جرحى الكتاب الأسود

<img src=http://www.babnet.net/images/9/injury800.jpg width=100 align=left border=0>


بقلم عادل السمعلي

إن القراءة الاولية لردود أفعال الاعلاميين والسياسيين والمثقفين الواردة أسماءهم في الكتاب الاسود تشير إلى معطى أساسي ومشترك بين كل الردود التي تم رصدها لحد الآن وهو البعد المزاجي الانفعالي وأعراض التشنج والتوتر الذي يبلغ درجة الهيستيريا الجماعية التي طبعت تفاعلاتهم مع ما جاء من معطيات في هذا الكتاب ومن المعلوم بالضرورة في طبائع الانسان أن حالات الغضب والتوتر الشديد تمكن من اكتشاف الطبائع الحقيقية والسرائر المخفية لكل إنسان وذلك نتيجة الانفعال الشديد وعدم القدرة على التحكم في المشاعر والأحاسيس السلبية عند الغضب الشديد و هذا مما يتيح للمتابع فرصة ثمينة ونادرة لمزيد المعرفة والتعمق في أسرار وخبايا من المشهد الاعلامي والسياسي التونسي ما كنا لنعلمها أو نحيط بخفاياها لولا بركات الكتاب الاسود ....





إن ما ارتكبته آلة الدعاية في عهد بن علي هي جرائم إعلامية يأتم معنى الكلمة وأركان الجرائم المرتكبة ثابتة وموثقة و نذكر في هذا الاطار توفر قواعد أساسية معتمدة في علم الاجرام منها أن المجرم لا يغادر مكان الجريمة إلا ويترك خلفه دليلاً يمكن أن يثبت ضده ويدينه مهما حاول إخفاء ذلك ومحوه .. والقاعدة الثانية هي أن المجرم لا بد أن يعود لمكان الجريمة.....

فالقاعدة الأولى تحققت في هذا الكتاب باعتبار أنه دليل على أن المتورطين لم يتمكنوا من مسح وإخفاء آثار الجريمة وأما القاعدة الثانية المتمثلة في العودة لمكان الجريمة فان تمجيد المخلوع وأصهاره من طرف لطفي العماري وألفة يوسف وحتى نبيل معلول لا يمكن تفسيرها إلا بنوع من العودة لنفس المكان والمربع الاجرامي للزمن الغابر ورموزه الفاسدة ...

إن قاعة العمليات المركزية للإعلام المضاد للثورة حاولت تحويل معركة الكتاب الاسود إلى ملاعب الرياضة والمراهنة على جماهير الكرة لتحقيق ما عجزت عنه ( جماهير) السياسة مما يؤكد ثلاثة حقائق رئيسية أولها العجز عن مجابهة الحقائق وذلك بالالتجاء لملاعب الكرة بدل الالتجاء للقضاء وثانيهما أن ضربة الكتاب موجعة والألم عميق وأما ثالثهما فهو انتهاجهم لسياسة كل الطرق تؤدي الى روما بما في ذلك الطرق القذرة بعد أن انسدت أمام وجوههم كل الطرق الشرعية .

إن جرحى الكتاب الأسود الذي ينتقدون الدكتور المنصف المرزوقي بشدة لدرجة البذاءة والفحش في القول لا يعلمون أنهم بهذا السلوك الوضيع يضعون وسام شرف على صدر الرئيس الثالث لم يتمتع به لا الرئيس الاول بورقيبة ولا الرئيس الثاني بن علي وهو التجرؤ على مقام رئيس دولة علنيا و تغليظ القول فيه دون أن يخشى السجن أو الملاحقة أو الترهيب وقطع الارزاق و يمكن له أن يرجع الى بيته سالما معافى وينام قرين العين وهذا الامر لم يتوفر لأي تونسي منذ نصف قرن وقد قلت سابقا أن أعداء المرزوقي وخصومه يبوئونه مكانا رفيعا في تاريخ تونس من حيث يقصدون العكس ومن حيث لا يدرون....

