الإغتيال بالإهمال : فصل من فصول معاناة الأسرى الفلسطينيين المرضى

بقلم : سيف الدين بوعلاق
أشار تقرير إحصائي أصدرته وزارة شؤون الأسرى والمحررين الفلسطينية سنة 2008 أن الاحتلال الإسرائيلي قد اعتقلت منذ سنة 1967 إلى سنة 2008 حوالي 750 ألف مواطن فلسطيني.
أشار تقرير إحصائي أصدرته وزارة شؤون الأسرى والمحررين الفلسطينية سنة 2008 أن الاحتلال الإسرائيلي قد اعتقلت منذ سنة 1967 إلى سنة 2008 حوالي 750 ألف مواطن فلسطيني.
وتستمر معاناة الأسير الفلسطيني التي للأسف تبدو أبدية في سجون الإحتلال الإسرائيلي ,وتتضاعف هذه المعاناة مع الأسرى الذين عانوا ويعانون من أمراض سواء ممن أصيبوا بها داخل السجون بسبب الإهمال أو ضعف (وأحيانا الغياب التام) الرعاية الصحية من قبل سلطات الاحتلال.أو ممن مرضوا داخل السجون ولم يعالجوا أو لم تلقى أسقامهم أي جدية في التعامل.

لإدراك تفاصيل وإحداثيات الجريمة التي يعاني منها الأسير الفلسطيني على الباحث أن يضع أربعة عناصر أساسية في الإعتبار هي ظروف الأسر وحالة السجون والظروف الصحية والإهمال الطبي .
يصف كتاب معاناة الأسير الفلسطيني في سجون الإحتلال الإسرائيلي الصادر عن مركز الزيتونة للدراسات حالة السجون الإسرائيلية بالمزرية وأن إستهداف الأسرى عملية ممنهجة ومتعمدة.
وعلى سبيل المثال تفتقد مراكز الإعتقال والسجون في معظمها، إن لم يكن كلها، للشروط الإنسانية والمعايير الدولية للإيقاف والإعتقال والسجن.
كما تعاني مراكز الإعتقال من نقص في الخدمات والتجهيزات الأساسية في الغرف كالمراحيض وأماكن الاستحمام، أو في السجون كسجن الفورة (غياب ساحة لرؤية الشمس والرياضة)، وفي إمكانية استخدامها لدرجة أن إدارة السجن مثلاً تلزم الأسرى باستخدام المراحيض في أوقات محددة فقط.
وفي سجن الدامون، فإن مكان الاستحمام والمرحاض هو واحد، وهو مجرد قدح بالأرض، تنبعث منه روائح كريهة، وتنتشر الحشرات حوله بشكل كبير؛ الأمر الذي سبّب العديد من الأمراض الجلدية للمعتقلين.
أيضا وجود الحشرات والصراصير والجرذان، وأحياناً العقارب داخل غرف الأسرى وبين حاجياتهم وأماكن نومهم؛ بل وأيضاً وجود الأفاعي في سجن النقب الصحراوي .
ويتعرض الأسرى في معتقل النقب الصحراوي للحرارة الشديدة جداً. وتقوم سلطات الاحتلال أحياناً باصطناع بيئات مناخية غير طبيعية لزيادة معاناة الأسرى، كغرف شديدة البرودة أو شديدة الحرارة، وتمارس عملية تغيير الجو المفاجئ عبر التكييف (حرارة شديدة ثمّ برودة شديدة) كإحدى وسائل التعذيب بحق الأسرى.
أما فيما يخص الإهمال المتعمد والممنهج والذي يؤدي إلى الإصابة بعديد الأمراض فتذكر الدراسة التوثيقية لوضعية السجون حيث تبدأ المعاناة من الطعام والماء المقدم للأسرى من حيث الكمية والنوعية. ومياه الشرب النقية لا يتم توفيرها دائماً وإن توفرت فهي غالباً غير نظيفة ويصف المعتقلون في سجن الدامون مياه الشرب التي تقدم لهم بأن لونها يشبه لون الحليب، وبالتالي فهم يقومون بتصفيتها عن طريق وضع قطعة قماش على الحنفية ويتجمع في القطعة بعد إزالتها الرمل والحصى والصدأ.كما يحرم الأسرى من الإستحمام لفترات طويلة ويشتكون من نقص كبير في الألبسة والأغطية وعدم تأمين مستلزمات العناية.
كما يحرم الأسرى من العلاج والإهمال الطبي، وعدم توفير الأدوية للمرضى، بل الاكتفاء بالمسكنات وغالباً يمون مسكن الأوجاع الأكامول بديلا عن الأدوية والعلاجات الحقيقية.
في ظل هذه اللاإنسانية تنتشر الأمراض في صفوف الأسرى كالإلتهابات والأزمات الصدرية والأمراض الجلدية وأمراض العيون وقرحة المعدة والبواسير وإنتفاخ البطن والأمراض المرتبطة بفصل الشتاء والأمراض المزمنة والناتجة عن الإصابة بالرصاص قبل الإعتقال أو التعذيب بعد الإعتقال وبقائها دون علاج ودون رعاية صحية.
ويشتكي الأسرى من النقص في كميات الأدوية المقدمة لهم وسوء نوعيته والمماطلة في العلاج أو النقل إلى المستشفيات في الحالات الطارئة ويلزم في حالات عديدة أهل الأسير بدفع مستلزمات العلاج ولا يتم فحص المرضى من قبل أطباء مختصين وتتم مقايضة بعض الأسرى بتقديم إعترافات معينة مقابل العلاج.
للأسف الشديد تستمر معاناة الأسرى الفلسطينيين ويستمر قمع الإحتلال ويستمر الصمت الدولي والإنساني .
Comments
1 de 1 commentaires pour l'article 74819