لماذا قويت الثورة المضادة بقلم أبو يعرب المرزوقي

<img src=http://www.babnet.net/images/7/rached-ghannouchi-beji-caid-sebsi.jpg width=100 align=left border=0>


أبو يعرب المرزوقي

كيف نفهم تردي النخب العربية ترديا حال دون من ولتهم الصدف قيادة مرحلة مابعد الثورة في أقطار الربيع العربي دونهم وإدراك المعطيات الجغرافية السياسية والحقائق التاريخية الحضارية فأهملوا المشروع الحضاري الطموح مشروع تحقيق الشروط التي تعيد الأمة إلى التاريخ الكوني وقصروا همهم في ما يزيدها تقزيما وابتعادا عن طموح أجيال النهوض والصحوة ؟ ما الذي يجعل قيادات الأمة في الأنشطة المقومة للوجود الإنساني في دويلاتها مقصورا همها على ظاهر من السلطان بأي ثمن حتى وإن أدى ذلك إلى مزيد الغرق في التبعية لمستعمر الأمس ؟





أحاول معالجة هذه المسألة بالانطلاق من الوضعية التونسية مثالا عينيا من الوضعيات العربية الأخرى. فتونس هي القطر العربي الذي بدأت فيه ثورة الربيع العربي بداية عللناها في أحد البحوث السابقة بمآل عملية التحضير المستبد. ذلك أن هذا التحضير المستبد بدأه الاستعمار و واصلته دولة الاستقلال فعمقت التبعية بصورة لم يكن الاستعمار نفسه يتخيل إمكانها. أصبحت التبعية تبعية بنيوية بعد أن كانت ظرفية في عهده: فهي قد صارت بعد الاستقلال تبعية مضمونية تشمل بعدي مادة العمران (الاقتصادي والثقافي) كما صارت تبعية شكلية تشمل بعدي صورة العمران (السياسي و التربوي). ومن ثم فهي قد آلت إلى غاية المأزق التاريخي الذي تعيشه بلاد العرب أعني الأزمة الحضارية التي هي أصل هذه التبعيات جميعا لكونها تمثل ما يشبه فقدان المناعة الروحية أو غريزة التهديم الذاتي.

وما كنت لأسهم في العمل السياسي لو لم أكن أتصوره علاجا لهذه التبعية. و ما كنت لأغادر العمل السياسي بلا رجعة لو بقي لي أدنى أمل في أن النخبة الحاكمة أو المعارضة في تونس تؤمن بجوهر الإشكال الذي تعاني منه الأمة أعني هذه التبعيات الأربع وأصلها أو بكلمة واحدة انحطاط الأمة. فبدون نخب تؤمن بمبادرة الإبداع المادي وشروطه وبمبادرة الإبداع الرمزي وشروطه وبجمع ذلك كله في تشكل تربوي وسياسي للكيان التاريخي للأمة لا فائدة من العمل السياسي الذي بات مشروطا بأن يتحول الحاكم والمعارض كلاهما إلى متنافسين على ترضية من يستمدون منه شروط البقاء في الحكم أو الوصول إليه بالتسول المادي (للقمة عيش شعب ربوه على ذل الطلب وكراهة الجهد و التضحية) والتنازل الروحي (شرط المستعمر هو التخلي عن مقومات الوجود الحضاري المستقل لكي يبقى على الحياة الاصطناعية للكيانات الهزيلة التي خلفها عندما أزال وحدة المكان والزمان والسلم والدورة المادية والدورة الرمزية للأمة): لذلك عدت إلى المجال الذي يمكن أن يكون له دور في بناء الأمة بعد أن تأتي أجيال تؤمن بشروط النهوض الحقيقي غاية للصحوة التي أصبح من يدعون تمثيلها أبعد الناس عن السعي إليها.

وليست هذه الحال بالأمر الخاص بتونس ونخبها. إنها بدرجات مختلفة حاصلة في جل البلاد العربية إن لم تكن فيها كلها وهي متناسبة طردا مع التحضير المستبد في هذه المجالات جميعا. فالنخب العربية عامة ونخب تونس خاصة صارت بأصنافها الخمسة الاقتصادية والثقافية والتربوية والسياسية والفكرية بما يحصل فيها و بواسطتها عالة على غيرها فمستمدة شرعيتها ليس من شعبها بل من ترضية من يوليها عليه بمقتضى الشرطين اللذين وصفت. ومن ثم فهي أهم عرض من أعراض مرض فقدان المناعة الروحية في الحضارة العربية الإسلامية التي بلغت غاية أزمتها فأصبحت ممثلة لأزمة البشريةكلها: التبعية المطلقة في كل شيء منتسب إلى مضمون الحضارة (الاقتصاد و الثقافة) وشكلها (السياسة و التربية) إذ هي لا تسهم في الإنتاج المادي والرمزي و لا في السعي لتحقيق شروط إمكانه بل هي تعمل كل ما تستطيع لتحول دون الأمة وتحقيق هذه الشروط التي تمكنها من ألا تبقى رهينة لمنتجات الأمم الأخرى ومبدعاتها ومن ثم فاقدة لكل علامات الوجودالسيد.
وعندما أقدمت على المشاركة في مجريات الثورة كان دافعي الأساسي الظن بأن الربيع العربي يمكن أن يمثل اللحظة الحاسمة التي قد تكون بداية التعافي فتؤسس لعودة الوجود المستقل والقائم بالذات بما قد ينتج عنها من شروع في توفير شروط التحرر من التبعية في هذه المجالات جميعا و بأيدي من يدعون تمثيل النهضة والصحوة إذا سعوا فارتفعوا إلى مستوى التحديات. لكني وجدت الأمر على خلاف ذلك: صار من يدعي تمثيل النهوض والصحوة بسلوكه وفكره ممهدا لنجاح الثورة المضادة إذ هم قد جعلوا الشعب الذي ثار ضد الاستبداد والفساد يندم على فعلته. وبهذا المعنى فتونس تمثل المحرار الحقيقي للوضع العربي كله من خلال ما يجري من صراع بين من يدعون تمثيل الثورة وخصومهم من ممثلي الثورة المضادة.

