إستهداف المرزوقي وخطة إعادة إنتاج الديكتاتورية

<img src=http://www.babnet.net/images/7/marzoukile22.jpg width=100 align=left border=0>


بقلم عادل السمعلي

حين تم الاعتداء بالضرب على الدكتور المنصف المرزوقي في إعتصام القصبة بتاريخ شهر فبراير 2011 لم تكن حادثة االاعتداء عرضية ولا عفوية ولا تمثل موقف الجموع المحتشدة لإسقاط حكومة محمد الغنوشي الاولى بل إن ذلك كان إمتدادا لما فعله االرئيس المخلوع

بالدكتور المرزوقي




فحين تحدى المرزوقي الرئيس الهارب وتقدم بترشحه للإنتخابات الرئاسية سنة 2004 لم يكن هناك خيار للمخلوع إلا أن يؤجر بعض المرتزقة االذين كانوا يتابعون تحركات وسكنات هذا المنافس الرئاسي الغير مرغوب فيه وكانوا كل ربع ساعة أو نصف ساعة يقتربون منه و يبصقون عليه ويكيلون له ما طاب لهم من السباب والشتم في الشارع وأمام المارة وذلك في نطاق الحرب النفسية و القمع المنهجي الذي كان بن علي يتفنن في ممارسته على خصومه مما أجبر المرزوقي الى مغادرة البلاد و طلب اللجوء السياسي بفرنسا وقيادة المعارضة من المهجر.

ونحن إذ ننطلق من حادثة فبراير 2011 لنبين للرأي العام التونسي والعربي أن ما حدث وما يحدث من إستهداف وتقزيم منهجي ومتعمد للرئيس االمرزوقي وهو رئيس شرعي ومنتخب لأول مرة في تاريخ تونس إنما هو إمتداد وتواصل لممارسات بن علي الهارب الذي غادر .البلاد وترك وراءه من يقوم بمواصلة هذه المهمة القذرة

إن الاعتداء بالضرب على المرزوقي وسط تغطية إعلامية غير مسبوقة قبل عامين من إنتخابه رئيسا شرعيا لتونس لم يكن مصادفة فالمتابع للشأن التونسي قبل الثورة يعلم جيدا أن المرزوقي هو المرشح الاوفر حظا من بين الشخصيات المعارضة لتولي منصب الرئاسة
ومن هنا تأتي الضربة الاستباقية لإهانته أمام الناس والايهام بأنه غير مرغوب فيه من طرف الجماهير وقد تمادت وتواصلت هذه الاهانات والتشويهات بعد توليه منصب الرئاسة بل نكاد نجزم أن وتيرة إستهداف المرزوقي تسارعت وتضاعفت بطريقة جنونية بعد إنتخابه كأول رئيس شرعي لتونس وكل ذلك تحت شعار الحرية والديمقراطية من أطراف نعلمهم لا يؤمنون لا بالحرية ولا بالديمقراطية وتاريخهم الموثق يشهد بذلك.

إن المجال لا يتسع لإستعراض مئات الاشاعات والاخبار الزائفة وتحريف الكلم عن مواضعه التي أستهدف المرزوقي من قبل اللوبيات الاعلامية والمالية التي تربت في حضن المخلوع بن علي وبين رجليه ولكننا سنكتفي بالتعرض لمسألة الصلاحيات المحدودة التي زكموا بها أنوفنا وضجوا بها رؤوسنا لتفهموا جانبا من آليات عمل
الثورة المضادة الحريصة كل الحرص على الرجوع بنا الى المربع الاول مربع النظام الاستبدادي.

لقد كان بورقيبة ديكتاتورا مثقفا وكان بن علي ديكتاتورا جاهلا جهولا وكانت لهما صلاحيات غير محدودة لا في الزمان ولا في المكان فقد كان كليهما في فترة حكم تزيد عن نصف قرن من تاريخ تونس الحاكم بأمره الذي لا يناقش ولا يراجع ولا يرد له قرار وكانت أبواق الدعاية تقدم الحاكم المتجبر على أساس أنه يحيي ويميت وهو على كل شيء قدير فقد نزعت صفات الالوهية والربوبية والوحدانية وسبغت على الحكام الطغاة المتجبرين وهذا هو نفس الاعلام برموزه ومرتزقيه وشخوصه الذي كان يسبح بحمد الحاكم هو نفسه من أوكلت له مهمة تحقير وتقزيم الرئيس المنتخب والشرعي المنصف المرزوقي وهو المناضل زمن الاستبداد وصاحب الكتب والمؤلفات التي لا يستطيع أن يكتب أي رئيس عربي ولو فقرة منها

