ثعلب يعظ بعض الدجاجات و الديكة‎

<img src=http://www.babnet.net/images/9/fox_with_chicken.jpg width=100 align=left border=0>


بقلم : الناصر الرقيق

حقيقة لم أعد قادرا على فهم الكثير من الأشياء التي تحدث أمامي و ذلك لقصور عقلي البسيط على إستيعاب ما أراه، فالخطبة العصماء التي ألقاها الباجي قائد السبسي زعيم المردة في أربعينية محمد البراهمي قد عمّقت لديّ هذا الإحساس لسبب بسيط جدّا و هو أن هذا السفّاح على ما أظنّ هو مهندس صبّاط الظلام ذاك السجن القذر و المقرف الذي كان ضحاياه أصحاب المنزع العروبي المؤمنين بفكرة الأمة العربية الخالدة، كما أذكر أن الأستاذ المحامي مبروك كورشيد كان قد تقدّم بشكاية بعد الثورة مباشرة ضدّ السبسي متهما إياه بتعذيب و إعدام العشرات من القوميين و على رأسهم لزهر الشرايطي و عبد العزيز العكرمي و الشيخ أحمد الرحموني و باقي رفاقهم الذين قيل أنهم أرادوا الإنقلاب على بورقيبة سنة 1962 و للأسف الشديد فإن أحفاد هؤلاء نجدهم اليوم يقفون طابورا واحدا بشكل مؤدب جدّا في ذكرى مؤلمة لأحد رموزهم ليصفقوا ملئ أكفّهم لقاتل و معذّب آباءاهم و أجدادهم، إنه مشهد سريالي تعجز عن تصويره أشدّ الأفلام الموغلة في الخيال.





فعلا حاولت جاهدا أن أجد تفسيرا لهذه التعاسة الواقع فيها البعض ممن ينتسبون للتيار القومي لكنّي أعترف أني فشلت في ذلك تماما مثلما فشلت كلّ التجارب القوميّة التي كانت تميل يسارا، حيث رأينا كيف أنتجت هذه التجارب ديكتاتوريات من أبشع و أشرس ما عرفه العالم العربي كالناصرية في مصر و البعثية في سوريا و غيرهما من الحماقات في باقي الأقطار العربية و الغريب في هذه التجارب المشوّهة و الملوّثة بألوان من الحقد و الكراهية على العروبة نفسها أن هؤلاء الذين سمّوا أنفسهم عروبيون زورا و بهتانا إنقلبوا على بعضهم البعض حيث قتل الصديق منهم صديقه و سجن الأخ أخاه و عذّب الرفيق رفيقه و نفى الولد أباه و في نهاية المطاف أضافوا للأمّة إنجازا آخر في سجلّهم و هو هزائمهم المتكررة أمام العدوّ الصهيوني تاركين بذلك أجيالا تتجرّع مرارة خيباتهم و نكساتهم.
إذن لا غرابة من هؤلاء أن يقفوا أمام جلاّد و إمبريالي كما قالوا عنه في السابق لينصتوا له بإنتباه و يصفقوا له بكلّ صفاقة و هم المهووسون دوما بكل طاغية مستبد و راكعين تحت أنعل كل من يوسعهم ضربا بنعاله، بل أنهم أمعنوا في تلهفهم لطيب كلامه لدرجة جعلتهم يقدّموه حتى على منسّق تيارهم الشعبي زهير حمدي الذي لم يجد المسكين حلاّ غير الإنسحاب ليتمّ تعويضه فيما بعد بذاك الذي لا يحسن لا الكلام و لا السكوت ليقول كلمة نيابة عنه، لماذا لا يحدث إلا في بلادنا أن نجد قوميّا يناصر عدوّا لقوميّته و يتحالف مع من يعتبر معتقداته القوميّة ضربا من ضروب الرجعيّة و التخلّف، أنظروا أيّها العروبيون لكلّ القوميين في العالم كيف تراهم يكونون؟ مع أممهم و أديانها أم ضدّها، يحاولون نزع ما رسّخ تلك القوميّة و ثبّتها أم العكس يفعلون، كما فعل الإسلام مع العروبة حين رفعها من مجرّد المحليّة لتصبح عالمية أو لم يقل في ذلك عمر رضي الله عنه كنا رعاة غنم فأعزّنا الله بالإسلام بأصبحنا رعاة أمم .
لكن مع ذلك فقد رأيت في خطاب الباجي هذا فائدة حيث أثبت هذا السبسي بما لا يدع مجالا للشكّ أنه ثعلب مكّار و بذلك يؤكّد الرأيء القائل فيه بأنه لا يجب أن يؤمن لهذا المخادع جانب على رأي السيد أحمد المستيري، فقد شاهدنا تفاعله مع الخطاب التحريضي للجماهير المستمعة و مسايرته لها فيما كالته للإسلاميين من إتهامات بل و أضاف من مخزونه العفن أنهم أيّ الإسلاميون لن يفلتوا بما فعلوا و سيحاسبون واحدا واحدا، فيا من تناديتم للثناء و المديح بعد لقاء هذا الثعلب المخادع بالشيخ راشد الغنوشي فماذا أنتم قائلون أمام كلام هذاالذي وصفتموه بالصوت الحكيم في المعارضة و الشيخ الرصين أمام الصبيان المعارضين فلا تنخدعوا و يكفيكم شهادة الأحمدان المستيري و بن صالح فيه لتعرفوا مدى خبث و مكر هذا الحرباوي المتلوّن منذ أمد بعيد و الذي لا يصحّ فيه إلا قول شوقي :

برز الثعلب يوما*في ثياب الواعظينا
مخطئ من ظنّ يوما*أنّ للثعلب دينا.







