الهاشمي الحامدي يطالب في رسالة مفتوحة نواب المجلس التأسيسي باعتماد الإسلام مصدرا أساسيا للتشريع في الدستور الجديد

<img src=http://www.babnet.net/images/6/hechmi6.jpg width=100 align=left border=0>



رسالة مفتوحة لنواب المجلس الوطني التأسيسي في تونس
بقلم: د. محمد الهاشمي الحامدي

مؤسس تيار المحبة




لندن 30 ديسمبر 2013



الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله
ثم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

بعد أيام قليلة، ستتاح لكم فرصة مناقشة الفصل الأول من الدستور الجديد للجمهورية التونسية. أمامكم خياران: إما اعتماد الصيغة الواردة في دستور 1959: تونس دولة حرة مستقلة ذات سيادة، الإسلام دينها، والعربية لغتها، والجمهورية نظامها ، أو الصيغة التي اقترحها تيار المحبة وعدد من النواب الآخرين المستقلين أو المنتمين لكتل أخرى: تونس دولة حرة مستقلة ذات سيادة، الإسلام دينها والمصدر الأساسي لتشريعاتها، والعربية لغتها، والجمهورية نظامها .

جميعكم تعلمون أمورا أساسية مهمة، أذكركم بها باختصار، بروح المحبة وليس بروح المزايدة على أحد فيكم أبدا، ومن هذه الأمور بالخصوص:



ـ أولا: الإسلام مقوم أساسي في هوية الشعب التونسي، والمرجع الروحي والثقافي لأغلبيته الساحقة. والشعب التونسي يريد بأغلبيته اعتماد الإسلام مصدرا أساسيا للتشريع، ونواب الشعب أولى الناس باحترام إرادة الشعب. وقد عبر الشعب عن رغبته هذه بشكل جلي في انتخابات 2011 حيث فازت التيارات المؤيدة لاعتماد الإسلام مرجعا أساسيا للتشريع بأكثر من خمسين بالمائة من مقاعد المجلس، ونقصد بذلك نواب حزب حركة النهضة، ونواب تيار المحبة، العريضة الشعبية سابقا، قبل الغارة المشهورة المعروفة على هذه الكتلة. وأعتقد أن هناك نوابا آخرين يؤيدون هذا التوجه في حزب المؤتمر، وعدد من أحزاب الكتلة الديمقراطية.

ـ ثانيا: نواب تيار المحبة ومن آزرهم من النواب المحترمين لا يروجون للفهم الخاطئ الذي يحصر الإسلام ويختزله في مدونة للعقوبات والإجراءات الجزائية. هذا فهم وتصور خاطئ روجه البعض عن حسن نية أو عن سوء نية. ونحن لا نتبناه. نحن نتحدث عن الدين الذي اختاره التونسيون بإرادتهم الحرة منهاجا للسعادة الفردية ولسعادة المجتمع، في الدنيا والآخرة.
جميع النواب الممثلين في المجلس التأسيسي قرأوا في المدارس التونسية قبل غيرها، وفي التاريخ وفي الكتب والمراجع الموثوقة، إن الإسلام دستور العدل والحرية والشورى وحقوق الإنسان وكرامة جميع البشر من الرجال والنساء، وأنه دستور العدل الإجتماعي، ونصير الفقراء والمستضعفين، وأنه دستور مكارم الأخلاق، ينهى عن الغش والتزوير والظلم، ويحث على المحبة والتضامن والتآخي.
نحن نتحدث عن دين تلخصه الآية الكريمة: إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلى أهلها وإذا حكمتهم بين الناس أن تحكموا بالعدل . والآية الكريمة: ولقد كرمنا بني آدم . والحديث الشريف: لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه . نحن نتحدث عن دستور للعزة والتقدم ورفعة الشأن، أعز الله به أمة الإسلام ورفع به ذكرها بين الأمم.
باختصار، إن اعتماد الإسلام مرجعا أساسيا للدستور سيعطي سندا روحيا إضافيا قويا لكل الحقوق والحريات السياسية والإجتماعية والثقافية التي تم اعتمادها في بقية بنود الدستور. ولولا أن الوقت ضيق، لذكرنا الكثير من الآيات القرآنية الكريمة والأحاديث النبوية الشريفة التي تؤكد كلامنا هذا.