علل الاقتصار على رد الفعل
سبق أن كتبت في موقف ممثلي الثورة المضادة انطلاقا من تحليل ظاهرة السبسي الذي اختاروه زعيما لهم قبل تأسيس نداء تونس وبعده تحليلها بتأويل حكايته التي بدأ بها حكمه: حكاية التارزي الروماني وكسوة خروتشاف. ثم وصفت في محاولة لاحقة هذه الظاهرة بكونها فقاعة سريعة الفقع لو تم التعامل معها بمنطق يزيل ما تستمد منه معينها. لكن تنافر الثالوث الحاكم كان بسبب مزاجه اللاطبيعي. فليس لحليفي النهضة أدنى وجود فعلي في وجدان الشعب لغياب المرجعية الواضحة فضلا عن ضآلة الحضور الانتخابي. وسلوك مكونات الثالوث غلبت على قياداته السذاجة وحتى الرعونة فمكنت فقاعة السبسي الجوفاء من التحول إلى دمل جمع قيح كل المراحل السابقة من تاريخ تونس الحديث دمل قد يعسر بطه وهو على كل حال من عوائق النجاح الأساسية لأن حماة الثورة عامة ومن أنابهم الشعب لحكمه أو لمعارضة حكمه في المرحلة الانتقالية خاصة ليسوا على درجة من بعد النظر فيفهموا مقولة: الحيلة في ترك الحيلة.
جانبوا كل رشد في الحكم. ومثلهم فعل المعارضون. لم يكون الحاكمون فريقا يمثل تونس بل اكتفوا بالمحاصصة في إطار ما عندهم أعني لا شيء تقريبا فزادوا في صلف المعارضة التي بلغ سلوكها صبيانيات الأبناء المدللين خاصة والزوج الثاني من بنية ما تمت عليه الثورة لا يزال يصول ويجول قصدت حليف الاستبداد والفساد في كل تاريخ البلاد قصدت قيادات الاتحاد العام التونسي لاستغلال البلاد والشغالين. لم يفهم الفريقان أننا فلو فرضنا أنفسنا أمام تحد رياضي مثلا وأردنا أن نكون فريق كرة لنيل كأس عالمية -والنجاح في المرحلة الانتقالية أهم ألف مرة من أي كأس عالمية-هل كان يكفينا أن ننتخبه من ناد محلي أم علينا أن نأخذ أفضل ما يوجد في كل نوادي تونس.وقد حاولت إبراز صحة هذه القاعدة في بيت الحكمة. وكان ذلك قابلا لأن يعمم على كل المؤسسات بما فيها مؤسسة رئاسة الحكومة التي كان يمكن أن تستفيد من فرصة وجود خمسة رؤساء حكومة أحياء فتدعوهم للإسهام على الأقل بالمشورة والنصح لجعل المرحلةالانتقالية تتم بأقل التكاليف؟
لم يستبقوا الأحداث ليعدوا لها ما يستطيعون.اقتصروا على رد الفعل والتباكي على الماضي بفريق لا يوحد بين عناصره شيء عدا شراهة التحكم والتسيد والكلام غير المحسوب العواقب بعيدا عن كل فاعلية أو نجاعة. وما كان يمكن أن يكون بالمبادرة الحرة دالا على القوة أصبح بالتنازلات المضطرة دالا على الضعف وطريقا سريعة للحط من مهابة الدولة والحكم فلم يعد لأحد قدر لدى أحد و باتت القانون العام في الإعلام والحياة العامة قانون السفاهة والبلاهة: كان يمكن أن يكون الفريق الحاكم في المرحلة الانتقالية مؤلفا من أفضل ما يوجد في تونس حسما للخلافات والتشخيصات المرضية وربحا للوقت واقتصارا على علاج مسائل الانتقال دون الشروع في أكاذيب الإصلاح والتطهير و المحاسبة وهلم جرا من الدعاوى الممتنعة على من بيدهم شرعية مؤقتة وجزئية فخلطوا توهما بين الشرعية الانتخابية النسبية وبين شرعية الثورة المتجاوزة لها لكونها شارطة لها و معدة لما يتجاوزها حتما.
لكن ذلك لم يحصل بل هم عملوا ما استطاعوا لإطالة عمر المخاض في المجلس وفي الحكومة وفي الرئاسة حيث سيطر التردد و التلكؤ والتعلل بالتشاور في أروقة أحزاب ليس لها من النظام الحزبي إلا الاسم لأنها في الحقيقة فرق ونواد أكثر منها أحزاب بالمعنى المعاصر للكلمة. فتعفنت الأعراض وتزمنت الأمراض وتفتت أشباه الأحزاب في الحكم وفي المعارضة وتذررت الساحة بدلا من أن يحصل تجميع القوى لربح الرهان الذي هو دولي ومحلي في آن: أدخلوا البلاد في المعارك الزائفة وواصلوا العناد والتعثر مع جهل المآلات ومنطق الأمور طنا منهم أن من ينصح بعدم المبالاة بالمعيقات العرضية و الذهاب المباشر للغاية بمنطق الحرب الخاطفة يتجاهل ما يحاولون التركيز عليه في حين أنه يعتبر وقت علاجه لم يحن بعد. وبذلك أسهموا في تقوية الخصوم خاصة بما صاحب علاجاتهم من الكبر وقصر النظر وعدم التراتب القيادي في خوض المعارك السياسية حتى بات كل من دب وهب متصدرا الإحاطة بصاحب القرار الذي صار محجوبا عن رؤية الأمور بالرأي السديد يتنازعه الناصح البليد والمنفذ غير الرشيد لكأنهم جوق قطط جائعة تتناهش بقايا الثريد.

