حديث تونس: بين تألق المنشطّة و هذيان المحلّلين

نذير بن جدو
يحظى برنامج ''حديث تونس'' على أمواج إذاعة شمس أف م مساء كل يوم بمتابعة كبيرة من قبل المستمعين , خلال ساعتين يطرح البرنامج أهم الأحداث في تونس بأسلوب مشوّق يمزج بين دسامة البرامج السياسية و الموسيقى الطربية للتخفيف من حدّة التشنّج و التوتّر بسبب سخونة الأحداث و مراعاة لتوقيت البرنامج .
يحظى برنامج ''حديث تونس'' على أمواج إذاعة شمس أف م مساء كل يوم بمتابعة كبيرة من قبل المستمعين , خلال ساعتين يطرح البرنامج أهم الأحداث في تونس بأسلوب مشوّق يمزج بين دسامة البرامج السياسية و الموسيقى الطربية للتخفيف من حدّة التشنّج و التوتّر بسبب سخونة الأحداث و مراعاة لتوقيت البرنامج .
من النقاط المضيئة في هذا البرنامج هي المنشطة مريم قفّال التي تتميّز بطلاقة اللسان و حسن الإعداد للبرنامج إضافة إلى تحلّيها بالمهنية و الحياد في الحوار مع ضيوفها . لكن مأساة هذا البرنامج الناجح و نقطة ضعفه الأساسية هي المحللين السياسيين المحيطين بمقدّمة البرنامج .
لقد تحسّرنا على ذهاب نصر الدين بن حديد و ما كان يقدّمه من إضافة و تحليل عميق دون جرعات إيديولوجية , أما هذان المحلّلان فلا يمتلكان الحد الأدنى من الحياد و الموضوعية و المهنية , ففي كل حصة لا يفوّتان فرصة انتقاد الحكومة و رموزها و لو كان رأي ضيف البرنامج غير ذلك , نقول ذلك ليس دفاعا عن حكومة فاشلة التي عليها تحمّل تبعات فشلها بل احتراما لاعلام نريده يليق بتونس الثورة . و قد تابعنا في حلقات سابقة كيف كان أحد ضيوف الحصة وهو السيد محمد الحامدي من المعارضة الوطنية يشهد بصدق رئيس الحكومة السابقة في مساعيه لتشكيل حكومة تكنوقراط باعتباره معنيا بالأمر , فإذا بالمحلل السياسي للحصة يشكك في الأمر . أما عند استضافة طارق الكحلاوي فقد تابعنا فصولا غير مبررة من التهجّم على الرجل و كأنه في محكمة عبر التشكيك في نضاليته – وهو ابن المناضل النقابي أحمد الكحلاوي –
لو مارسا نفس السلوك تجاه بقية الفاعلين السياسيين لوجدنا لهم عذرا لكن المصيبة أنهما يبالغان في اللطف و النعومة مع صنوهما الإيديولوجي .
من يسمع هؤلاء يتخيّل أنّه أمام مناضلان قد عرفا السجون و التشريد و التعذيب زمن المخلوع , و هما اللذان عاشا حياتهما في سكينة و كانا ناعمين مع بن علي و نظامه الفاسد . و اليوم يزايدان على المناضلين الحقيقيين بشكل مفضوح . قليلا من التواضع و لا تجبرونا على تغيير المحطّة , مع شكر خاص للإعلامية مريم قفّال التي ننصحها بأن تتحكّم أكثر في سير برنامجها حتى يكون ناجحا .
Comments
13 de 13 commentaires pour l'article 66364