مسرحية تركيع الاعلام ... من المخرج المسرحي؟؟؟

<img src=http://www.babnet.net/images/9/claviermenottes.jpg width=100 align=left border=0>


عادل السمعلي

أعلنت نقابة الصحفيين في تونس عن إضراب عام يوم الثلاثاء 17 سبتمبر 2013 وذلك احتجاجا على جملة من المضايقات والمحاكمات الجائرة التي يتعرض لها بعض الصحفيين إبتداءا من مقاضاة الطاهر بن حسين مدير قناة الحوار مرورا بطرد سفيان بن فرحات من قناة نسمة وإذاعة شمس أف أم وإنتهاءا بالسجن التحفظي للإعلامي زياد الهاني على خلفية تصريحات صحفية .

وليست هذه المرة الاولى التي يعلن فيها عن إضراب عام في قطاع الاعلام فقد سبق أن شنت نقابة الصحفيين السنة الفارطة إضرابا إعلاميا عاما بتاريخ 17 أكتوبر 2012.



إن المتأمل في تواتر الأحداث التي تستهدف الصحفيين والإعلاميين لا يتوانى في التأكيد والاعتقاد أن هذه المحاكمات والمضايقات ما هي فصول متعددة لمسرحية واحدة محبوكة الخيوط وشديدة الاتقان عنوانها (تركيع الاعلام ) هذا المصطلح الجديد الناشئ حديثا و الذي لم نسمع به من قبل في ظل أعتى ديكتاتورية عرفتها تونس في العصر الحديث .

الفصل الاول من المسرحية : قناة الحوار التونسي
إن محاكمة الملياردير الطاهر بن حسين صاحب قناة الحوار خطأ قضائي وسياسي وذلك ليس لأن المتهم بريء بل بالعكس فهو متورط أكثر من التهم المنسوبة إليه لكنه يجب الاخذ بعين الاعتبار أن المسارات الانتقالية هي بالضرورة مسارات صادمة وتنتج عاهات مستديمة في الفكر والاعتقاد وليس أدل علىذلك حالات الهيستريا والهوس المرضي التي تشكو منها هذه القناة منذ تهريب المخلوع و قد أصاب من قارن بين هذه القناة وقناة الفراعين المصرية لصاحبها توفيق عكاشة المختصة في بث الحقد والكراهية والدعوة لسفك الدماء والتقاتل الأهلي.

إن صاحب القناة أدعى إعلاميا و قضائيا منذ قرابة العام أن أطرافا متشددة قامت بخلع مقر القناة وسرقت منها حواسيب وبعض الأدوات قبل أن يتبين للقاضي أن التهمة باطلة وأن من خلع مقر القناة إنما هم صحفيوها الذي لم يستخلصوا أجورهم من الملياردير صاحب القناة وقد حفظ القاضي الشكوى رغم أن تهمة الادعاء بالباطل والإيهام بوقوع جريمة تهمة ثابتة عليه ولا غبار عليها .

الفصل الثاني من المسرحية : طرد سفيان بن فرحات من قناة نسمة وإذاعة شمس أف أم
أولا نتحفظ على استعمال عبارة طرد في هذه المسألة فالصحفي المذكور هو موظف عمومي مترسم في مؤسسة لابريس وليست له مشاكل مع مستخدميه وأن علاقته مع نسمة ومع شمس أف أم هي علاقة تعاقد وقتية أي بلغتنا الدارجة ( سوايع زايدة ) وإن الاستعمال الاعلامي لكلمة طرد هو تعسف على اللغة وعلى الواقع وأن العبارة الصحيحة التي كان يجب استعمالها هو (إنهاء التعاقد ) والفارق جلي وواضح بين العبارتين.
إن الرأي عندي في هذه القضية أن مسألة إنهاء تعاقد الصحفي المذكور مع راديو شمس أف أم وما تبع ذلك من إعلانه إضراب جوع ثم انتهاء المسألة بمواصلة عقده مع هذه الاذاعة إنما هي مسرحية سيئة الاخراج ومكشوفة الاوراق وجاءت هذه المسرحية الجديدة لإعادة الاعتبار لصاحب مبادرة فرسان من أجل ترشيح بن علي 2004 للتغطية على الاهانة التي لحقته إثر ( طرده) من قناة نسمة .


