إنفصام الشخصية: هل هو وباء ما بعد الثورة

<img src=http://www.babnet.net/images/8/infisamchakhsia.jpg width=100 align=left border=0>


كريم السليتي

بعد دراسة متأنية لواقع فئة التونسيين المعادين للدين و القيم الاجتماعية و للأخلاق و المُثل و التي أغلبها ينتمي إلى صنف العلمانيين و أضم إليهم بعض المصلين من المعادين للالتزام و الاستقامة، لاحظت أن لواقعهم الاجتماعي و سلوكهم الأخلاقي تأثيرا كبيرا على آرائهم و على انخراطهم اللامشروط في حرب التشويه على المسلمين المستقيمين و في انضمامهم إلى كتائب الصد عن سبيل الله.

فوجدت البعض ممن أدمن الخمر يُلبس عليه الشيطان أن قلبه أصفى و انقى من عامة المسلمين و من المتدينين خصوصا. فهل يعقل أن تكون القلوب العامرة بذكر الله و التي تخشى عقاب الله أسوأ من القلوب التي مُلئت بالمعاصي و الشهوات و التكالب على الدنيا و الزهد عن الآخرة ؟ قد يقول البعض بأنه حر في ما يأتيه من أفعال و الله حسيبه، أنا لا أتحدث عن الفعل بحد ذاته بل بتأثير الفعل على مواقفه، و مواقف المقربين منه (زوجته ، أبناؤه، والديه) الذين قد ينخرطون في نفس الجوقة دفاعا عنه.






ووجدت بعضهن يرفضن الحجاب بسبب عقدة النقص تجاه المرأة الغربية، و نتيجة الفهم المظهري القاصر لمعنى الحداثة فتراها تقول أنا غير متحجبة لكني أفضل أو أكثر تدينا من المتحجبات المتخلفات و تنعتهن بأبشع النعوت. هي حرة في عدم اقتناعها أو ضعف إرادتها في وضع الحجاب ، لكن الخطير هو الدخول في منطق التبرير و تنزيه الذات و اتهام من نجح في تثبيت نفسه على الحق.
و منهم من يصلي و ينقطع و لا يستطيع الثبات على الاستقامة فتراه من حقده على الذين ثبتهم الله يشوه سمعتهم و يبحث عن زلاتهم، و يفعل كل ما في وسعه للتشهير بهم، ليظهرهم بمظهر النفاق.

وهناك فئة كبيرة ، تهزها الرياح يمينا و شمالا و شرقا و غربا، لم تعي بعد في أي اتجاه تذهب و أي سلوك تسلك، إذا أحسن الناس أحسنوا و إذا أساء الناس أساؤوا.

و الفئة الأخطر هي تلك التي تريد فرض وصايتها على التونسيين، فرض قيم الشذوذ و السقوط الأخلاقي و الفساد المالي ورفض كل دعوة للخير و الاستقامة. هذه الفئة التي تدعي الانفتاح و الحداثة هي الأكثر تطرفا و انغلاقا على توجهاتها الفكرية، و رفضا لمبدأ الاختلاف الذي هو سنة الله في هذا الكون.

هذه من أمراض القلوب التي ابتلي بها الكثير من التونسيين، الذين لا يقفون مع أنفسهم وقفة محاسبة و مراجعة و عودة إلى الحق. لكن أيضا أين هم أطباء القلوب الذين ينبهونهم ؟ و هل يقبلون نصحهم إذا وجدوا؟ فهؤلاء لا يرون في كل مصلح و داع للخير والأخلاق والاستقامة، إلا الشر المستطير، و النفاق و الجهل و... فكيف لمريض أن يشفى وهو يرى أن الطبيب خطر عليه؟

و كل هذه الأصناف لا أرى لها سوى أنهم ضحايا أنفسهم وضحايا تلبيس الشيطان عليهم . حتى أنهم صاروا يرون الخير شرا و الشر الخير. إنهم يرون في الروضات الإسلامية خطرا و في المواخير باب خير، لأنها بزعمهم تمنع انتشار جرائم الاغتصاب ، يرون في الرشوة سبيلا لتيسر الآمور العالقة، يرون في الدروس العلمية في المساجد خطرا على الشباب و يشجعون على الرقص و المجون بدواعي الترفيه عن النفس. يدافعون عن مدمني الخمور و المخدرات و الزناة و ينتقدون المتمسكين بالسنة، و المحافظين على شرفهم.


