الحوار لإزالة الغُبار

بقلم الأستاذ بولبابة سالم
التونسيون يتطلّعون إلى المستقبل و يبحثون عن استعادة الثقة بالطبقة السياسية التي لم تثبت إلى اليوم أنّها في مستوى الثورة و استحقاقاتها . غبار كثيف و ضباب تلبّد في سماء تونس بسبب عودة النقاشات البيزنطية التي لم تكن يوما من اهتمامات التونسيين , لو عدنا إلى شعارات الثورة من 17 ديسمبر 2010 إلى 14 جانفي 2011 لفهم البعض ممّن نصّبوا أنفسهم اليوم ناطقين باسم الشعب سبب لامبالاة عموم المواطنين و عزوفهم عن الدخول في الصراعات العبثية التي يحاول هؤلاء جرّهم إليها , لقد سئم التونسيون من هذا السيرك السياسي و العنتريات المصطنعة و البطولات الوهمية من نكرات لا تعدو أن تكون من نتاج الطفح الثوري و لم نسمع بها في سنوات الجمر عندما كانت للمواقف و الشجاعة ثمنها الباهض و القاسي وهو أمر يشمل سياسيين و إعلاميين و نخب تريد الركوب على ثورة البسطاء , و يتابع الجميع منذ أشهر طويلة كرنفالا سياسيا و إعلاميا لأبطال بلا بطولات .
التونسيون يتطلّعون إلى المستقبل و يبحثون عن استعادة الثقة بالطبقة السياسية التي لم تثبت إلى اليوم أنّها في مستوى الثورة و استحقاقاتها . غبار كثيف و ضباب تلبّد في سماء تونس بسبب عودة النقاشات البيزنطية التي لم تكن يوما من اهتمامات التونسيين , لو عدنا إلى شعارات الثورة من 17 ديسمبر 2010 إلى 14 جانفي 2011 لفهم البعض ممّن نصّبوا أنفسهم اليوم ناطقين باسم الشعب سبب لامبالاة عموم المواطنين و عزوفهم عن الدخول في الصراعات العبثية التي يحاول هؤلاء جرّهم إليها , لقد سئم التونسيون من هذا السيرك السياسي و العنتريات المصطنعة و البطولات الوهمية من نكرات لا تعدو أن تكون من نتاج الطفح الثوري و لم نسمع بها في سنوات الجمر عندما كانت للمواقف و الشجاعة ثمنها الباهض و القاسي وهو أمر يشمل سياسيين و إعلاميين و نخب تريد الركوب على ثورة البسطاء , و يتابع الجميع منذ أشهر طويلة كرنفالا سياسيا و إعلاميا لأبطال بلا بطولات .

نريد حوارا يعيد ثقة التونسيين بطبقتهم السياسية و أحزابهم , نريد حوارا يرسم خارطة الطريق لتجاوز الأزمة السياسية بعيدا عن الحسابات الضيّقة سواء كانت فئويّة أو شخصية . ما يجب أن يفهمه الجميع أنّ السلطة و الحكم في تونس بعد الثورة لا يمكن أن يحصل دون تفويض شعبي عبر انتخابات حرّة و نزيهة. الشعب هو صاحب السيادة و لا مجال لمجموعة داخل تونس العاصمة أن تتحكّم في مصير التونسيين و الوصاية عليهم , هذه هي الديمقراطية في العالم المتقدّم . بعض الحداثيين و الديمقراطيين عندنا معجبون بالغرب في كل شيء لكنّهم ممتعضون من اللجوء إلى الشعب لاختيار حكّامه لأنّهم بلا رصيد شعبي . نريد حوارا يعجّل بالخروج من المرحلة الإنتقالية ضمن رزنامة واضحة للوصول إلى حكومة ذات تفويض شعبي تعالج مشاكل الشعب الحقيقية من تشغيل و تنمية و محاربة للفقر و تحقيق الصحّة المجانيّة للفقراء كما هو موجود في سويسرا و بريطانيا و الدوّل الإسكندنافية حيث الديمقراطية الإجتماعية الحقيقية .
ما يحصل في بلادنا اليوم عار لا يليق بالثورة التونسية , مازال بعض الموتورين و المتعصّبين الإيديولوجيين يعتبرون أنفسهم أوصياء على البلاد و العباد و يريدون نظاما على مقاسهم و يسعون لإزالة خصم سياسي و هم لا يتبنّون الغلبة عن طريق الشعب بل عبر نسف المسار الإنتخابي نفسه للإنقضاض على السلطة . إنّهم لا يؤمنون بالديمقراطية و التعدّدية , أفلا ينظر هؤلاء إلى بريطانيا مثلا حيث يتعايش السّيخ و الهندوس و المسلمين و المسيحيين و اللادينيين في سلام بينما يعجز 12 مليون تونسي عن التعايش السلمي . المشكل ليس في الشعب التونسي الذي أثبت وحدته في أكثر من مناسبة بل في نخبته السياسية التي مازالت تعيش صراعات الماضي و تستعمل خطابات الحقد و الكراهية .
ندرك جيّدا أنّ تونس تعجّ بالعقلاء من مختلف التيارات السياسية وهم الذين يستطيعون اليوم إزالة الغبار و زرع الأمل من خلال الحوار الوطني . نريد تونس الجديدة التي استشهد من أجلها شباب الثورة و أطاحت بنظام دكتاتوري جثم على قلوب التونسيين لعقدين , نريد تنافسا سياسيا لا صراعا وجوديا , نريد تونس الحُلم التي تتّسع لكل ألوان الطّيف .
و أختم بالقول : رفقا بهذا الوطن .
كاتب و محلل سياسي
Comments
12 de 12 commentaires pour l'article 72383