إن رفض علاج الأمور بأسبابها وعدم التركيز على الهدف الأساسي- أعني النجاح في تحقيق الانتقال الديموقراطي بأسرع ما يمكن حتى يأتي من يطهر و يحاسب بالقانون و الشرعية التي تستمد من جعل ذلك مضمون البرنامج الانتخابي للنوبة القادمة من المجالس النيابي فيعيد البناء على أسس من شرعية أقرها الدستور الجديد- مع تعطيل السعي لتحقيق أهداف الثورة تشعيبا بالصراع مع عرضي العوائق مثل معضلات الدستور الخلافية وسخافة إعادة انتخاب هيئة الانتخابات وتعطيل الهيئآت الممكنة من تسيير المرحلة الانتقالية في الإعلام والقضاء وغياب الحصافة التي أدت إلى إهمال الشرط الأساسي للإنجاز المؤثر في الرأي العام أعني وضع الإجراءات الظرفية في الدستور المؤقت (الذي لا ندري من أشرف على صوغه السخيف شكلا ومضمونا) للتغلب على العوائق الإدارية الموروثة عن العهد البائد وإجراءاته القانونية الحائلة دون التسريع في العلاجات المتنوعة التي كان يمكن أن توصل إلى حل المشاكل الأربعة الرئيسية:
الدستور
وآليات تحقيق الانتقال
والتنمية الجهوية
والتخفيف من البطالة.
كل ذلك ترك المجال فسيحا لمن يجيد استعمال الأوراق السياسية التي تنبني على توظيف الآليات البسيطة لعلم نفس الجماهير: والسبسي ليس له إلا هذه البراعةالشعبوية التي لعل أهم أدواتها هي لغة العروي وسماجة التنكيت البلدي. فأصل الخطة التي يتبعها أصحاب الثورة المضادة في كل أقطار الربيع العربي-وليس في تونس وحدها لأن كل البلاد العربية لها سباسيها- هو العلم بهذه الآليات البسيطة وتوظيفها لاستعادة المبادرة من الثورة. ذلك أنه من المعلوم أن الجماهير لا تريد عدم الاستقرار الطويل. ومن المعلوم كذلك أنها لا تصبر على التضحيات الثورية إلا في حدود ضيقة و آماد قصيرة خاصة إذا لم تكن قياداتها ذات كاريزما ورؤية واضحة توطدان ثقة الجماهير واطمئنانها. لذلك كانت أهم الأوراق الفاعلة في إنجاح الثورات هي الحسم السريع أو ما يمكن أن يمنع الخصوم من استعمال ورقة السلوك الساذج لعامة الناس أعني اللجوء إلى الماضي القريب هروبا من آلام المخاض الموالي لكل فعل ثوري. فكل الثورات تلاها تحصر شعبي مفاده الهروب من آلام المخاض وحال اللسان يقول: ليت الأمور بقيت على ما كانت عليه.
إن عموم الشعب لا يحركهم التغيير القيمي المنشود و العميق على الأقل في الوعي السطحي حتى وإن كان اللاوعي محكوما بها عندما تكون القيادات قادرة على إحيائه إحياء محركا للفعل التاريخي. فالذهاب إلى الغايات في العلاج من مطالب الخطط ذات النفس الطويل الخطط التي لا تنجح إلى بسلطان رمزي قوي يشد اسر الشعوب ويمتن عزم أصحاب النفس القصير. إذ كيف لمن يقتصر همه على تحسين نصيبه من الموجود قريب المدى –وهذه حال عامة البشر-حتى لو كانوا يعلمون أنه استبداد وفساد وتبعية أن يصبر على تغيير الشروط الذي ينتسب إلى المنشود بعيد المدى؟:
فالحرمان الدافع للفاعلية الثورية ليس حرمانا ينتسب إلى الشعور بغياب المثل العليا إلا للقلة من الصفوة وفي الثورات ذات المضمون الروحي كما حدث في ثورة الإسلام خلال بناء دولة الإسلام التي ربيت نخبها على الصبر والقناعة والسعي إلى تحقيق المثل العليا دون الاقتصار على إشباع الحاجات المباشرة: ثقافة التضحية و العمل الصبور الذي يهدف إلى تحقيق الغايات البعيدة. والمأساة هي أن القيادات نفسها في الربيع العربي ليس لها هذه الثقافة.
أما الأغلبية من الناس فالحرمان الذي يحركها هو حرمان ينتسب إلى الشعور بغياب السهم من الموجود على ما هو عليه أعني المصالح المادية التي حولتها التربية و الثقافة الاستهلاكية الفاسدة إلى مجال المنافسة الوحيد المنافسة التي ربي عليها جل الناس. لذلك ترى الفساد والاستبداد قد أصبحا خلق الغالبية كل في محيطه ومجاله ما جعل الثورة تعد عبئا على الغالبية لأنها حرمتهم مما كانوا يستفيدون منه من فساد واستبداد وخاصة أدوات فاعلية الدولة فيعمومها.
لذلك فالخطط السياسية التي تجعل الماضي القريب يصبح ذا بريق بالقياس إلى الحاضر الصعب بإطالته وتكثير إعاقات تجاوزه من الخطط الدالة على سوء التقدير خاصة إذا صاحبها النكير السخيف على هذا الماضي مما يغلب الالتفات إلى الماضي بدل الاشرئباب إلى المستقبل. إنها خطط ضررها أكبر من نفعها لذاتها فضلا عنها عندما تكون مرجعية صاحب النكير عليها مستندة إلى ماض أبعد منه ما يجعل سلوكه ليس تكريها للحاضر بل تشويها للماضي البعيد الذي يحتكم إليه: فالتجربة الإسلامية جعلت الإسلام جابا لما تقدم عليه لكل من التزم به ونحن لم نعتمد مبدأ الثورة جابة للماضي إذا التزم الناس بقيمها. لذلك كثروا من الأعداء وقللوا من الأصدقاء فنفروا حتى من كان من صفهم وباتوا أبعد الناس عن الإيمان بما يدعونه حتى أقدموا على ما لم يقدم عليه عتاة العداء لقيم الأمة من أجل المحافظة على الحكم الشكلي لأن الحل و العقد لا يزال بأياد خفية.