إن الحل يكمن في القضاء على هذا الانفصام في الشخصية و هذا النفاق الداخلي في العلاقة مع الله، فيجب أن يعي كل إنسان أنه لا يمكن أن تكون علاقته بالله ممتازة وهو يخالف أبسط ما أمر به الله و يصد عن سبيل الله و يحارب من هو على الاستقامة. و لا يمكن للإنسان أن يدعي بأنه أنفع للإسلام من غيره وهو تارك للصلاة مثلا و رافض للحجاب و كاره لكل ما يمت للتدين بصلة. على الإنسان أن يكون صادقا مع نفسه و أن لا يتقمص أدوار متناقضة، خاصة مع الله عالم ما في الصدور، و أن يكون له من التواضع ما يسمح له بقبول الاختلاف، و النصح إن لزم الأمر من الآخرين.



Comments


10 de 10 commentaires pour l'article 64508

AhmedPacha  (Tunisia)  |Jeudi 2 Mai 2013 à 17:16           
@ghost : trop poli ton commentaire. je suppose qu'après une telle intervention beaucoup de gens suivront tes pas

TITI2  (Tunisia)  |Jeudi 2 Mai 2013 à 14:48           
هناك إحصائيات قامت بها الأمم المتحدة سنة 2005أظهرت أن أكثر من 42بالمائة من التونسيين -و التونسيات- يعانون من اضطرابات نفسية ... و لهذا، فالثورة و الوضع الحالي في البلاد ليس لهما أي علاقة وثيقة بهذه الأمراض ...

Norchane  (Tunisia)  |Jeudi 2 Mai 2013 à 10:29           
كنتو في جهالتكم تنعمون وجات الثورة كل شي تفرش بديهيات وتساولات


و لاكن منكم نوعين

إلي ينعم في الجهالة وهو صادق هذاك يسمع ويبحث ويتسال ويصل إلى الحقيقة ويجد أتوازن مع نفسه ومع الآخرين حتى وإن كانو مختلفين في الراي

إلي عندو أحقاد وعقد ونقمة ورغبة في الانتقام مع إلي عند أهداف غير برية تلقاه يهبل من من يخالفه الراي ويحاربه بكل الوسايل ويتمسك"ضاهريا" بموقفه عنه يارا في ذلك فشلا أما بمانو اطلع على الموقف الآخر وحتى إقتناء به في "الباطن" فتجده يعيش هلا مقلقة وهي إنفصام الشخصية

Lazaro  (Tunisia)  |Jeudi 2 Mai 2013 à 06:15           
C'est un sujet délicat qui ne doit pas être traité par n'importe qui .

7asbiAllah  (Canada)  |Jeudi 2 Mai 2013 à 03:17           
@ tunisia (france)
بالله أش يهمّكم في الّي يسكر و الّي ما يصلّيش ولّي يحب الإسلام والّي ما يحبّاش. تولهوا بأرواحكم.. و صلّوا و سيروا أموركم كيف ما تفهموا إنتم الأسلام و اخطوا الكلوف. اشكون عطاكم وصيّة على الإسلام و على العباد ؟ الأنواع كيفك إنت و كاتب ها المقالة الرديئة أصحاب شخصيّة ضعيفة و ما عندكمش ثيقة في أنفسكم و تستعملوا في الدّين باش توهموا رواحكم أنّكم خير من بقية النّاس

7asbiAllah  (Canada)  |Jeudi 2 Mai 2013 à 03:04           
Vous n'avez qu'à publier l'"étude" dont vous parlez et la soumettre à la critique objective et rigoureuse. ce dont vous parlez sont en fait vos simples impressions et je souligne le mot "simples" et ajoute simplistes.

