قانون التوبة في تونس وعي بحجم الارهاب أم خطوة استباقية؟

<img src=http://www.babnet.net/images/9/noureddinembarki.jpg width=100 align=left border=0>


نورالدين المباركي

في البلدان التي بلغ فيها الصراع ضد الارهاب مراحل متقدمة ، تم اللجوء الى قوانين ومبادرات التوبة و الرحمة ، تحت عنوان فتح الباب أمام المُغرر بهم ومن لم تتلوث ايديهم بالدماء ، للاندماج مجددا في المجتمع.

حصل هذا في الجزائر (قانون الوئام المدني) والعراق( مبادرة لمصالحة) والمملكة العربية السعودية (مبادرة المُناصحة)..الخ، وفي تونس انطلق الحديث قبل فترة عن قانون التوبة الموجه للمُغرر بهم خاصة للشباب الذي توجه للقتل في سوريا.



مازالت الصيغة النهائية لهذا القانون غير واضحة ، هل سيكون قانونا خاصا ، أم سيكون أحد بنود قانون الارهاب الجديد ، لكن الأكيد أن خطوات قُطعت في هذا الصدد الذي يبدو انه استفادة من تجارب بلدان أخرى في معالجة المجموعات الارهابية ،وأيضا استجابة لنداءات عديد الفاعلين السياسيين و الناشطين في المجتمع المدني بضرورة عدم وضع كل الذين سافروا الى سوريا في سلة واحدة وأن منهم من غُرر به .
ماذا يعني ذلك؟
أولا: إما أن هناك تقديرا في تونس لدى الجهات الأمنية والفاعلين السياسيين أن الارهاب في تونس بلغ مرحلة متقدمة ، اصبح يتطلب التعاطي معه بكافة الآليات التي يمكن أن تُقلص من مزيد توسعه ، من ذلك آلية سن قانون التوبة ، خاصة أن البلدان التي لجأت الى مثل هذه الآلية ،فعلت ذلك بعد حصيلة دموية عالية وبعد سنوات طويلة من الصراع مع الارهاب ( الجزائر- العراق )، أو بعد أن تأكدت أنها اصبحت خزانا لهذه المجموعات ( المملكة العربية للسعودية) .
ثانيا : أو أن التجربة التونسية في مقاومة الارهاب تريد أن تقطع خطوات استباقية في التصدي لمزيد توسع هذه المجموعات ، وألاّ تنتظر بلوغ التجربة الجزائرية أو العراقية من ناحية الحصيلة ، لسن قانون التوبة أو الدعوة للمصالحة.
وليس في هذا الأمر اي تقليل من خطورة حصيلة الاعمال الارهابية التي عرفتها تونس ( اغتيال الشهيدين شكري بلعيد ومحمد البراهمي ، اغتيال أمنيين وعسكريين...) ، هي حصيلة متقدمة مقارنة بخصوصيات تونس طيلة العقود الأخيرة ، لكنها تبقى دون التجربة الجزائرية و العراقية مثلا.
قد يكون التفكير في سن قانون التوبة في تونس صائبا وقد يحقق أهدافه السياسية والاجتماعية و الأمنية أيضا (عزل النواة الصلبة لهذه المجموعات عن حزامها الذي يتكون جزء منه من المترددين أو من الذين انخرطوا في هذه الجماعات لأسباب مادية أو حتى نفسية، ومن الذين يريدون التراجع لكن لا يعرفون كيف)، لكن أيضا وهذا الأهم ، أن النتائج قد تكون غير ما تم التخطيط له:
- إن قوانين التوبة ومبادرات المصالحة هي حلقة صغيرة في سلسلة طويلة من حلقات مقاومة الارهاب ، ولا يمكن أن تحتل مكان المقاربة الأمنية والاجتماعية و النفسية و الدينية في محاربة هذه الظاهرة.
- في البلدان التي خاضت هذه التجربة ، لم يتم القضاء على الارهاب وعلى بؤره، بل انه مازال يمثل تحديا حقيقيا لها.
- إن هذه القوانين ومبادرات المصالحة تتطلب معها توفير بنية اساسية قادرة على احتضان من قرروا التوبة وتأهيلهم اجتماعيا ونفسيا ودينيا ومراقبتهم بعد تخرجهم من دورات التأهيل .
- ضرورة توفر مناخ عام في البلاد يساعد على تأهيل هؤلاء ، مما يعني ضرورة التقدم في محاربة كافة البؤر التي تعتبر حاضنة للإرهاب ، الجوامع تحت سيطرة المتشددين و خطابات التحريض والتكفير و الجمعيات مجهولة التمويل ..الخ
وفي انتظار أن تتبلور صيغة هذا القانون ، وجب دائما الوعي أن مقاومة الارهاب عمل يومي يكمن في التفاصيل اليومية قبل العناوين الكبرى





Comments


3 de 3 commentaires pour l'article 83278

Galb_ellouz  (France)  |Jeudi 10 Avril 2014 à 21:13           
ما الله تخربيق مخابرات!!!!!! قالوا توبة هههههههه، في تونس الارهابيون هم ما نسميهم بعصابات الجريمة المنظمة يعني ugtt الذي يقودها المجرم الارهابي حسين العباسي صاحب 35000 عملية ارهابية في عام واحد و عصابات الخمير الحمر او الحميرالحمر الذي يقودهم الارهابي حمة كسكسي شهر بول بوت

SOS12  (Tunisia)  |Jeudi 10 Avril 2014 à 18:32           
المقاربة الشاملة
لايزال ن المباركي وبعض البائسين مثله تشرفون وينذرون في القضايا الكبرى الامنية والسياسية بعدما
*كان من المحرضين على الحكومات الشرعية
*كان من المنتصرين الاعمياء للاتحاد
*كان عجولا ومتسرعا في منبر الصباح للتأويلا لقاتم لصحف بائسة
*وكان حادا فسببو قسمة الشعب وظهور بوادر العنف وحص لا لارهاب المادي مقابلا لإرهاب اللفضي
**لن تكون المقاربة الشاملة من الوجوه المتملقة ولا ن الرهوط المتنطعة المحتلة للشوارع بمباركته
هو وأمثاله بل للصلاحرجال

Machmoumelfol  (Tunisia)  |Mercredi 9 Avril 2014 à 18:16 | Par           
سيدي الكريم يجب ان لا تنسي
ان الارهاب اصبح يمثل ثروة وطنية مثله مثل البترول والفسفاط والغاز والفلاحة
تعمل جميع الدول علئ رعايته وتطويره
فالحكومة التي لا تملك شرعية مثل حكومة السبسي انقذها الارهاب
وحكومة الترويكا التي كانت شرعية لكن بدون برنامج اطال عمرها الارهاب
وحكومة جمعة التي لاتملك لاشرعية ولا لا برنامج تقتات من بركات الارهاب قروضا ودعما غربيا
لا تنسي سيدي الكريم ان اول من تاجر بالارهاب المخلوع
والارهاب في العراق ترعاه حكومة المالكي وفي الجزاءير كانت المخابرات ترعي الارهاب سرا وتقاومه جهرا
وفي الاخير اذكرك ان لجنة التقصي التي دخلت الي قصر المخلوع قد وثقت وجود الاموال والمخدرات والمسدس وحزامين ناسفين
نسيت ان اقول ان الحزام الناسف اهداه المخلوع لابنه في عيد الميلاد


babnet
All Radio in One    
*.*.*
Arabic Female