في ذكرى النكبة

بقلم الأستاذ بولبابة سالم
يحي اليوم الشعب الفلسطيني و الأمة العربية و الإسلامية و أحرار العالم الذكرى الخامسة و الستين للنكبة { 15 ماي 1948 } . وهي مناسبة تصادف اليوم التالي لقيام دولة الكيان الصهيوني { إسرائيل } التي أُعلن عنها في 14 ماي 1948 .
يحي اليوم الشعب الفلسطيني و الأمة العربية و الإسلامية و أحرار العالم الذكرى الخامسة و الستين للنكبة { 15 ماي 1948 } . وهي مناسبة تصادف اليوم التالي لقيام دولة الكيان الصهيوني { إسرائيل } التي أُعلن عنها في 14 ماي 1948 .

هي قضيّة شعب , قضيّة وطن , هي أعدل قضية على وجه الأرض كما وصفها كل المنصفين في مختلف أنحاء العالم . لقد بدأت ماكينة الكذب و التضليل مع مؤسس الحركة الصهيونية تيودور هرتزل الذي طلب من السلطان العثماني عبد الحميد التنازل عن فلسطين لليهود و ابتدع أكذوبة – أرض بلا شعب لشعب بلا أرض – و عملت الدوائر الرأسمالية و اليهودية على مخطط لتهجير الفلسطينيين و شراء أراضيهم و انتشرت العصابات الصهيونية الإرهابية التي اتكبت أبشع الجرائم و المجازر المروّعة في حقّ الشعب الفلسطيني مثل عصابة شتيرن و الهاغانا و الأرغون فدمّرت أكثر من 500 قرية فلسطينية و أبادت أهلها كما هجّرت أهالي المدن و غيّرت أسماءها , و من ينسى مجازر كفر قاسم و دير ياسين و غيرها .
في 15 ماي 1948 بلغت مساحة الكيان الصهيوني بعد التقسيم 54 بالمائة من أرض فلسطين التاريخية . لم يكن المشروع الصهيوني مشروعا يهوديا خالصا بل كان مشروعا امبرياليا لزرع كيان سرطاني في قلب الوطن العربي لمنع قيام وحدة حقيقية بين شعوب المنطقة و زرع بذور الفتنة بين أقطارها عبر تنصيب حكّام خونة و عملاء للدوائر الغربية الإستعمارية إضافة إلى أنها كانت فرصة للأوروبيين للتخلّص من عقدة الذنب تجاه اليهود بعدما لحقهم من ألمانيا النازية فشجّعوهم على الهجرة تجاه ما سمّاه بارونات الحركة الصهيونية ب أرض الميعاد { فلسطين } .
يبلغ عدد فلسطينيي الشتات اليوم أكثر من 6 ملايين لاجئ , و يوجد العدد الأكبر منهم في الأردن { 3 ملايين } و سوريا { 600 ألف } و في بلدان أخرى عديدة بنسب متفاوتة . و يضمن القرار 194 الصادر عن الأمم المتّحدة حق العودة لكن يبدو أن الإتفاقيات الأخيرة لمنظمة التحرير الفلسطينية و خاصة اتفاق أوسلو قد ألغى هذا الحق, فبعد تتالي الهزائم العربية من حرب 1948 إلى حرب 1967 إلى حرب 1973 التي حطّمت فيها الجيوش العربية أسطورة الجيش الصهيوني عبر تدمير خط برليف الشهير في سيناء لكن القيادة العربية المتردّدة و المرتبكة التي جسّدها الرئيس المصري أنور السادات حوّل ذلك النصر إلى اتّفاقية مذلّة وهي اتّفاقية كامب ديفيد حيث أخرجت مصر من الصراع مع العدو الإسرائيلي .
ما ساهم في تأزّم تلك القضية العادلة هو القيادة الفلسطينية من خلال خلافاتها و صراعاتها و انقساماتها التي ساهمت فيها أطراف عربية , و حتى اتّفاق مكّة المكرّمة بين فتح و حماس الذي تمّ امضاؤه في أقدس مكان عند المسلمين قبل سنوات لم يقع احترامه . و يبقى تحرّر الشعوب العربية من حكّامها العملاء و الخونة و المتواطئين كفيل بدحر هذا الكيان اللّقيط , و قد استطاع حزب الله اللبناني أن يصمد 33 يوما في وجه الجيش الإسرائيلي و يدمّر أسطورة دبابة الميركافا و أجبر مئات الآلاف من الإسرائيليين على النزول إلى الملاجئ . هذا حزب في دولة لبنانية صغيرة فماذا لو تتوحّد امكانيات الأمّة كاملة لتحرير القدس الشريف .
كاتب و محلل سياسي
Comments
10 de 10 commentaires pour l'article 65198