قد يكون الكتاب الاسود غلطة سياسية ولكنه أحلى وأجمل غلطة سياسية ترتكبها رئاسة الجمهورية و( بالأمارة ) أن عدد المتصفحين للكتاب بلغ لحد الآن أكثر من نصف مليون قارئ من مختلف أنحاء العالم مما يؤكد قوة الزخم الشعبي الذي أستقبل به الكتاب ويلقم حجرا للذين يجتهدون بقوة وإصرار غريب ولكن دون جدوى على ضرب مصداقية الكتاب والإيهام أن الشعب مستاء من محتوى الكتاب وهم لا يعلمون أن هذا الكتاب هو أخف الضررين لمنظومة الفساد فإذا تم اعتبار الكتاب الاسود قنبلة مدوية في المشهد الاعلامي بعد الثورة وهو كذلك فبماذا يمكن إذن أن نصف السكوب الذي لا نتمناه لا لعدو ولا لصديق لو أفرجت السلطات عن الفيديوتاك السوداء حيث كان المخلوع يصور بالصورة والصوت أعمال جنسية خسيسة للإعلاميين والسياسيين مقابل تركيعهم وابتزازهم و لذلك أدعو جرحى الكتاب بكل لطف أن يتبنوا مقولة (شد شومكم خير ما يجي ما أشوم )

وفي الختام أورد فقرة معبرة كتبها أخي وصديقي الدكتور المؤرخ محمد ضيف الله الذي قال ( ككل عمل بشري يتضمن الكتاب الأسود بعض الهنات، ولكنها لا تنقص البتة من قيمته المرجعية فضلا عن استجابته لأحد مطالب الثورة، وهو ما يفسر لنا الإقبال عليه بصفة منقطعة النظير ولا أعتقد أن كتابا آخر وجد مثل ما وجده الكتاب الأسود من إقبال الجمهور التونسي، بحيث أصبح محتواه مثار جدل في كل مكان،و بعض المنتقدين للكتاب الأسود، يقولون بأن أرشيف الرئاسة هو ملك للشعب، ولست أدري كيف يصلون بعد ذلك إلى نتيجة أن لا أحد له الحق في استغلاله أو الكشف عنه للشعب، ومن يحق له أن يمنع ذلك الأرشيف من الوصول . فمادام ملكا للشعب لم يصرون على تركه بعيدا عن الشعب؟ إن بعض المنتقدين للكتاب الأسود يقولون إن قانون الأرشيف لا يسمح بالكشف عن أرشيف الرئاسة، هؤلاء نسوا ويكيليكس التي تؤشر على دخول العالم حقبة جديدة، فبعد أن كان الحاكم يحتكر المعلومة، أصبح النفاذ إلى المعلومة من صفات الحكم الرشيد والشفافية) فما رأي جرحى الكتاب في هذا الجواب



Comments


24 de 24 commentaires pour l'article 76239

Tounsietbess  (Switzerland)  |Samedi 14 Decembre 2013 à 08:55           
Un ami, a été cité, père de famille et honnête ,a travaillé avec les droits de l'homme.
je me souviens de ma première carte de membre qu'il m'a donné......ce livre est n'importe quoi......ceux qui ont souillé mes compatriotes doivent être jugés.

Alassad  (Tunisia)  |Vendredi 13 Decembre 2013 à 09:36           
La majorité des tunisiens sont pour la publication de cet ouvrage des milliers de tunisiens attendent la mise en circulation de ce livre :des millions d'étranger veulent également acquérir cette publication pour connaitre ce qui s'est passé durant les 2 régimes précédents et les personnes qui ont vendu leurs âmes pour un argent très (S A L E )! ! ! la( P E U R) s'installe ! ! !

Nflaz  (Tunisia)  |Vendredi 13 Decembre 2013 à 09:03           
بل هناك قتلى و مفقود الكتاب الأسود...و هناك جرحى خطيرة و الغيبوبة....

Tounsietbess  (Switzerland)  |Vendredi 13 Decembre 2013 à 08:50           
L'entourage de marzouki fait honte à notre islam.ce sont des nahdaouis qui ont rédigé ce livre....des bédoins orgueilleux.

Abou_akil  (Tunisia)  |Jeudi 12 Decembre 2013 à 17:20           
وهكذا سيطلبون اتعويض

Srettop  (France)  |Jeudi 12 Decembre 2013 à 14:26           
القمودي وعتوقة وتميم في القائمة؟ يرانا لكل فيها.