Comments


12 de 12 commentaires pour l'article 70967

AMDMED  (Tunisia)  |Lundi 9 Septembre 2013 à 10:45           
ربما يعتقد البعض أنه بالوقوف إلى جانب الباجي يمكن أن يكون له مكان على الساحة السياسية في المستقبل و لكن يا خيبة المسعى المشكل أن الباجي قايد السبسي أنه أناني و ٱنتهازي و لا يشارك أحدا في مكتسباته و يعتبر نفسه وصيّا و مالكا بالوراثة لهذه البلاد و من هذا المنطلق هو لا يعطي أي إهتمام لأيّ سياسي و لا لأيّ جهة أو مجموعة فإلتزامته و وعوده و معاهداته و مبادئه ليس لها قيمة أمام تكبّره و أنانيته و هذا ما يؤكّده خطابه في باردو فبعد لقائه بالغنوشي منذ
أيام كنت أتصوّر بعض العقلانية أو اللّين في خطابه ولكن حصل العكس فهو مازال يتوعّد بالسجون و التعذيب لخصومه أمام قطيع من العبيد للتجمعيين و الإنتهازيين
لذلك أقول للغنوشي إن تقرّبك من الباجي لن يزيده إلّا تكبُّرا و أنانية

Swigiill  (Tunisia)  |Lundi 9 Septembre 2013 à 08:00           

لا يستطيع أحدٌ ركوب ظهرك إلا إذا انحنيت.

David  (Tunisia)  |Dimanche 8 Septembre 2013 à 21:44           
وحدك

Meinfreiheit  (Oman)  |Dimanche 8 Septembre 2013 à 21:23           
الباجي قايد السبسي هو حصان طروادة لكل من زلت بهم القدم من السياسيين و يريدون ان يعبرو به الى حكم تونس دون انتخابات لكن و الله سيخيب مسعاهم لأن الشعب كاشفهم .....كلبا كلبا ....و الشعب سيكون بالمرصاد لهم ....

Wildelbled  (United States)  |Dimanche 8 Septembre 2013 à 19:28           
لا يمكن أن أظيف شيءا على كتبه سي الناصر الرقيق إنها الحقيقه ساطعه

Kairouan  (United States)  |Dimanche 8 Septembre 2013 à 15:32           
لا دين لا عهد لا ملة تلك هي حقيقة الدساترة والتجمعيين
فهل وصلت رسالة الباجي للشيخ راشد
أخي ناصر في الجمع المحيط بالباجي رأيت الثعلب والدجاجات ولكني لم أرى الديكة

Mandhouj  (France)  |Dimanche 8 Septembre 2013 à 14:51 | Par           
- Bce est un pirate,
- Les pirates sont bons à rien, mauvais pour tout, ;););) ben Ali harab. Mandhouj Tarek.

MOUSALIM  (Tunisia)  |Dimanche 8 Septembre 2013 à 14:21           
كلمة البجبوج على منصة النافورة هي صفعة على خد الغنوشي الذي قبل بتقاسم السلطة مع القراصنة وقطاع الطرق لكنهم طالبوه بتسليم كل شيء والإنبطاح أرضا وبصراحة نحن نتقدم خطوة خطوة نحو يوم -الحسم الشعبي -مقال ممتاز يسحق كاتبه التحية ....

Nopasaran  (France)  |Dimanche 8 Septembre 2013 à 13:36           
Les nahdhaouis sont atteints du syndrome de Stockholm et seules ils retourneront dans leurs geôles. Nous tunisiens libres continuerons notre lutte sans crainte des anciens dictateurs nous sommes les descendants des berbères, de hannibal, de Okba et des braves de ce pays disponible à mourir pour ce pays. Nous baisseront jamais nos frocs nous abandonnons jamais nos principes, nous sommes pas des mounefekiines.
Nahdahaoui bande de lâches go to hell.

Badboy  (Tunisia)  |Dimanche 8 Septembre 2013 à 12:38 | Par           
القط يحب خانقو

Kjbthawri  (Tunisia)  |Dimanche 8 Septembre 2013 à 12:34           
Je souhaite que Gannouchi e Nahdha yfikou que Beji ne veut que "ksar karthage" , ses crimes des annees 1962 ne seront Jamais punies!!!

Momo1  (Tunisia)  |Dimanche 8 Septembre 2013 à 12:05           
برز الثعلب يوما ؛؛؛؛؛في رداء الواعضين؛؛؛


babnet
*.*.*
All Radio in One