاء الثوري و سيدي بوزيد المناضلة فالكثير من أبناء الشعب الكريم معجبون بتعليقاته و رجونا أن نتحدّث عنه بعد أن باعت الطبقة السياسية أهداف الثورة في سوق العرض و الطلب .
كاتب و محلل سياسي





Comments


10 de 10 commentaires pour l'article 83794

Charif  (Tunisia)  |Vendredi 18 Avril 2014 à 19:41           
شكرا سي بولبابة لأنك ذكّرتنا باحد رموز الثورة التونسية في سيدي بوزيد المناضلة , لمين البوعزيزي صريح و كلامه انتصار لأهداف الثورة بعيدا عن صفقات الاحزاب وهو شوكة في حلق العملاء الفرنكفونيين و لصوص الليبرالية المتوحشة

Samyall  (Tunisia)  |Vendredi 18 Avril 2014 à 18:23           
إن الأحزاب المخربة بعد الثورة والإتحاد العام التونسي للشغل أوقعوا كل فئات الشعب في المطالبة بالزيادة بـ "همجية" أكثر من تلقينهم بالوعي للتصدي للفساد والوقوف لتنظيف العدل والأمن لأنهما أدوات قمع بهما الكثيرون مدة نصف قرن ولأن المال نهب ومزال ينهب
إذ أن الشهداء ضحوا أرواحهم ولم يستطيع الباقون على قيد الحياة أن يضحوا ولو بقليل من المال

Mongi  (Tunisia)  |Vendredi 18 Avril 2014 à 14:19           
يوم أن يكون نصف الشعب وفيا للثورة مثل لمين البوعزيزي عندها سيكون كلام بعض الأحزاب ،الثورية الصادقة، بدون حسابات وسيعبّر عن إرادة الجماهير الثائرة.
أمأ الآن فمازال أمامنا ربما الكثير من الوقت للوصول إلى هذه النقطة وهذه المرحلة.
غالبية الشعب مازالت دون المأمول : كل الفئات تنادي بالزيادات. كل الفئات بدون استثناء حاربت وتمترست من أجل الزيادات في الأجور أكثر من حربها ونضالها ضد الثورة المضادة. فما عسى بعض الأحزاب أن تفعل لهذا الشعب ؟
كيف ما تكونوا يولى عليكم. وكيفما تكونوا تكون سياسة أولي أمركم.



TUNISIEN80  (Tunisia)  |Vendredi 18 Avril 2014 à 14:18 | Par           
شاهدته على قناة الزيتونة إنسان مثقف و مفكر وقد قال بأن على القواعد الأخذ بزمام المبادرة وسحب البساط من القيادات المرتهنة

Mongi  (Tunisia)  |Vendredi 18 Avril 2014 à 14:18           
يوم أن يكون نصف الشعب وفيا للثورة مثل لمين البوعزيزي عندها سيكون كلام بعض الأحزاب ،الثورية الصادقة، بدون حسابات وسيعبّر عن إرادة الجماهير الثائرة.
أمأ الآن فمازال أمامنا ربما الكثير من الوقت للوصول إلى هذه النقطة وهذه المرحلة.
أغلب الشعب مازال دون المأمول : كل الفئات تنادي بالزيادات. كل الفئات بدون استثناء حاربت وتمترست من أجل الزيادات في الأجور أكثر من حربها ونضالها ضد الثورة المضادة. فما عسى بعض الأحزاب أن تفعل لهذا الشعب ؟
كيف ما تكونوا يولى عليكم. وكيفما تكونوا تكون سياسة أولي أمركم.

