الثورة الخفيفة .. الدولة العميقة (3) وضع اليد على تونس بقفازات يسارية

<img src=http://www.babnet.net/images/9/gantsgauches0.jpg width=100 align=left border=0>


بقلم : هانيبال فرحات

كما بيّنا في المقالتين السابقتين فإن الدولة العميقة تنجح في تأمين مصالحها عبر مجموعة تحالفات مدروسة. يمكن أن يتمد هذا الأسلوب نحو الفضاء السياسي ببعده الإيديولوجي، فلدولة العميقة في تونس وصفتها السياسية الجاهزة لضمان استمراريتها. هذا الدور الذي يلعبه اليسار في كل مرة بمزيج عجيب من البراءة والانتهازية، حتى أن إعاقاته الفكرية نفسها تبدو وكأنها من هندسة الدولة العميقة لضمان لعبه لهذا الدور..لقد شاءت الثورة أن تكشف النقاب للحظة عن هذا اليسار الفريد من نوعه، فقد تبعثر المشهد السياسي بحيث غيّر الجميع من أماكنهم من المعارضة للسلطة أو بالعكس فيما عدا اليسار الذي ظل في مكانه ثابتا في موقع المعارضة، كما ظل ثابتا في موقع الذراع الدعائية الطويلة منذ 1987 لذلك فلا غرابة أن تستعمله الدولة العميقة كقفازات ريثما تعود للحكم.

فلنبدأ من آخر فصول المسرحية. فمن ناحية المظهر يبدو اعتصام الرحيل الذي دعت له المعارضة في تونس حدثا شعبيا وعفويّا بعد اغتيال الشهيد محمد البراهمي، الا أن تمحيص ذلك سيجعل من هذه الشعبية وهذه العفوية مجرّد مساحيق تعلو وجهه. إنه كما سنبيّن في هذا المقال تعبير عميق عن تحالفات طالما اخترقت المنطق السياسي التونسي.



فالتحالف نفسه هو الذي عقدته الدولة في كل مرة وكأنه جاهز على الرفّ بداية من محو اليوسفيين بالتعاون مع النقابة، ثم بفرملة صعود الإسلاميين في الثمانينات (اليسار الميداني في الجامعة والشارع) قبل تجفيف منابعهم بالتعاون مع اليسار الادراي والإعلامي، ثم بمناسبة الثورة لاسقاط الإسلاميين من الحكم باستعمال اليسار السياسي مع تواصل توظيف الاعلام اليساري كأكثر الأسلحة فتكا.
يلاحظ أن عدة مناسبات فرضت التحالف بين اليسار والدولة العميقة. ما يجمع بينها هو الاهتزازات السوسيو-سياسية التي تتعرض لها الدولة والتي يشهد عليها صعود العنف للواجهة. أهم هذه المحطات هي النصف الثاني من الخمسينات، الفترة الواقعة بين 1978 و1992 وأخيرا ما بعد 2011. وفي كل مرة تصادمت الأيديولوجيات، لم يصعد على الحلبة سوى الإسلاميون واليساريون وفي كل مرة حصدت الدولة العميقة غنيمة السلطة.
صحيح أن اليساريين لم يخرجوا فارغي الأيدي، لقد نالوا المكافآت على أدوارهم ولكن معظم هذه المكافآت هي أن الدولة أدمجتهم في منظومتها أو قل هي هضمتهم أو رسكلتهم. في كل مرة كانت تذهب معظم الكعكة التي يتنازعون عليها في بطون الدولة العميقة. وتلك واحدة من سنن عالم السياسة في تونس.
لن نعود إلى التحالف بين الدولة التونسية الناشئة بعد الاستقلال والاتحاد العام التونسي للشغل، ثم زواج المتعة الذي جمع بينهما في سنوات الحكم حتى نهاية السبعينات، فكل هذا موجود في العرض التاريخي الذي قدمناه في المقال الثاني من سلسلة الثورة الخفيفة.. الدولة العميقة . ستكون نقطة انطلاقنا من الجامعة التونسية في بداية الثمانيات والتي كانت الرحم التي خرج منها معظم الفاعلين السياسيين اليوم فيما عدا قلة من الخارجين من كتاب تاريخ تونس للنصف الأول من القرن العشرين أو حقوقيو آخر زمن.

