النهضة و الجمهوري و تنافس الفرسان

<img src=http://www.babnet.net/images/9/chebbigannouchile11sept2.jpg width=100 align=left border=0>


بقلم الأستاذ بولبابة سالم

ما أحوج بلادنا في هذه الفترة الإنتقالية الصعبة إلى الخطاب المسؤول و الرصين و الهادئ بعيدا عن لغة الشحن و التصعيد و الشيطنة و الأحقاد الإيديولوجية . التصريحات الأخيرة للسيدين عصام الشابي و عبد اللطيف المكي تبعث رسائل هامة إلى الطبقة السياسية لتجاوز منطق العداء إلى منطق المنافسة .

ذكر السيد عبد اللطيف المكي في حوار لصحيفة يومية أن الحزب الجمهوري هو حليف للنهضة و لو كان منافسا , و فسّر الأمر بأنّ الجمهوري حزب ديمقراطي و ليس حزبا انقلابيا و قد خبرنا مسيرته و مواقفه المبدئية رغم اختلافه السياسي مع النهضة . ردّ عليه السيد عصام الشابي في تصريح إذاعي بأنّه يفهم جيّدا ما قاله وزير الصحة السابق , وقال : لقد زرنا عبد اللطيف المكي في بيته و ساندناه عندما نفّذ إضراب الجوع في سنوات الجمر عند خروجه من السجن للمطالبة بمواصلة حقة في مواصلة الدراسة بكلية الطب عندما كانت مصافحة شخصية مثله جريمة في عهد المخلوع . و أضاف بأن الجمهوري يعتبر النهضة منافسا سياسيا و ليست عدوّا كما تفعل بعض الأطراف .




لو ساد هذا الخطاب بين الفرقاء السياسين في منابر الإعلام لهدأت الأوضاع السياسية و لكان النقاش و الصراع حول البرامج و التنمية و كيفية الخروج من المشاكل الإجتماعية و الإقتصادية التي يعيشها المواطن التونسي لمعالجة آفة البطالة و الفقر التي تعيشها الجهات المحرومة . لكن بعض الأصوات المتطرّفة و الإستئصالية تصرّ على نشر خطاب الكراهية و الفتنة و التجييش و الصراعات الإيديولوجية التي تجاوزها الزمن . معاول الهدم و إفشال التوافق الوطني يثبت إفلاس هذه الجهات السياسية التي لا تعيش إلا على الإقصاء و الجلوس على الأجساد الجريحة . لغة التخوين و شيطنة الآخرين و عدم قبول التعايش المشترك بين الفرقاء السياسين هو برنامج الفاشلين و اليائسين من الإنتخابات الذين لم يستوعبوا دروس التاريخ و تجارب الشعوب الأخرى , هناك في تونس من يريد أن يستعيد رقصة الدم و سلطة الدولة البوليسية للقضاء على خصمه السياسي دون قراءة للتاريخ القريب و البعيد في الداخل و الخارج .
لم أسمع بحزب أو تيار سياسي يتقدّم إلى الشعب ببرنامج يكون مضمونه الرئيسي هو معاداة طرف سياسي دون قراءة واعية لنتائج ذلك الخطاب في الإنتخابات السابقة لأنّ التونسيون يدركون ما جلبه منطق الإقصاء من ويلات لذلك عاقبوا كل من أراد إحياء خطاب الكراهية و الشيطنة .
القوى الحقيقية و الفاعلة في الساحة السياسية استوعبت الدرس و غلّبت منطق التعايش و المصلحة الوطنية لذلك شكّلت تصريحات الأستاذ الباجي قايد السبسي في أكثر من مناسبة و منذ تكوين حزب نداء تونس التي أكّدت باستمرار على أن حركة النهضة هي جزء لا يتجزّأ من المشهد التونسي ضربة قوية لبعض الأصوات المتطرّفة من اليسار الإستئصالي داخل حزبه التي تصرّ على خطاب الكراهية و الشيطنة لذلك وقع إقصاؤها من المواقع القيادية الفاعلة .
كاتب و محلل سياسي



Comments


12 de 12 commentaires pour l'article 81675

Bouahmed  (Saudi Arabia)  |Vendredi 14 Mars 2014 à 15:40           
Des declarations apaisantes. Mais le peuple n est plus dupe il sait voter et il l à fait savoir.....