إن هذه المعادة البديل من المصالحة مع الماضي قريبه قبل بعيده مكنت الخصم من استغلال الهروب من آلام المخاض إلى ما تقدم عليه. والأمر يزداد سوءا إذا أضفت إلى ذلك تضييق الخناق على المنافسين الحقيقيين للخصم أعني ممثلي إيجابيات هذا الماضي فحلت دونهم ومصارعته ظنا منك أنك تستطيع بمفردك التصدي له نيابة عنهم بدل السعي لتوحيد الكلمة وتجميع القوى الوطنية دون تمييز. وذلك هو السر في المصالحة ذات خلق العفو عند المقدرة التي علمنا فتح مكة استعمالها من الرسول الأكرم وجربها مانديلا فنجحت.
ولأن مثل هذا الخلق غاب فلا عجب أن تتقوى ظاهرة نداء تونس فتنقلب الفقاعة إلى دمل سرطاني قد يجعل الاستبداد والفساد مطلوبين بعد أن ثار عليهما الشعب فوضع في محل النادم على ما فعل. فإذا علمنا أن هذه الظاهرة السرطانية يعززها ما يسود النخب بجل أصنافها من اصطفاف إليها بحكم تبعية جل هذه النخب إما مباشرة إلى مستعمر الأمس وثقافته أو بصورة غير مباشرة إلى تابعه الذي سوده سيده على الشعوب المقهورة بل و نوبه لسوسها بالوكالة. لذلك فهذه الظاهرة تحتاج إلى تحليل عميق وخاصة في أهم أبعادها أعني اصطفاف جل النخب معها وعلاقته بالسند الخارجي من قبل كل الذين ليس لهم مصلحة في نجاح الثورة عربا كانوا أو غربيين.
إن اجتماع هذين الأمرين في أصحاب الثورة المضادة مع الأخطاء التي لا تغتفر من قيادات الثالوث الحاكم جعل صفها يجد في السبسي المتحيل الأكبر يستعمل خطة أمدته قيادات الثالوث الحاكم بمضمونها الفعال والمتمثل في غرضين لا ثالث لهما:
فأما الغرض الأول فهو دعوى تمثيل القوى الديموقراطية شعارا يخاطب به الرأي العام الغربي الذي يولي ويعزل في ما عداه من العوالم بما له من قوة مادية ورمزية(مع أن خبرته كلها كانت مع الدكتاتورية)
وأما الغرض الثاني فهو دعوى توحيد التونسيين شعارا يخاطب به الرأي العام المحلي الذي بدأ يشعر بأن الجمع بين المعارك السياسية والحضارية أصبح يهدد النسيج الوطني (مع أن همه في الحقيقة هو حماية مصالح من كان مثله من خدم الأنظمة الفاسدة و المستبدة أعني أنظمة أبناء علي الثلاثة ابن علي الباي وابن علي بورقيبة وابن علي ابن علي)
والجمع بين هذين الدعويين هو ما يجعله قادرا على ادعاء الإصلاح المواصل للتاريخ التونسي الحديث بتحرير البورقيبية من هذين العيبين أعني الدكتاتورية والصراع الحضاري مع الهوية. جعلوه قادرا على توظيف هذين الغرضين فيزعم تخليص هذا التاريخ من الدكتاتورية ومصادمة الهوية مستغلا أخطاء خصومه الذين عملوا كل ما استطاعوا ليجعلوا تهمة القطع مع منجزات الماضي القريب ومعاداته وكأنها حقيقة لأنهم بسلوكهم وبخطابهم جعلوا الناس يعتقدون أنهم يسعون إلى محو الماضي القريب ومنجزاته مغلبين تصفية الحساب معه على البناء على إيجابياته.
إن عدم علاج الأمور بأسبابها يجعل النوايا الحسنة والسلوك غير المحسوب معينا لا ينضب لتقوية الخصوم والثورة المضادة معززين بذلك صفها إلى حد جعل من كانوا من المفروض أن يكونوا حلفاء الثورة وخصوما للثورة المضادة يصبحون مضطرين للانضمام إلى صفها هروبا من التضييق عليهم ممن توهموا الشرعية الانتخابية كافية لتكون حدا جامعا مانعا للثوار. وهذا الفهم الخاطئ حصر الشرعية الثورية في الشرعية الانتخابية ونسي أن الشرعية الأولى هي التي جعلت الشرعية الثانية ممكنة:
فقد كان ذلك بداية لإبراز الطابع الاصطناعي للحلفاء إذ تفجر الحزبان اللذان قبل قادتهما مقاسمة الحركة مسؤولية الحكم فانسلخ منهم جل قواعدهم.
ونفر الحلفاء الممكنين كالحال مع الكثير من الأحزاب التي لا يمكن لأحد أن ينكر دورها في الثورة بأن أبعد الذين ساهموا إيجابا مثل أحزاب اليسار والقوميين.
ولم يسع إلى استمالة من ساهم سلبا في الثورة بعدم مساندة النظام السابق أيام الثورة فقصر من عمره ما أبعد تونس عن المآل الذي عرفته ليبيا وتعرفه سوريا.
لذلك فمآل هؤلاء جميعا –إلا من آمن حقا بالثورة فجرا لنهوض الأمة وصحوتها-مآلهم المنتظر بات الحلف مع حزب الثورة المضادة الأكبر بعد أن أضفى عليه السلوك غير الحكيم لقادة حزب الحكم الأكبر تمثيل الحداثة والديموقراطية.