كانت الجامعة التونسية في الثمانينات مفترق الطريق الذي مرّت منه جميع التغيرات الاجتماعية والفكرية التي طرأت على المجتمع التونسي. فقد استوعبت الجميع من مختلف الطبقات ومختلف التيارات الفكرية، وكانت رمزيتها أنها تستقبلهم في فضاء واحد لذلك لم يكن هناك مفر من الصدام.
ان حادثة منوبة 1982 هي أفضل تجسيد للصراع اليساري-الإسلامي تحت رعاية الدولة. لقد تحوّلت مشاحنة كلامية بين أنصار التيار الإسلامي وأحد أعضاء الوطد تطورت الى معركة حامية الوطيس، بدت بدنية وكانت معركة أيديولوجية بامتياز. كانت هذه الحادثة علامة فارقة في تنامي التيار الإسلامي، اذ تعتبر أول حركة صدّ واضحة تعترضه.
أمام هذا المشهد الصدامي كان عدد من رجال البوليس يتفرّجون في المعركة مكتوفي الايدي أمام بوابة الجامعة، وقد أخذوا التعليمات بأن لا يتدخلوا، حتى اذا انتهت المعركة جمعوا في شاحناتهم الطلبة المتخاصمين وهم منهكون من الشجار. وتلك هي فلسفة الدولة العميقة في كل ما سيدور في الساحة السياسية مستقبلا.
انقلاب 1987 كان بمثابة حبة مسكنة لكل الغليان الاجتماعي، و قد كان هذا يبدو ضرورة نظرا لتهرّئ جهاز الدولة. وجد بن علي (رجل الدولة العميقة بامتياز) طبقة سياسية من إسلاميين ويساريين وقوميين ودستوريين مطواعة لتكديس الصلاحيات والسلطات حوله. فلما شارفت الثمانينات على نهايتها، نظر من حوله في المشهد السياسي فوجد أن اليساريين دخلوا في فصول سن اليأس بانهيار التجربة السوفياتية. أما الإسلاميون فكانوا على طرف النقيض يتحسّسون قوّتهم ويحلمون ببلوغ مقاليد السلطة عبر الصناديق أو عبر الانقلاب.
كان الجار الجزائري يعيش تجربة إسلامية دموية أقنعت بن علي بأنه لا يمكنه أن يظل في مكانه آمنا الا باستعمال الحلول الاجتثاثية مع الاسلاميين. الردع البوليسي لم يكن كافيا بمفرده وهو الذي لم يأل جهدا في استخدامه. لقد كان يحتاج الى دعاية مجتمعية واسعة تمكنه من دفع شعبي لمواصلة مهمته علاوة على دفع خارجي.
هنا استنجد بن علي بخصوم الأمس، كانت مرارة الهزيمة الأيديولوجية قد جعلت قسطا كبيرا من اليساريين ينخرطون في هذه اللعبة دون شروط. بعضهم هضمتهم معدة البيروقراطية بسهولة، وقد أخذوا بذلك جزائهم في منظومة الامتيازات الحزبية والنقابية. والبعض الآخر دخل المعترك بتحفيزات أنه يخوض معركة وجود فاصلة.
هكذا وفّر اليسار التونسي في هذا التحالف الغطاء الجوي لاستئصال الإسلاميين من تونس. وقد كانت سنوات المهجر هي الأخرى مسرحا لصراعات اليسار والاسلاميين في وسائل الاعلام الأجنبية واعتبر ذلك من أبرز أسباب أريحية بن علي في موقعه. وقد يكون هو مساهما في ذلك باختراقه للطرفين وتطبيق سياسة فرق تسود .
تطوّع عدد كبير من اليساريين لتأثيث التعددية الصورية التي حاول أن يستمد منها بن علي شرعيته. كانت أسماء كثيرة مثل محمد حرمل، عبد الرحمن التليلي وإسماعيل بوشيحة تلعب هذه الأدوار، وقد كانوا دائما يبررون هذا الانخراط في اللعبة السياسية لبن علي بالتكتيك السياسي حين يخاطبون قواعدهم الحزبية، وبمقتضيات المصلحة الوطنية حين يتوجّهون لوسائل الاعلام. كما أن عددا من اليساريين كانوا هم أدوات بن علي لتقويض منظمات المجتمع المدني من الداخل وثمة من جلس في أحد مقاعد مجلس المستشارين مثل محمد مواعدة.
