استقالات بالجلاجل

ابو مــــــــــازن
الاستقالة ظاهرة تغزو واقعنا السياسي هذه الأيام و تضرب أخماس الساسة في أسداسهم فتؤرق البعض و تكشف أوراقهم فيندفعون مدافعين على مواقف مريبة اتخذت منذ فترات خلت ، و تدخل الفرح في قلوب البعض الآخر فيهللون للانقسامات والاستقالات المعلنة هنا وهناك. ولعل هشاشة حياتنا السياسية وحداثة عهدنا بالتنظم و الانتظام الحزبي سبب رئيسي في هذه الشطحات التي يغذيها إعلام الفايس بوك و الجرائد الصفراء، فتسيل الأقلام وتبني وتهدم التأويلات و تبث الإشاعات وتنكر الحقائق فيهتمّ المواطن المسكين و يزداد قلقه. كيف لا و قد تحولت ساحتنا السياسية إلى سوق نخاسة تباع فيه الشخصيات و تشترى. فهذا نائب رشحته دائرته على أساس برنامج قدمه خلال حملته الانتخابية، يتنكر للونه السياسي و يسير في ركب مغاير لما هدرت به الحناجر وهو يحييهم قبل الانتخابات.
الاستقالة ظاهرة تغزو واقعنا السياسي هذه الأيام و تضرب أخماس الساسة في أسداسهم فتؤرق البعض و تكشف أوراقهم فيندفعون مدافعين على مواقف مريبة اتخذت منذ فترات خلت ، و تدخل الفرح في قلوب البعض الآخر فيهللون للانقسامات والاستقالات المعلنة هنا وهناك. ولعل هشاشة حياتنا السياسية وحداثة عهدنا بالتنظم و الانتظام الحزبي سبب رئيسي في هذه الشطحات التي يغذيها إعلام الفايس بوك و الجرائد الصفراء، فتسيل الأقلام وتبني وتهدم التأويلات و تبث الإشاعات وتنكر الحقائق فيهتمّ المواطن المسكين و يزداد قلقه. كيف لا و قد تحولت ساحتنا السياسية إلى سوق نخاسة تباع فيه الشخصيات و تشترى. فهذا نائب رشحته دائرته على أساس برنامج قدمه خلال حملته الانتخابية، يتنكر للونه السياسي و يسير في ركب مغاير لما هدرت به الحناجر وهو يحييهم قبل الانتخابات.

إن الاستقالة من حزب ما تعدّ عملية طبيعية في مجتمع سياسي مستقر، عادة ما يكتفي فيها المستقيل بذكر الأسباب بطريقة مختصرة و يطيل شرح مستقبله السياسي أو يعلن انصرافه كليا عن عالم السياسة. و تتقبل الأطراف المعنية الأمر كما تتقبل حكم طلاق أو ترفض ان أحسّت أنّ ضيقا او تسرعا قد ألمّا بالمستقيل فتحاول استمالته من جديد بغية الرجوع عن قراره. ولكن الاستقالات في تونس اليوم تدعو الى الاستغراب و الحيرة، فكلما فكر احدهم في امر كهذا اطلق لسانه لتعداد مساوئ الفريق الذي كان يعمل صلبه فيظهر ابسط الدقائق و التفصيلات و يتنصل من مسؤولياته، فيوهم المطلع انه كان الملاك وسط الذئاب وأنّه أخذ على حين غرة. فها هو القصاص ينتفض على العريضة وعلى النداء و يعلن صراحة مساهمته وحزبه القديم في تعطيل شؤون المجلس التأسيسي ثم يتبرأ من قياداته و يقرّ بضعف مستواه السياسي. لقد صحبت استقالته ضجة كبيرة كلما تنقل من منبر اعلامي الى اخر، فكان رهينة لاستهلاك اعلامي فاحش ينفض خلاله غبار النداء و يصيب ودّ حزب آخر. و هذا الشعيبي يكتب مقالا مطولا على الجزيرة نات يبين استئثار النخبة الحزبية بتقرير مصير الثورة و الضرب عرض الحائط بالإرادة الشعبية فتطلق العنان لغرائزها السياسية و تتلهف السلطة والحكم. ثم يلوح بموقف استسلامي غير مستساغ لحركته التي تبتلع الانقلاب بطعم المصلحة الوطنية والحاجة الى التوافق السياسي. ان موقف كهذا ينم عن تمسك بالثورة واهدافها ولكنه سيبقى صوتا عاويا في غابة مترامية الاطراف طالما تشبث المستقيل بابتعاده عن موقع القرار وانزوى بفكره الى زاوية الاستقالة. وليذكر صديقنا المستقيل موقفه من حكومة التكنوقراط التي دعا لها رئيس الحكومة السابق، تلك الدعوة التي اسهمت في انطلاق مسلسل التنازلات واوصلت تونس الى وضع معقد.
ان اشتداد الازمة السياسية في تونس نذير بحلها، فاقتصادنا وعلاقاتنا الدولية لا تحتمل وضعا مكهربا كالذي نعيشه اليوم، فلو آمن الجميع بنبل اهداف احزابهم و سلامة طرائقهم من الشخصنة و حب الذات لسعوا الى حلحلة الموقف و استنجدوا بانتخابات جديدة تحدد موازين القوى و تبين توجهات الشعب المستقبلية. أما الاعتماد على سبر الآراء المفبرك في بعض الاحيان و الزج بالطبقة الشغيلة لتعطيل عجلة الاقتصاد او القيام بعمليات ارهابية قصد جرّ الحوار الى نتيجة ما، أضحت أمور تقلق الجميع و تبعث على التنكر للأحزاب و التشكيلات و تنادي للفوضى التي لا يسلم منها احد، فتأكل ما بقي من الاخضر وتأتي على اليابس فلا نرى بعدها نهضة ولا مؤتمرا و لا تكتلا ولا نداء.
Comments
2 de 2 commentaires pour l'article 74902