Weldha  (France)  |Vendredi 14 Mars 2014 à 14:15           
Salam ; pour la tunisie je vous conseille messieurs le politiques d'eviter la guerre d'égo!!!!!!!!car la reussite de ces elections sont de la responsabilité de tous le monde!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!tahya tounes

Averreos  (France)  |Vendredi 14 Mars 2014 à 13:56           
Bonjour,
@Zoulel (Tunisia) dites moi mon ami vous êtes en compagne élèctorale ?
merci de me le faire savoir je voterai pour vous

Mongi  (Tunisia)  |Vendredi 14 Mars 2014 à 12:52           
@Haienbestof
لقد قلت ان الأثنين يلهثون وراء السلطة.
هل تستطيع أن تلوم طالب طبّ بأنه إنما يدرس لأجل أن يصبح طبيبا ؟
بطبيعة الحال إنه يدرس ويجتهد في الدراسة لأجل الوصول إلى هاته الغاية.
وكذلك السياسيون يتحركون وينشطون لأجل أن يصلوا إلى السلطة.
أمّا أنت فدورك أن تبحث وتجتهد في البحث على السياسي الصادق الذي يريد ان يمسك بالسلطة لأجل إيجاد حلول عملية وواقعية لمشاكل الناس وتنتخبه وتفضح كل وصولي ومتسلق.

Haienbestof  (Tunisia)  |Vendredi 14 Mars 2014 à 11:21           
نفاق سياسي لا اكثر و لا اقل الزوز يلهف وراء السلطة و مستعدين باش يتحالفو مع الشيطان من اجل الوصول للكرسي

Zoulel  (Tunisia)  |Vendredi 14 Mars 2014 à 10:53           
VOICI UN COMMENTAIRE QUE J'AI POSTE SUR BABNET le 5/03/2012:

"Je crois que la Tunisie vient de passer une période d'instabilité idéologique...les commentaires étaient jusque là sauvages insultatifs de l'autre et parfois meme vulgaires et insupportables. maintenant et à partir du 1er mars (mois de l'indépendance), on commence vraiment à croire au dialogue et à le faire sans exclusion aucune. que chacun dise son opinion sans insulter l'autre et que chacun convainque l'autre de son avis sans
l'imposer.
que la bonne fois reigne avant tout et après tout. regardons autour de nous dans les pays démocratiques comment ils se comportent. comment les gouvernements se comportent, comment l'opposition se comporte.. nos commentateurs ou bien ils ont des idées et qu'ils les exposent ou bien ils n'ont pas d'idée et qu'ils sabstiennet de commenter. quiconque qui insulte l'autre doit s'attendre à une réaction proportionnelle et le cercle vicieux ne
s'arrêtera jamais.
nous sommes avant tout et après tout un etat de droit et que chacun assume ses actions bonnes ou mauvaises. alors svp...élevons nous à un niveau compatible avec notre civilisation et dialoguons sans insultes . c'est ainsi qu'on peut progresser et affronter réellement les problèmes de la transition".


Zoulel  (Tunisia)  |Vendredi 14 Mars 2014 à 10:33           
Voir histoire de zoulel

MOUSALIM  (Tunisia)  |Vendredi 14 Mars 2014 à 10:33           
مقال يحاول كسر الثنائية بين النهضة والنداء ولكن للأسف كان بعد صفارة الحكم فالسياسة لا تعترف بالعواطف بل بميزان القوى والجمهوري لا يملك أي قوى من أي نوع أما البجبوج فيملك الأشرار بالخارج وكمال اللطيف بالداخل زد عليهم النقابات الأمنية والاتحاد والقضاء الفاسد والإعلام الأسود وعلى رأسهم جميعا أحمد الرويسي وكتائب المبايعون بالدم وهي أنياب أطاحت بحكومتي النهضة متى تلقت الأوامر ولم يتبقى للجمهوري أو غير الجمهوري شيء ومن الأفضل مخاطبة شعبنا بالحقيقة
....

Zoulel  (Tunisia)  |Vendredi 14 Mars 2014 à 10:32           
Je suis d'accord avec l'auteur de cet article et je vous renvoie à mon commentaire du 5/03/2012 qui a été rappelé hier.

Elwatane  (France)  |Vendredi 14 Mars 2014 à 09:54           

En effet,
مقال فيه الكثير من الواقعية السياسية ولكنه لم يخلو من التملق بحثا عن الوفاق الوطني
ولكن لا وفاق مع من كان مبدؤه الإستبداد والإنفراد بالحكم


Barbarous  (Tunisia)  |Vendredi 14 Mars 2014 à 09:52           
يقول أحدهم ، "قال شو قال فرسان ، دول حمير ما بيلاحقوا "

Kairouan  (Qatar)  |Vendredi 14 Mars 2014 à 09:27           
مقال فيه الكثير من الواقعية السياسية ولكنه لم يخلو من التملق بحثا عن الوفاق الوطني
ولكن لا وفاق مع من كان مبدؤه الإستبداد والإنفراد بالحكم


babnet
All Radio in One    
*.*.*
Arabic Female