بن علي كافئ اليسار المتحالف بجائزة لم تخطر ببال. وضع محمد الشرفي (سليل حركة آفاق وجامعة باريس)على رأس وزارة التربية ليصبح اليسار التونسي هو راعي أجيال المستقبل وليتعمّق التوجه العلماني للدولة ويأمن نهائيا جانب الدين الإسلامي في افراز إسلام سياسي.
من جهة أخرى بينما كان الإسلاميون يجتثون من الإدارة ومن الحياة العامة، فتح المجال أمام اليساريين في عوالم الفن والصحافة ومن هنا خرجت سلالة الإعلاميين مثل صالح الحاجة، زياد الهاني، عبد الرؤوف المقدمي أو زياد كريشان، سفيان بن فرحات(..). لقد أمِنهم بن علي بفضل توريطهم في منظومة امتيازات فتابوا عن الثورية وانضووا تحت مبادئ البراغماتية ذات النزعة الانتهازية والتي تحوّلت إلى نسق اجتماعي بفضل آليات الدعاية التي اشتغلت بقوة.
استفاد بن علي من هذه السياسة الناعمة تجاه اليساريين بأن وضع معظمهم نياشين يعلقها العهد الجديد على صدره تماما، كما فعل ببرهان بسيس أو النوري بوزيد أو المنصف المزغني أو علي العبيدي أو الصغير أولاد أحمد. بكلمة أخرى، أصبحت النخبة اليسارية في تونس تمظهرا آخر للدولة العميقة، خاصة أن فئة منهم اتخذوا الاتحاد ملجأ سياسيا في ظل تعددية كاذبة، وفي مقر الاتحاد يستقر جزء لا بأس به من الدولة العميقة.
كانت الثورة مفاجأة. أكثر الناس ثورية لم يستطيعوا أن يفعلوا شيئا. لقد أثقلت دهون الامتيازات والبيروقراطية كل الثوريين. ولولا سقوط بن علي لما ظهر أحد منهم، ولكنها كانت مناسبة لكي يرتدي اليساريون لحاهم الماركسية القديمة، خاصة أن المشهد التونسي بعد الثورة قد بدأت تغزوه اللحى الاسلامية.
وبعد أن فاتهم الموعد الحقيقي، عاش الجميع من إسلاميين ويساريين وقوميين ثوريّتهم المفقودة في اعتصامات القصبة، ثم تهيأوا جميعا لانتخابات 23 أكتوبر 2011. كانت موسما للمزايدات ولاخراج الجاهز من المعارك القديمة والمستحدثة. لقد أمّنت المرحلة الانتقالية الأولى الدولة العميقة، ولنقل العميقة جدا حيث استدعي أحد بُناتها الأوائل الباجي قائد السبسي والذي تمكن في الأشهر التي تقلد فيها كرسي رئاسة الوزاراء أن يحفظ للدولة العميقة بقائها. صفّيت الملفات وهُرّبت الأسرار، ووضعت كل الاحتياطات التحفظية لمنع تكرّر التصدّع حتى أصبح هيكل الدولة نظيفا وجاهزا لاستقبال العريس الذي سيزفه الموعد الانتخابي.
النتائج وضعت الإسلاميين في مواقع السلطة كما توقع الجميع. عرفوا أن الكمين تلو الآخر سيعترضهم. حاولوا أن يجدوا صيغة تآلفية تحميهم منها. ولكن المقاربة الأيديولوجية لا تفضي الى شيء. ففي تونس عشنا مع حزب واحد كان بلا لون أيديولوجي . لقد أثرت براغماتية وميكيافيلية بورقيبة على نمط الدولة في تونس. لذلك فحتى لو اسنجدت النهضة بيساريين فهي ستبقى دخيلة على الدولة العميقة. وهذا ما حصل في تونس.
فهم الجميع زمن حكومة حمادي الجبالي بأن الدولة العميقة قد وضعت معالجتها الاستباقية. هيأ الاعلام لرفض أي نموذج مجتمعي جديد، الإدراة أدخلت في بيات شتوي وتحركت الآلة النقابية بمحركات نفاثة لتعطي الثورة تلك اللهجة المطلبية التي أصبحت لديها فأفرغتها من جذوتها وأنهكت حيويتها. لقد ظلت النقابات محايدة طوال فترة حكم الباجي قائد السبسي، وكان ذلك تنسيقا أو توادر أفكار بين معاقل البيروقراطية. التزم الاتحاد بتهدئة الأجواء لانجاح حكومة الباجي، وعقدت الالتزامات في صالح الطبقة الشغيلة على أن تنجز الوعود الحكومة الشرعية القادمة. في مقابل ذلك ضمن الباجي أن لا يمسّ أحد قيادات الاتحاد المتورطة في فساد سنوات بن علي. لقد حكم تونس في الفترة الانتقالية الأولى خبراء في إعدام الحقيقة.
