الحكم الأربع التي تسير وفقها المعارضة

<img src=http://www.babnet.net/images/6/complot.jpg width=100 align=left border=0>


منجي المازني

تعني المعارضة في قاموسنا السياسي الشيء الكثير. تعني لنا النضال من أجل غرس قيم الحرية والعدالة والمساواة وتعني لنا محاربة الاستبداد والتضحية بالغالي والنفيس من أجل اقتلاعه من جذوره. ولكن المعارضة في زمن الربيع العربي لم تعد تعبّر عن هذه القيم والنضالات بل أصبحت في أحد جوانبها نضالا من أجل عودة الاستبداد والفساد واختارت لنفسها حكما أربعا تسير وفقها لعلها تحقق عن طريقها ما تصبو إليه.





الحكمة الاولى : إستحداث في مفاهيم الممارسة الديمقراطية
في كل بلاد العالم إذا كان هناك جدل قائم وحاد بين الحكومة والمعارضة حول مسألة معينة يقع الالتجاء إلى البرلمان أو إلى انتخابات مبكرة أو سابقة لأوانها. ولكن من وجهة نظر معارضة بلدان الربيع العربي لم يعد الصندوق هو المحدد لمن يحكم ومن لا يحكم، ولم يعد الشعب هو الذي يقرر من يعتلي سدة الحكم ومن يبقى خارجه. بل أصبح الفشل هو مصدر التقييم وعلى أساسه تسقط الحكومة المنتخبة وتحل محلها حكومة توافقية ترضى عنها المعارضة في بلاد الربيع العربي.

الحكمة الثانية : التفسير الحصري
لم تقف المعارضة التي نقصدها عند مجرّد كلمة فشل الفضفاضة وتركت المواطنين في حيرة من امرهم (يرحم والديها على كل حال) بل أمدتهم بتفسير حصري للفشل من منظورها، حيث انتقلنا تدريجيا من النقل والبث الحصري إلى المفهوم الحصري ونحوه. وكمثال على ذلك تتهم المعارضة الحكومة بالفشل في كل شيء (بعد ان أصبحت تملك حق البث في استحداث المفاهيم) ومنها الفشل في إيجاد حلول أمنية (بحسب زعمها)الأمر الذي أدى إلى مقتل ناشطين سياسيين. هذا المنطق لم نره إلا في بلاد الربيع العربي. فمقتل ناشط أو ناشطين لا يعتبر فشلا وإنما الفشل الأمني هو حدوث انقلاب على الدولة وعلى مؤسساتها. فمثلا عندما فشل بوش الابن استخباراتيا في منع وصد هجوم 11 سبتمبر وفشل في إنقاذ 3000 أمريكي ماتوا في هذه الحادثة لم تتهمه المعارضة بالفشل بل دعمته سياسيا ووافقت على إسناد ميزانية تكميلية تقدر بمليارات الدولارات لمكافحة الإرهاب.

الحكمة الثالثة : اختلاق وفبركة الأكاذيب
اختصت المعارضة في فبركة واختلاق الأكاذيب ومنها على سبيل الذكر لا الحصر اختلاق كذبة جهاد النكاح وألصقوها تحديدا بحركة النهضة وقالوا إن رموزا من النهضة يشرفون على تسفير البنات إلى سوريا. إضافة إلى اختلاق الأكاذيب فإنّ هذه المعارضة تزايد على حركة النهضة التي يشهد الجميع على حرصها على المحافظة على الأخلاق وعلى الشرف الذي هو من صميم عملها التوعوي. وكأن المعارضة هنا انفطر قلبها حزنا وغمّا على البنات التي تم إرسالهن إلى سوريا. وانفطر قلبها أسفا وكمدا على الفطرة المغتصبة. في حين أن هذه المعارضة لم تعترض على المواخير الموجودة من بداية الاستقلال وهي مستمرّة إلى الآن كما صرح بذلك رئيس حزب التحرير السيد رضا بالحاج.
ربما نستشف من هذا الموقف بعض العذر للمعارضة : قد تكون أرادت القول أن الفساد الأخلاقي متسمي علينا نحن المعارضة قولا وممارسة في عهدي المخلوع الأول و المخلوع الثاني الذين سمحا به. هو غير مسموح أن يحدث في حكمكم أيها الإسلاميون يا من تريدون تطبيق الشريعة.