ثالثا: إنكم إذا استجبتم لرغبة الشعب، وتبنيتم اعتماد الإسلام مصدرا أساسيا للتشريع، قطعتم الطريق على كل المزايدين والمتطرفين والمتعصبين اليوم وغدا، وقدمتم أفضل جواب على كل شخص سيقول لكم اليوم أو غدا: لماذا اعتمد المصريون مبادئ الشريعة الإسلامية مصدرا لدستورهم في عهد الرئيس مرسي، وحتى في عهد الإنقلاب، مع وجود عدد معتبر من المواطنيين المسيحيين في مصر، بينما يرفض هذا ويُرَدُّ في تونس التي أنعم الله عليها بنعمة التجانس والوحدة الروحية، وكل سكانها تقريبا مسلمون، وإخوتنا اليهود أيضا موحدون، ويعلمون أن الإسلام في تاريخه الطويل حفظ حقوقهم كمواطنين، وحفظ حقوق غير المسلمين عامة من أهل الكتاب، وليس في تاريخه هولوكست أو نظام للتمييز العنصري، وهم يعلمون أنه قد كان للخلافة العثمانية الإسلامية دور كبير في حماية اليهود من الإضطهاد أيام محاكم التفتيش البغيضة.

ـ رابعا: إنكم إذا استجبتم لرغبة الشعب، وتبنيتم اعتماد الإسلام مصدرا أساسيا للتشريع، قطعتم الطريق على كل مغرض سيء النية قد يقول اليوم أو غدا: إن رفض المجلس التأسيسي التونسي اعتماد الإسلام مصدرا أساسيا للتشريع لابد أن يكون لِعِلَّة في الإسلام ذاته، تجعل أهله يستثقلونه ويرفضون اعتماده مرجعا لدستورهم، وأنتم، حاشاكم، أهل الإسلام، وأحفاد أبطاله وعلمائه، ودعاته بالأمس واليوم وغدا بحول الله.

ـ خامسا: إنكم إذا استجبتم لرغبة الشعب، وتبنيتم اعتماد الإسلام مصدرا أساسيا للتشريع، قدمتم للمسلمين جميعا، وللعالم بأسره، تجربة جديدة في التعامل مع الإسلام كمصدر للتشريع، تَجُبُّ ما قبلها من التجارب التي اختزلت الإسلام في العقوبات، أو جعلت منه قرينا لحكومات الظلم والإستبداد. وبذلك سيكون عملكم هذا في حد ذاته دعاية تاريخية لدين محمد صلى الله عليه وسلم تفتخر بها تونس على مدى الأجيال، وتعرض في صحائف حسناتكم يوم القيامة.

ـ سادسا وأخيرا: إن تصويتكم حول هذا البند سيكتب في صحائفكم الأخطر والأهم قبل أن يصدر في جريدة الرائد الرسمي للجمهورية التونسية. وإنكم ستسألون عن تصويتكم يوم تخشع الأصوات للرحمن، وتعنو الوجوه للحي القيوم، ويقال للإنسان، لكل إنسان: اقرأ كتابك كفى بنفسك اليوم عليك حسيبا .
ومن باب الإحتياط، ليفكر كل واحد من النواب المصوتين في صيغة العبارة التي يرغب أن تكتب في صحائفه، والتي يرغب أن يدخرها ليوم الحساب، يوم لا تنفع حصانة برلمانية، يوم لا ينفع فيه مال ولا بنون، إلا من أتى الله بقلب سليم.

وفقكم الله جميعا، لما يحب ويرضى، والسلام عليكم وحمة الله وبركاته.





Comments


16 de 16 commentaires pour l'article 77218

Srettop  (United States)  |Mercredi 1 Janvier 2014 à 11:05           
أنت عائش بلندن، فلماذا لا ترحل إلى أفغانستان أو السعودية؟

Elwatane  (France)  |Mardi 31 Decembre 2013 à 23:28           
Hachemi sur le terrain d'ennahda