الاعلام من جهته، وجد الدور الذي طالما تمنّاه. الوقوف ضد السلطة (خاصة أنها إسلامية) مدججا هذه المرة بكل أسلحة حرية التعبير، وحتى حرية القذف والاشاعات خاصة أن كل المحامل قد توّفرت لذلك من فايسبوك وبلاتوهات يومية تلفزية، وبهذا الجرد التاريخي أصبحنا نعرف مكونات أهم المؤثرين في المشهد الإعلامي التونسي، فهم إما استمرار لمجموعة الامتيازات الأولى التي انبثقت في التسعينات أو هم من أبناء الموجة الموالية خريجي معهد الصحافة وعلوم الإخبار ومديره الشهير محمد حمدان والذي لا يقل دلالة عن أي من رموز دولة بن علي .
إن التحالف بين الدولة العميقة واليسار التونسي هو عنوان المرحلة الانتقالية الثانية. قد يكون حزب نداء تونس هو التعبير الأفضل عن هذا التحالف. ان قراءة في أسماء قيادات هذا الحزب تقدم لنا المشهد على طبق. الباجي يمثل الدولة العميقة الأولى، علاوة على أنه من رسم خارطة مؤثثة بالفخاخ للحكومة المنتخبة، الطيب البكوش ابن النقابات التي لها سلطة التعبئة والضغط الاقتصادي على الحكومة في أي وقت كان، محسن مرزوق اليساري القديم (من الوطد في الجامعة وقد شارك في أحداث منوبة) من أجل لعب دور همزة وصل مع اليسار الذي سيكون واجهة الضغط، لزهر العكرمي القومي السابق علاوة على دلالة انتمائه الجهوي لقفصة. فوزي اللومي يمثل طبقة رجال الأعمال المستفيدين من فساد الدولة العميقة والذين لن تستمر مرابيحهم لولا فسادها. ومن وراء الستارة قد يكون كمال اللطيف ممسكا بين يديه عددا من خيوط اللعبة، لنفهم من خلال هذه المقاربة أن حربه مع شفيق الجراية ليست كما يمرر للعامّة على أنها حرب بين داعم لنداء تونس وداعم للنهضة، وانما هي نفسها الحرب القديمة بين عائلة بن علي وأصدقائه القدامى من جهة، وحلفاء الطرابلسية من جهة أخرى. وهكذا سندرك أن لا شيء تغيّر في المياه العميقة لتونس، كل شيء ظل على حاله حتى الحروب الصغيرة. فقط هي قشرة انتقالية ارتدتها الدولة من الإسلاميين وحلفائهم، وقد جاء التحالف الجديد لليسار والدولة العميقة ليبتلعها هي أيضا.
هكذا نرى أنه في كل مرة يدخل الشعب التونسي في مسار ترجمة إرادته في مؤسسات أو المضي نحو الحرية والتنمية والعدالة، الا وتدخلت آلة الدولة العميقة لمنع ذلك لأن مصالحها تتعارض بالسليقة مع المصلحة العامة. وفي كل مرة يتمّ الاستنجاد بعائلة اليسار التونسي والذي لا يبدو عليه أنه يأخذ عبرة أبدا. يتخذونه قفازات إلى حين اكمال مهمّة دحر خصم ثم ينزعونها بكل بساطة. غير أن ما آلت اليه الاحداث في تونس من اغتيالات وعمليات إرهابية تشير أن التحالف مع اليسار لم يكن كافيا لايقاف الثورة التي تتقدم وتدوس مواقع الدولة العميقة. لذلك استنجدت ب اليد الحمراء (يد النظام العالمي الذي ترتبط بمصالحه) لتصفية الثورة نهائيا، هذه اليد الحمراء التي ضربت وجوه اليسار بالذات.