الحكمة الرابعة : الاتحاد والتكتّل من أجل اجتثاث النهضة
تشكلت الجبهة الشعبية(أصحاب الصفر فاصل) لمحاربة النهضة ثم تحالفت مع نداء تونس لإخراج النهضة من الحكم. وعندما فشلوا في ذلك أحالوا هذه المهمّة المشبوهة إلى الاتحاد العام التونسي للشغل (بالمناولة) لعله ينجزها وفي أقرب الأوقات. وعندما صعبت العملية على الاتحاد انضم إليه الاتحاد العام للصناعة والتجارة في محاولة للإنقاذ. بحيث اجتمعت الأضداد على محاربة حركة النهضة بعكس ما جاء به المثل الشعبي آش جاب إللي لابس صباط للي رجله حفيانة .
ثمّ عندما عجزوا عن ذلك التحقت بهم عمادة المحامين والرابطة الوطنية لحقوق الإنسان. وأخيرا التحق بهم الاتحاد من أجل تونس مساندا. كما نرى اصطفّت الاتحادات صفّا واحدا وتكتّلت من أجل محاربة النهضة. ولعلّه قد التحق بهم الشيطان في بعض اجتماعاتهم في هيئة رجل من المجتمع المدني متضامنا معهم على عملهم الخيري الرائع من أجل إنقاذ تونس من النهضة وأخواتها. وقد يكون قد شد على أيديهم وقال لهم : إلى الأمام أيها الإخوة الكرام حتما سننتصر . قال الله تعالى وَإِذْ زَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ وَقَالَ لَا غَالِبَ لَكُمُ الْيَوْمَ مِنَ النَّاسِ وَإِنِّي جَارٌ لَكُمْ ۖ فَلَمَّا تَرَاءَتِ الْفِئَتَانِ نَكَصَ عَلَىٰ عَقِبَيْهِ وَقَالَ إِنِّي بَرِيءٌ مِنْكُمْ إِنِّي أَرَىٰ مَا لَا تَرَوْنَ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ ۚ وَاللَّهُ شَدِيدُ الْعِقَابِ صدق الله العظيم.



Comments


19 de 19 commentaires pour l'article 71957

3IBROUD  (Tunisia)  |Dimanche 29 Septembre 2013 à 14:07           
C'est une belle coupe dans la posture de l'opposition. Je suggère à l'A., de joindre à hikma I, la création de concepts comme la légitimité consensuelle que l’opposition a bien voulue substituer à la lé légitimité électorale. Vue sa base populaire rétractée, elle (l'opposition) veut nous faire admettre que les urnes ne sont pas aussi importantes que le consensus, une sorte de maïeutique socratique. Pourtant, nous sommes encore aux premiers
pas de la démocratie électorale (élections,séparation des pouvoirs, libertés,...). Peuvent prétendre vivre la démocratie consensuelle les peuples qui ont déjà vécu des siècle de démocratie électorale, qui sont "rodés", éduqués, imprégnés d'esprit pour le respect d'autrui. Ce sont des peuples qui ne parlent pas seulement de leurs droits, mais aussi de leurs devoirs, choses que nous n'avons pas encore entendue dans le discours politique.

SOS12  (Tunisia)  |Dimanche 29 Septembre 2013 à 10:56           
مــــقاربــــة
السلوك الــــجشع للـــمعارضــــــة
وانــحياز الاتحاد والمنظمات
وتـــهور الاعـــــلام
وتريث النهضة ورغبتها في العمل الجماعي
ترك التوانسة بين الفوضى والامل

Mongi  (Tunisia)  |Vendredi 27 Septembre 2013 à 17:01           
كل التحية لكل المعلقين وكل الشكر والتقدير والامتنان للمتعاطفين ولحماة القيم
@fikou
1) الحكومة لم تتستر على جهاد النكاح (إن وجد) فهذه مغالطة
2) المعارضة الشرسة ليست باختلاق الأكاذيب. ولو فرضنا جدلا ان الحكومة قامت بأخطاء فادحة فالدعوة إلى إسقاط الحكومة بدون الالتجاء إلى الصندوق هو بمثابة الحنين إلى الاستبداد وهذه المعارضة ليست معارضة شريفة.
@srettop
نحن لا نكذب. نحن نريد أن نطبق فعلا شريعة الله. ولكن الشريعة تطلب ولا تفرض على الناس فرضا. نبي الله نوح مكث يدعو الناس ألف سنة إلا خمسين عاما ولم يستجيبوا له ولم يرضوا بتطبيق الشريعة. فلم يفرضها عليهم بالقوة. فهل نستطيع أن نطبق الشريعة على روسيا مثلا ؟ طبعا لا. فإذا أصبحت الأغلبية ذات يوم متدينة وتريد أن تطبق الشريعة فمن سيمنعهم ؟
لي مقالتين منشورتين في هذا الموقع بعنوان
الشروط والممهدات الأساسية لتطبيق الشريعة الإسلامية
في فهم واستيعاب الشريعة
ولكم الشكر.