الفصل الثالث من المسرحية : سجن الاعلامي زياد الهاني
لا يمكنني أن أنفي نضال هذا الاعلامي زمن الديكتاتور وذلك سواء على المستوى المهني بنضاله الدائم دفاعا عن استقلالية نقابة الصحفيين أو على المستوى السياسي حيث حارب عصابة الطرابلسية بلا هوادة ومدوناته الكثيرة المصنصرة على شبكة الانترنيت خير دليل على ما أقول ولكنه أخذ بعد الثورة منحى متشنجا وعصبيا وكثرت زلاته وأخطاؤه حتى أن فرحته وابتهاجه بالانقلاب العسكري في مصر كشفت ما في سره فأعلن عن أمنياته أن يعاد السيناريو المصري في تونس ونسي أو تناسى أنه طوال مشواره المهني كان يدافع عن الحرية والديمقراطية فأي حرية و أي ديمقراطية يمكن أن ينتظرها زياد تحت أحذية العسكر .

إن مواقف زياد الهاني المثيرة للجدل وتصريحاته النارية الغير منضبطة في بعض الاحيان لا يمكن أن تفسر بحال من الاحوال سجنه أو مقاضاته بتهم لا تثبت و لا تستقيم في دولة تنشد الحرية والتخلص من رواسب الاستبداد ولا أرى عملية سجنه إلا فصل من فصول المسرحية التي تريد مواصلة التباكي على حرية الصحافة ومخاطر ( تركيع الاعلام ) للوصول بنا إلى موعد 17 سبتمبر موعد الاضراب العام

إن توالي فصول مسرحية تركيع الاعلام للوصول بنا إلى ثاني إضراب عام إعلامي منذ الاستقلال يؤكد أن الأمر مخطط ومدبر في عملية متناسقة ومتناغمة لا يخطئها إلا من ليست له معرفة بحال الاعلام
فالإعلام التونسي لم يضرب ولم يجرأ حتى على التلويح بإضراب عام منذ الاستقلال وتحت أنظمة ديكتاتورية تعلن عداءها لحرية الاعلام فكيف أصبح لهذا الاعلام الجرأة الكافية لإعلان إضرابين عامين في حيز زمني قصير أقل من عام ( الاضراب العام الاول كان بتاريخ 17 أكتوبر 2012)

إن الاعلام التونسي كان يكذب على الشعب منذ الاستقلال ومازال يكذب على الشعب إلى الآن وسيواصل كذبه هذا لأنه لم يتعود على الصدق وعلى قول الحقيقة وفاقد الشيء لا يعطيه فالكذب والتزوير وقلب الحقائق جزء لا يتجزأ من المنظومة الاعلامية التونسية وأحد مرتكزات تركيبته الاخلاقية والمهنية وأن الاعلامي الناجح في تونس حسب المواصفات القديمة هو الذي يتصف بكل مواصفات الجارية المطيعة فإذا كان الاعلام التونسي راكع بطبعه منذ الاستقلال الاول لجماعات النفوذ والمال ولم تسمع به يوما أنه رفع رأسه من الركوع فمن حقنا ومن واجبنا أن نتساءل من يقف وراء هذه المسرحية من هو مخرج المسرحية الأكذوبة ( تركيع الاعلام)




Comments


15 de 15 commentaires pour l'article 71319

Srettop  (France)  |Mercredi 18 Septembre 2013 à 14:33           
تحليل غريب يشكك في نوايا مضربين تحت نظام لا يزال ديمقراطياً لعدم اضرابهم تحت الإستبداد. هل نسيت عواقب الإضراب تحت الإستبداد وهل تدعو إلى ديمقراطية بدون حق الإضراب إلا أذا كان لتأييد السلطة؟

Nacir  (Tunisia)  |Mardi 17 Septembre 2013 à 21:54           
Ils ont raison nos héros journalistes. Ils n'ont jamais fait de grèves, il faut qu'ils inscrivent leur nom dans l'histoire des grèves; pour que l'histoire dise " il était une fois des journalistes ont participer comme leurs concitoyens aux grèves post révolution" et ajouter que le peuple a bénéficié d'un jour de repos. merci journa...liste.