Comments


25 de 25 commentaires pour l'article 70401

August  (Tunisia)  |Mardi 27 Août 2013 à 11:42           
راقني كثيرا المقال والذهاب مباشرة نحو الفكرة عوض السرد التاريخي في المقال السابق
اذا كنت ستقف هنا فأنت عند منتصف المسافة

تعترف أن النخب يسارية
لكن لم تفسر كيف منعت الدولة العميقة اليسار من السلطة ؟

ببساطة لقد استنجدت في كل مرة باليمين

تماما مثلما منعت الاسلاميين من الانغراس في الأرض وتحقيق شعبية (البناء التحتي للمجتمع) عبر استعمال اليسار للدعاية المضادة
منعت اليساريين في التمدد في سماء الفكر والثقافة وتوعية الشعب (البناء الفوقي للمجتمع) عبر استعمال اليمين لتشويه الفكر اليساري
وهكذا ظلت الدولة العميقة تحتكر البناء - وهو قابع فوق فراغ

من هذا المنطلق لم يعد اليسار عدو المجتمع بل هو أيضا عدو الدولة العميقة
وبما ان اليسار ممول البلاد بالنخب والكفاءات
فهو ضرورة
فبدون اليسار نحن بلا بديل ولا دليل


AMDMED  (Europe)  |Mardi 27 Août 2013 à 09:16           
ولكن بطبيعة الحال و نظرا لقوة وشراسة الدولة العميقة (و دعمها من طرف المال الفاسد و دعم من أطراف خارجية ولجوئها للعنف أي الإغتيالات) لا يمكن للغنوشي أن يعيد أحداث الثمانينات مع المخلوع أو أن يلجأ إلى السيناريو الدموي المصري لذا وجب عليه قتل الثورة و أهدافها لتجنب إراقة الدماء ليضمن تواجد التيار الإسلامي على السّاحة ولو صوريا.
رغم الوعي السياسي للشعب التونسي و رغم الشرعية الإنتخابية

Mandhouj  (France)  |Lundi 26 Août 2013 à 21:31           
- la vigilance est demandée,
- le consensus aussi,
- la justice transitionnelle est une urgence,
- mobiliser le maximum d'efforts pour améliorer la situation des tunisiens, en matière de sécurité, de pouvoir d'achat, avec la maitrise des prix, la guerre contre la contre bande et contre l'économie parallèle, garantir aux investisseurs un environnement attractif et sécurisé... ainsi on évitera plus plus, l’évasion fiscale, la fuite des capitaux…
- la protection de la révolution passe aussi par engager des politiques sociales, culturelles et économiques (soutient aux familles précaires, nouveau code de l'investissement qui ouvrira la porte à la création des emplois, s'ouvrir sur la jeunesse, afin qu'elle participe à la construction collective, créer de l'espoir avec des réelles ouverture sur la société, cela nécessite de penser autrement, la place de chacun et chacune, hausser/élever
le niveau d'intervention de la population sur la décision politique, c'est créer d'autres mécanismes de participation à la décision. pour gagner tout cela il faut:
- créer un vrai département de projet au niveau du gouvernement où acteurs publics et privés participent pour (faciliter les réalisations des projets d’infra structure, et d’autres… l’actuel mode de suivi ne correspond as aux urgences (beaucoup des complications administratives et autres). C’est aux politiques de réagir au plus vite, pour gagner en temps, en efficacité, et que la situation de nos territoires (villes, population, économie)
s’améliorera. La Tunisie a fortement besoin d’un nouveau mode d’agir, pour créer d’autres leviers et garantir une réelle dynamique et un réel progrès.
- un réel nettoyage à l’appareil régalien (police, justice, douane). Et aussi un nettoyage structurel de l’administration civile, en créant des outils de contrôle démocratique, et finir avec le fonctionnement bureaucratique qui favorise l’abus de pouvoir, la corruption…
- une réelle volonté de partage de pouvoir et des richesses,
- une réelle et effectives décentralisation qui permet la proximité entre population et décision politique local et au delà...
Nida tounis, n’est qu’un passage (mouvement de survie) pour les zibres de l’rcd.
Ils ont peur de la justice, ils ont peur de vivre en harmonie avec le reste de la société, normal, ils ont de quoi à avoir peur de la justice, et en plus durant 60 ans, ils n’ont jamais appris à vivre sans domination des autres. Pour eux, c’est question de culture. Doucement doucement ils apprendront, soyons vigilants et montrons notre volonté de les accueillir cœur ouvert, s’ils divorcent avec la culture de la suprématie de l’être rcd.
Nous les tunisiens, nous devons être la rupture avec le passée et ses cultures et méthodes de la domination du parti unique, le culte de personne, de la spoliation… nous les tunisiens nous devant être , le travail pour une nouvelle société, où des nouvelles solidarités se développeront, où le respect sera la valeur partagée entre nous tous.
Notre révolution= en final un vrai et réel et effectif vivre ensemble, avec un vrai pluralisme politique et culturel et des vraies luttes contre les discriminations, les marginalisations urbaines et régionales…,, contre le racisme , le l’exclusion, tout simplement . ben Ali harab. Mandhouj Tarek. http://www.babnet.net/rttdetail-68306.asp

