هل ''الهايكا'' فوق الدستور ؟

<img src=http://www.babnet.net/images/8/haica2013.jpg width=100 align=left border=0>


بقلم الأستاذ بولبابة سالم

إذا كانت مهمة الهيئة العليا للإعلام السمعي البصري تعديل المشهد الإعلامي وفق ما قاله رئيسها السيد النوري اللجمي ’ فإن ما يحصل في إعلامي بلادنا يستعصي على الفهم و يأبى أن تقبله أصحاب العقول الرّاجحة و المتابع البسيط للمشهد التونسي . بمقارنة بسيطة مع دولة عريقة في الديمقراطية مثل بريطانيا نجد أن هيئة الإذاعة البريطانية بي بي سي تضبط حضور الأحزاب في برامجها بمقدار حجمها الإنتخابي , لكن و بما أنّ تونس بلد العجائب و مازالت الحسابات السياسية و نظرية الحي اللوطاني و الحي الفوقاني في السياسة هي المقياس رغم حدوث ثورة في بلدنا , يلاحظ المتابع البسيط سيطرة الأحزاب الميكروسكوبية على المشهد الإعلامي و تعتيم شبه تام على القوى الحقيقية التي أفرزتها الإنتخابات السابقة بل هناك حصار إعلامي مازال مستمرا ضد قوى وطنية و تقدمية من العهد البورقيبي إلى اليوم مثل التيار القومي التقدمي .







كان على الهايكا معالجة هذا الخلل إذا كانت الغاية هي تعديل المشهد الإعلامي عبر مراقبة نشاط مختلف وسائل الإعلام المكتوبة و المرئية و المسموعة لمعرفة مدى التزامها بأخلاقيات المهنة إضافة إلى المهنية و الحياد { رغم صعوبة وجود إعلام محايد } و الموضوعية في نقل الأخبار . لكن رغم هذا الخلل الظاهر للعيان فلم تحرك الهايكا ساكنا و لم تتدخل سوى لإيقاف برنامج اجتماعي عندي ما نقلك على قناة التونسية و بخطية مالية غريبة { كأن الخطية موضوعة على مقياس الملياردير سليم الرياحي } و صمتت على برامج سياسية تبث الفتنة بين التونسيين و تحرض على العصيان المدني و تستعمل فيها الألفاظ الجارحة و السباب و الشتم و شيطنة الخصوم السياسيين .

بدل التعامل الحازم مع هذه التجاوزات طلعت علينا الهايكا بكراس شروط جديدة لمنح التراخيص للمؤسسات الإعلامية وهو ما خلّف موجة انتقادات عنيفة باعتبارها تشكل تقييدا جديدا على الحريات الإعلامية و انتهاكا لحقوق التونسيين التي كفلها الدستور الجديد , منعت كراس الشروط الجديدة الجمع بين المال و السياسة و الإعلام وضيّقت على امتلاك وسيلة إعلام أخرى , و هل يوجد اليوم بتونس شخص غير مُسيّس خاصة إذا كان من رجال الأعمال , و هاهو إتحاد الأعراف يشكل أحد رعاة الحوار الوطني و يتدخل في الشأن السياسي و يحدّد أجندة الحكومة . هل منعت الحكومة الإيطالية برلسكوني من تملك امبراطورية إعلامية رغم أنه رئيس حزب ّ فورزا إيطاليا ؟
يبدو أن الهايكا دخلت لعبة السياسة بحساباتها الخفية ووفق مصالح بعض الأطراف المتنفذة التي تسعى إلى إقصاء خصومها السياسيين قبل الإنتخابات , و ما تتضمّنه كراس الشروط يتناقض مع فصول الدستور التونسي الذي يكفل الحرية و يرفض أي تشريعات تتعارض مع نصوصه و خاصة الفصلين 31 و 32 .
الفصل 31 : حرية الرأي و الفكر و التعبير و الإعلام و النشر مضمونة . لا يجوز ممارسة رقابة مسبقة على هذه الحريات .
الفصل 32 : تضمن الدولة الحق في الإعلام و الحق في النفاذ إلى المعلومة . تسعى الدولة إلى ضمان الحق في النفاذ إلى شبكات الإتصال .
لا أظن أن الهياكا قد قرأت هذين الفصلين لأن كراس الشروط التي أصدرتها تتعارض مع هذه الفصول . لذلك عليها ألا تصدر تلك الكراس بالرائد الرسمي و أن تعرضها على نواب المجلس الوطني التأسيسي أو البرلمان القادم للنظر فيها و بيان مدى مطابتقها للدستور .
كاتب و محلل سياسي




Comments


4 de 4 commentaires pour l'article 81509

Mahrane  (United Kingdom)  |Mercredi 12 Mars 2014 à 15:04           





ملاحظة عابرة للزّوز نساء اللي لابسات سراول :
برّا يعيّش بناتي الغاليات راهو إلّي تمّن بالحق تلبس فولارتها قدام عرفها و تتعرّى كيما يظهرللها قدّام راجلها. برّا يبارك فيكم شدّوا دياركم كيفكم حابّات تتبرّجو وتورّو زينكم والسّترة باهية راهي. راهي لمرا اللي تتعمّد تلبس سروال يكشف فخاذها كي تحرّكهم ومن بعد تبدا تلمّ في ساقيها عاملة فيها حاشمة وتثبّت في الرّاجل اللي مقابلها طاحش نظرو على فخاذها باش تعمل فيها غصبانة. راهي تكذب. راهم زنزنولكم ريوسكم بالكذب وراهو مايمّن بالحقوق كان المسلم.






Echahed  (France)  |Mercredi 12 Mars 2014 à 12:53           
يجب وضع معايير تكفل حقّ جميع الأحزاب في الحضورالإعلامي على قاعدة التّناسب.

Tayara  (France)  |Mercredi 12 Mars 2014 à 12:42           
لقد ثبت لدينا بما لا يدع للشك بأن الشعوب يمكن ان تأكل كفتة بأسهل ما يمكن وأن تحريك المضاهرات و الانتفاضات لا تخضع للعقل أو المنطق بل تخضع لضمير الحماعة وضمير الجماعة يمكن صناعته بالاعلام والمرتزقه وهذا عمل المخابرات الغربية ولقد تفطنوا الى هذا منذ الثوره الايرانية

Charif  (Tunisia)  |Mardi 11 Mars 2014 à 21:13           
الهايكا دخلت الحملة الإنتخابية , اغلب أعضائها رشحتها قوى سياسية و جمعيات ذات توجهات يسارية و تجمعية لذلك و حفاظا على مواقعهم يستجيبون لطلباتهم


babnet
All Radio in One    
*.*.*
Arabic Female