Habibou  (Tunisia)  |Lundi 16 Septembre 2013 à 16:49 | Par           
Je fais appel au boycott des medias
N'achetez plus de journaux et zappez
Vous allez surement apprecier ces moments de liberte

Jojojo  (Tunisia)  |Lundi 16 Septembre 2013 à 14:18           
إعلام بدون أخلاق

Dagbaji  (Tunisia)  |Lundi 16 Septembre 2013 à 13:01           
من الأساليب الناجحة في المجتمعات الديمقراطية هي : المقاطعة
قاطعوهم ولا تشتروا بضاعتهم(جرائد حوارات هاتفية مشاركة في برامج ) حتى تفلس مؤسساتهم وسترون كيف يصبحون صاغرون
انا لا اشتري جريدة
ولننظم حملة مقاطعة الجرائد لشهر على الاقل

Momo1  (Tunisia)  |Lundi 16 Septembre 2013 à 12:33           
الإعلاميون الإنقلابيون؛؛فوق القانون؛حلفاؤهم اليسار؛وبرجوازية نداء الماضى؛؛؛؛ركعو لبن على؛ويركعون لرواد الثوره المضادة؛؛؛؛؟اليوم ويدعون الشرف والحياد؛؛؛؛؟

Mouwatenlibre  (Tunisia)  |Lundi 16 Septembre 2013 à 12:22           
مسرحية أو غير مسرحية فإن الإعلام أمره مفضوح لدى الرأي العام. الإعلام هو صناعة لها منتوج و لها مستهلكين و هم المتلقين للمعلومة. لينزل الإعلاميون من برجهم العاجي و يسمعون ما يقول فيهم المتلقين فسوف يصدمون بمعرفة الحقيقة حيث أن الشعب سئم من الإعلام. فالإعلام في غالبيته منحاز و غير واقعي و مغير للحقائق.
على الإعلاميين أن يعرفوا أن إضرابهم مرحب به من دون الإضرابات الأخرى.
إضربوا كما شئتم فإننا في حاجة إلى راحة الأعصاب.

Hached  (Tunisia)  |Lundi 16 Septembre 2013 à 11:32           
Ces pseudo journalistes se sont habitués à la combine de l'ancien pouvoir : puisqu'ils étaient les partenaires et l'engin de toutes les tortures qui se passaient en Tunisie.

Wis2008  (Tunisia)  |Lundi 16 Septembre 2013 à 10:39 | Par           
اعلام فاسد تربى في الفساد
مينجم يعيش كان في الفساد

Cactus  (Tunisia)  |Lundi 16 Septembre 2013 à 09:52           
Il y a un sage qui a dit un jour " quand on me parle de journalisme tunisien, Je tire mon pistolet" hahaha

Mavb2014  (Tunisia)  |Lundi 16 Septembre 2013 à 09:44           
هذه نقطة لصالحهم ,فبعد الإنبطاح الركوع

MOUSALIM  (Tunisia)  |Lundi 16 Septembre 2013 à 09:22           
تركيع الإعلام من إخراج المخابرات الفرنسية وقد شارك السفير الفرنسي في الإضراب السابق ومن غير المستبعد أن يشارك مرة أخرى وقد يخطب في المضربين ....

Daily1999  (Tunisia)  |Lundi 16 Septembre 2013 à 08:40           
Un exemple type de la noyade du poisson

Potentialside  (Tunisia)  |Lundi 16 Septembre 2013 à 08:38 | Par           
في كل مرة هذا الصحافي يأتي بمثال من مصر و كانه لم يسمع هذا السمعلي ان مصر لا تهمنا في شيء بل تهمنا تونس فقط

Abouamir  (France)  |Lundi 16 Septembre 2013 à 08:30 | Par           
Man hafara jeban liakihi wakaya fihi


babnet
All Radio in One    
*.*.*
Arabic Female