Slim_76  (Tunisia)  |Lundi 26 Août 2013 à 19:54           
شكرا بابنات على حذف مداخلتي و توقيف عضوتي لمجرد قول بان المقال نهضاوي موجه للنهضويين و عيب تقزيم مناضليين يساريين دخلو السجون و نفيو الخ
و من بعد قوقلو موقع موش نهضاوي أزرق

Jojojo  (Tunisia)  |Lundi 26 Août 2013 à 19:52           
الغبي المتغابي في غيه

Godefroy  (France)  |Lundi 26 Août 2013 à 19:50           
J'ai lu et relu votre article, et en sors avec la conviction que toutes les clauses de style et contorsions mènent vers le seul objectif de dévaloriser les engagements à gauche et à dénigrer l'ugtt.
Franchement, dans ce site, il n'en était nul besoin. car, ce "labeur" est tenté en permanence par nombre d'internautes.
C'est vrai, avec le talent en moins.

Jojojo  (Tunisia)  |Lundi 26 Août 2013 à 19:40           
كالعادة يطل علينا الكاتب و المحلل هانيبال و يتحفنا بزبدة إنتاجاته الفكرية المتماسكة البنيان و محبوكة السرد و أرى لزاما علي أن أوجه له عبارات الإحترام باعتبار أن خاصة الناس تحترم أهل العلم بينما عامة الناس تحترم أهل المال و عسي أكون من الصادقين

أهم ما لفت إنتباهي هو الخيط الرابط بين مختلف فقرات المبحث حتى أصبح واضحا للقارئ مبدأ السببية بين مختلف الأحداث التي رسمت المشهد السياسي و الإجتماعي منذ قيام الدولة

ومما إستوقفني هو قبول رموز اليسار بلعب دور الحمار الذي يحمل أسفارا و زاده الإنتهازية بحيث بدا لي أن الوطنية عبارة عن ورقة للمساومة و أن هؤلاء إلى عامة الناس ينتمون

كما أثار إستغرابي، ربما لسذاجتي، هو عمق الدولة العميقة الماسكة منذ اللحظة الأولى من قيام الثورة بالمسرحية المسوقة موهمة الشعب بانتصار الثوار أي أنها إنحنت أمام العاصفة ثم لخلل ما بدأت تسترجع إعتبارها غير مبالية بنتائج الصندوق فأين يكمن هذا الخلل ؟


و يبقى وسط هذا المشهد الذي صور تونس كأنها مزرعة يديرها و يملكها من له تفويض من الخارج و من مجموعة بلطجية تتحكم و حتى تتآمر في مصائر الناس، أسأل ربما لسذاجتي ما دور النهضة كلاعب جديد في قادم الأيام؟

3arabimusslim  (Tunisia)  |Lundi 26 Août 2013 à 18:56           
Bravo...analyse pertinente et courageuse...
J'espère qu'il y'aura une quatrième partie qui osera aller plus loin...pour parler par ex des interférences étrangères...(l'UGTT du coté suisse...les pantins gauchistes du coté français...les spolueurs des richesses du pays du coté outre atlantique...etc...) encore une fois bravo et merci..

ANTIREVE  (Tunisia)  |Lundi 26 Août 2013 à 18:32           
Est-ce qu'on peut parler vraiment d'un courant politique gauchiste en Tunisie.
Je considère plutôt une classe d'intello-opportuniste que le gouvernement profond n'a cessé d'entretenir surtout sous la reigne de Ben Ali pour servir de boite à résonnance de la chose politique en Tunise sur les plans interne et externe.