Comments


22 de 22 commentaires pour l'article 64229

Manari  (Tunisia)  |Samedi 27 Avril 2013 à 16:52           
يتساءل حبيب خذر :هل تونس إستثناء ؟؟

و نحن نجيبه بكل ثقة في النفس : نعم نحن إستثناء يا أيّها الغريب عنّا !!!!
كنّا إستثناء يوم ألغينا الرق سنة 1846 و كنّا أوّل من يبادر لذلك في بلاد المسلمين؛
كنّا إستثناء يوم أعلنّا دستورًا سنة 1861 و كنّا أوّل من يبادر لذلك في بلاد المسلمين؛
كنّا إستثناء يوم أطلقنا مجلّة الأحوال الشخصيّة سنة 1956 و منعنا الزواج العرفي
و زواج القاصرات و الطلاق الشفوي و غصب البنت علي من لا تريده زوجًا
و منعنا تعدّد الزوجات....و بقينا إلي اليوم إستثناء في منع تعدّد الزوجات
بعد أن تبعنا الآخرون في منع الرق و إنشاء الدساتير و إطلاق مجلّات
و مدوّنات للأحوال الشخصيّة تحمي المرأة و الأسرة..........

نعم يا حبيب خذر أنت تعيش في وطن إستثنائي يا صاحب مقولة " لنتّفق في البداية
أنّ المرأة إنسان" !!!!! هل تعلم ماذا كتب طاهر الحدّاد عن المرأة التونسيّة سنة 1929؟؟
كتب :" هي سائرة بالفطرة نحو المساواة التامّة مع الرجل كالنهر الجارف و لن يوقفها أحد" !!!
طاهر الحدّاد هو الآخر كان إستثنائي أنجبته أرض إستثنائيّة......إسمها تونس.
هل سمعت عنها يا مقرّر دستورها ؟؟!!!
أبو سوار

SOS12  (Tunisia)  |Samedi 27 Avril 2013 à 11:20           
ابويعرب
قبل استقالته باسبوع بدى في برنامج الجزيرة وتكلم غير ذلك

