مُفجَّرون أم إلى ربنا منقلبون؟

<img src=http://www.babnet.net/images/9/mohamedhammar.jpg width=100 align=left border=0>


محمد الحمّار

يكاد الشعب التونسي، و أيّ شعب عربي إسلامي آخر، يكون الشعب الوحيد على وجه المعمورة الذي يعيش منقلبا على نفسه. فليس هنالك قوم يضاهي قومَنا في الانقلاب حتى لو كان الشعب البريطاني الذي علمونا عنه منذ الصغر أنّ كل ما بفعله من حركات يومية معاكس لما تفعله الشعوب القارية (الأوروبية التي لا تعيش في جزر) مثل قيادة العربات على يسار الطريق أو تحريك السكر في الشاي بالملعقة في الاتجاه المعاكس أو استعمال الشوكة مقلوبة لرفع الجلبان (البازلاء) من الصحن.





و حتى لو كان الأمر يتعلق بحدثٍ اعتبره محللون ذَوُو قامات مرموقة جدا (مثل تشومسكي) انقلابا على غرار الحدث الذي انطلق في 30 جوان/يونيو بمصر فسيبرز لنا بصفتنا ننتمي إلى الشعب العربي المنقلب على نفسه بمثابة 'تصحيح لوضع'، ومَن سيبقَون حينئذ في التسلل هم الخبراء العالميون الذين فهموا العكس، وذلك مهما كانوا كبارا، فيخرج الشعب العربي غانما وغير مَلومٍ.
مع هذا فإننا نعتقد أنّ ما يقدّم نفسه لنا على أنه انتصار وغنيمة إنما هو مؤشر على المغالطة الذاتية حيث إنّ تفرّدنا بالانقلابية ليس طبيعة فينا وإنما هو موروث ثقافيّ بَحت وهو ناجم عن رواسب عديدة ومتشابكة يطول شرحها لكن يتوجب تطهير العقل والوجدان منها.
ولكي نفهم الانقلابية وخطرَها علينا يكفي أن نتصوّر غالبية الناس وهم يحملون ساعة يدوية على اليد اليمنى عوضا عن اليسرى، أو يرتدون زوج الحذاء اليمين شمالا والشمال يمينا، أو يطوّعون اللغة كما يشتهون كما يفعل ذكورٌ كثيرون في بلدي فيقلبون المعادلة باستبدال السندوتش والأنثى كلاهما مكان الآخر أثناء الحديث عن 'الأكل' (المعذرة للأنثى أمنا وأختنا وزوجتنا وابنتنا وعمتنا وخالتنا)، أو يطلقون السلام على السجاد بدءً باليسار عوضا عن اليمين عند انتهاء الصلاة.
ولعل أنه ليس من الغريب أن نرى في يومٍ ما مشهدَ 'السلام' في خاتمة الصلاة مُجسدا في الواقع، ذلك أنّنا نرَجح أن يكون الأصل في الانقلاب الذاتي عند العرب والمسلمين هو الانقلاب في تطبيق الإسلام.
إننا منقلبون على الإسلام، وإلا فكيف يصعب على المؤمن أن يستسيغ رؤية ثروات بلاده تنهب من طرف حكومات الفساد المتتالية وأسيادها في الخارج، سواء في عهد بورقيبة أو في العهد النوفمبري أو في الحقبة الحالية بتونس، وفي غيرها من البلاد الشقيقة. وليتَ المسلمون يفهمون أيضا أنّ باسم الإسلام 'الصحيح' تكونت على امتداد العقود الماضية ولاءاتٌ سياسية محلية مع أطراف أجنبية فيها المُشتبهُ به وفيها المعتدي وفيها العدو، وما إلى ذلك من مشاهد انقلابية خفية بل خافية على الشعب وعلى نخبه ومتسببة في آفات مثل التبعية و المديونية والاستيطان والاستعمار.
في هاته الحالة الانقلابية الموروثة، لا عجب أن يأتي اليوم الذي تعرف فيه تونس أول عملية تفجير بالحزام الناسف (الأربعاء 30 – 10- 2013 في سوسة، مع تسجيل محاولة أخرى قرب ضريح الرئيس بورقيبة بالمنستير). فهي عملية تستهدف تحديدا عقل المجتمع ومن شأنها أن تستأثر باهتمام المفكرين والمربين قبل شحذ سواعد الأمنيين، و إنّا إلَى رَبِّنَا مُنْقَلِبُون ، صدق الله العظيم.



Comments


3 de 3 commentaires pour l'article 73808

Mohadebbich  (Tunisia)  |Jeudi 31 Octobre 2013 à 09:39 | Par           
Me hammar: L'Arabie seoudite coopère avec les < agresseurs et les ennemis> non pas parce qu'ils sont musulmans mais par choix politique qui fait qu'elle agit parfois a l'encontre de ses convictions religieuses pour satisfaire ses allies. ce qui se passe en Syrie en est la preuve.

MSHben1  (Tunisia)  |Jeudi 31 Octobre 2013 à 08:23           
الى كاتب المقال من خبير الاستراتيجيين و تقني التقنيين اقول لك يا أخي اخطاك من العيش على الاوهام فان العرب من النخبة و من الطامة و من العامة باخوانهم و وهابييهم و سلفييهم و علمانييهم من يسار غبي الى بروغربيين متخلفين و متحزبين كلهم على بعضهم متخلفين و كلهم على بعضهم و على انفسهم منقلبين . انها امة العرب المتلغين و المتخلفين . فلا امل فيهم جميعا الا بعد ان يغيروا ما بانفسهم من ضلالة فهم كلهم حزبيون و جهويون و عنصريون و مذهبيون و طائفيون و كذابون و
نهابون و قطاع طرق و مجرمون و زطالون و مثقفون سفهاء و متطاولون و هم جهلة و مارقون و زنادقة وهابيون و علمانيون دراويش و اغبياء و متخلفون . لا حول و لا قوة الا بالله العلي العظيم و لا تعقد املا في العرب المعاصرين فانهم قوم اجهل من اقوام عاد و ثمود ولا تحزن عليهم فأنهم حطب جهنم اجمعين الا من رحمه ربي .

انا خبير الاستراتيجيين mshben1.

Freudon  (Bahrain)  |Mercredi 30 Octobre 2013 à 21:47           
Hommage a Socrate :
C'est une nuit d automne, la lune s’est levée
Tu es assise là à regarder dans l'obscurité
Une heure est passée, un jour, une année
Et tu attends encore pour lui
Une heure est passée, un jour, une année
Tu es toujours perdue, captive de ton espoir
Tu attendais le fruit de ton jardin
Que diront-ils ? Qui te répondra?
Ta douleur amère et les jours qui passent
Toi Seule à croire
Que viendra le jour où il va revenir
Que voici le temps passe …Quand il a promis de revenir
Le deuil t’enveloppé dans le silence
Une heure est passée, un jour, une année
Tu te souviendras encore, tu ne croiras jamais


babnet
All Radio in One    
*.*.*
Arabic Female