Mnasser57  (Qatar)  |Jeudi 12 Decembre 2013 à 11:43           
هذا الكتاب يعدّ وقاية لكل نفس امارة بالسوء لهذا الشعب المسكين ولكل من تسول له نفسه بالارتزاق على حساب الشعوب هنيئا لك يادكتور بهذا المولود الجديد الذي بدات بشائره تلوح في الكون واحدث بلبلة وفوضى كونية بعد ان كان منتسبو هذا الكتاب يتشدقون في المنابر ويسبون وينتقدون وعلى رأسهم قبعات من الريش

Mnasser57  (Qatar)  |Jeudi 12 Decembre 2013 à 11:39           
هذا الكتاب يعالج وقاية لكل نفس امارة بالسوء لهذا الشعب المسكين ولكل من تسول له نفسه بالارتزاق على حساب الشعوب هنيئا لك يادكتور بهذا المولود الجديد الذي بدات بشائره تلوح في الكون واحدث بلبلة وفوضى كونية بعد ان كان منتسبو هذا الكتاب يتشدقون في المنابر ويسبون وينتقدون وعلى رأسهم قبعات من الريش

Tounsietbess  (Switzerland)  |Jeudi 12 Decembre 2013 à 11:21           
Monsieur marzouki n'a rien écrit ,ce sont ses conseillers qui ont tout fait......dans une année il nous dira .....gallatouni...

Zarzis  (Tunisia)  |Jeudi 12 Decembre 2013 à 10:47           
Un très bon article. BRAVO

Observer  (Tunisia)  |Jeudi 12 Decembre 2013 à 09:16           
Le livre noir,édité par la présidence de la république devra servir de base pour les organisations fidèles aux principes de la révolution,pour porter plainte contre les criminels qui sont cités dans ce livre,et exiger la parution, sans retard,du deuxième tome.
en l'absence d'une justice transitionnelle,qui ne semble pas être acceptée par tous,il n'y a pas d'autres moyens.

Jamelel2002  (Tunisia)  |Jeudi 12 Decembre 2013 à 09:10           
الكتاب الاسود يبشر بسواد العهد الجديد و بسواد المتمسحين ببلاطه

Observer14  (Tunisia)  |Jeudi 12 Decembre 2013 à 08:39           
Bonjour,
Une question : Le (livre noir), Serait-il le meilleur livre de 2013 ?

Nouri  (Switzerland)  |Jeudi 12 Decembre 2013 à 08:32           
تهاطلت علينا المقالات والتصريحات وردود الافعال من اجل كتابًا اسود من طرف اشخاص صامتين امام صحف سوداء تخرج يوميا وإعلام أسود يبث الفتن والكذب وإتحاد أسود يخرب البلاد بالاعتصامات والإضربات ومعارضة ألسنتهم وافعالهم سوداء، اليوم كتاب انزل عليهم الرعب صحيح اسمه الاسود لانه يبرز الحقائق لكتابة كتاب المستقبل إنشاء الله سيكون أبيض.

August  (Tunisia)  |Mercredi 11 Decembre 2013 à 23:06           
ما حصل بعد الكتاب الاسود هو أن ضاعت الحقائق في العواطف

Swigiill  (Tunisia)  |Mercredi 11 Decembre 2013 à 23:02           

قصة وعبرة

هب الحمار منفعلا إلى الاسد و سأله :ألست أنت كبير الغابة؟ فأجاب الأسد: بلى ماذا حدث ؟ ..

فقال الحمار : النمر يضربني على وجهي كلما رآني و سألني لماذا لا ترتدي القبعة؟ لماذا يضربني ثم أي قبعة لك التى يتحتم علي أن ارتديها؟

فأجاب الأسد : اترك لي هذا الموضوع …

...

وعندما التقى الاسد والنمر سأله ما هو موضوع القبعة تلك؟

..فأجاب النمر: مجرد سبب لكي أضربه

فقال الأسد : ابحث عن سبب وجيه مثلا اطلب منه إحضار تفاحة فإذا أحضرها صفراء اصفعه وقل له لماذا لم تأت بها حمراء؟ وإذا احضرها حمراء اصفعه و قل له لماذا لم تاتي بها صفراء؟ ...

فأجاب النمر : فكرة جيدة .. وفى اليوم التالي طلب النمر من الحمار إحضار تفاحة فنظر له الحمار و سأله : أتريدها حمراء أم صفراء؟ ...

عندئذ تمتم النمر وقال: حمراء أم صفراء؟ ... ثم ضرب الحمار قاله : لماذا لا ترتدي القبعة !؟

**الظالم لا يحتاج سبباً كي يظلم

Wasatiya  (Tunisia)  |Mercredi 11 Decembre 2013 à 22:15 | Par           
مهما قالوا مهما طعنوا مهما فنّدوا وكذّبوا مهما ارعدوا وازبدوا سيبقى الكتاب الاسود ايقونة تونس الثّورة سيبقى درسا لكلّ من تساوره
نفسه لضرب هذا الشّعب الطّيّب بايّ شكل من الاشكال. بهذا الكتاب لا نريد التشفّي من المذنبين بل نريد حثّهم على الاعتذار ثمّ التوبة ثمّ العمل بشرف دون اللّهث وراء المصلحة وتحقيقها ولو كان ذلك على حساب البعض.من اليوم لا للظلم لا للانتهازيّة نعم للعمل ولا شيئ غير العمل.