الا يــــــعلم ان اليساريين والقوميين يقودون الاتحاد ولن يقبلو ابدا

بمشروع سياسي واقتصادي ومشروع مجتمعي بالتوافق

ينادون بالانقاظ كلما دعـــــو الى المشاركة ويحسبون على رموز الدولة العميقة

فلسفة ابويعرب نظرية اكاديمية وليست واقعية مـــيدانية مجتمعية

Mandhouj  (France)  |Samedi 27 Avril 2013 à 10:50           
L’opposition, entre recherche du chaos et discréditations du processus démocratique, qui est l’otage ? ہ qui revient la solution ?
depuis le 14 janvier au soir les positionnements sur l’échiquier politique nous ont offert des logiques nettes.
• la logique rcdiste qui se résume, en deux possibilités : - la première était un putsch sur la révolution lors de la présence de mohamed gannouchi à la tête du gouvernement. résultat, échec et mat, vu el kasba 1 et 2, et l’appui de l’armée, au processus révolutionnairement. – 2ème possibilité : un repositionnement au sein de l’état, et là, le gouvernement bce s’en est bien charger. et le rcd à bien réussi son coup.
• la certitude du clan moderniste, rcdiste, gauchiste, que les islamistes ne gagneront pas les élections, et même ils ne gouverneront pas, a fait que le processus d’organisation des élections libres, transparentes, avec des résultats crédibles aux yeux de tous, réussissait. et tous les partis se sont impliqués de a à z.
• le refus du pdp de participer à un gouvernement d’union nationale avec ennahda à la tête, a annoncé le model d’opposition, à qui la tunisie doit s’attendre. un repositionnement de ce parti a été construit dans le cadre de son alliance avec le groupe afek tounis, afin de s’assurer de certains moyens et reconstruire son ancrage à droite. le pdp a payé cher cette recomposition, vu le départ de plusieurs cadres et militants du parti. et là le front
politique contre la troïka est devenu clair dans fre politique (mener un combat irrationnelle et machiavélique contre les institutions de l’état « continuer à bruler les postes de polices, les tribunaux, les anciennes archives… », contre l’économie publique et privée (grèves, sit in, créer les éléments de l’instabilité sociale –avec diviser les citoyens entre pour et contre les grèves…,-, favoriser par un discours politique dangereux et
irresponsable toutes formes d’insécurité (contre bande, économie parallèle, fabrication des rumeurs et des peurs…). le secteur du phosphate, l’investissement, le tourisme, ces trois secteurs ont payé cher. tout simplement la tunisie en 2012 a perdu entre autre au moins 50 000 voir bien plus en nombre d’emplois qui auront pu être crées par le secteur privé.
- grand nombre d’emploi perdu,
- un climat social qui ne fait pas des jaloux,
- un climat politique pourri, tiraillement, soupçons, fabrications des rumeurs et des peurs, … assassinat politique,
- demande publique de la dissolution de la l’anc,
- appel à l’aide de l’étranger (la france),
- l’étranger « l’europe et surtout la france » ont commencé à réviser leurs soutient. a qui va-t-il aller ? valse disait aux démocrates. qui sont ces démocrates ? évidemment, le front populaire et nida tounis, sans oublier eljoumhouri, elmobadara (et tout le reste de la société laïque et rcdiste. et là, la france a vite oublié, le passé pas très loin (zarkozy et sa ministre des affaires étrangère)… le peuple encore une fois a rappelé sa vision
des choses (…). des visites de certains ambassadeurs et ministres européens se sont succédées, pour réaffirmer le soutient (de l’europe, les usa, l’fmi…) à la transition démocratique en tunisie.
• l’opposition rcdiste, gauchiste, les dits modernistes… se sont attaqué aux soit disant l’état de qatar (nouveau colonisateur), et c’est la rien que pour couper la troïka de tout soutient.
• l’opposition joue très haut et le risque qu’elle soit laminée par les urnes est très probable. mais que fait eljoumhouri ?
eljoumhourie, se fait entendre sur la scène médiatique (plateaux télévisés…), mais on jouant profile bas.
en fait, eljoumhouri, il dit : la troïka n’a pas raison. les propositions qu’il propose, sont les meilleures, et il trouve suffisant pour se légitimer politiquement par des simples propositions. en fait il veut accéder au pouvoir par un appel salutaire, et non pas par les urnes. (il peut attendre). et puis il dit aussi, qu’il est contre le chaos, mais il soutient des agissements du front populaire. aussi il soutient la proposition de l’ugtt, et
surtout, il demande que tout le monde politique doive s’aligner sur cette proposition d’une centrale syndicale (le dialogue national).

1ère conclusion :
au vu de la réalité politique, sociale, économique, et les différents positionnements politiques, surtout, (nida tounis et le front populaire) –finir une fois pour toute avec la transition démocratique-, et la règle : c’est la fin justifie les moyens, on pourra conclure sans trop se tromper :


i- l'opposition fera tout pour que les résultats des futures élections seront irrecevables, même si la transparence soit claire et nette aux yeux de tout le monde. ةvidemment si ennahda demeurera aux résultats de ces élections la 1ère force politique.
ii- avant de dénoncer les résultats des élections, l'opposition fera tout pour qu'il n y aura pas des élections. et que les choses reviennent au 1er carré, le lendemain du 14 janvier 2011. donc à nouveau, une nouvelle transition. et là l'opposition joue très haut, car elle ne sait pas à qui elle s'affronte. cette opposition rcdiste et d'extrême gauche, alliées à vie, cherche tout simplement le chaos. et là c'est le troisième point qui
s’impose dans cette analyse.
iii- dans la logique des agissements des rcdistes et du front populaire, on ne pourra comprendre qu'une seule envie: le désire de militariser le soit disant le combat social, surtout dans le bassin minier. et puis fur et à mesure constituer des poches d'affrontement militaire un peu partout dans le pays.
iv- cependant, on sait à l'avance, les positionnements, du rcd, du front populaire, on connait aussi, le positionnement des partis qui tiennent à la réussite du processus démocratique. mais le positionnement des partis type eljoumhouri... reste incompréhensible pour le moment. dans les pires des cas, il se proposera vis-à-vis de l’étranger comme, une troisième voie sûre. sauf que le numéro inconnu, et qui va décider dès les premières heures des
affrontements (s’il y aura affrontement), de l'issu du combat, reste et demeure le peuple (la classe populaire et la classe moyenne), sachant que par moment de crise majeure, ces sont tout le temps alliées (la classe moyenne et la classe populaire).
v- qui sera l’otage ?
- la vie économique,
- le peuple souffrira un peu plus, mais étant donné, la gravité de l’enjeu, s’il le faut il descendra dans la rue pour mettre fin à toute imbécilité politico/idéologique (rcdiste/trotskiste/bassiste/nationaliste-bizarroïde). et en final la démocratie triomphera et le politiquement propre prendra sa place dans le discours et les actes de l’ensemble de la société démocratique. l’économie retrouvera ces mécanismes les plus appropriés, dans le sens
de construire la nouvelle tunisie, avec plus de justice sociale et moins d’exclusion. ben ali harab. mandhouj tarek.