Wildelbled  (United States)  |Lundi 26 Août 2013 à 18:28           
نعي: قتلت البارحه الثوره التونسيه بعد اختناقها من طرف السبسي وأتباعه والعباسي وأتباعه والهمامي وأتباعه ومرجان وأتباعه و بطعنة في القلب من الغنوشي ؤإنا للله وإنا إليه لراجعون،

Meinfreiheit  (Oman)  |Lundi 26 Août 2013 à 18:11           
اليسار يعلم جيدا انه لن يحكم تو نس و لن يصل للسلطة مهما صار و لذلك فهو مأجور و ينفذ كل الاجندات القذرة في البلاد لذلك على الشعب ان يكون واعيا بمدى خطورة من لم يعمل يوما في حياته و يسكن في ارقى أحياء تونس و يقود سيارة بورش ويردس بناته في جامعات فرنسية و تنزل في حسابه البنكي 30 الف دينار كل اسبوع ....ان مرتزقة السياسة

Liberty  (Tunisia)  |Lundi 26 Août 2013 à 17:57           
انتهى الدرس أيها الاغبياء....

كلنا يذكر أيام كانت النهضة تشيطن في حركة نداء تونس...وكلنا يذكر أيضا أن العديد من الأحزاب الأخرى اعتبرت النداء رسكلة للنظام القديم...وانساقت عديد الأحزاب في شيطنة النداء ورئيسه وكل أعضاء مكتبه التنفيذي...ولم يتساءل أي من هذه الأحزاب لماذا تشيطن النهضة النداء ولماذا تريد تمرير قانون التحصين....ثم بدأت الحقائق تقفز على السطح ...وعرف الجميع أن النهضة كانت تشيطن النداء لمنع القواعد التجمعية التي هي ليست معنية أصلا بقانون التحصين والدساترة من الانضمام
إليه وليس لأي سبب آخر....فالنهضة كانت تريد أن تبقى هي صاحبة الحق في احتكار المخزون القاعدي التجمعي والدستوري من أجل غايات انتخابية بحتة...واليوم حين عرف اليسار السبب الحقيقي لقانون التحصين وتحالف مع النداء في جبهة الإنقاذ...لماذا لم يتساءل أحدكم حول انقلاب الكره والحقد الذي يكنّه الغنّوشي للسبسي حبّا وعشقا جنونيّا...أعرفتم الآن لماذا؟؟ النهضة تكره الجبهة الشعبية ومكوّناتها واغتالت أشرس زعماء الجبهة....والآن تريد أن تستحوذ على الحليف الأول للجبهة
الشعبيّة لذبحها بعد ذلك والخلاص منها...لكنها نسيت أن تركيبة النداء وعكس ما كانت النهضة تروّج له ليست معنية أصلا بالتحصين فهي خليط غريب وعجيب أتى به السبسي من اليسار واتحاد الشغل والمستقلين والناصريين وغيرهم ...خليط أقضّ مضاجع كل القيادات النهضاوية....وهذا الخليط ليس مستعدا أن يفرّط في جبهة الإنقاذ ولا في الجبهة الشعبية كشريك ...فالسبسي لم يكن يقصد تماما الترشّح للرئاسة أو لغيرها من المناصب ولم تكن تعنيه تماما بل كان يناور من أجل الإرباك وكشف
الوجه الحقيقي للنهضة...وهو ما فعله ...ففي مثل هذه السنّ أراد السبسي إنقاذ البلاد وإعطاء الفرصة لليسار والقوى الديمقراطية الأخرى للتقارب من أجل توحيد الجهود ضدّ المدّ الإخواني...ومن يراهن على أن السبسي سيتحالف مع النهضة فهو غير مدرك لحقيقة الأمور وما يجري...فالسبسي نجح فيما أراده ...وجمع كل الفرقاء من أجل هدف واحد إنقاذ البلاد...فلا تراهنوا على كرسي قرطاج لإغراء السبسي ...وحذار من المهرولين نحو كرسي قرطاج...فاللعبة انكشفت اليوم...وأكثر من أي وقت
مضى...