Nouri  (Switzerland)  |Vendredi 18 Avril 2014 à 11:04           
بارك الله فيه، رائع

Bardo_tounes  (Denmark)  |Vendredi 18 Avril 2014 à 10:50           
مقالة جميلة ومعبرة وتفسر واقع البلاد مع الاسف .
وان رفض الكثير الواقع واختلفت الاراء .
فان ماهو اكيد ان تونس في ازمة خطيرة ويحاول اغلب الاحزاب اخفائها حتى مابعد الانتخابات. واغلبهم يريدون قسطا من الحكم ويتصورون انه بعد الانتخابات سيقع دعم البلاد بهبات وقروض من دول عقد بعض الاحزاب صفقات معها.
لا نرى على الساحة السياسية الا الطمع والجشع و اللهفة وراء الحكم وكانكم كلاب جائعة .
ثورة قتل من اجلها شباب تونس واستغلها احزاب منافقة تسببوا في ما نراه الان من ازمة اقتصادية وغلاء معيشة و بطالة وفوضى , لقلة خبرتهم في السياسة و الحكم ولانهم نسوا مامرنا به الله من صدق و اخلاص وتطبيق شرعه .
فانهمكوا في ضمان مستقبلهم وعائلاتهم كما فعل بن علي من قبل .
ولما لاحظوا فشلهم ونتائجهم السلبية على البلاد تنازلوا وخيروا التعامل مع مجرمين وتجمعيين و فاسدين وعقدوا صفقات خبيثة ضد ديننا دين الحق وهم اذله لضمان قسط من الحكم دون تعب ولا عمل ولا نضال لاجل تونس .
ومن يفعل مثل هذه الاعمال , الا الخائن و الجبان "صم بكم " عمي فهم لا يرجعون
لم يحترموا من انتخبهم وتجاهلوا ما نراه من الافراج عن مجرمين وفاسدين ,مانراه من فقر و احتياج و فوضى و قضاة عبيد الرشوة واحكامهم الغير عادلة وضهور احزاب تحارب الاسلام .
ومعهم مجلس تاسيسي فاشل انتهت شرعيته منذ مدة وبعد انتهائه من الدستور " النحوس "
فتراهم كالكلاب من مكان الى اخر لا كرامة ولا عزة لهم ويضنون انه هناك نصر بدون نصر الله .
اغبياء اذلة وكانت الحلول امامهم ولكنهم لن يروها وهو عقاب من الله لانهم تنكروا لنعمته عليهم وبدلوها طمعا وجبنا
شجعوا الربا و الماخور وووافقوا على دستور نحس مثلهم وتجاهلوا قمع اخوانهم واخواتهم واتهامهم بالارهاب ونسوا دستور الله .
اصبحوا عملاء الغرب و امريكا و الصهاينة و تغيرت سماهم واسودت وجوههم اصبحت ملابسهم مستوردة و" سياراتهم الفخمة ب" شيفورها " وبدأت القصور تضهر في تونس وفي المناطق الراقية بجانب جلاديهم والمجرمين الذين عذبوهم والان هم اذلة " يلحسون " لهم للرجوع الى الحكم معهم .
كنتم رجال مؤمنين يالله ذوي عزة وكرامة لما كنتم فقراء ماديا و اغنياء ايمان والان اغنياء ماديا ولكن اذلة ولسي لكم دين ولا ملة.

Zoulel  (Tunisia)  |Vendredi 18 Avril 2014 à 10:35           
Si tu as de l'argent ou que tu es disposé à tout pour l'avoir, si tu n'as pas de moral, si la nation fait partie de tes derniers soucis, si tu ignores la vérité en faisant prévaloir le mensonge et l'hypocrésie alors tu seras l'homme politique de nos jours.

ANTIREVE  (Tunisia)  |Vendredi 18 Avril 2014 à 10:33           
Je propose à Samir El wafi de lui consacré une émission لمن يجرؤ .

Ibnalwatan  (Tunisia)  |Vendredi 18 Avril 2014 à 10:23           
أزمة تونس اليوم أنّ الكهنة الجدد احتلوا كل المنابر ليبشروا بثورتهم المضادة لثورة الشعب وليحتلوا الساحات العامة بالنفاق والكذب وجعلوا من المسيح الدجال منقذا للشعب


babnet
All Radio in One    
*.*.*
Arabic Female