Hammmmma  (Tunisia)  |Samedi 27 Avril 2013 à 10:19           
معلم:شرح دقيق و واقعي جدا للوضع

Rafael  (Tunisia)  |Samedi 27 Avril 2013 à 02:41           
خلينا من النخب و الاحزاب الاخرى و العلمانيين الخ..اخي ابو يعرب انا اشتغل في قطاع البناء و يوميا اجالس العملة البسطاء الزواولة في الشوانط..والله العظيم كلهم ناقمين على الثورة و يحننون لبن علي لانهم يعتبرونها سببا في تردي اوضاعهم الحياتية من غلاء المعيشة و الفوضى و انعدام الامن و خاصة نقص كبير في العمل مقارنة بالسابق و كلهم يحبو السبسي يرونه المنقذ ولي بش يدور الدولاب. باستثناء البعض من المتدينين لم اعد ارى احد مساند للثورة ولي ينكر الحقيقة هذي هو
من يعيش في عالم ثوري خيالي

MOUSALIM  (Tunisia)  |Vendredi 26 Avril 2013 à 22:02           
آدم عهدت له مهمة مستحيلة وهي بناء الهرم الانساني المعرفي في صمت في حين استأثر ابليس من المحاصصة بالاعلام ولا شيء غير اعلام العار والتفنن في ارباك آدم على بناء الهرم الأكبر بالدسائس والحرب النفسية مجمعا كل الأكاذيب والتظليل وخدع الكاميرا الخفية ليدفع نحو الشجرة المحرمة والتاريخ يسجل الانتصار المؤقت لابليس على النخبة المعرفية رغم حملها و تعلمها للأسماء كلها ....

Directdemocracy  (Oman)  |Vendredi 26 Avril 2013 à 19:29           
حتى و ان انطفأت جذوة الثورة في قلوب النخب المحبطة و المحببطة اصلا فهي لا تزال متقدة في قلوب الناس و سيقلب الشعب الطاولة على كل من تسول له نفسه العبث ومحاولة العودة الى ما قبل 14 جانفي....

Amir1  (Tunisia)  |Vendredi 26 Avril 2013 à 18:42           
ملخص المقال: تونس شعب تعود بالفساد مصاب بنداء السرطان تحكمه ترويكا فاشلة
واتحاد يستغل الدولة والشغالين.
والنخب "المستنيرة" مثل الدكتور مستقيلة عاجزة تنتظر الوقت المناسب

Tounsi  (France)  |Vendredi 26 Avril 2013 à 18:34           
ياخي وين البجبوج ماطلعش علينا منذ إسبوعين؟

Moula7edh  (Tunisia)  |Vendredi 26 Avril 2013 à 18:19           

لأن الحكومة لم تغلق قنوات الردة و تحاسب أصحابها
قنوات وفية للنظام السابق و عميلة لبلدان أجنبية مثل نسمة و التونسية و كذلك الوطنية, أما موزييك و شمس فمازالتا تحت تصرف الطرابلسية


Wildelbled  (United States)  |Vendredi 26 Avril 2013 à 18:07           
الشعب التونسي هو في مفترق طرق، يرى كل ما هو حضاره وحلم الحاة ال يتأتيه من الغرب بكل بهرج وأضواء ولكنه لم ينس ماضيه الحضاري والثقافي والديني والتاريخي ، وهنا أتى دور الحكومه والمعاضه وكلاهما يجذبن حوه بخطابه اسياسي، وكلاهما نسي حقيقة لامناص منها من قام بهذه الثوره؟ إنه الشعب البسيط وهو القادرعلى إسقاط الحكومه ولمعارضه في نفس الوقت

Fikou  (Tunisia)  |Vendredi 26 Avril 2013 à 18:05           
ان الجماهير التونسية التي انهكتها انظمة الحكم الفاسدة هي اليوم متعطشة لان ترى الحاكم الجديد وهو يسرع في خطواته ليخدم هذه الجماهير الواسعة ليعيد. اليها حقوقها المسلوبة وكرامتها المهدورة بعد ان ملت الانتظار مما دفعها لان تندفع إلى الانفجار ولم تعد لديها مزيدا من الصبر ولذلك فهي تامل من قادة المشهد السياسي في السلطة والمعارضة ان يرتقوا بهموم الوطن والمواطن بما يتفق واحلامه الكبرى التي زين بها ازهار وورود الربيع العربي
اننا بامس الحاجة الى رجال حكم يجعلون مصلحة الوطن هي الاعلى وان ننسى مكاسبنا الشخصية والحزبية كذلك ولو لفترة قصيرة من الزمن

Celtia  (France)  |Vendredi 26 Avril 2013 à 17:55           
La révolution est une belle jeune fille violé par des obsédés sexuel et ensuite ils lui ont imposé un mariage coutumier arrangé pour s'emparer de sa dote.
il faut renvoyer tous ces charlatans et refaire la révolution sans tous ces profiteurs.