سلامة حجازي

OMAR_Tounes  (Tunisia)  |Lundi 26 Août 2013 à 17:57           
نحتاج لمثل هذه التحاليل من وقت لأخر لفهم الحاضر و المستقبل خاصة للذين لم يعاصروا الصراع الإسلامي اليساري

AntiRCD  (Tunisia)  |Lundi 26 Août 2013 à 17:50           
مكشوفين مساكن

Abder50  (Tunisia)  |Lundi 26 Août 2013 à 17:50           
أيادي النهضة المرتعشة لم تستطع المحافظة على الثورة
اليسار أعماه حقدة على النهضة فتحالف مع جلاّديه التجمع المنحلّ
شعب الثورة بقي في التسلّل
لعن الله كلّ من خان الثورة

Strazdas  (Saudi Arabia)  |Lundi 26 Août 2013 à 17:38           
HEDHA HOWWWA :

https://www.facebook.com/photo.php?v=140235922853487&set=vb.437614362925916&type=2&theater


TunisienDU78  (France)  |Lundi 26 Août 2013 à 17:20           
De toute façon la Tunisie et déjà au main des états unis et des sioniste via ennahda que peut il nous arriver de pire

AMDMED  (Tunisia)  |Lundi 26 Août 2013 à 17:05           
المشكلة ماهيش في واحد يساري و نهضاوي المشكل الحقيقي هو في الدولة العميقة المستفيدة من هذا النزاع المفتعل على السّاحة السّياسية
دولة عميقة بقيادة نداء تونس تريد أن تسترجع الحكم أي الإستحواذ على ثروات البلاد و البقية اليسار و اليمين بيادق متنازعة تحطّم بعضها بعض

3BROUD  (Tunisia)  |Lundi 26 Août 2013 à 16:49           
Excellent article. Mais si la gauche manipulée est restée figée, il en est pas de même pour le mouvement islamique. Celui-ci a beaucoup évolué et est arrivé à se positionner au niveau social et politique.

Godefroy  (France)  |Lundi 26 Août 2013 à 16:07           
La gauche Tunisienne, quelles que fussent ses limites et faiblesses ne peut ètre réduite à une fonction instrumentale au service de "l"état profond".
Ou alors, vous vouliez nous expliquer, par le menu, les motifs ayant conduit les islamistes à conduire une opération de noyautage des administrations, en y plaçant ses affidés, pour contrecarrer cet état profond.
Après, vous nous exposez l'argument qui vise à rapporter une présence en nombre d'hommes et femmes de gauche au sein de l'appareil de l'ugtt.
Et vous semblez en inférer du noyautage.
Sans nul doute, le savez-vous, les syndicalistes ouvriers ne se recrutent pas dans les conseils d'administration des entreprises.
Pour ne pas allonger la liste des remarques, je relève en synthèse que tout votre dispositif argumentatif défend les thèses du complot ou de l'instrumentalisation.
Les gens de gauche, c'est bien connu sont des ignorants qui se laissent mener par plus malin qu'eux et finissent inéluctablement par "trahir" leurs engagements.
Vous vouliez dire cela. On a compris votre message.

Momo1  (Tunisia)  |Lundi 26 Août 2013 à 15:51           
تحليل ممتاز عشنا بعض فتراته؛والكاريكاتورمعبرجدا؛شكرا؛؛؛

Wildelbled  (United States)  |Lundi 26 Août 2013 à 15:32           
منذ بداية الثوره كنت حذرت من الأيادي الخفيهلبنعليوفيأماكنشتىولكنهيهات

Kairouan  (Qatar)  |Lundi 26 Août 2013 à 15:28           
شكرا للكاتب
مقال ممتاز وتحليل عميق للتحالف التجمعي اليساري القديم المتجدد يفسر ما يجرى على الساحة السياسية بشأن ما يسمى بجبهة الإنقاض التي تريد الإنقضاض على الحكم مجددا في تحالف تجمعي يساري

Toucom  (France)  |Lundi 26 Août 2013 à 15:28           
Dommage que l'auteur n'a parlé que des acteurs internes de la vie politique en tunisie mais il n'a pas dit un mot sur le rôle joué par nos "voisins" qui n'ont pas eu que le rôle de spectateurs au contraire ils ont su ,à chaque fois, orienter la vie politique dans leurs propres intérêts surtout après la révolution. Il est absurde de croire que nos "amis" les français ont approuvé le verdict du peuple tunisien du 23 octobre !!!

100rourou  (France)  |Lundi 26 Août 2013 à 15:04           
Mille bravo!!un article référence!!!!


babnet
All Radio in One    
*.*.*
Arabic Female