لقد كان من الحكمة والتبصر أن يتم إختيار رئيس تونسي محدود الصلاحيات بعد 60 سنة من القمع و الإستبداد حتى لا يتجبر كسابقيه وحتى تصبح مؤسسة الرئاسة مؤسسة إجرائية كغيرها من مؤسسات الدولة لا مؤسسة قمعية تنكل بالشعب وتعتدي على حرمات الافراد والجماعات ولكن هذا الامر لا يعجب ولن يعجب اللوبيات الاعلامية والمالية التي مازالت تتحكم في أجهزة الدولة والتي تمثل الدولة العميقة أو ما يسميه البعض حكومة الظل لأن هؤولاء يمثلون طبقة من المرتزقة كانوا يتمعشون ويستفيدون من نظام القمع والاستبداد ويختفون وراء مؤسسة الديكتاتورية وأن وجود رئيس منتخب وذو صلاحيات محدودة ومؤطرة يقضي على آمالهم في مزيد الفساد والاستثراء على حساب الشعب وأنهم بذلك يختفون وراء الأحد الأحد الذي لا يرد له أمر ولا قرار أحد.

لقد إنتهجت بعض وسائل الاعلام المرتبطة تاريخيا بمنظومة بن علي وأصهاره خطة تحريرية منهجية واضحة المعالم فكل من يسب أو يشتم الرئيس المرزوقي فهو الضيف المبجل والوجه البارز والمحلل البارع ويمكن له أن يسكن في مقر الاذاعة أو التلفزة صباحا ومساءا بدون إيجار وأما من يقول كلمة حق في هذا المجال يتم نعته بالتزلف والتملق في الوقت الذي نعرف جميعا أنهم هم أنفسهم من وضعوا أسس وفنون التزلف والتملق لمدة تزيد عن نصف قرن وورثوا ذلك كابر عن كابر.

إن وجود رئيس منتخب ذو صلاحيات محدودة في المكان والزمان هو بمثابة ضربة في مقتل لأصحاب النفوذ و المصالح فهل فهمتم الآن لماذا يصفون الرئيس المنتخب ب (المخبول ) و (الطرطور) و (لا يحكم في ملابسه) إنها خطة حزب بن علي حزب التجمع المقبور لإعادة إنتاج ديكتاتور جديد فهم بأمس الحاجة لخلق ديكتاتور واسع الصلاحيات يتخفون وراءه لمواصلة عمليات السرقة والنهب واللصوصية لا للأموال والعقارات فقط بل أيضا للوعي الجمعي التونسي.



Comments


13 de 13 commentaires pour l'article 63661

Clubiste97  (Tunisia)  |Mardi 23 Avril 2013 à 10:15           
Mr marzouki doit défendre nos 3000 ans d'histoire, il doit donné au qatar sa vrais valeur qui ne dépasse pas une station service.

Wadi1  (Canada)  |Samedi 20 Avril 2013 à 03:44           
Marzougui a perdu de sa crédibilité depuis qu'il a commencé à fleurter avec les khwanjias!
un vrai démocrate ne devrait jamais s'allier aux obscurantistes qui sympathisent avec les américanosionistes et qui placent leurs partisans dans la haute fonction publique et infiltrent l'armée, la police et la gendarmerie.

Mandhouj  (France)  |Vendredi 19 Avril 2013 à 22:06           
Ben ali harab. les partis qui travaillent jour et nuit pour que la dictature revient, ils n'ont pas compris que ben ali harab. mais voila ben ali harab. il a eu peur, c'est un voleur. ben ali harab. mandhouj tarek.