Mandhouj  (France)  |Vendredi 27 Septembre 2013 à 16:54 | Par           
- Ce qui anime le front populaire, nida rcd, l'le bureau exécutif de l'ugtt, la société civile moderniste sauvagement laïque, certains hommes d'affaires très dans l'économie sans régulation ni règle, c'est finir avec la démocratie pour toutes les familles politiques.
Bourguiba et ben Ali ont réussi de fabriquer l'ennemi interne autour de l'islam politique,. L'actuelle opposition veulent refaire la même chose.
Sauf que le temps a changé, et ils ne veulent pas admettre ni se rendre à l'évidence.
- Espèrant que nous la population qui a bien compris les intentions machiavéliques de cette opposition nous serons pas obligés de faire une deuxième révolution.
Ben Ali harab.
Mandhouj Tarek.

TheMirror  (Tunisia)  |Vendredi 27 Septembre 2013 à 16:06           
Une très bonne analyse qui ressort de cet article et qui explique le vécu des tunisiens.
je conseille aux marxistes léninistes du Front Populaire et aux RCDistes de Nida Tounes de lire attentivement cet aricle.

UlyssWarrior  (France)  |Vendredi 27 Septembre 2013 à 16:04           
الحكمةِ الخامسةِ ِ ِ ِ ِ ِ ِ ِ التبجبجِ ِ وِ المباجبةِ ِ ِ ِ ِ ِ ِ ِ ِ ِ ِ ِ

Srettop  (France)  |Vendredi 27 Septembre 2013 à 15:30           
هل نية تطبيق الشريعة كذب "مفبرك"؟

MOAPensee  (Tunisia)  |Vendredi 27 Septembre 2013 à 15:25           
الحملة الانتخابية بدأت والنهضهة تكتسح الشارع بدون اي مصروف لان الرباعي فعل مالا يفعله العدو لعدوه

Norchane  (Tunisia)  |Vendredi 27 Septembre 2013 à 15:05           
Zoulel
tous les moutons de l'aid sont arrives?
ماكانش آش باش يملالكم القصبة
tu sais je n'attaque pas les brebies tant qu'elles n'ont pas de لية

Zoulel  (Tunisia)  |Vendredi 27 Septembre 2013 à 14:52           
Avis à tous les honorables pro légitimité qui comptent venir pour le sit in de la kasba 4: attendez un peu car vous aurez des minuscules devant vous ..Apparemment ces petits minuscules vont se disperser bien avant votre arrivée...donc ne vous inquiètez pas...vous n'aurez pas d'adversaires de taille.

Kairouan  (Qatar)  |Vendredi 27 Septembre 2013 à 14:52           
شكرا جزيلا للكاتب على هذا المقال القيم
ولا عجب أن يحسدك عليه بعض المتسلقين في الكتابة الصحفية الذين لا يحسونون سوى الثلب والكذب والحقد على كل ما هو إسلامي
و من الطبيعي أن مثل هذه المقالات الراقية المليئة بالحس الوطني تحرق قلوبهم السوداء أصلا

Fikou  (Tunisia)  |Vendredi 27 Septembre 2013 à 14:42           
يا سي المنجي التشويه والإفترائات والأكاذيب تتساوى فيها الحكومة والمعارضة معا
بالنسبة لجهاد النكاح فقد شرعته الحكومة بتسترها وسكوتها على عصابات تسفير المجاهدين والمجاهدات خارج الوطن وتجاهلها للدعوات التي تتبناها داخل بيوت الله
ثم أني لا اعتقد بانكم يعني النهضة ومن يدور في فلكها ستأسسون لحياة ديمقراطية، فبدون معارضة شرسة سيعود الإستبداد لكن هذه المرة سيكون باسم الدين وليس باسم الطرابلسية

Zoulel  (Tunisia)  |Vendredi 27 Septembre 2013 à 14:31           
Norchene est un homme sioniste assimilé à un loup qui perturbe la caravane des brebies en s'opposant à tout ce qui provient de l'islam.

