لم يعد للحرية معنى...اذا ضاع الوطن

<img src=http://www.babnet.net/images/8/beldimahfoudddd.jpg width=100 align=left border=0>


بقلم : محفوظ البلدي

المشكل الاساسي والمباشر في تأزيم الواقع في البلاد هو المواطن نفسه الذي لم يستطع حسم قناعاته و تحديد اختياراته و تطبيقها. وفي هذا السياق فان ضمان الحريات اكانت فردية او جماعية ، هو الذي يعطي المواطنين حقّ مراقبة السلطة و رفض سياستها الخاطئة و معاقبتها بالعزل والمحاسبة عند الحاجة.
النخب مجتمعة من سيّاسيين واعلاميين ومفكرين وناشطين من المجتمع المدني والعسكري كلّها مطالبة بالنضج والمهنية والتركيز على جرّ بعضهم للوسطية والاعتدال وطرح البدائل وتنضيج الخيارات وتدارس المشاكل والمساهمة في ايجاد الحلول بعيدا عن اكراهات الديمقراطية ومنطق الاقلية والاكثرية في ظروف استثنائية لا تسمح بجدلية السلطة والمعارضة وان كانت ضرورية في المستقبل البعيد لتحقيق التوازن و المراقبة.
...

فالحقيقة اليوم لا تسمح لنا بالحديث عن أغلبية واقلية واحتكار واستقواء واستضعاف لأننا ببساطة نعيش فوضى المفاهيم والمضامين.
بالله عليكم دلوني على بلد يحترم نفسه، يرى شبح الافلاس في الافق وإرهاصات التقاتل تتجلّى في كل زاوية ومصيره معلقّ بين الامل والرجاء، مازال يتحدث عن انصياع الاقلية للأكثرية واضطهاد الاكثرية للأقلية وكأننا نعيش في مجتمع قبائلي يعيش خارج التاريخ.
الانتقال من حكم الفرد المطلق الى فوضى حكم الجماعة او حكم الجميع بلفظ ادقّ، عار على مجتمع يدعّي التحضّر والمدنيّة والانتماء الى امّة بنا امجادها القلاع والاساطير.
ان كان المقصود بالحرية هو مبدا ممارسة الحقّ بالقوّة ومصادرة حقّ الاخرين، وان كانت الديمقراطية اغتصاب للسلطة والبقاء فيها باي ثمن، ، فهو اخلال فاضح بجوهر الحرية والديمقراطية معا، وليعلم الجميع انّ فلسفة الحكم في تاريخ الامم بما فيها الحياة القبلية ان يذوب الفرد في الجماعة و تبقى قيمته من حيث السيطرة والنفوذ في قيمة العدل لديه.
الضرورة اليوم هي تطبيق العدالة بين أفراد المجتمع وتجنب عبادة السلطة و الصراع عليها واعتبار الانسان قيمة في ذاته تستوجب احترام عقله وروحه وجسده عندها يدرك هذا الانسان انّه مواطن عليه ان يقبل سلطة الحاكم العادل الذي مكّنه حقّ وحرية الاختيار.
فالنظم التي لا تحقق العدل والمساواة بين المواطنين لن تكون قادرة على حكمهم طويلا وعندما يثور المواطن ويطيح بهذه النُّظم يكون اقل رأفة وتعقلاً...واكثر جهلاًᴉ‼



   تابعونا على ڤوڤل للأخبار

Comments


2 de 2 commentaires pour l'article 83723

MOUSALIM  (Tunisia)  |Jeudi 17 Avril 2014 à 11h 17m |           
الحرية هي ثمرة الثورة التي حررت الفرد من كل القيود ليتخلص من العبودية ويرتقي للمستوى الإنساني ويعبر عن رأيه ويتخذ القرار بكل حرية ويكون له الخيار من عدة بدائل من حوله وضمن عالم الأضداد فمن الطبيعي أن ترتفع بعض الأصوات التي تنادي بعودة القيود والأصفاد وخياطة الأفواه وعزل الأصوات داخل صناديق بلاستيكية .ويتواصل دربي أنصار الحرية الإيجابية المشيدة مقابل أنصار الأصفاد والحرية المدمرة وعودة العبودية والقطيع التي أدمن عليها البعض وتصيبه الحرية بالغثيان
والتقزز والقرف والإشمئزاز ويتطلع لاستنساخ كوريا الشمالية وخروج المواطنين موحدين بتسريحة الزعيم الأوحد .

GharsAllah  (Tunisia)  |Jeudi 17 Avril 2014 à 11h 08m |           
صراع على حساب المواطن والوطن

الصراع بين السياسيين في تونس، تحركه وتتحكم به حسابات الربح والخسارة، لأحزابهم وكتلهم وشخصياتهم، أما المواطن فهو لا يأتي ضمن حساباتهم، بل هم غير معنيين به أساسا، إلا عندما يتعلق الامر بصناديق الاقتراع، هنا تبدأ المزايدات ومحاولات الكسب الانتخابي، هي التي تحرك الفعل السياسي وتقود مساراته، حيث تتصاعد المزايدات فيما يتعلق بالحرص على مصلحة المواطن، كما يحدث الان بصورة فعلية، وهكذا بدلا من ان يكون الجدل والاختلاف في التصور والرؤى عاملا مشذبا للعمل
السياسي وداعما ومصححا له، ينعكس الامر تماما بسبب عدم قدرة السياسيين على إتقان قواعد اللعبة، ووضع مصلحة المواطن فوق أي اعتبار آخر، كونه العنصر الاهم في ما يدور في الواقع السياسي والمجتمعي
نعم لم يعد للحرية معنى...اذا ضاع الوطن ... العدل اساس العمران


babnet
All Radio in One    
*.*.*