Alichebbi  (Tunisia)  |Vendredi 26 Avril 2013 à 17:53           
Un marzouki en cache un autre ,franchement cette analyse est formidable tellement elle est nette ,claire et sans bavure ;merci docteur marzouki

Foued  (France)  |Vendredi 26 Avril 2013 à 17:51           
Ce qu'on appelle la contre révolution est rendu possible par la volonté farouche de rached gannouchi et son clique de la confisquer ,pour eux tout les coups sont possibles pour garder le pouvoir,la démarche de ennahda est tout faut dès le début,il ne fallait pas prendre le pouvoir après les élections de2011,les attentes des tunisiens sont énormes et personne ne peut les résoudre à court terme,la deuxième faute et là c'était celle de tout les
partis susceptibles de gagner les élections,consistait à croire au chiffre de 2 millions de membres de l'ex rcd,le gâteau paraissait énorme et tout le monde voulait sa part,mais si ce chiffre était vraie qui avait fait la révolution pour faire partir benali,il aurait ètè plus simple de signer une loi à l'anc stipulant que tout ceux qui avait des responsabilités importantes dans l'ancien régime ne peuvent exercer pendant un législature,le
temps que la justice fasse le tri,aujourd'hui c'est trop tard ,ces ex pétrifié par la faute de l'incompétence,la mauvaise fois ,l'hypocrisie du discours nahdaouiste sont devenus des concurrents pour ceux qui sont au pouvoir,la solution à ce sujet épineux peut se faire par referendum,laissez le tunisiens décider,l'anarchie dans laquelle s'enfonce le paye ,la vie qui devient très chère ,la constitution qu'on attend depuis 20mois,tout ça
a fait perdre tout crédit aux gouvernant,les tunisiens ont cru se débarrasser de la dictature,de la corruption,ils héritent d'une vie très chère,d'une anarchie dans le paye et surtout d'un cahier de route très vague et très flou,on ne sait pas si élection il y'aura,et si oui quand? et avec quelle garantie pour son bon déroulement puisque le parti de gannouchi veut imposer ses propres conditions pour être sure de la gagner avec respect du
vote des tunisiens ou sans.

Ledemystificateur  (Tunisia)  |Vendredi 26 Avril 2013 à 17:35           
Ou est la revolution?quelles sont les mesures revolutionnaires prises?on ne voit que des larbins des colonialistes,pouvoir et groupuscules d'opposition bidon reunis,heureux de sauter comme des cabris au cou des emissaires des sionisto-croisés,pour les embrasser,chaque fois qu'ils entrent chez nous comme on entre dans un moulin pour transmettre leurs diktats.

UlyssWarrior  (France)  |Vendredi 26 Avril 2013 à 17:21           
الأنظمة الفاسدة و المستبدة أعني أنظمة أبناء علي الثلاثة ابن علي الباي وابن علي بورقيبة وابن علي ابن علي ....

MSHben1  (Tunisia)  |Vendredi 26 Avril 2013 à 17:17           
@احزاب الترويكا
انا خبير الاستراتيجيين اكلمكم من الجهة القانونية في ما يخص نية احزاب الترويكا في المشاركة في الحوار الوطني بمبادرة الاتحاد و انصحكم ان لا تشاركوا فيها اولا هو لا يمثل الدولة ثانيا هو ليس حزبا بل مؤسسة ثالثا هو لا يمثل الشرعية و رابعا هو دخل في المؤسسات فهلكها . فأقول استراتيجيا للترويكا و خاصة النهضة لا تشاركوا فانه سيدور عليكم بعد ان جركم اليه . ان اراد هو ادرة حوار فليدره بجماعته و ان ارادت الرءآسة بما انها تمثل الدولة فلها ذلك بمن اراد الحضور
و ان اراد التأسيسي بما انه الاطار الشرعي الاعلى فله ذلك بمن اراد الحضور و لو كانوا كلهم يريدون مصلحة تونس فباستطاعتهم اجراء حتى 20 مؤتمر وطني فكلها تكون ذات فائدة ان كانت نياتهم صادقة . و ان كانت نياتهم سيئة و قرروا الانقلاب على الشرعية فالبلاد كلها بنهضتها و سلفييها و جهادييها و وطنييها معا مع الشرعية و هذه المرة ان حدث و انقلبوا فتثبت الثورة الشرعية الشرعيين و ستكنس المنقلبين و سيثبت العمل بالشريعة على الطريقة الثورية بما انهم انقلبوا على
الديمقراطية .

انا ديمقراطي الديمقراطيين اقول من ينقلب على الشرعية سيكتوي بنار الانقلاب عليها و على الشرعية . اطار التعايش الوحيد هو الشرعية و لا اطار غيرها . انا mshben1.

Laabed  (Tunisia)  |Vendredi 26 Avril 2013 à 17:15           
مقال يشتم فيه نداء تونس بالقيح و الدمل و السرطان و السوس و هي تعكس نفسية هذا المريض المتأسلم الذي زعَكته النهضة و لكنه مازال عنده امل في رضاها

UlyssWarrior  (France)  |Vendredi 26 Avril 2013 à 17:06           
لا تشتري البجبوج الا والعصا معه
ان النداء و التجمع لانجاس مناكيد
(المتنبي بتصرف)

Charif  (Tunisia)  |Vendredi 26 Avril 2013 à 16:54           
Bravo bravo bravo

Langdevip  (France)  |Vendredi 26 Avril 2013 à 16:54           
Excellent


babnet
All Radio in One    
*.*.*
Arabic Female