Dagbaji  (Tunisia)  |Vendredi 27 Septembre 2013 à 14:27           
هذا المقال جيد لصاحبه التحية على عمق التشخيص وإبراز التناقضات - الواضحة - التي جمعت أضدادا :
1- نداء الردة التجمعي الليبرالي البورجوازي مع الجبهة الشعبية اليسارية البروليتارية
2- اتحاد الشغل النقابية مع منظمة الاعراف الرأسمالية
3- جمعت 1&2
أتعلمون لماذا تجمعوا : للسطو على السلطة والقاسم المشترك الذي يجمعهم :
1- اختلاق خصم وهمي هو النهضة
2- الدفاع عن مصالحهم التي ضمنها لهم الاستبداد من قبل وهذا يطول شرحه وسأذكر على سبيل الذكر :
- امتيازات عينية : مقاسم قرطاج لجراد أمين عام الاتحاد السابق وحصة الأمناء العامون من الانتدابات والترقيات بالقطاع العام (وما يجنون من رشى من الناس الغلابة فسعر الترقية لكنترولور في snt بلغ 5 الألف دينار)
- امتيازات لأبناء والأقارب (الدراسة بالطب وجراد عندو تاريخ)
وحدث ولا حرج على مكاسب التجمعيين
اما اليساريين فقد حصلوا على مغانمهم بفضل أندلس أسهم بالاتحاد وهذه قائمة حصرية :
حفيظ حفيظ، سامي الطاهر، العيفة، البريكي كلهم منخرطين بأحزاب شيوعية (الوطد حزب العمال ...) وتروحوا بقائمات هذه الأحزاب في الانتخابات التشريعية

Dagbaji  (Tunisia)  |Vendredi 27 Septembre 2013 à 14:07           
@hammar
اعتقد انك السيد محمد حمار صاحب نظرية أفول الاسلام السياسي وحتمية استاصال النهضة وصاحب عديد المقالات بباب نات،
تحية وبعد
لقد لخص صاحب المقال فيما كتب الكثير من الحقائق والتي غاضتك وخاصة إلصاق كذبة جهاد النكاح بالسيد الفاضل حبيب اللوز وهو احد أركان حركة النهضة وذلك على لسان شيخ سفيه يتزعم حزب الردة واعني صراحة السبسي والذي رمى الرجل بما رماه دون دليل
انا أتفهم موقفك لأنك لا زلت رهينة حقدك على النهضة مثلك مثل المزوغي متاع نداء الردة والذي أفل نجمه وسيأفل نجمك مثله ان آجلا او عاجلا. هل تعرف لماذا ؟!
لان ما كان لله دام واتصل وما كان لغير الله انقطع وانفصل.
السلام

Mongi  (Tunisia)  |Vendredi 27 Septembre 2013 à 13:03           
@HAMMAR
أنا لم أدافع عن جهاد النكاح وكتبت في هذا المقال ما يلي :
"اختصت المعارضة في فبركة واختلاق الأكاذيب ومنها على سبيل الذكر لا الحصر اختلاق كذبة جهاد النكاح وألصقوها تحديدا بحركة النهضة وقالوا إن رموزا من النهضة يشرفون على تسفير البنات إلى سوريا".

ولذلك أنا لست مسؤولا عن عدم فهم البعض


Mongi  (Tunisia)  |Vendredi 27 Septembre 2013 à 13:02           
@HAMMAR
أنا لم أدافع عن جهاد النكاح وكتبت في هذا المقال ما يلي :
"اختصت المعارضة في فبركة واختلاق الأكاذيب ومنها على سبيل الذكر لا الحصر اختلاق كذبة جهاد النكاح وألصقوها تحديدا بحركة النهضة وقالوا إن رموزا من النهضة يشرفون على تسفير البنات إلى سوريا".

ولذلك أنا لست مسؤولا عدم فهم البعض

Hammar  (Tunisia)  |Vendredi 27 Septembre 2013 à 12:52           
إعجب لكاتب تكفيري يعتبر نفسه ديمقراطيا. ومن آثار ديمقراطيته أنه يدافع عن جهاد النكاح. لقد أفستم البلاد والعباد بنظرتكم السخيفة والجاهلة للأشياء وبل للتاريخ وللدين والدين منكم براء

Norchane  (Tunisia)  |Vendredi 27 Septembre 2013 à 12:08           
النهضة لها مبدا واحد "أرقد حلفا"
وثمة شكون، من هلفاهم عامل مبدا آخر"أعمل فيها مهبول اتعيش"


babnet
All Radio in One    
*.*.*
Arabic Female