Dinos  (Tunisia)  |Vendredi 19 Avril 2013 à 08:46           
"إذا ما افتك اليسار السلطة بالانقلاب فلينتظر المشانق"
هذا ما قاله المرزوقي واغضب اليساريين الذين شرح زعيمهم حمة الهمامي خطة الانقلاب بجريدة الشروق الجزائرية ولم يحصى بالتغطية الاعلامية الموضوعية اللازمة له بتونس
المرزوقي كان صريحا وشجاعا لذلك غضب الجبناء والمخادعون من الإعلاميين بتونس نعم لينتظر اليسار والتجمعيون المتحالفون معه أياما سوداء إذا ما لم يحترموا انفسهم

Ammar  (Tunisia)  |Jeudi 18 Avril 2013 à 22:32           
Moncef marzouki est un grand intellectuel écouté et respecté de par le monde... en orient et en occident... sauf dans les médias de ben ali et auprès d'une certaine "élite" qui n'ont appris que les insultes et la calomnie, pour la simple raison que moncef marzouki est un homme incorruptible qui ne s'est jamais vendu à l'ancien régime...

Srettop  (France)  |Jeudi 18 Avril 2013 à 11:27           
@omda1462
الدكتاتورية تنتج عن عدم احترام القانون سواء كان النظام رئاسيا أو برلمانيا. فدكتاتورية هتلر، مثلاً، نتجت عن نظام برلماني. فالمهم إحترام القانون، ولا دخل لنوعية النظام في ذلك

Wildelbled  (United States)  |Mercredi 17 Avril 2013 à 18:02           
المصلحه الشخصيه طغت على المصلحه الوطنيه، وذاك ما ولد حكومة الظلَ أو الثوره المضاده

SOS12  (Tunisia)  |Mercredi 17 Avril 2013 à 17:03           
Dr.marzouki

*un intellectuel, auteurs d'ouvrages .
*scientifique de métier
*académique et dh.
*supporter des libertés civiles et de la magistrature
*tendance démocrate modérée et conjugale avec l'identité; cette option est l'origine des problématiques avec les hadathistes dupliqués.
*trahi par des membres de son parti et deux cadres limogés de la présidence.
*la médiocrité des médiatises n'a jamais cessé de le cibler pour le pousser à sortir de l'alliance pour l'isoler et l'arracher.

sa popularité reviendra bientôt à la motion de censure contrairement au croyance des provocateurs.

Alichebbi  (Tunisia)  |Mercredi 17 Avril 2013 à 16:37           
Dans les prochaines élections le docteur marzouki sera réélu président de la république avec une majorité écrasante,ennahda et le cpr ramasseront plus des 2/3 des électeurs ,l'ensemble de cette pseudo opposition récoltera se qu'elle est entrain de semer cad:le vent

Tounsiakahaoua  (Tunisia)  |Mercredi 17 Avril 2013 à 15:44           
يريدونا رئيسا للدولة على هيئة بن علي لأن مفهومهم للهيبة هو مفهوم دكتاتوري وسؤالي هو لماذا عندما يقوم الرئيس المرزوقي بخطاب خارج البلاد وخاصة بأروبا يصفقون له طويلا فهل أن تفكير الرئيس وهو يتكلم بلغة أجنبية أفضل من تفكيره وهو يتكلم باللغة العربية

Omda1462  (Tunisia)  |Mercredi 17 Avril 2013 à 14:57           
@srettop
الرئيس الامريكي لا ييصطتيع ان يمًرر امرا الا بموافقة الكنغرس و مجلس الشيوخ الامريكي

Momo1  (Tunisia)  |Mercredi 17 Avril 2013 à 13:42           
جيوب؛الردة؛والمعارضة؛الورقية؛يجمعهما؛رابط؛واحد؛هو؛الخوف؛؛؟؟ابناء؛المخلوع؛يخشون؛على؛مصالحهم؛ويخشون؛لمحاسبة؛في؛حين؛ترتجف؛المعارضةالتي؛وصلت؛في؛حافلة؛البقايا؛لصاحبها؛بن؛عاشور؛وجماعته؛كلما؛تذكرت؛الإنتخابات؛المقبلة؛؟؟لذلك؛اصبحت؛كل؛الطرق؛ممكنة؛لضر؛المنافس؛؛مهماكان؛لونه؛؟؟؟وسيتواصل؛المسلسل؛المكسيكي

Srettop  (France)  |Mercredi 17 Avril 2013 à 13:11           
لو كانت هناك علاقة بين صلاحيات الرئيس والدكتاتورية لكانت الولايات المتحدة من أكبر الدكتاتوريات في العالم


babnet
All Radio in One    
*.*.*
Arabic Female