TITI2  (Tunisia)  |Mercredi 11 Decembre 2013 à 22:08           
حتى الطبة متاع السبيطارات مقرفين ... شكون باش يداويهملنا؟

Abouqods  (Tunisia)  |Mercredi 11 Decembre 2013 à 21:23           
Excellent article , un véritable bon kif

Meinfreiheit  (Oman)  |Mercredi 11 Decembre 2013 à 20:57           
الخلاصة : ليس لنا اعلاميين بل لدينا كمشة من الانتهازيين و المتسلقين المرتزقة السارقين لقوت الشعب التونسي و ما من حل الا جمعهم و ارسالهم لرجيم معتوق ....

Mandhouj  (France)  |Mercredi 11 Decembre 2013 à 20:37           
Les objectifs de la révolution, ensemble et pour nous tous
- à maintes fois, nida tounis, le front populaire, al massar, le parti républicain, ont parlé de la finalisation des objectifs de la révolution. Pour être vrai dans ses déclarations, il ne faut pas négliger le chemin logique qui fait arriver à ces objectifs nobles (démocratie, liberté, dignité, travail, développement, progrès).
L’unique chemin qui nous amènera à ces nobles objectifs:
1- une justice transitionnelle, (construire un modèle tunisien), qui fera un jour référence juridique universelle, comme le cas allemand, Afrique du sud,…
2- une réconciliation nationale, (le tunisiens n’ont pas le choix), vivre ensemble dans la dignité,
3- la volonté de tous à rompre avec la dictature (c'est à dire, une constitution –haute référence juridique- d'un état civil sur les valeurs de la citoyenneté, et de l'égalité, et avec l'essentiel des mécanismes de contrôle démocratique des politiques publiques, de financement des partis politiques, de la société civile et de tout type d'association, syndicat et de fondation),
4- finir la transition dans le cadre du processus démocratique et du consensus. (Le dialogue national, doit être élargie, et orienté vers des solutions qui garantissent les objectifs de la révolution, et non pas changer une légitimité souveraine, par une autre),
Ainsi :
- on ne perd pas le temps,
- on s'inscrit tous dans la révolution contre la dictature et contre la spoliation et contre la relégation/marginalisation de certains de nos régions et quartiers populaires,
- et on s’inscrit dans la volonté de construire la démocratie, où on trouve un réel pluralisme et un vrai combat politique ’’projet contre projet’’ dans le cadre d’un seul et unique référentiel ‘’les objectifs de la révolution’’, et cela permettra de travailler sur un meilleur partage de pouvoir entre les territoires (une bonne décentralisation qui correspond au cas tunisien), et un meilleur partage des richesses.
Ni de gauche, ni de droite, citoyennement le VOTRE.
Ben Ali harab. Et il peut rentrer dans son pays, et laisser tomber el houroub. La justice transitionnelle tunisienne sera meilleure que séjourner Arabie saoudite.
Mandhouj Tarek.

Mouwatenlibre  (Tunisia)  |Mercredi 11 Decembre 2013 à 20:06           
الفلاحين و خاصة مربي النحل يعرفون جيدا أن خلية النحل إذا قمنا عليها بنفخ الدخان (تخيلوا دخانا أسود) فإن النحل ينزعج و يخرج مذعورا و يطير في كل إتجاه.
ذلك هو حال الكتاب الأسود الذي لم يرضي العديد و كانهم نفخ عليهم دخانا أسود فذعروا و بدأوا يتخبطون تخبط عشواء.
نسأل الله السلامة.

MOUSALIM  (Tunisia)  |Mercredi 11 Decembre 2013 à 20:05           
إنه عصر الويكيليكس أي إلقاء القنابل المضيئة في الزوايا المعتمة المظلمة إنه عصر الشعوب ....

ENISSAH  (Tunisia)  |Mercredi 11 Decembre 2013 à 20:01           
كلام سليم مائة بالمائة ياسي عادل ، لافض فوك ،
وهذا ماأكده السيد سالم لكحل في مقاله :

En conclusion, le citoyen tunisien a le droit de savoir qui sont ces personnes qui s’adressent à lui afin qu’il choisisse ceux ou celles qui vont travailler pour sa cause et parler en son nom.
وللمزيد اليكم الرابط :
http://www.babnet.net/festivaldetail-75862.asp


babnet
All Radio in One    
*.*.*
Arabic Female