AbdelRahim  (Tunisia)  |Mercredi 1 Mai 2013 à 20:25           
À quel titre tu te permets de juger de la qualité et de la nature de la relation de tes semblables avec dieu ? tu les considère comme étant des malades, alors que c'est toi qui l'est et gravement. le commun des tunisiens, le tunisien moyen n'a aucun trouble de la personnalité. il vit sereinement son islam plus que millénaire et son héritage arabo-musulman, ainsi d'ailleurs que les nombreux et riches autres héritages que lui a légués sa
longue et prestigieuse sans aucun problème, sans contradiction et sans état d'âme particulier, en étant toujours tourné vers le progrès et le futur et il n'a pas besoin de leçon à recevoir en cela de personne. que les aigris, les déçus, les haineux, les complexés, les ignares, les ratés et surtout ceux qui cherchent à le faire régresser pour le replonger dans l'obscurantisme, le totalitarisme, le suivisme et le déni de l'intelligence n'y
pourront rien.

Norchane  (Tunisia)  |Mercredi 1 Mai 2013 à 15:52           

تترهدنو بلبس حجاب وتراها تتماشك ما صاحبها بوس وتعنيك، لخرى لابسة لبسة ""شرعية" أما شوف قداش متكلفة فلوس زيد هي المفروض ما تلفتش النظر خاطرها زاهدة في الحياة أما تراها عملة هجهذة في المكياج وتلعويكك ترمتها"سامحوني ما نعرفهاش بالعربية القحة"

زعما زعم زاهدين في الحياة وانتوما مكلين حقوق خادمة، تستغل في بويشات صغار إتخدمو فيهم في دياركم، إتفتنو بين الزملاء ، إتسبو وإتشهرو باعراض الناس

بربي شكون عندو إنفصام شخصية

أما عن ألي يعيتبرو رواحم كيفي أنا مسلمين صادقين ويرمون جانبا بمظاهر خداعة وتقاليد بالية وبليدة ف هم نزها ويعتبروا أنفسهم قدوة في دين الاسلام هم في تناغم تام ما أنفسهم ومع الله سبحان
أحاديثكم وتشاريكم هي من صنعكم وقراتكم وليست هي بمبادي أو قيام إسلامية حتى نعتبر زايغين عن ألدين يا طز حكمة

Tunisia  (France)  |Mercredi 1 Mai 2013 à 14:54           

نكره الحجاب و نحب الإسلام نكره منع الخمور ونحب الإسلام نكره منع العري ونحب الإسلام نكره إغلاق بيوت الدعارة ونحب الإسلام نكره النقاب ونحب الإسلام نكره معاداة الصهاينة ونحب الإسلام نكره الجهر بالشعائر الإسلامية ونحب الإسلام نكره قطع العمل من أجل الصلاة ونحب الإسلام نكره منع الفتاة من مصاحبة شباب ونحب الإسلام نكره منع الربا ونحب الإسلام نكره تعدد الزوجات ونحب الإسلام نكره منع الرجل من أن يكون له صاحبة ونحب الإسلام نكره من يكرهوا الكليبات الراقصة
ونحب الإسلام نكره من يريدون إغلاق الكباريهات ونحب الإسلام نكره تدريس مواد إسلامية في المدارس ونحب الإسلام نكره صوت الأذان في المساجد ونحب الإسلام نكره الاستيقياظ لصلاة الفجر والجماعة في المسجد ونحب الإسلام نكره منع المثليين من حريتهم المثلية ونحب الإسلام نكره تقيد الحرية الجنسية ونحب الاسلام نكره الاسلامين ونحب الاسلام نكره تطبيق الشريعة ونحب الاسلام نكره الخلافة ونحب الاسلام نكره اللحية ونحب الاسلام نكره انتقاد الشيعة لسبهم أم المؤمنين لأنها
حرية ونحب الإسلام نكره انتقاد الليبرالي الذي يتطاول على الذات الإلهية ونحب الإسلام نكره انتقاد العلمانية ونحب الاسلام .نكره اجتناب التشبّه بالكفار و نحب الإسلام .
النتيجة = نكره الإسلام ونحب الإسلام الآن فقط فهمت لماذا المنافقون في الدرك الأسفل من النار.

Momo1  (Tunisia)  |Mercredi 1 Mai 2013 à 14:31           
التشتت الذهني؛والظغط النفسي والمادي؟تسبب في عززل الفرد عن محيطه؟


babnet
All Radio in One    
*.*.*
Arabic Female