Kairouan  (Qatar)  |Mardi 31 Decembre 2013 à 18:26           
معظم الذين إنتخبوا النهضة ذات التوجه الإسلامي يرغبون في التنصيص على أن يكون الإسلام هو المصدر ألأساسي للتشريع في الدستور كما هو الحال بالنسبة ل لمعظم الدساتير في الدول العربية الإسلامية
وأرجو من النواب من حركة النهضة المطالبة بالتنصيص على ذلك عند مناقشة الدستور وإلا فإن النهضة سوف تخسر الكثير من الأصوات في الإنتخابات القادمة بعد أن تكون قد خانت الأمانة وخذلت من إنتخبها

Nebilfn  (Tunisia)  |Mardi 31 Decembre 2013 à 11:37           
**************

ENISSAH  (Tunisia)  |Mardi 31 Decembre 2013 à 01:18           
الخبرالمقدَس : الهاشمي الحامدي يطالب في رسالة مفتوحة نواب المجلس التأسيسي باعتماد الإسلام مصدرا أساسيا للتشريع في الدستور الجديد

التعليق الحر :
أولا : هذه مطالبة سليمة مائة بالمائة .
ثانيا : لماذا اخترت الوقت الضائع وتأخرت كل هذا الوقت ، للادلاء بهذا الرأي ياسي الهاشمي ؟
ثالثا : لماذا لم تشرفنا بحضورك بيننا ، الى حد هذه الساعة ؟
رابعا : انشالله المانع خير ،،،آما ماذا بيك تطمننا ،،،
على خاطر الوسواس ، بدا يقلَق فينا ،،،
والسلام على من اتبع الهدى .


Galb_ellouz  (France)  |Lundi 30 Decembre 2013 à 23:42           
كلام معقول، و سيكسبه الاصوات لان الشعب التونسي بفطرته السليمة يحبّ الاسلام

STERDEX  (Tunisia)  |Lundi 30 Decembre 2013 à 22:23           
يجب ان يكون الاسلام مصدرا اساسيا للتشريع ان كنا مسلمين حقا فالقران الكريم هو اعظم دستور على الاطلاق يؤمن لنا العدل والمساواه والسعاده فى الدارين ابتعدنا عن ديننا الحنيف فانحدرت الاخلاق الى مستوى مخيف وانتشرت اوكار الدعاره بشكل فضيع احصت الداخليه اربعمائة شقه كما انتشرت اماكن بيع الخمور سرا وعلانيه وتفشت ظاهرة تناول المخدرات بين الشباب حتى صارت امرا مالوفا ناهيك عن السرقات والرشاوى والجرائم كل هدا لان الواعز الدينى اندثر فادا ما اردنا ان نبنى
وطنا راقيا اليس الحل فى العودة الى ديننا والى امر الله عز وجل

Meinfreiheit  (Oman)  |Lundi 30 Decembre 2013 à 20:16           
الهاشمي الحامدي يمسك بخيوط ولايات حساسة في تونس ومن يعتبره ليس باللاعب الأساسي في الساحة السياسية فهو لا يفقه في السياسة ...

FATYOU  (France)  |Lundi 30 Decembre 2013 à 20:01           
يوخياني وقتاش الإنتخابات خليونا نرتاحوامن تكسيرالكرايم
وتملقيط
حاجة واحدة أقولها أنالشعب التونسي شعب متثقف وواعي ولاتنطلي عليه خزعبلاتكم السياسية
و جبولنا الرسمي وإلالوح عليكم

Wasatiya  (Tunisia)  |Lundi 30 Decembre 2013 à 18:01 | Par           
لاهيين في قانون التّعويض مش في الاسلام متاعك.

Atlas  (France)  |Lundi 30 Decembre 2013 à 16:37           
برا ارقد في تبنك!

Bouahmed  (Saudi Arabia)  |Lundi 30 Decembre 2013 à 16:02 | Par           
Mai's le destour est fini....il dort ou quoi.....Mai's c est qui celui. La...

Bouahmed  (Saudi Arabia)  |Lundi 30 Decembre 2013 à 16:02 | Par           
Mai's le destour est fini....il dort ou quoi.....Mai's c est qui celui. La...

Zoulel  (Tunisia)  |Lundi 30 Decembre 2013 à 16:00           

Alibabnet  (Tunisia)  |Lundi 30 Decembre 2013 à 16:00           
الهاشمي الحامدي يتاجر بالدين.

TITI2  (Tunisia)  |Lundi 30 Decembre 2013 à 15:35           
فاتك القطار ... !


babnet
All Radio in One    
*.*.*
Arabic Female